عصمت السادات : نريد نظام الجمهورية البرلمانية ووجود «الاخوان» ضرورة

الدستور

القاهرة - فريق الدستور

اكد محمد أنور عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية تحت التأسيس ، ان النظام السياسي المطلوب لمصر هو نظام الجمهورية البرلمانية ، لافتا الى ان المرحلة الراهنة تتطلب التوقف والتفكير بمستقبل مصر واعادة بناء الدولة الحديثة واعادة الاعتبار للشخصية المصرية.

واعتبر السادات الذي اسقطت عضويته من مجلس الشعب ابان نظام مبارك في سابقة لم تحدث من قبل تحت قبة البرلمان المصري ، ان جمال ابن الرئيس المتنحي هو السبب فيما جرى من سياسات وكوارث حلت بمصر خلال السنوات الاخيرة ، مؤكدا انه تقدم ببلاغ لمجلس العسكري يطلب فية منع جمال من السفر ومحاكمتة بتهمة افساد الحياة السياسية والاقتصادية وقتل المتظاهرين في الثورة المصرية.

وتوقع السادات في حوار مع "الدستور" ان يتم تعليق التعامل مع البلاغ وان يعمل المجلس العسكري على تامين خروج مبارك واسرته الى احدى الدول العربية الخليجية او المانيا ما لم يتوفى مبارك الذي قال السادات انه في مرحلة الصدمة والذهول ويعاني حاليا من حالة مرضية شديدة.

وقال ان وجود الاخوان المسلمين ضروري ومطلوب في المرحلة المقبلة التي ستحكمها المنافسة الشريفة ، مؤكدا ان الاخوان لن يرشحوا احدا لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة وانهم سيعملون على تطبيع علاقتهم مع الشعب المصري اولا.

وقال السادات "حتى الان ما يصدر عن المجلس العسكري جيد خصوصا حل البرلمان والدعوة لتشكيل لجنة لعمل التعديلات الدستورية المطلوبة وايضا الدعوة الى الاستفتاء عليها في خلال 60 يوم من اقرراها واتوقع ان تقر خلال الايام الخمسة عشر المقبلة وكذلك التزامهم بتسليم السلطة للحكومة المدنية خلال 6 اشهر او ربما اكثر قليلا وهناك جدية لتسليم السلطة ولا توجد رغبة انهم يكملوا ويكون فيه حكم عسكري.

واكد ان المصريين يميلون لنظام الجمهورية البرلمانية حيث الرئيس موجود ولكن الحكم لرئيس وزراء منتخب وهذا من شانه تفعيل الاحزاب والحياة السياسية .

والسؤال هنا هل سيتم ذلك في الفترة الانتقالية ام الانتظار لحين انتخاب رئيس جديد يدعو لدستور جديد يطبق فية النظام نظرية الجمهورية البرلمانية.

في الوقت الحالي نظرا لكون دور الاحزاب محدود وغير فاعل ربما تجري تعديلات مؤقتة لاجراء انتخابات نزيهة وحرة ومن ثم يكون هناك اختيار لاحق.

وقال ان مصر تحتاج الى اطلاق حرية الاحزاب وتاسيسها واطلاق حرية العمل الاهلي والمدني وتحتاج الى انطلاق الدولة واعادة بناء الشخصية المصرية التي حدث فيها نوع من الاهتزاز نتيجة الكبت و الاستبداد.

وحول سؤال لـ"الدستور" حول "ركوب الموجة" والتحدث باسم الثورة الشعبية المصرية قال السادات "لا اعتقد انها تشكل خوفا ، الاحزاب والحركات الاحتجاجية كان لها دور وتحاول ولكن لم تقدم روح التضحية التي شاهدناها عند الشباب .. وما جرى كان حصيلة تراكمات على مدى سنين طويلة تمخض عنها ان الشباب قام وثار والشعب وقف الى جانبهم وهي ملحمة شعبية قادها الشباب. واما القفز على الثورة ونجاح الشباب فمن الطبيعي ان تحاول وقوى واحزاب سياسية ابراز دورها ومشاركتها وعلينا عدم الاقصاء لبعضنا البعض ونتحدث ان هناك من يحاول ان يستفيد والاستغلال ونرجع للماضي بالتخوين والاجندات المشبوهة وعلينا ان نحقق هدفا واحدا وهو بناء الدولة الحديثة.

وشدد السادات على ان مشكلة مبارك انه في اخر 10 سنوات ترك مقاليد الحكم لابنه الذي كان لدية طموح سياسي كبير وجمع من حوله شلة من المنتفعين من اصدقائه والرجل اي مبارك وثق في ابنه الذي ارسل مصر الى كارثة بسياساته الخاطئة ووزراء رجال الاعمال والاثراء الفاحش والانتخابات المزورة واسلوبه في التعامل مع وزير الداخلية وتوجيهاته في قمع المتظاهرين.. فهو اي جمال مبارك للاسف كان يقف خلف ذلك وبالتالي ضيع جمال البلد وضيع تاريخ والده مبارك الذي لم يكن سيئا على طول حكمة ولكن كان عليه مسؤولية سياسية عليا كرئيس للبلاد.

