شبكة محيط
حاوره : محمود أيوب
أطالب السيسي باستغلال شعبيته لحشد الناس أمام الصناديق
يجب أن يدعم البرلمان القادم الدولة المصرية
فلول الوطني على كل القوائم.. وشعار «السكر والزيت» مازال المهيمن
استبعاد «عز» من الانتخابات إجراء قانوني وسياسي في آن واحد
تحالفات الأحزاب الإسلامية محدودة.. و«النور» يعاني من انقسامات
«الدبلوماسية الشعبية» سلاح البرلمان في تصحيح صورة مصر
هناك «ثأر بايت» بين النور والإخوان.. والتحالف بينهما أمر مستبعد
اختفاء العصبية القبلية في الانتخابات مرهون بوجود أحزاب قوية في الشارع
محمد أنور عصمت السادات، مؤسس حزب الإصلاح والتنمية، وابن شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورجل سياسي وبرلماني مخضرم.
وفي حوار أجرته معه شبكة الإعلام العربية «محيط»، أجاب السادات على العديد من التساؤلات والقضايا الشائكة وتوقعاته لشكل البرلمان القادم والتحالفات التي يمكن أن تشهدها قاعات المجلس.
وتحدث أيضًا عن تأثير المال السياسي على العملية الانتخابية، وترشح فلول الوطني على بعض القوائم، وغيرها من الموضوعات التي تشغل الشارع السياسي..
نص الحوار
في البداية.. أين يقف حزب الإصلاح والتنمية من القوائم التي ستخوض الانتخابات البرلمانية؟
الحزب انضم بالفعل إلى قائمة في «حب مصر»، وحصل على مقعدين بالقائمة، أحدهما في المنوفية بقائمة الدلتا لأميرة إبراهيم، والثاني في شمال سيناء التي يمثلنا فيها سلامة الرقيعي.
ولماذا تحديدًا قائمة في حب مصر؟
ليس هناك سببًا محددًا؛ إلا أن تحالف الوفد الذي كنا جزءًا منه عندما اتخذ قرارًا بعدم الاستمرار، انضمت كل الأحزاب التي كانت في التحالف لقائمة في «حب مصر»، وهذا هو السبب.. وليست هناك أسبابًا أخرى.
كيف تفسر اختراق قائمة في “حب مصر” مواعيد الدعاية الانتخابية؟
بصراحة شديدة ومن خلال المتابعة للعملية الانتخابية الكل اخترق مواعيد الدعاية الانتخابية والكل تجاوز، وللأسف الكل يروج للانتخابات بـ”السكر والزيت” إلى جانب اللحمة وشنط المدارس ورحلات حج وعمرة، والكل شاهد ويرصد ويوثق فالموضوع لم ينته بعد ولن ينته.
هل تتوقعون الفوز بأحد المقاعد؟
الحزب يخوض الانتخابات المقبلة بحوالي ثلاثين مرشحين، لكني لا أتوقع أن تكون فرصته كبيرة في الحصول على عدد كبير من المقاعد.
لماذا؟
لسبب بسيط.. وهو أن أغلب مرشحينا يعتمدون على جهدهم وعلاقتهم وإمكانيتهم الشخصية المحدودة، مقارنة بنواب كثيرين يتم دعمهم من أحزاب لديها قدرة مالية كبيرة، وبالتالي فالمنافسة شرسة.
ألم يدعمهم حزبكم ماليًا؟
الدعم الذي يقدمه حزبنا يتمثل في الدعم السياسي والمعنوي بالإضافة إلى دعم مادي محدود يتمثل في توفير جزء بسيط من مطبوعات الدعاية الانتخابية.
وهل تستطيعون المنافسة في ظل ما تقدمونه من دعم محدود؟
وفقًا لتجاربنا السياسية السابقة ولما نراه على أرض الواقع خلال بعض الزيارات، فإن الانتخابات البرلمانية الحالية ستكون في غاية الصعوبة، خاصة في ظل انتشار «المال السياسي» والإمكانيات المادية الهائلة التي رصدتها مجموعة من الأحزاب والمرشحين المستقلين.
لماذا لم يصدر قانون يجرم انتشار المال السياسي في العملية الانتخابية؟
اللجنة العليا للانتخابات وضعت قواعد وحددت سقفًا ماليًا لكل مرشح وكل قائمة، لكن الأهم أن ترصد وتتابع وتحاسب وتأخذ قرارات صارمة تصل إلى شطب المرشح.
