صدى البلد
جيوش الوطاويط تسكن القصور المهجورة وتلتهم الزروع ليلا
اهالى القرية: لابد من تدخل الجهات المسؤله لانقاذنا من كارثه صحية وبيئية محتملة
السادات: نحتاج لتدخل المحافظة ومساندة الحمله الشعبية لمواجهة المشكلة
كتبت منار محمد
حاله من الرعب تسود أرجاء قرية طوخ دلكا بمركز تلا بعد الهجمة الشرسة التى تمارسها الخفافيش المختبأه بالمنازل والقصور القديمة والتى ترجع فى إقامتها إلى مئات السنين حيث هجرها سكانها وتحولت تلك القصور العريقة إلى أوكار للوطاويط والخفافيش حتى انطلقت على الاهالى تسومهم سوء العذاب وحولت حياه أهالى القرية إلى جحيم لا يطاق.
انتقلنا إلى القرية المنكوبة لرصد تفاصيل أبشع سيناريو مخيف لحالة الفزع والرعب التى تنتاب الأهالى بسبب انتشار ذلك الحيوان المرعب وتهديده للزرع والضرع وتكدير حياه المواطنين.
بداية يقول محمد أنور السادات نائب الشعب السابق عن مركز تلا- أنه فور علمنا بحجم المشكله قررنا كجمعية السادات الاهلية رفع حالة الاستعداد للدرجه القصوى بالتعاون مع أهالى القرية والوحده المحلية للتصدى فى مبادرة لتعظيم مفهوم العمل الأهلى لمواجهة الوطاويط التى انتشرت وتمركزت بصورة خطيرة بالمناطق والقصور المهجورة بشكل يدعو للقلق وهذه بلا شك تراكمات لسنوات طويله من الإهمال والتقصير فى جوانب العمل المجتمعى.
وقال أحمد عبد المعبود-موظف-ما إن يحل علينا الليل حتى تبدأ فصول المعاناة وتنتشر الخفافيش فى أسراب لتلتهم المحاصيل الزراعيه والثمار الناضجة ببساتين ومزارع القرية حيث فوجئنا أن هناك نقصا فى المحاصيل الزراعية على غير المعتاد كما ظهرت حالات العطب على الثمار فى ظاهرة تحدث للمرة الأولى بالقرية وساورتنا حاله من القلق والذهول فالمحاصيل الزراعية مهدده وبترقب البساتين ليلا فوجئنا بالكارثه المدوية.
وأشار على البهجى-من الشباب-أن الظاهرة انتشرت بشكل مخيف حيث استوطنت تلك الخفافيش داخل أرجاء المنازل المهجورة وأصبحت تمثل مشكلة كبرى لأهالى القرية خاصة من المزارعين لتهديد الثروات المحصولية الخاصة بهم على المدى القريب وقد قمنا كمجموعات من الشباب بتكوين ائتلافات للتصدى للظاهرة المرعبه بجهودنا المتواضعة إلا أن الماساه تتطلب تضافر كافة الجهود من جانب الأجهزة الرسمية بالمحافظة وعلى رأسها الصحه والبيئة والزراعة لتلافى الكثير من المشكلات التى قد تنجم عن هذه الظاهرة .
ويقول المهندس محمد اسماعيل أبو منصور –رئيس الوحده المحلية لقرية طوخ دلكا-أنه وردت لنا شكاوى عديده ومتكررة من الاهالى من انتشار الخفافيش بالقريه بصورة غير عاديه تدعو للقلق خاصه مع حلول الظلام حيث يفاجأ الاهالى بذلك الطائر يغزو المنازل بوجهه القبيح ناصبا اجنحته على جدران المنازل وباعداد مريبه تبعث مشاعر من الخوف والهلع وبدأنا نبحث عن أهم مناطق توطن ذلك الطائر فكانت المفاجأه المذهلة أنها اتخذت من عدد من القصور الأثرية القائمة بالقرية منذ مئات السنين أوكارا بعد ان هجرها اصحابها .
وأضاف أنه أبلغ المسئولين لاتخاذ الاجراءات اللازمة إلا أن الروتين والبطء فى اتخاذ القرارات الهامة كان حجرة عثرة أمام تحقيق خطوة على طريق الأمان لمزيد من طمأنة المواطنين لكن ذلك لم يحدث واخذت تلك الوطاويط فى الانتشار وبكثافة مرعبة أمام ضعف امكانات الوحدة المحلية .
واشار إلي أنهم يستخدموا فى اعمال الحمله الشعبية للتطهير ماده الفورمالين القاتلة لرش أوكار الخفافيش للقضاء عليها إلا أن الاعداد تبين أنها مهوله ولن تجدى حمله شعبية فى الخلاص من ذلك الخطر فنحن فى أمس الحاجه إلى تبنى حملة قومية للقضاء على تلك الطيور ولو على الاقل بالمناطق السكنية حمايه لأرواح الاهالى وصحتهم العامة .
ويقول غازى داوود-مسئول تحسين البيئة بالوحدة المحلية-أن هناك بعض القصور الاثرية تمتد على مساحات شاسعة من الأفدنة وجميعها مهجورة منذ قديم الأزل ولم يعد اصحابها يعلمون عنها شيئا حتى تحولت إلى أوكار تتكاثر فيها الخفافيش حتى أن كثير من الأهالى أحاطوا نوافذ منازلهم والشرفات الخاصة بها بالاسلاك الشائكة منعا لاقتحام أسراب الوطاويط المخيفة لمنازلهم مع حلول الليل وعلى أي حال فنحن مستمرون بامكانياتنا الضعيفه فى اعمال المكافحه حتى نهاية شهر أكتوبر القادم لنتوقف مع حلول الشتاء.
ويصف محمد ابراهيم احد العمال المشاركين فى الحملة مشاعره الحقيقية حيال المشكله قائلا:أنه حقا أمر غاية فى الرعب والفزع فمنذ بدأنا أعمال المقاومة لم أكن أتخيل أن أعداد الخفافيش بالقرية تصل إلى ذلك الحد المرعب فالمنازل القديمة والقصور المهجورة بعضها يمتد على مساحة نصف فدان وبعضها الآخر أقيم منذ عام 1923 وإلي الآن أصبحت مجرد واجهه للتاريخ لكننا لم نكن نتخيل أنها مع مرور الزمن تحوى بداخلها ذلك الخطر الداهم على حياتنا جميعا .
ويؤكد سامى فاروق –مسؤل بجمعيه السادات الخيريه بالقريه-أننا قمنا بتاجير الأدوات والمعدات المستخدمة فى أعمال التطهير ومقاومة الخفافيش بالتعاون مع متطوعين من الأهالى والمسئولين بالوحدة المحلية للقرية ثم بدأت قرى أخرى بمركز تلا تستغيث بنا للتصدى لتلك الوطاويط التى بدأت فى الظهور المكثف ليلا وتتسبب فى مشكلات عديده بها ومنها قرية كمشيش والتى كانت أبرز مواطن الإقطاعيين قديما حيث امتلأت المنازل القديمة بالوطاويط المؤذيه للزروع والانسان .
من جهه أخرى ناشد أهالى قرية طوخ دلكا المسئولين بمحافظة المنوفية التدخل العاجل لتوفير كافه الجهود للقضاء على ذلك الخطر المرعب والذى اصبح يمثل حاله من الذعر لدى الجميع حفاظا على البيئة والصحه العامه للمواطنين.