مصر العربية
- البرلمان لن يعطل قرارات الرئيس ومستحيل سحب الثقة منه
- النور لن يحصل على أكثر من 30 مقعد في البرلمان
- الرئيس لا يشعر بتأثير الأحزاب ولما نقوى هيتعملنا ألف حساب
- السيسي يغضب لانتقاده من باب "مستهلش كده"
- حقوق الإنسان تتراجع ونحن بحاجة لشرطة قوية في خدمة الشعب
- البرلمان سيكون منبر لأخذ حقوق الناس ومحاسبة المخطيء
- انتخابات البرلمان ستعيد التوازن والاستقرار للبلاد
- حزب النور لن يحصل على أكثر من 30 مقعدا في البرلمان
- يجب دمج الأحزاب بحيث لا يزيد عددها على 10
- الرئيس لديه انطباع أن الأحزاب ضعيفة وغير مؤثرة
- السيسي توسع جدا في إصدار القرارات والقوانين في غياب البرلمان
- هناك أحزاب وكتل تدفع أمولا لبعض المرشحين أصحاب الثقل لينضموا إليهم
- البرلمان " هيفرمل" حكم الرجل الواحد وسيكون شريك في كل القرارات
- رفقاء السيسي العسكريين أهل ثقته والأكثر قربا إليه
- السيسي أقرب للسادات من عبد الناصر
- السيسي حقق نجاحات كبيرة لا ينكرها أحد على المستوى الخارجي
- أتوقع أن يشهد 2016 موجة غضب بسبب الأوضاع الإقتصادية
قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تنتابه مسحة من الغضب بسبب توجيه الانتقادات له رغم ما يبذله من جهد لتحسين أوضاع البلاد والسفر لدول العالم لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل للشباب، خاصة وأن الشخصية العسكرية كالرئيس تعتز بنفسها ويصعب عليها أن تتقبل النقد بعد هذا الجهد من منطلق " ماستاهلش كده، مفيش متشكرين، كتر خيرك".
وأضاف السادات، في حوار لـ " مصر العربية"، أن الرئيس باعتباره كابن للمؤسسة العسكرية يعتمد في بطانته على أهل الثقة من رفقائه العسكريين الذين تربى معهم وهم الأكثر قربا إليه، ولكنه يعتمد أيضا على الكفاءات والمجالس العلمية والمتخصصة، مشددًا أن دولة الرجل الواحد وضع مؤقت ويجب ألا تستمر وأن البرلمان سيحاسب المخطأ وإلى نص الحوار.
تقييمك للمشهد السياسي بعد 30 يونيو؟
لا شك أن المشهد بعد 30 يونيو شابه الكثير من التخبط نتيجة للظروف الاستثنائية التي مرت بها الدولة والصراع مع جماعة الإخوان المسلمين وتصارع القوى السياسية مع بعضها البعض، وظل الوضع مرتبكا حتى اُنتخب الرئيس عبد الفتاح السيسي فبدأت تحدث انفراجة في بعض الأمور ، وربما يكون المشهد أكثر استقرار بعد انتخاب البرلمان لأنه سيكون قادر على أن يكون شريكا في الحكم ويخلق مبادرات تعيد التوازن للبلاد.
ما هي توقعاتك عن البرلمان المقبل؟
الناس كلها متشككة في تكوينة وتركيبة البرلمان، وأتوقع أن يضم في أغلبه نواب ممن كانوا ينتمون للحزب الوطني، ولا اتوقع أن يحصل حزب بعينه على الأغلبية، أما تيار الإسلام السياسي ممثلا في حزب النور فلن يحصل على أكثر من 30 مقعد.
رغم أن النور أكثر التحالفات تماسكا حتى الآن؟
نعم..لأنه يواجه صعوبات عديدة على رأسها الإرهاب يؤثر على شعبيته حتى وإن لم يكن له ذنب في ذلك، فالشعب أصبح مشحونا منذ تجربته القاسية مع جماعة الإخوان المسلمين وبالتالي ستكون فرصه قليلة في نجاح أعضائه المرشحين للبرلمان.
