المصرى اليوم
حوار محمد حسام
أكد محمد أنور السادات أن قرار إسقاط عضويته جزء من مخطط للخلاص منه، وعملية تصفية حسابات قديمة يديرها مسؤولون وأصحاب نفوذ في النظام الحاكم.
وأشار «السادات» في حواره لـ «المصري اليوم» إلي اندهاشه مما جري منبها إلي حقه القانوني في مهلة ٥ أيام للرد، وفي حال تعذره كان ينبغي أن يمنحه المجلس ٥ أيام أخري، ثم تقدم اللجنة تقريرها خلال ١٥ يوما أخري، وهي مهلة كانت كافية لنظر النقض.
ونفي أن يكون الإخوان الغائبون عن الحضور قد راوغوه وأرجع غيابهم عن حضور الجلسة إلي ارتباطات وظروف خاصة، ووصف بكري بأنه «أداة ووسيلة».
واعتبر أن القضية الحقيقية تعود إلي كراهية البعض لاسم وتاريخ السادات وهو شيء يفخر به.
* لماذا رفضت اللجنة التشريعية طلبك بمهلة ١٥ يوماً لحين صدور حكم محكمة النقض بوقف تنفيذ الحكم المقرر له ١١ يونيو المقبل من وجهة نظرك؟
ـ هناك أسباب كثيرة وراء التسرع في إسقاط عضويتي بصورة مفاجئة حيث لم يستغرق الأمر سوي ٤٨ ساعة وهو يشكك في وجود مخطط للخلاص مني، وتقديري أن ما جري كان تصفية حسابات، خاصة بعد طلبات الإحاطة والاستجوابات اللاذعة للحكومة ولأشخاص بعينهم، ففي العام الماضي وجهت بياناً عاجلاً بتحويل زكريا عزمي للمدعي العام الاشتراكي لدوره في تهريب صديقه ممدوح إسماعيل، الذي قضي علي حياة أكثر من ١٠٠٠ شخص نتيجة الإهمال والتقصير، إلي جانب طلب الإحاطة الخاص أيضا برفع سعر الحديد وحملت أحمد عز أمين تنظيم الوطني المسؤولية، إلي جانب العديد من الطلبات والاستجوابات التي كانت في العضم وبتوجع النظام والحكومة التي شعرت بخطورة عائلة «السادات» علي أمنها فتخلصت منها سريعا.
* كيف حضرت إلي مصر في أقل من ٢٤ ساعة بعد سفرك إلي قطر؟
ـ ياريت دا أنا ماكملتش عشر ساعات علي بعضها فبعد أن استأذنت الدكتور فتحي سرور بالسفر لحضور مؤتمر قطر وقال لي إن الأمر غير مستعجل، وقالت لي الدكتورة آمال عثمان إنها لا تعترض علي سفري وبعد أن اطمأنوا أنني سافرت أرسلوا لي مندوبا من مجلس الشعب بموتوسكيل وقابل سكرتيري وسأله عني رغم علم «سرور» بسفري و«أنا فين بالضبط» وأصر المندوب علي تسليم سكرتيري خطاب المجلس ثم بعد ساعة اتصل الدكتور فتحي سرور بابني سامح وقال له «خليه يكلمني» وتحدثت مع الدكتور فتحي في التليفون فقال لي احضر لأمر مهم، توجد لجنة غداً ويجب حضورك للدفاع عن نفسك.
* هل اتصلت برموز المعارضة لكي تتضامن معك؟
ـ أنا لم أتصل بأحد بل فوجئت بسيل رهيب من المكالمات يواسيني والبعض الآخر يشد من أزري وأنه سوف يتضامن معي.
* توقعت إسقاط عضويتك في وقت قصير؟
ـ لم أتوقع أن يفصل في عضويتي بهذه السرعة رغم تجاهل موضوعات كثيرة داخل المجلس منها النواب الهاربون من التجنيد وأصحاب الجنسية المزدوجة المنتمون للحزب الوطني، فالمجلس ترك الفساد الذي ينهش في مصر وذهب يبحث في إفلاسي رغم أنني طعنت في الحكم أمام المحاكم، وما يحدث معي غريب، خاصة أنني أصدرت شيكين لأضمن أحد الأشخاص عام ٩٣ وعندما صدر حكم الإشهار ضدي وهو معيب تقدمت بطعن في الشق المستعجل وينظر يوم ١١ يونيو القادم فلا توجد مشكلة ومن السهل أن أتصالح وأدفع للشركة الفلوس وعندي مخالصة نهائية من المضمون سوف أقدمها في المحكمة.
من المدهش الحكم علي في هذا الوقت القصير رغم أن مصطفي بكري صدر ضده حكم نهائي بالحبس لمدة سنة ولم ينفذ.
لماذا يجري لنا كل ذلك؟ ولماذا هذه الإجراءات الاستثنائية، هل لايوجد في البلد غير طلعت السادات وأبناء عصمت السادات لاتخاذ الإجراءات الجنائية ضدهم.
