الاقباط المتحدون
بقلم : أنور عصمت السادات
إن مصداقية الإرادة الوطنية هى طريقنا إلى بناء مجتمع قانونى ومؤسسى منظم تسود فيه الممارسات الديمقراطية السليمة التى تحترم كل التوجهات الفكرية والعقائد دون تمييز،بما يتطلب وجود أحزاب وإئتلافات ومنظمات مجتمع مدنى تمثل وجهاً حقيقياً لحرية الرأى والتعبيربما يحقق فى النهاية نظام سياسى قوى وفعال.
الديمقراطية التى نسعى إليها ، وعلى أساسها قرر الاتحاد البرلمانى الدولى تنظيم الاحتفال السنوى باليوم العالمى للديقراطية بالقاهرة تقديراً لمكانة مصر وثورتها العظيمة ، وتضامناً مع المصريين فى مشوارهم الجاد الذى يقطعونه بحثاً عن حياة ديمقراطية ومعيشة كريمة يجب أن ندرك قيمتها ومعناها.
عظيم أن تكون القاهرة مقر الإحتفال بهذا الحدث البرلمانى الدولى الهام ، والأعظم أن هذا الوقت هو أشد ما نكون بحاجة فيه إلى أن نعرف مفهوم الديمقراطية ، فلا يزال الكثيرون لا يفهمونه بالشكل الذى ينبغى ، بل وإلتبس الأمر عليهم وأصبحوا لا يفرقوا ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والفوضوية.
بل أن هذا الحدث يأتى فى آونه إنشغلنا فيها بحرب الشعارات، وإختزلنا قضايانا ومطالبنا ، وإفتقدنا التوافق فيما بيننا كقوى سياسية ووطنية ، بعدما عقدنا آمالاً وتطلعات كبرى على أننا سنعود متفقين ومتلاحمين بعد أن ذهب النظام الذى حال بيننا ، وتعمد الفرقة والإنشقاقات.
وللآسف صارت القوى السياسية والوطنية أسرى للماضى يتباكون عليه ، دون أن يقطعوا شوطاً نحو المستقبل ، ونحن فى حاجة ماسة لأن نتفق ، ونعيد للشعب ثقته فينا، ونسعى معاً لتحقيق آماله التى عقدها علينا، وننحى الإختلافات والأهواء وما مضى قليلاً ، ونتعامل بروح الفريق وليس الفرقاء.ونفتح قلوبنا ولو مرة من أجل مصر.
لقد قامت الثورة من أجل الحرية والديمقراطية وأصبحنا الآن فى مواجهة مع داعمى الفوضى وأعداء الديمقراطية ، وسادت البلطجة وتجرأ الكثيرون على الدولة وسلطاتها ومؤسساتها، وأيضاً دور العبادة ، وأصبحنا أمام حرية مطلقة وغير مقننة ، جعلت البعض يعتبر القمع الذى واجهناه
فى عهد النظام السابق أهون بكثير من أن تصبح مصر بهذا الشكل ، وتكون على وشك أن تصبح غابة لا قانون فيها غير العنف والقوة.
الديمقراطية التى أساء فهمها البعض جعلته يطالب بما يرتضيه عقله فقط ، دون النظر إلى شرعية ما يطالب به أو حتى إمكانية تحقيقه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، فضلاً عن سلوكيات التخريب والتدمير للأماكن والمنشآت الحيوية التى كلفت الدولة الكثير .
إن خيطاً رفيعاً يفصل ما بين الفوضى والحرية ، وما بين الديمقراطية والديكتاتورية ، وإن مصرتعيش آونه أحوج ما تكون فيها لأن يقف أبنائها ويلتفوا حول هدف واحد ليتحقق بنجاح ، وننتهى منه ونتوحد من أجل هدف آخر، ، وإن الفرقة والإنقسامات تقود حتماً إلى الفشل ، وإن ( ثورة بلا ديمقراطية وعمل ,, نهضة بلا أمل ) ، ومصر تمرض ولكنها لا تموت . " والله المستعان "
ونشرت ايضا فى
الجمهورية بتاريخ 17-9-2011
بقلم : أنور عصمت السادات
إن مصداقية الإرادة الوطنية هى طريقنا إلى بناء مجتمع قانونى ومؤسسى منظم تسود فيه الممارسات الديمقراطية السليمة التى تحترم كل التوجهات الفكرية والعقائد دون تمييز،بما يتطلب وجود أحزاب وإئتلافات ومنظمات مجتمع مدنى تمثل وجهاً حقيقياً لحرية الرأى والتعبيربما يحقق فى النهاية نظام سياسى قوى وفعال.