اللجنة العليا مسئوليتها محاربة المال السياسي وهناك قواعد تنظم الصرف المالي وهناك رقابة على أوجه الصرف من خلال اللجنة العليا بتكليف بعض من المحاسبين في الجهاز المركزي للمحاسبات وربما بعض مأموري الضرائب عن طريق متابعة الحسابات البنكية وأوجه الصرف ومظاهر الدعاية التي يرونها، فالمسألة ليست سهلة لكن قواعدها موجودة.
ما الدوائر التي يعتزم الحزب خوض الانتخابات فيها؟
لدينا مرشحون في المرحلة الأولى بالوادي الجديد وفي شبراخيت وكفر الدوار بالبحيرة والمنتزه بالإسكندرية ومغاغة بالمنيا ونصر النوبة بأسوان، فضلا عن اصغر مرشحي الحزب في دائرة طما بسوهاج.
هل وضع الحزب برامج يلتزم بها المرشحون في حالة فوزهم بالانتخابات؟
المرشحون جميعهم يلتزمون بخطة ورؤية الحزب والقضايا التي يتبناها، وللحق فإن هناك أمورًا ملحة.
ما الأمور الملحة؟
منها ما هو متعلق بسرعة تطبيق مواد الدستور لأن بها كل ما يتمناه كل حزب وكل مواطن إذا طبقت وفُعلت بشكل صحيح.
فمثلا لو تحدثنا عن العدالة الاجتماعية أو الحق في العلاج على نفقة الدولة أو العملية التعليمية، فإن كل هذه الحقوق يكفلها الدستور.. ومن ثم تطبيق الدستور هو المنهج الرئيسي الذي يتبناه الحزب في المرحلة القادمة، ولو تبنى كل حزب تطبيق وتنفيذ ما تم الاستفتاء عليه في مواد في الدستور فإن ذلك سيكون كفيلًا بتحقيق أحلام المصريين.
في تقديركم أي التحالفات ستحصد أكبر عدد من مقاعد البرلمان؟
في تقديري أن قائمة «في حب مصر» سيكون لها النصيب الأكبر من المقاعد، بينما سينافس الآخرين على بقية المقاعد بكل شرف وجدية. لأن الواضح أن القائمة لديها قبول «شعبى».. ورغم ذلك فإن كل المفاجآت واردة، فمعروف أن مزاج الناخب المصري يتغير في يوم وليلة، ولذا دعنا ننتظر ونرى النتائج النهائية للانتخابات.
هل تتوقع أن تحصل أحد القوائم على أغلبية في البرلمان القادم.. وهل ستتغير الخريطة بعد إعلان النتائج النهائية؟
لا اعتقد أن هناك ستكون أغلبية بالمعنى الحقيقي في هذا البرلمان، ربما تكون هناك أكثرية عددية فقط، لكنها في نفس الوقت لا تسمح بتشكيل الحكومة بمفردها، وفي الغالب سيكون هناك نسبة كبيرة من المرشحين المستقلين.
وأتصور أن تكون هناك تحالفات سياسية من داخل البرلمان وليست من التحالفات الانتخابية، وقد تكون هذه التحالفات في شكل تحالف ليبرالي أو اشتراكي. كما أتوقع أيضًا من المستقلين أن يشكلوا تحالفًا خاصًا بهم داخل البرلمان، وهذا ليس بجديد وموجود في كل برلمانات العالم.
بمناسبة التحالفات.. لم تتطرق في حديثك لأية تحالفات إسلامية.. فهل معنى ذلك أن البرلمان سيكون خاليًا منهم؟
لا.. سيكون هناك تمثيل لبعض الأحزاب الإسلامية، وعلى رأسهم حزب النور، ولكنه سيكون تمثيلًا محدودًا ولن يحصد المقاعد التي فاز بها في الانتخابات الماضية.
بعيدًا عن حزب النور.. ماذا عن تحالفات المستقلين الذين يمثلون جماعة الإخوان؟
لا أتوقع أن يكون هناك بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.. وإذا حدث ذلك فلن يزيدوا على عدد أصابع اليد الواحدة.. سواء من كوادر التنظيم أو المتعاطفين والمؤيدين لهم.
لكن هناك بعض التسريبات تشير إلى تحالفات بين أعضاء مستقلين ينتمون إلى جماعة الإخوان وبين حزب النور؟
لا.. هذا غير حقيقي بالمرة، ومن خلال تجاربي السياسية لا أعتقد أن يكون هناك تحالف بين حزب النور وأي من بقايا الإخوان.