وحول سيناريو اللحظة الاخيرة لمبارك وتنحيه قال السادات "في بداية الثورة لم يصدق مبارك ذلك وكان في صدمة للاسف وهذا ما يفسر سبب بطء القرارات ولاخر دقيقة كان جمال ومعه منتفعون من وزراء كان لديهم فكرة باجهاض الثورة او عمل ثورة مضادة كما حدث في مظاهرات الاربعاء ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن والامور ازدادت صعوبة وكان الوقت تاخر.. واعتقد ان سبب تاخر الرئيس في التنحي كان جمال على امل حدوث ثورة من المؤيدين وللاسف الرجل خرج بعد كل هذه السنين بشكل مؤسف ومشهد حزين لا نقبله على عدو بهذا الشكل والصورة ولكن للاسف احيانا الابناء يكونون نكبة على الاباء.

الرئيس مبارك رجل عسكري ومحارب كان من الصعب علية الهروب وهو كان يؤمن انه يفعل كل ما باستطاعته لاسعاد الناس ولذلك فقد اصيب بالذهول عندما حدثت الثورة. واضاف السادات انه لا مشكلة في وجود مبارك في مصر وهو في حالة صحية غير مرضية واعتقد انه لن يستمر طويلا ويمكن ان نفاجأ بايام واسابيع لنسمع خبر وفاته لان الصدمة كبيرة ولا اعتقد انه يستطيع تحمل ما حدث. وقد ارتأى ان يبتعد قليلا وهو لديه دعوات من الامارات وسلطنة عمان والمانيا ولكن شخصيته العسكرية تابى ان تنكسر.

وحول محاكمة جمال مبارك قال السادات ان بطانة الرئيس الذين استفادوا ماليا وافسدوا الحياة السياسية والاقتصادية وتسببوا بشكل مباشر او غير مباشر بقتل اكثر من 400 متظاهر لابد من محاكمتهم بقوة القانون.. ولا بد من اعادة الثروة التي نهبت وتتبعها ، وحاليا هناك هيئات ولجان تشكلت وتعمل للتبع الارصدة المالية في بعض الدول الاوروبية ، كما ان الحكومة اخذت اجراءات منع السفر لبعض منهم مع علمي ان ارصدتهم في مصر ستكون مدينة ولكن يجب تتبعهم وملاحقتهم اينما كان.

وبشأن تداعيات الثورة المصرية على المنطقة أكد السادات ان ما حدث في مصر سوف تنتقل عدواه سريعا للمنطقة العربية وسيكون له تاثير مباشر على المنطقة العربية باكملها وسنرى ذلك تباعا في دول حيث ان النار تحت الرماد. ونامل ان تكون التحولات سلمية والثورات بيضاء وتحافط على مقدرات وثروات الشعوب.

واتوقع ان تستعيد مصر مكانتها العربية والاسلامية والافريقية فللأسف مصر لم تكن كما كانت خلال السنوات الماضية وريادتها للمنطقة سوف تستعيدها لاننا لاول مرة سنعيش في دولة مدنية حقيقية .

واشار السادات الى تأسيس شبكة لدعم ضحايا الحرية تأكيداً لدور المجتمع المصري والعمل الأهلي في تنمية وبناء المجتمعات وتم تأسيس الشبكة الحرية التي تعتبر بمثابة ائتلاف يتكون من 7 جمعيات أهلية في سبع محافظات مختلفة. وتعمل هذه الشبكة على دعم وتعويض ضحايا ثورة 25 بمختلف الأشكال لإستكمال علاجهم بالداخل أو بالخارج بالجهود الذاتية والمشاركة المجتمعية.

وحول الرئيس المصري المقبل قال السادات "شاهدنا اشخاصا كثرا يعرضون انفسهم لميدان التحرير من عمرو موسى والبرادعي وايمن نور وحمدين الصباحي ، لكن

وليس من الضروري ان يكون الرئيس من هؤلاء ولا بد من الانتظار لمعرفة شروط الترشيح ومصر بحضارتها وتاريخها لا يمكن ان تقبل اي واحد ياتي ويرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ويجب ان تكون الشروط للترشيح فيها نوع من التنظيم والقيود وليس الموانع وعلينا الانتظار ثم نتدارس الامر ، وربما يظهر نموذج جديد يصلح.

لكن من الصعب التكهن بالرئيس المقبل وهل سيكون من ذوي الخلفية العسكرية مرشح ايضا ولكن بالتاكيد ستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وفية اشراف دولي وسيكون القرار للشعب.

0 comments :

إرسال تعليق