وهل دخول أعضاء الوطني المنحل لمجلس النواب يعيدنا لبرلمان 2010 ؟
مستحيل العودة للوراء لأن نواب الوطني استوعبوا الدرس جيدا مما حدث لهم، وهم يدركون أن الناس لن تسمح مرة أخرى بالتجاوزات لذا لن يعرضوا أنفسهم لأي نواع من المواجهة مع الشعب، وأتوقع أنه سيكون هناك تغير كبير في تصرفاتهم وسلوكهم إذا نجحوا في دخول البرلمان القادم.
لماذا فشلت بعض الأحزاب في التوحد تحت مظلة واحدة؟
لأن بنية الأحزاب ضعيفة وغير مستقرة ومعظمها بها انشقاقات وانسحابات، وبعض محاولات التحالفات والدمج في القوائم الانتخابية فشلت بسبب سعي كل حزب للانضمام لقائمة في حب مصر، لأن لديها فرصة كبيرة في الفوز.
ولماذا فشل الاندماج بين قائمة في حب مصر والجبهة المصرية؟
حدث خلاف على عدد ممثلي الجبهة المقرر ترشحهم على القائمة وطريقة اختيار المرشحين، فالقائمين على إدارة قائمة في حب مصر يريدون أن يختاروا ما بين الأسماء المقدمة من الجبهة، فيما تريد الأخيرة ألا تدخل القائمة في اختيارتها ولكن هناك محاولات لإعادة الاندماج.
هل ستنعكس هذه الخلافات على البرلمان .!؟
قد تؤثر هذه الخلافات على أداء البرلمان خاصة فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات ومراقبة الحكومة، ولكن ربما يكون هناك نوع من المرونة والحرص على نجاح الرئيس وعدم المعارضة والمشاغبة لأن الجميع يدرك أن مصر في خطر .
وماذا عن دور الحكومة في تقوية الأحزاب؟
لا نستيطع تحميل الحكومة المسؤولية، فالأجهزة الأمنية كانت شماعتنا وحجتنا أيام مبارك بأنها تخنق الأحزاب وتضييق عليها، ولكن الحقيقة أن العيب فينا نحن فليس لدينا رؤية وقدرة على تفاعل الناس معنا، ويجب أن نتحمل المسؤولية حتى نتسعيد ثقة الناس فينا.
وكيف تستعيدون ثقة الناس؟
لابد أولا من دمج الأحزاب التي تجاوز أعدادها فوق الـ 100 حزب بحيث لا يكون على الساحة السياسية أكثر من 10 أحزاب، والعمل على جذب شرائح من الشباب وضمها لعضويتها، من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة والعمل على تنويع وسائل التمويل بطرق غير تقليدية لضمان الانفاق على المرشحين وأنشطة الحزب في كافة المحافظات.
الرئيس اجتمع بالأحزاب منذ فترة.. فكيف تعامل معكم؟
الرئيس حين يجتمع بالأحزاب يستمع إليهم ويهتم بهم ويدير الحوار بطريقة محترمة جدا، ولكن في النهاية لديه انطباع مثل أغلب الشعب أن الأحزاب غير مؤثرة وقوية، فهو يتعامل معها على أنها ضمن أسس الدولة الحديثة ولكن لا يشعر بدورها وتأثيرها في الشارع، ونحن نتحمل مسؤولية ذلك، فحين نصبح أحزاب قوية ذات تأثير تصبح كلمتنا مسموعة و"يتعملنا ألف حساب".
رأيك في مطالبة البعض بتوسيع صلاحيات الرئيس ؟
أرفض إجراء أي تعديل بالدستور، رغم أنني غير راضي عنه تماما ولكن إذا فتحنا باب التعديل لن ننته ويجب أن يٌغلق أي حديث عنه حتى مرور عامين على الأقل من انعقاد مجلس النواب، فلدينا مهام ومسؤوليات أخرى لها الأولوية.
وهل في الصلاحيات الواسعة للبرلمان تهديد لسلطة الرئيس كما يرى البعض؟
البرلمان سيكون شريك في السلطة التنفيذية ولكن لن يعطل قرارات الرئيس ولن يهدد سلطته، حتى أن المادة التي تجيز للبرلمان سحب الثقة منه من المستحيل تطبيقها لأنها في غاية الصعوبة.