لماذا؟
لأن بين حزب النور وجماعة الإخوان “ثار بايت” وخلافات جوهرية، ومن يتحدث عن تحالفات بينهم لا يقرأ المشهد السياسي بشكل صحيح.
لكن السياسة بطبيعتها لا تقاس بالخلافات بل تعتمد في المقام الأول على المصلحة؟
نعم.. لكن أنا لا أعتقد أن يكون هناك تحالفات بينهم.. وربما سيصوتون لأشخاص معتدلين ولا أعتقد أنهم سيصوتون لأحد من أعضاء حزب النور.. فحزب النور لدية مشاكل مع قواعده شخصيًا وليس مع الإخوان فقط فقواعده نفسها منقسمة.
لكن لماذا فضل حزب النور أن يدفع بقائمتين فقط على الرغم من أنه أول من تقدم بأوراق قوائمه الأربعة؟
هناك حملات تشن ضد الحزب، وعلى رأسها حملة «لا للأحزاب الدينية»، بالإضافة إلى وجود بعض الضغوط والتخوف بشكل عام من حزب النور والأحزاب الدينية..
تقصد أن تصرفه هذا «تكتيكي»؟
نعم.. هي ” خطوة تكتيكية” أراد أن يعطي من خلالها رسالة للجميع بأنه لا يريد أغلبية في البرلمان القادم، فسحب قائمتين واكتفي بأخريتيين، بحيث تكون رسالة طمأنينة، وربما يكون قد نُصح من أحد بأن يقلل حدة الهجوم عن طريق سحب بعض قوائمه.
وهل يفسر هذا أسباب دفعه بعدد كبير من المرشحين المستقلين على المقاعد الفردية في الصعيد؟
ما زلت على رأيي بأن حزب النور مهما دفع بمرشحين فلن يحصد نفس حجم مقاعد 2012 كما يردد البعض، وما زلت أرى أن المواطن المصري ليس لديه استعداد أن يرى تجربة الإخوان تتكرر مرة أخرى.
متى يمكن أن تشهد مصر انتخابات برلمانية بلا تحالفات أو عصبية قبلية؟
”لسا قدامنا سنين”.. لأن ما تتحدث عنه هو الواقع المصري الانتخابي، ولابد على النظام الانتخابي أن يفرز المظاهر السلبية التي نراها في المراكز والقرى، ومثله ينطبق على ضعف الأحزاب المصرية في تراخيها وبعدها عن الشارع المصري، وبالتالي لدينا أشياء كثيرة تحتاج إلى إصلاح وتطوير.
ننتقل إلى نقطة أخرى وهي دور البرلمان القادم في دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
البرلمان القادم من المفترض أن يكون داعمًا للدولة لأن نجاح الدولة المصرية، حكومة ورئيسا، نجاح لأعضاء البرلمان جميعهم، وبالتالي فالبرلمان شريك أساسي في الحكم.
كيف؟
يصحح المسار ويراقب ويراجع التشريعات التي صدرت وتحتاج إلى إعادة النظر فيها، ويصدر تشريعات جديدة طبقًا للدستور، بالإضافة إلى أنه يحتاج أيضًا أن يتحمل مسئوليته كبرلمان في التعامل مع العالم الخارجي، وتصحيح الصورة عن الأوضاع في مصر.
فمن خلال البرلمانات المماثلة وما يطلق عليه «الدبلوماسية الشعبية» يستطيع أن يتحرك ويكون مؤثرًا لأنه برلمان منتخب يمثل الشعب، فالبرلمان علية دور كبير جدًا في خلق حالة من التوازن نحن في حاجه إليها في هذه الأيام ما بين الحكومة والشعب وباقي المؤسسات.
بمناسبة التشريعات.. ما تصوركم للتشريعات التي ينبغي أن تتربع على قائمة اهتمامات البرلمان؟
هناك تشريعات كثيرة، قوانين متعلقة بالسلطة القضائية وبالإدارة المحلية وبالعدالة الاجتماعية، وهناك قضايا الأجور والمعاشات، بالإضافة إلى قوانين الجمعيات الأهلية والوظيفة العامة والتظاهر التي تحتاج إلى إعادة نظر فيها، إلى جانب قوانين أخرى تتعلق بالقضايا الاقتصادية وبعدم التمييز بين أفراد المجتمع وتكافؤ الفرص.. فهذه كلها قوانين يجب على البرلمان أن يبدأ بها.
