المصريون
أنور عصمت السادات
عام 2008 عام جديد وصفحة بيضاء لم يسطر أحد فيها بعد كلمة ... سواء طيبة أو غير طيبة .. والحمد لله ان عام 2007 قد ولي وانصرم !! ولكن هل لدينا رغبة في فتح الملفات القديمة ... وفتح قضايا خاسرة ... وغير مفهومة ... !!
عام 2007 وما قبلة من أعوام ستة مرت وعدت علي شعب مصر كأنها عاصفة محملة بالاتربة والغبار وحبات الرمال الصغيرة ... تعمي العيون . وهي . أشد من رياح الخماسين علي مصر ... ورياح الخمسين نحن نعرفها ونعرف توقيتاتها ونعرف متي تنتهي ... ونتقي آثارها ... اما الاعوام الستة الماضية ... لا نعرف كيف نتقي آثارها وعقاباتها المتلاحقة علينا ونوبات الرياح التي كانت تهب علينا في موجات متلاحقة من الغلاء ومن قضايا فساد ومن اهمال واستهتار بمقدرات شعب وصل به الحال ان يبحث عن الحد الادني للحياة الكريمة وسط مظاهر غني وثراء فاحش ..لافراد معدودة ...
والقضية – وان كانت في ظاهرها قضية وطنية مصرية - الا انها لها جذور ليست بالبعيدة فمنذ أحداث 11 سبتمبر اللعينة عام 2001 والعالم أصبح غير العالم ... وضاعت قوميات كثيرة وسط تهديدات أمريكا ورغبتها في اذلال العالم وعقاب من تجرأ ونسف مبني التجارة العالمية بنيويورك ..
تحركات القوات الامريكية الي الشرق الاقصي والشرق الاوسط ... ورفع أسعار البترول ... أغلق فرص الرزق التي كانت متاحة قبل تلك الاحداث ...وسدت كافة منافذ السعي لاكتساب الرزق ... تحت مسميات مكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة ، وتهدديات أشك في صدقها ...
فرض سياسة القوة ... شيء معروف منذ قديم الازل ... ولكن أسلوب أمريكا فرض سياسة القوة بالسلاح وبالاقتصاد معا .... تجويع الشعوب ووضعها تحت خط الفقر أصبح هدفا يسعي اليه الساسة الامريكان ....
أمريكا أولا وثانيا وثالثا ... وقبل كل شيء ..
امريكا لم يعد امامها منافس منذ تسعينات القرن الماضي .. ولم يعد هناك من تخشاه ... وتحسب له ...
الاقتصاد العالمي ... محرك ووقود السياسة ... او العكس .....أختلفت توجهاته وانعكست علي دول الشرق الاوسط بصفة خاصة .... بعد هجمة 11 سبتمبر الشهيرة .... التي أحدثت انقلابا في الرؤيا السياسية للغرب تجاه دول التراث الحضاري .... وأصبح ذات اتجاه واحد .. هو الصالح الامريكي فقط ... وما بعده ،، الطوفان .... كما يقال .....
وأصبحنا نحن كأمة عربية ننتظر الي ما تجود به أمريكا وترتضي ان تعطيه لنا كمعونة وكمساعدة .. مشروطة كانت أو غير مشروطة ....
حتي البترول لم يعد يشفع لنا امام التقدم العلمي والاقتصادي الذي انتهجته امريكا واوروبا .. وأصبحت علي قمة الهرم الاقتصادي العالمي ... وبات هذا السائل الاسود ذو قيمة متدنية بالمقارنه بالتقدم العلمي في النواحي الاخري .. ويكفي ان نعرف ان ميزانية دولة اوروبية مثل أسبانيا تعادل ميزلنيات الدول العربية كلها مجتمعة .. بما فيها امتلاكها الثروة البترولية ..!!.. هذا عن أسبانيا ... فما بالنا بأمريكا ....