كيف استخدم الرئيس سلطة التشريع؟
الدستور أعطى له الحق لإصدار القرارات والقوانين في غياب البرلمان لكنه توسع فيها جدا، وللبرلمان حق أصيل في مراجعتها.
هل مدة الـ 15 يوم الأولى من انعقاد البرلمان كافية لمراجعة كافة الصادرة في غيابه؟
بعض فقهاء القوانين قالوا إن المادة 156 غير ملزمة لأن مصر تمر بظروف استثنائية، وآخرون ألزموا تطبيق المادة، ونحن جاهزين في كلتا الحالتين ونعد حاليا برنامج تشريعي على رأسه مراجعة بعض القوانين مثل التظاهر والإرهاب والخدمة المدنية.
رأيك في لجوء بعض المرشحين للرشاوي الانتخابية لشراء الأصوات؟
ظاهرة شراء الأصوات تحدث دائما و عبر الأزمنة ولكن المواطنين أصبحوا أكثر وعيا ويعلمون جيدا من سينتخبون، " المصيبة السوداء" أننا الآن أمام ظاهرة أكثر غرابة هي شراء المرشحين، فهناك أحزاب وكتل تدفع أمولا لبعض المرشحين ذو الثقل لينضموا إليهم، ولابد أن تتخذ اللجنة العليا للانتخابات موقف صارم من ذلك .
وما خطورة المال السيسي على البرلمان ؟
سيتضح خطورته من خلال ممارسات وسلوك هؤلاء الأعضاء الذين سمحوا لأنفسهم أن يُشتروا من البداية فماذا سيفعلون إذن داخل البرلمان.
كيف ترى حال المعارضة في عهد السيسي؟
لا يوجود معارضة لأنه ليس هناك حكومة ولا برلمان فحين يتشكل مجلس النواب سنرى الأحزاب المعارضة والموالية للحكومة، ولكن هناك بعض الأصوات التي تأخذ موقف معارض للرئيس هي تعلم أن الحياة ليست وردي ولكن المشهد مرتبك ويحتاج بعض الوقت، واعتقد أن البرلمان سيكون منبرا لخلق التوازن وأخذ حقوق الناس ومحاسبة المخطأ.
وكيف يتعامل السيسي مع منتقديه؟
التربية العسكرية للرئيس تجعله يعتز بنفسه ويصعب عليه أن يجتهد ويسافر دول العالم لتحسين أوضاع البلاد، وفي النهاية لا يجد تقدير لجهده لذا فهو يصعب عليه أن يتقبل النقد ويغضب من باب" أنا مستهلش ده حتى مفيش متشكرين وكتر خيرك".
في رأيك لماذا تحول بعض مؤيدي الرئيس وممن كانوا بحملته الانتخابية إلى معارضين له؟
ربما رأوا منه من خلال ممارسته على الأرض ما لم يكونوا يتوقعونه وينتظرونه منه، ولكني أرفض التشكيك في هؤلاء المعارضين ووصفهم بأنهم أصحاب مصالح شخصية ويبحثون وراء منافع، لطالما ينتقدون بأدب ولياقة نحترم آرائهم ولا نشكك فيهم.
أترى أن الرئيس يدير البلاد بحكم الرجل الواحد؟
ممكن أن يكون ذلك استثناء لأنه لا يوجود سلطة أخرى فهو والحكومة يعملون دون رقيب ولا حسيب، ويسافر للعالم ويجتهد لتحسين الوضع الاقتصادي وخلق فرص عمل، ويرى أن الأولوية مواجهة أعمال العنف والإرهاب، وفي سبيل ذلك شعر البعض أننا عودنا لدولة الرجل الواحد والقرار والرؤية والواحدة، وهو وضع مؤقت ولا يجب أن يستمر والبرلمان " هيفرمل" ويحاسب وسيكون شريك في كل القرارات.
