الاقباط المتحدون
تتعرض مصر فى هذه الفترة الحالية لإهتزازات كبيرة من شأنها أن تقضى على أحلام وطموحات بنيناهاً معاً منذ أن إنطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى المجتمع كله أن يتدارك الموقف سريعاً ويسعى للحفاظ على الثورة ومكتسباتها ووضعها فى مسارها الصحيح.
قامت الثورة من أجل الحرية والديمقراطية وأصبحنا الآن فى مواجهة مع داعمى الفوضى وأعداء الديمقراطية ، وسادت البلطجة وتجرأ الكثيرون على الدولة وسلطاتها ومؤسساتها، وأيضاً دور العبادة ، وأصبحنا أمام حرية مطلقة وغير مقننة ، جعلت البعض يعتبر القمع الذى واجهناه فى عهد النظام السابق أهون بكثير من أن تصبح مصر بهذا الشكل ، وتكون على وشك أن تصبح غابة لا قانون فيها غير العنف والقوة.
ثقافة التخلف جعلت البعض يطالب بما يرتضيه عقله فقط ، دون النظر إلى شرعية ما يطالب به أو حتى إمكانية تحقيقه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، فضلاً عن سلوكيات التخريب والتدمير للأماكن والمنشآت الحيوية التى كلفت الدولة الكثير ، فى ظاهرة تجعلنا على وشك أن تتخذ الحكومة كل يوم 85 مليون قرار وإجراء جديد لترضى كل طوائف الشعب.
نواجه خطراً ليس بالهين يكمن فى بعض القوى والتيارات الإنتهازية التى وجدت الفرصة سانحة لإثبات تواجدها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب ولو على حساب الوطن ومصالح أفراده ، فوت عليهم النظام السابق تلك الفرصة ، وسرعان ما إستغلوا الثورة لينفذوا مخططاتهم التى تهدف إلى مصالح شخصية وفئوية بحتة.
غابت رؤيتنا حول مستقبل مصر السياسى والإقتصادى فيما بعد الثورة ، وأصبحنا لا نمتلك غير الكلمات والعبارات الرنانة ، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى آلية واضحة وبرامج قوية وفعالة للنهوض بمصر من حالتها الراهنة.
إنشغلنا بالماضى ولم نعد ننظر للمستقبل، وراح الكثيرون يبنون أبراجاً من التأملات فى عالم الخيال وجلسوا يحسبون بهواتفهم أموال مصر المنهوبة بالداخل والخارج ، ويتقاسمون فيما بينهم ، ويعقودون على ذلك آمالهم وطموحاتهم ، ويناشدون الملايين والمليارات أن تسرع فى خطاها إليهم.
أصبحنا فى أمس الحاجة إلى روح الثورة خصوصاً ونحن نفتقد رؤية حقيقية للمستقبل، نتحدث عن إنتخابات تشريعية بعد حوالى 4 أشهر من الآن ، لا أدرى كيف يمكن أن تتم وكل الشواهد تؤكد صعوبة إن لم يكن إستحالة ذلك فى ظل الفراغ الأمنى والسياسى والتيارات المفككة والناشئة التى تفتقد الكوادر والبرامج والتواجد على أرض الواقع ، وأعتقد أن هذا يعوق كثيراً التحول الديمقراطى الذى يعد أحد أهم أهداف ثورة يناير.
إن مصر الآن تحتاج منا حكومة وشعباً إلى جهد وإخلاص وتضحية لكى تثبت أقدامها وتنهض من جديد بقرارات وقوانين ثورية ، تدعم الصالحين وتقمع الفاسدين والمخربين وتضرب على أيديهم ، وعلى كل منا أن يتحمل مسئوليته تجاه الوطن ، فالفوضى والبلطجة وضعف الدولة سوف تعود نتائجها السلبية على الجميع.
