المصريون
أنور عصمت السادات
ما يفصل بين النظرية والكلام والاسترسال في إلقاء الكلمات واستعراض معلومات، وبين التطبيق الفعلي للكلام والاقتراحات.. هو وجود برامج وجداول زمنية يحملها ويستعرضها كل من يتكلم عن التنمية والاقتصادية وحل مشاكل المجتمع..
دأبت المحطات الفضائية وحلقات النقاش وورش العمل علي استعراض المشاكل الوطنية والقومية، وبحث أسبابها وتاريخها.. وتأثيرها علي البلد.. ولكننا لم نجد من يتكلم عن برنامج محدد وجدول زمني يتبناه هو شخصيا.. ويقتنع بتطبيقه علي أرض الواقع..
ولدينا من المشاكل العشرات.. وكلنا نعرفها ونفهمها.. ونعرف أسبابها وتاريخها.. مثل مشكلة البطالة وتزايد أعداد العاطلين يوما بعد يوم... ولكن لم يقدم واحد من كل هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم أنهم يعملون في الشأن الوطني والعمل العام برنامجا محددا للخروج من أزمة مشكلة مثل مشكلة التعليم.. ولو حتى علي سنوات عشر !! أن يقدم برنامجا له بداية وله نهاية وله مفاتيح وله مساندة مادية ومعنوية من طبقات الشعب.. للأسف فكل من يطمع في تولي منصب أو دخول المجالس النيابية.. يتحدث فقط عن مشروعات خدمية وقتية.. تصلح للحظات ولكن لا تقيم دولة بحق !! والجميع يتفقون علي مبدأ استجداء التبرعات..!! لإقامة الدولة !!!
لم نجد هذا الشخص أو الفرد أو المؤسسة التي تتبني وضع برنامج لحل قضية... ويتصدر لها فرد يأخذ علي نفسه عهدا بتنفيذ حلول لها في توقيتات محددة ( بعيدا عن الأحزاب وزفة الأحزاب ودعاية الأحزاب... فهي لن تطعم وتوظف الملايين من أبناء الشعب الذين فاتهم كل شيء.. من وظيفة أو عمل أو مسكن أو علاج أو حتى تعليم حقيقي !!ّ )
الولايات المتحدة الأمريكية... أعظم وأكبر قوة علي سطح الأرض... الآن – علي الأقل – كان نتيجة إتباعها أبجديات العمل الإداري في كل مشروعاتها... بدأت بوضعروع اقتصادي إلي غزو الفضاء...بدأت بوضع تسلسل بدائي في التفكير في عشرات المشروعات المرتبطة بالفضاء .. وتركها للجميع..أسلوب بسيطفكر ورأي وعلم... أسلوب بسيط ونجح في وضع عشرات البرامج التي تخدم صناعة الفضاء ... وقالوا: إن كل دولار تم إنفاقه في مشروعات الفضاء.. قد عاد إليها ب140 دولار ....
فكر وتنسيق ووضع حلول فعلية في خطوات بسيطة... لمئات وآلاف من المشروعات... وقد تفشل معظمها.. برامج طموحةهناك بعضها سوف ينجح ويغطي علي خسائر الآخرين... برامج طموحة .. برامج جدية...برامج مجنونة... برامج غير منطقية... كل هذا جائز.. ويمكن أن يكون تخريفا... ولكن
لدينا عقول تفكر وتنفذ ما فكرت فيه لخدمة البلد وللصالح العام.. أمريكا فعلت هذا... وفي النهاية أصبحت أقوي دولة علي سطح الكرة الأرضية..
لدينا الآن معاهد تدير برامج في كافة المجالات العلمية... وحتى في العملية الانتخابية النيابية الأخيرة... في عام 2005 كان لها دور... وان كان محدودا للغاية..ولكنه علي الأقل كان موجودا...
.. المشروعات القومية والوطنية العملاقة.. والتي نحتاجها في مصر الآن بشدة لحل الكثير من تراكمات أخطاء الماضي التي أتت علي البلاد بالتدني الاقتصادي يمكن طرحها في سطور أمام الشعب... بكل فئاته المثقفة والمتعلمة والحرفية والإدارية... وكل من له عقل.. علية أن يقول ماذا نفعل وماذا يري هو شخصيا.... بلا أي خجل أو شعور بالقلة أو الشعور بان هناك من يفكرون له وان هناك علماء... الموضوع أبسط من كل هذا التعقيد...
ولكن البداية والسماح بحرية الرأي والتعبير هو الأساس... وهذا يأخذنا مرة أخري إلي قضية تطبيق الديمقراطية في مصر.. ومعرفة أساسياتها ومبادئها وحدودها... وان كنت لا اتفق مع كلمة حدودها..
وخاصة في حالات الإبداع البشري.. والتي تتطلب فكر وطموح وانفتاح بلا حدود.. حتى تخرج علينا الأفكار بقوة وجراءة...
المشروعات القومية العملاقة قد تكون هي مفتاحا لحل لغز الإحباط والبطالة في مصر..