مشروع واحد من مشروعات تصنيع طائرة جديدة في أمريكا ... يعادل ميزانيات عدة دول عربية مجتمعة ... مجرد مشروع واحد لانتاج طائرة جديدة واحد من الطائرات !!!! فاذا الغت أمريكا واحدا من مثل تلك المشروعات وتبرعت بقيمته لدول الشرق الاوسط لاصبحت دول غنية !!! فاين نحن ؟؟؟
ليس للاحباط أتكلم وأكتب 0.. ولكن لننير الطريق ونتعرف علي امكانياتنا المتواضعة – جدا بالمقارنة بالاخرين .... الذين يفرضون علينا ماشاءوا لهم ان يفرضوه ..!!
ولكن هناك أملا ... فهم ينظرون للمستقبل ولا ينتظرون المفاجئات ... ويخططون له بدقة ... لذا كان تهافتهم علي امتلاك الثروات والعقول مهما كلفها الان من جهد ومال ونفوذ ....
نعم السائل الاسود لم يعد له هذا السحر القديم ... ولكن لابد لهم من السيطرة علي البقية الباقية منه لصالحهم .... ولماذا لا تخاطر وتجاهد وترسل جنودا للعراق وافغانستان والي كل مكان به بعض من تلك الثروات المدفونة تحت الارض ... ولا يعلم أصحاب الارض شيئا عنها !!
اذا فلنعود الي أوطاننا ونعيد صياغة المستقبل بالفكر المتفتح وتصحيح الاخطاء المتراكمة .. وعإادة اكتشاف انفسنا وأرضنا .. وتثبيت المباديء القومية في انفسنا قبل ان ننشرها علي الاخرين ...
بقايا الوطن ... كثيرة .. ولم تنته ثرواته وكنوزه ...فقط ، تحتاج الي من يعيد اكتشاف هذا الوطن المظلوم ...
و نشرت ايضا فى
حزب الوسط الجديد بتاريخ 27-1 2008
أنور عصمت السادات
عام 2008 عام جديد وصفحة بيضاء لم يسطر أحد فيها بعد كلمة ... سواء طيبة أو غير طيبة .. والحمد لله ان عام 2007 قد ولي وانصرم !! ولكن هل لدينا رغبة في فتح الملفات القديمة ... وفتح قضايا خاسرة ... وغير مفهومة ... !!
عام 2007 وما قبلة من أعوام ستة مرت وعدت علي شعب مصر كأنها عاصفة محملة بالاتربة والغبار وحبات الرمال الصغيرة ... تعمي العيون . وهي . أشد من رياح الخماسين علي مصر ... ورياح الخمسين نحن نعرفها ونعرف توقيتاتها ونعرف متي تنتهي ... ونتقي آثارها ... اما الاعوام الستة الماضية ... لا نعرف كيف نتقي آثارها وعقاباتها المتلاحقة علينا ونوبات الرياح التي كانت تهب علينا في موجات متلاحقة من الغلاء ومن قضايا فساد ومن اهمال واستهتار بمقدرات شعب وصل به الحال ان يبحث عن الحد الادني للحياة الكريمة وسط مظاهر غني وثراء فاحش ..لافراد معدودة ...
والقضية – وان كانت في ظاهرها قضية وطنية مصرية - الا انها لها جذور ليست بالبعيدة فمنذ أحداث 11 سبتمبر اللعينة عام 2001 والعالم أصبح غير العالم ... وضاعت قوميات كثيرة وسط تهديدات أمريكا ورغبتها في اذلال العالم وعقاب من تجرأ ونسف مبني التجارة العالمية بنيويورك ..
تحركات القوات الامريكية الي الشرق الاقصي والشرق الاوسط ... ورفع أسعار البترول ... أغلق فرص الرزق التي كانت متاحة قبل تلك الاحداث ...وسدت كافة منافذ السعي لاكتساب الرزق ... تحت مسميات مكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة ، وتهدديات أشك في صدقها ...