ونشرت ايضا فى
هنا القاهرة بتاريخ 19-5-2011
تتعرض مصر فى هذه الفترة الحالية لإهتزازات كبيرة من شأنها أن تقضى على أحلام وطموحات بنيناهاً معاً منذ أن إنطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى المجتمع كله أن يتدارك الموقف سريعاً ويسعى للحفاظ على الثورة ومكتسباتها ووضعها فى مسارها الصحيح.
قامت الثورة من أجل الحرية والديمقراطية وأصبحنا الآن فى مواجهة مع داعمى الفوضى وأعداء الديمقراطية ، وسادت البلطجة وتجرأ الكثيرون على الدولة وسلطاتها ومؤسساتها، وأيضاً دور العبادة ، وأصبحنا أمام حرية مطلقة وغير مقننة ، جعلت البعض يعتبر القمع الذى واجهناه فى عهد النظام السابق أهون بكثير من أن تصبح مصر بهذا الشكل ، وتكون على وشك أن تصبح غابة لا قانون فيها غير العنف والقوة.
ثقافة التخلف جعلت البعض يطالب بما يرتضيه عقله فقط ، دون النظر إلى شرعية ما يطالب به أو حتى إمكانية تحقيقه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، فضلاً عن سلوكيات التخريب والتدمير للأماكن والمنشآت الحيوية التى كلفت الدولة الكثير ، فى ظاهرة تجعلنا على وشك أن تتخذ الحكومة كل يوم 85 مليون قرار وإجراء جديد لترضى كل طوائف الشعب.
نواجه خطراً ليس بالهين يكمن فى بعض القوى والتيارات الإنتهازية التى وجدت الفرصة سانحة لإثبات تواجدها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب ولو على حساب الوطن ومصالح أفراده ، فوت عليهم النظام السابق تلك الفرصة ، وسرعان ما إستغلوا الثورة لينفذوا مخططاتهم التى تهدف إلى مصالح شخصية وفئوية بحتة.
غابت رؤيتنا حول مستقبل مصر السياسى والإقتصادى فيما بعد الثورة ، وأصبحنا لا نمتلك غير الكلمات والعبارات الرنانة ، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى آلية واضحة وبرامج قوية وفعالة للنهوض بمصر من حالتها الراهنة.
إنشغلنا بالماضى ولم نعد ننظر للمستقبل، وراح الكثيرون يبنون أبراجاً من التأملات فى عالم الخيال وجلسوا يحسبون بهواتفهم أموال مصر المنهوبة بالداخل والخارج ، ويتقاسمون فيما بينهم ، ويعقودون على ذلك آمالهم وطموحاتهم ، ويناشدون الملايين والمليارات أن تسرع فى خطاها إليهم.
أصبحنا فى أمس الحاجة إلى روح الثورة خصوصاً ونحن نفتقد رؤية حقيقية للمستقبل، نتحدث عن إنتخابات تشريعية بعد حوالى 4 أشهر من الآن ، لا أدرى كيف يمكن أن تتم وكل الشواهد تؤكد صعوبة إن لم يكن إستحالة ذلك فى ظل الفراغ الأمنى والسياسى والتيارات المفككة والناشئة التى تفتقد الكوادر والبرامج والتواجد على أرض الواقع ، وأعتقد أن هذا يعوق كثيراً التحول الديمقراطى الذى يعد أحد أهم أهداف ثورة يناير.
إن مصر الآن تحتاج منا حكومة وشعباً إلى جهد وإخلاص وتضحية لكى تثبت أقدامها وتنهض من جديد بقرارات وقوانين ثورية ، تدعم الصالحين وتقمع الفاسدين والمخربين وتضرب على أيديهم ، وعلى كل منا أن يتحمل مسئوليته تجاه الوطن ، فالفوضى والبلطجة وضعف الدولة سوف تعود نتائجها السلبية على الجميع.
ونشرت ايضا فى
هنا القاهرة بتاريخ 19-5-2011
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية
0 comments :
إرسال تعليق