الديمقراطية التى نسعى إليها ، وعلى أساسها قرر الاتحاد البرلمانى الدولى تنظيم الاحتفال السنوى باليوم العالمى للديقراطية بالقاهرة تقديراً لمكانة مصر وثورتها العظيمة ، وتضامناً مع المصريين فى مشوارهم الجاد الذى يقطعونه بحثاً عن حياة ديمقراطية ومعيشة كريمة يجب أن ندرك قيمتها ومعناها.
عظيم أن تكون القاهرة مقر الإحتفال بهذا الحدث البرلمانى الدولى الهام ، والأعظم أن هذا الوقت هو أشد ما نكون بحاجة فيه إلى أن نعرف مفهوم الديمقراطية ، فلا يزال الكثيرون لا يفهمونه بالشكل الذى ينبغى ، بل وإلتبس الأمر عليهم وأصبحوا لا يفرقوا ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والفوضوية.
بل أن هذا الحدث يأتى فى آونه إنشغلنا فيها بحرب الشعارات، وإختزلنا قضايانا ومطالبنا ، وإفتقدنا التوافق فيما بيننا كقوى سياسية ووطنية ، بعدما عقدنا آمالاً وتطلعات كبرى على أننا سنعود متفقين ومتلاحمين بعد أن ذهب النظام الذى حال بيننا ، وتعمد الفرقة والإنشقاقات.
وللآسف صارت القوى السياسية والوطنية أسرى للماضى يتباكون عليه ، دون أن يقطعوا شوطاً نحو المستقبل ، ونحن فى حاجة ماسة لأن نتفق ، ونعيد للشعب ثقته فينا، ونسعى معاً لتحقيق آماله التى عقدها علينا، وننحى الإختلافات والأهواء وما مضى قليلاً ، ونتعامل بروح الفريق وليس الفرقاء.ونفتح قلوبنا ولو مرة من أجل مصر.
لقد قامت الثورة من أجل الحرية والديمقراطية وأصبحنا الآن فى مواجهة مع داعمى الفوضى وأعداء الديمقراطية ، وسادت البلطجة وتجرأ الكثيرون على الدولة وسلطاتها ومؤسساتها، وأيضاً دور العبادة ، وأصبحنا أمام حرية مطلقة وغير مقننة ، جعلت البعض يعتبر القمع الذى واجهناه
فى عهد النظام السابق أهون بكثير من أن تصبح مصر بهذا الشكل ، وتكون على وشك أن تصبح غابة لا قانون فيها غير العنف والقوة.
الديمقراطية التى أساء فهمها البعض جعلته يطالب بما يرتضيه عقله فقط ، دون النظر إلى شرعية ما يطالب به أو حتى إمكانية تحقيقه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، فضلاً عن سلوكيات التخريب والتدمير للأماكن والمنشآت الحيوية التى كلفت الدولة الكثير .
إن خيطاً رفيعاً يفصل ما بين الفوضى والحرية ، وما بين الديمقراطية والديكتاتورية ، وإن مصرتعيش آونه أحوج ما تكون فيها لأن يقف أبنائها ويلتفوا حول هدف واحد ليتحقق بنجاح ، وننتهى منه ونتوحد من أجل هدف آخر، ، وإن الفرقة والإنقسامات تقود حتماً إلى الفشل ، وإن ( ثورة بلا ديمقراطية وعمل ,, نهضة بلا أمل ) ، ومصر تمرض ولكنها لا تموت . " والله المستعان "
ونشرت ايضا فى
الجمهورية بتاريخ 17-9-2011
0 comments :
إرسال تعليق