* هل يؤثر ذلك القرار علي ترشيح شقيقك زين في انتخابات الشوري؟
ـ بالعكس فسوف يزداد الحب لنا أكثر فليس كل ما تفعله الحكومة يرضي الناس، النظام يري أنه بإسقاط عضويتي سوف تنهار عائلة السادات، بالعكس الناس حينما سجن شقيقي طلعت زاد تعاطفهم أكثر معه ومعنا وتمسكت الجماهير بنا.
النظام يريد التخلص منا، وإبعادنا عن الحياة السياسية حتي لا نصبح خطراً عليه، لكن ذلك يصب دائما في صالح أسرة السادات.
* بماذا تفسر حرمان طلعت من حضور عشر جلسات لمجلس الشعب؟ وإسقاط عضويتك أنت؟
ـ النظام اختار هذا التوقيت لأنه مناسب، خاصة أن طلعت سوف يخرج في شهر أغسطس وبالتالي عند انعقاد الدورة البرلمانية فإنه سوف يمنع من حضور الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية التي يشارك فيها الرئيس مبارك، والذي يجري مع طلعت مخالف للقانون لأنه لا يجوز أن يحاسب الإنسان علي جريمة مرتين.
* هل تري أن الحكم بإسقاط عضويتك فيه تجن وظلم؟
ـ ما حدث عبار عن إعدام للمستقلين السياسيين والمعارضين، المجلس لم يعطني الفرصة لإثبات أنني علي حق، ولست مدانا لأحد لأنني مجرد ضامن إلي جانب أنه قانوناً كانت هناك المهلة وهي عبارة عن خمسة أيام وفي حالة تعذري يتم إعطائي خمسة أيام أخري ثم تأخذ اللجنة ١٥ يوماً لتقديم تقريرها وهو ما يعني أنني كانت لدي قانوناً مهلة تصل إلي ٢٥ يوماً فهي مهلة كافية لعرض النقض الذي تقدمت به إلا أن سوء النية جعلهم يصرون علي حرماني من حقي في المهلة وفضلاً عن ذلك تم حشد أعضاء الأغلبية من المحافظات واستضافتهم في فندق للتصفيق وإسقاط عضويتي.
* هل تعرف جيداً أعداءك ومن الذي ضحي بك لإسقاط عضويتك؟
ـ لا يوجد لي أعداء إطلاقاً ولكن الواضح من خلال ممارسة دوري البرلماني أنني تعرضت في استجواباتي لبعض أصحاب النفوذ والسلطة الداعمين لناهبي البلد وللمحتكرين المتوحشين، وهو ما أثار حفيظتهم وجعلهم يحتشدون للتخلص مني.
* ماذا ستفعل بعد الموافقة علي حزب الجبهة الديمقراطي وهل للحزب دور في إسقاط عضويتك؟
ـ سوف أقوم بممارسة نشاطي بشكل عادي مع المؤسسين وسوف أستمر في التحدث مع بعض نواب المجلس المستقلين للانضمام للحزب وتكوين هيئة برلمانية، بالإضافة للنشاط الاجتماعي والتنموي والتربوي الذي أمارسه في محافظة المنوفية ووسط أهلي وأحبائي.
ولا أعتقد أن قرار إسقاط عضويتي له علاقة بكوني أحد المؤسسين لحزب الجبهة.. هذا غير صحيح.
* بماذا تفسر غياب ثلث الإخوان أثناء جلسة إسقاط العضوية؟
ـ أعتقد أن الإخوان لم يراوغوا معي وهم علي بعضهم ٨٨ عضواً وكلهم يقدرونني ويحترمونني، خاصة أنني وشقيقي وقفنا معهم كثيراً في مشاكل تهم البلد، وفي حالة تواجدهم كلهم أو ثلثهم، فلا تأثير، خاصة أن هناك أغلبية تحسم الأمر، تغير ضمائرها سريعاً خوفاً علي المقعد، وغياب الإخوان في يقيني يعود إلي ارتباطات معينة أو لظروف خاصة وموقفهم واضح بعكس الأغلبية.
* آخر حاجة تقدر تقولها للدكتور سرور بعد إسقاط عضويتك ولمصطفي بكري؟
ـ بصفة شخصية أكن للدكتور سرور كل التقدير والاحترام لخبرته وعلي المستوي الشخصي أيضاً فهو إنسان لا يحمل في نفسه ضغينة لأحد مهما كان اتجاهه ولا يبغض أحدا، وأرجو كنائب سقطت عضويته أن يحرص المجلس علي عدم الخضوع للقرار السياسي والحزبي في قراراته وتوصياته، ويكون فعلاً سلطة تشريعية مستقلة «وسيد قراره» كما يذكر ويقال.
أما مصطفي بكري فهو أداة ووسيلة وأؤكد لا يوجد عداء علي الإطلاق بيني وبين أحد بالمجلس بمن فيهم مصطفي بكري وتقديري أن ما نتعرض له يعود لكوننا نحمل اسما وتاريخا نفخر ونتباهي به وهو اسم السادات، وهناك من يكره هذا الاسم وهذا التاريخ.
0 comments :
إرسال تعليق