كيف تقيم استبعاد أحمد عز وسما المصري من ماراثون الانتخابات؟
كنت أتمنى ألا يفكر أحمد عز في الترشح للبرلمان من الأساس وأن يتفهم أن الوضع صعب وغير مناسب.. إنما القضاء قال كلمته ويجب أن تحترم.
بعيدًا عن حكم القضاء.. هل تعتقد أن هناك أسباب أخرى لاستبعاده من الانتخابات؟
جزء من الاستبعاد قانوني لأنه ما زال متحفظ على أمواله، وما زالت هناك قضايا منظورة ضده، وهذا كلام مقبول ومعقول، وجزء آخر سياسي، إذ إن أي قاضيًا ينظر بقضية عز سيضع في اعتباره ضرورة الحفاظ على السلام المجتمعي، ولابد وهو يصدر الحكم أن يراعي ضميره هذا الشخص «وجوده أو قبوله سيثير مشاكل وبلبلة في المجتمع»، ولذا فأنا اعتقد أن استبعاده من الانتخابات جزء منه قانوني وآخر سياسي ومعنوي وأدبي.
وماذا عن استبعاد سما المصري؟
بصرف النظر عما يتردد عنها والقضايا التي رفعت ضدها، كان ينبغي أن يسمح لها بدخول الانتخابات مادامت استوفت الشروط والأوراق سليمة وتم قبولها، ويتركوا الحكم في النهاية لكلمة الشعب.. لأن مسألة عدم توافر حسن السمعة تنطبق على آخرين ليس بالضرورة أن يكونوا من ” الراقصين أو المغنين”، وهؤلاء في تقديري يفعلون أكثر من الرقص وأكثر ضررًا على المجتمع.
لكن ماذا لو اختارها الشعب وأصبحت في البرلمان؟
ماذا نفعل.. “الناس اخترتها هتعمل إيه دي رغبة الناس.. راقصة وربنا تاب عليها واتصلح حالها”.
لكن البعض يقول إنه برلمانًا سياسيًا وليس خاصًا بـ«الراقصات»؟
نعم.. لكن إذا كانت مواطنة ولديها حق وتريد أن تستخدمه في مباشرة الحق السياسي فماذا تفعل أنت أو أنا؟ وخاصة أننا رأينا على مدار المجالس السابقة نواب ” دعارة ومخدرات” ونواب “رشاوي”.
لقد كانت هناك نماذج سيئة تمثل المجتمع للأسف على مدى البرلمانات السابقة، وبالتالي فالقضية بالنسبة لي أنه من حق أي إنسان أن يباشر حقوقه السياسية والمدنية، والشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة.
هناك حالة من الغليان في الشارع بسبب ترشح فلول الحزب الوطني؟
للأسف.. متواجدين في كل القوائم، لكني أؤكد مرة ثانية أن هذا حقهم طالما أنه ليس هناك إقصاء، وفقا للدستور، إلا بحكم قضائي.. وبالتالي لا تستطيع أن تمنع أحدًا من الترشح وممارسة حقه السياسي.
هل تتوقع إقبال من الناخبين على الانتخابات البرلمانية القادمة؟
نقطة مهمة جدًا وأنا قلق منها ومنزعج..المؤشر بالنسبة لي ما تم في انتخابات نقابة الأطباء التي فوجئت أن نسبة الإقبال فيها لم تتعد 15%، وهذه كارثة تجعلني متخوفا لأن انتخابات النقابات تمثل شريحة متعلمة ومثقفة في المجتمع، وهذا يدل على أن بعضهم “زهق” ومحبط وليس لدية ثقة في البرلمان لأسباب متعددة.. لكنني أتمنى من الجميع أن يتكاتف لتشجيع الناخبين ورفع معنوياتهم وتوعيتهم بأهمية المشاركة والتصويت في الانتخابات القادمة.
وماذا عن المشاركة في الخارج؟
لا اعتقد أنها ستكون نسبة كبيرة، وأكبر نسبة لمشاركة المصريين بالخارج ستكون في المنطقة العربية، ربما تكون هناك مشاركة في دول أوربية وفي أمريكا، لكني اعتقد أن الدول الخليجية التي يتواجد فيها المصريين بأعداد كبيرة ستكون نسبة المشاركة فيها ضئيلة.
وعلى أية حال دعنا ننتظر فالمفاجآت واردة لأخر لحظة وربما نشهد نسبة إقبال كبيرة، ولذلك أطالب الرئيس السيسي بأن يدعو بنفسه المواطنين للمشاركة لأنه يلقى ثقة من شريحة كبيرة في المجتمع.