و نشرت ايضا فى
المصرى اليوم بتاريخ 23-10-2007
أنور عصمت السادات
ما يفصل بين النظرية والكلام والاسترسال في إلقاء الكلمات واستعراض معلومات، وبين التطبيق الفعلي للكلام والاقتراحات.. هو وجود برامج وجداول زمنية يحملها ويستعرضها كل من يتكلم عن التنمية والاقتصادية وحل مشاكل المجتمع..
دأبت المحطات الفضائية وحلقات النقاش وورش العمل علي استعراض المشاكل الوطنية والقومية، وبحث أسبابها وتاريخها.. وتأثيرها علي البلد.. ولكننا لم نجد من يتكلم عن برنامج محدد وجدول زمني يتبناه هو شخصيا.. ويقتنع بتطبيقه علي أرض الواقع..
ولدينا من المشاكل العشرات.. وكلنا نعرفها ونفهمها.. ونعرف أسبابها وتاريخها.. مثل مشكلة البطالة وتزايد أعداد العاطلين يوما بعد يوم... ولكن لم يقدم واحد من كل هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم أنهم يعملون في الشأن الوطني والعمل العام برنامجا محددا للخروج من أزمة مشكلة مثل مشكلة التعليم.. ولو حتى علي سنوات عشر !! أن يقدم برنامجا له بداية وله نهاية وله مفاتيح وله مساندة مادية ومعنوية من طبقات الشعب.. للأسف فكل من يطمع في تولي منصب أو دخول المجالس النيابية.. يتحدث فقط عن مشروعات خدمية وقتية.. تصلح للحظات ولكن لا تقيم دولة بحق !! والجميع يتفقون علي مبدأ استجداء التبرعات..!! لإقامة الدولة !!!
لم نجد هذا الشخص أو الفرد أو المؤسسة التي تتبني وضع برنامج لحل قضية... ويتصدر لها فرد يأخذ علي نفسه عهدا بتنفيذ حلول لها في توقيتات محددة ( بعيدا عن الأحزاب وزفة الأحزاب ودعاية الأحزاب... فهي لن تطعم وتوظف الملايين من أبناء الشعب الذين فاتهم كل شيء.. من وظيفة أو عمل أو مسكن أو علاج أو حتى تعليم حقيقي !!ّ )
الولايات المتحدة الأمريكية... أعظم وأكبر قوة علي سطح الأرض... الآن – علي الأقل – كان نتيجة إتباعها أبجديات العمل الإداري في كل مشروعاتها... بدأت بوضعروع اقتصادي إلي غزو الفضاء...بدأت بوضع تسلسل بدائي في التفكير في عشرات المشروعات المرتبطة بالفضاء .. وتركها للجميع..أسلوب بسيطفكر ورأي وعلم... أسلوب بسيط ونجح في وضع عشرات البرامج التي تخدم صناعة الفضاء ... وقالوا: إن كل دولار تم إنفاقه في مشروعات الفضاء.. قد عاد إليها ب140 دولار ....
فكر وتنسيق ووضع حلول فعلية في خطوات بسيطة... لمئات وآلاف من المشروعات... وقد تفشل معظمها.. برامج طموحةهناك بعضها سوف ينجح ويغطي علي خسائر الآخرين... برامج طموحة .. برامج جدية...برامج مجنونة... برامج غير منطقية... كل هذا جائز.. ويمكن أن يكون تخريفا... ولكن
لدينا عقول تفكر وتنفذ ما فكرت فيه لخدمة البلد وللصالح العام.. أمريكا فعلت هذا... وفي النهاية أصبحت أقوي دولة علي سطح الكرة الأرضية..
لدينا الآن معاهد تدير برامج في كافة المجالات العلمية... وحتى في العملية الانتخابية النيابية الأخيرة... في عام 2005 كان لها دور... وان كان محدودا للغاية..ولكنه علي الأقل كان موجودا...
.. المشروعات القومية والوطنية العملاقة.. والتي نحتاجها في مصر الآن بشدة لحل الكثير من تراكمات أخطاء الماضي التي أتت علي البلاد بالتدني الاقتصادي يمكن طرحها في سطور أمام الشعب... بكل فئاته المثقفة والمتعلمة والحرفية والإدارية... وكل من له عقل.. علية أن يقول ماذا نفعل وماذا يري هو شخصيا.... بلا أي خجل أو شعور بالقلة أو الشعور بان هناك من يفكرون له وان هناك علماء... الموضوع أبسط من كل هذا التعقيد...
ولكن البداية والسماح بحرية الرأي والتعبير هو الأساس... وهذا يأخذنا مرة أخري إلي قضية تطبيق الديمقراطية في مصر.. ومعرفة أساسياتها ومبادئها وحدودها... وان كنت لا اتفق مع كلمة حدودها..
وخاصة في حالات الإبداع البشري.. والتي تتطلب فكر وطموح وانفتاح بلا حدود.. حتى تخرج علينا الأفكار بقوة وجراءة...
المشروعات القومية العملاقة قد تكون هي مفتاحا لحل لغز الإحباط والبطالة في مصر..
و نشرت ايضا فى
المصرى اليوم بتاريخ 23-10-2007