على أيهما يعتمد الرئيس في بطانته أهل الثقة أم الكفاءة؟
يعتمد على الاثنين فهو يستعين بمستشارين متخصصين ومجالس علمية، ولكن أهل الثقة من رفقائه العسكريين الأكثر قربا إليه .
ترى حكم السيسي أقرب إلى عهد عبد الناصر أم السادات؟
أنا لا أرى السيسي عبد الناصر نهائيا على عكس ما يتصور البعض، وفيه الكثير من السادات خاصة فيما يتعلق بالتنوع في علاقاته الدولية وتطويعها لمصلحة البلاد وفتح الباب أمام الجميع سواء عدو أو حبيب لأن السياسة لا يوجود فيها عدوات أو صدقات دائمة، ولا بأس أن يأخذ من الزعماء كلهم حتى مبارك لطالما في صالح البلاد.
باعتبارك كنت رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان السابق ..كيف ترى الحقوق والحريات الآن؟
متراجعة جدا ويغلب عليها طابع المواجهات الأمنية والإجراءات الاستثنائية لأسباب عدة على رأسها مواجهة الإرهاب، ولكن لابد أن تُقنن هذه الإجراءات حتى لا يشعر المواطن بإهدار حقه وكرامته ويصبح مطمئن أنه لو وقع تحت طائلة القانون سُيعامل معاملة لائقة، لذا سنبذل جهد كبير خلال البرلمان القادم لإصدار قوانين وتشريعات تكفل الحقوق كافة سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
رأيك في ممارسات الشرطة؟
الشرطة تعرضت لهزة كبيرة جدا في 25 يناير، ونحن بحاجة لجهاز شرطة قوي ويكون في خدمة الشعب، وهي بحاجة لاستعادة ثقة الناس فيها بحسن معاملتهم، وربما هناك محاولات جادة ومخلصة في سبيل ذلك إلا أنه يحدث بعض التجاوزات التي تهدر حقوق الناس ولكن في المقابل رأينا ضباط شرطة يُقدمون للمحاكمة، والبرلمان سيكون فارق لأوضاع كثيرة مقلوبة .
وهل في ذلك عودة للدولة البوليسية؟
الناس بدأت تشعر بذلك لأن الدولة والشرطة يتعاملون بشدة دون تهاون نتيجة مواجهة العنف والإرهاب، وهذا ظرف مؤقت ولكن يجب ألا يستمر التجاوز في حقوق الناس ويُحاسب من أخطأ وتنتهي الدولة البويسية من قاموس حياتنا .
توقعت أن يشهد عام 2016 موجة غضب.. لماذا؟
إذا حدث ذلك سيكون نتيجة الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار والبنزين والسولاء والكهرباء والمياه، وربما يكون أثر ذلك بعض الشئ على شعبية الرئيس، إلا أنه قادر على استعادة هؤلاء لتأييده مرة أخرى، فهو والحكومة يسابقون الزمن لتحسين الأوضاع وامتصاص الغضب، ويجب علينا أن نساعدهم في ذلك ونعمل "بزمة " وننتج لأنها في النهاية بلدنا جميعا .
تقييمك لأداء حكومة محلب المستقيلة ؟
أنا راض تماما عن شخص المهندس إبراهيم محلب، فهو يبذ جهد كبير وأعطى أمل ورسالة طمئنينة للناس إذا ما قارنه بأي حكومة سابقة، ولكن بعض الوزراء ليسوا على نفس القدر من المسؤولية.
تقييمك لأداء السيسي خلال العام الأول من حكمه؟
على المستوى الخارجي حقق نجاحات كبيرة لا ينكرها أحد خاصة في جذب الاستثمارات وتنويع مصادر الأسلحة وتعامله بحكمة في موضوع مياه النيل ودخولنا عصر الطاقة النووية، أما داخليا فهناك أشياء كثيرة كان يجب الأهتمام بها لإعادة اللحمة الوطنية ويصبح الجميع شركاء في المستقبل وربما انشغل الرئيس أكثرا بالوضع الاقتصادي المتدهور وأتوقع أن يولي أهتمام أكبر داخليا للم الشمل خلال الفترة المقبلة.