فرض سياسة القوة ... شيء معروف منذ قديم الازل ... ولكن أسلوب أمريكا فرض سياسة القوة بالسلاح وبالاقتصاد معا .... تجويع الشعوب ووضعها تحت خط الفقر أصبح هدفا يسعي اليه الساسة الامريكان ....
أمريكا أولا وثانيا وثالثا ... وقبل كل شيء ..
امريكا لم يعد امامها منافس منذ تسعينات القرن الماضي .. ولم يعد هناك من تخشاه ... وتحسب له ...
الاقتصاد العالمي ... محرك ووقود السياسة ... او العكس .....أختلفت توجهاته وانعكست علي دول الشرق الاوسط بصفة خاصة .... بعد هجمة 11 سبتمبر الشهيرة .... التي أحدثت انقلابا في الرؤيا السياسية للغرب تجاه دول التراث الحضاري .... وأصبح ذات اتجاه واحد .. هو الصالح الامريكي فقط ... وما بعده ،، الطوفان .... كما يقال .....
وأصبحنا نحن كأمة عربية ننتظر الي ما تجود به أمريكا وترتضي ان تعطيه لنا كمعونة وكمساعدة .. مشروطة كانت أو غير مشروطة ....
حتي البترول لم يعد يشفع لنا امام التقدم العلمي والاقتصادي الذي انتهجته امريكا واوروبا .. وأصبحت علي قمة الهرم الاقتصادي العالمي ... وبات هذا السائل الاسود ذو قيمة متدنية بالمقارنه بالتقدم العلمي في النواحي الاخري .. ويكفي ان نعرف ان ميزانية دولة اوروبية مثل أسبانيا تعادل ميزلنيات الدول العربية كلها مجتمعة .. بما فيها امتلاكها الثروة البترولية ..!!.. هذا عن أسبانيا ... فما بالنا بأمريكا ....
مشروع واحد من مشروعات تصنيع طائرة جديدة في أمريكا ... يعادل ميزانيات عدة دول عربية مجتمعة ... مجرد مشروع واحد لانتاج طائرة جديدة واحد من الطائرات !!!! فاذا الغت أمريكا واحدا من مثل تلك المشروعات وتبرعت بقيمته لدول الشرق الاوسط لاصبحت دول غنية !!! فاين نحن ؟؟؟
ليس للاحباط أتكلم وأكتب 0.. ولكن لننير الطريق ونتعرف علي امكانياتنا المتواضعة – جدا بالمقارنة بالاخرين .... الذين يفرضون علينا ماشاءوا لهم ان يفرضوه ..!!
ولكن هناك أملا ... فهم ينظرون للمستقبل ولا ينتظرون المفاجئات ... ويخططون له بدقة ... لذا كان تهافتهم علي امتلاك الثروات والعقول مهما كلفها الان من جهد ومال ونفوذ ....
نعم السائل الاسود لم يعد له هذا السحر القديم ... ولكن لابد لهم من السيطرة علي البقية الباقية منه لصالحهم .... ولماذا لا تخاطر وتجاهد وترسل جنودا للعراق وافغانستان والي كل مكان به بعض من تلك الثروات المدفونة تحت الارض ... ولا يعلم أصحاب الارض شيئا عنها !!
اذا فلنعود الي أوطاننا ونعيد صياغة المستقبل بالفكر المتفتح وتصحيح الاخطاء المتراكمة .. وعإادة اكتشاف انفسنا وأرضنا .. وتثبيت المباديء القومية في انفسنا قبل ان ننشرها علي الاخرين ...
بقايا الوطن ... كثيرة .. ولم تنته ثرواته وكنوزه ...فقط ، تحتاج الي من يعيد اكتشاف هذا الوطن المظلوم ...
و نشرت ايضا فى
حزب الوسط الجديد بتاريخ 27-1 2008