المصرى اليومكتب نبيل أبوشال ومحمد أبوالعينين وعادل الدرجلى
رحب عدد من القوى السياسية المصرية بتصريحات الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى أدلى بها أمس لـ«المصرى اليوم»، بشأن عزمه خوض انتخابات الرئاسة مستقلاً دون تبعية لأى حزب سياسى، مؤكدين أن الشروط التى أعلنها البرادعى لخوض الانتخابات، المتمثلة فى إجراء إصلاحات سياسية ودستورية واقتصادية فى الحياة المصرية، هى مواقف سياسية تدعو لاحترامه وتأييده.
قال الدكتور أيمن نور، مؤسس وزعيم حزب الغد: «البرادعى اختار أن يعزف النغمة الصحيحة على الوتر الحقيقى الذى يجب أن تدق عليه كل الأيادى الوطنية الساعية نحو الإصلاح السلمى من خلال أصحاب الحق فيه وهم الشعب المصرى»، مؤكداً أن ما أشار إليه البرادعى يفتح أبواباً حقيقية لتواصل وطنى بين المهمومين بقضايا التغيير بغض النظر عن موقفه من الانضمام للحياة الحزبية أو عزوفه عنها.
وأضاف نور: «من حق البرادعى أن يسعى إلى موقع فى السباق الرئاسى محتفظاً باستقلاله، لكن ليس من حقه ألا يسعى أو ينتظر التغيير، فإعلانه عن استعداده للتحرك السلمى المنظم مع الجماهير هو إعلان عن أنه سيخوض معركة التغيير والإصلاح بغض النظر عن خوض الانتخابات المقبلة، وهذا يجعلنا شركاء فى هذا الحلم المشروع».
ووجه نور دعوته للدكتور محمد البرادعى للانضمام إلى المرحلة الثانية من حملة طرق الأبواب التى تبدأ فى فبراير المقبل وزيارة القرى والنجوع والمدن، فى حالة رغبته الترشح كمستقل، لافتاً إلى أن هذه الحملة ليست للدعاية لمرشح الرئاسة عن حزب الغد فقط، ولكنها حملة من أجل التغيير فى مصر بشكل عام.
وعن وصف البرادعى الحياة الحزبية بأنها إطار مصطنع للحياة السياسية فى مصر. قال نور: «يجب أن يمتد الموقف الإصلاحى للدكتور البرادعى من قضايا الدستور والحريات إلى موقفه من الحياة الحزبية، والعمل على إصلاحها بالمشاركة الإيجابية والتواصل وليس بمقاطعتها».
وأضاف: «البرادعى يسعى إلى الوقوف على أعلى سقف من الحرية بنزوله كمرشح مستقل، لكن فى إطار المواءمة السياسية بين الواقع والمفروض.. قد يضطره هذا إلى القبول بصيغ تحالفية للتغلب على عقبات الترشح كمستقل»، واصفاً حملة التشويه التى تعرض لها بأنها ضريبة السعى نحو الإصلاح والتغيير.
وقال: «البرادعى حدد ثلاثة محددات يجب توافرها فى الحياة السياسية المصرية وهى: الأمانة والمصداقية والأخلاق، وأقول له آسفاً إنه لن تتحقق هذه المطالب حتى بتعديل الدستور، لأنه أسهل للوطنى أن يعدل الدستور من العمل بأمانة وأخلاق ومصداقية».
من جانبه، قال الدكتور جمال حشمت، القيادى الإخوانى: «رفض البرادعى الانضمام للحياة الحزبية هو موقف جيد وصحيح، ويؤكد أنه يسعى بجدية لإجراء تغيير جذرى فى الحياة السياسية لأن رفضه التمثيلية التى نطلق عليها الحياة الحزبية لم يجئ من فراغ، لكنه نابع من تفكير الشارع أيضاً بأن الحياة الحزبية فى مصر غير سليمة وقنواتها مسدودة، لأن سقف حياتها نابع من الحزب الوطنى، وهذا يمثل خللاً كبير فى الحياة السياسية المصرية».
وأكد حشمت أن الإخوان لن يخوضوا الانتخابات الرئاسية بأى مرشح عن الجماعة، لافتاً إلى أن الجماعة إلى الآن على الحياد من المرشحين الذين أعلنوا رغبتهم فى الترشح لحين أن تتضح الصورة، ولكن إذا كانت المنافسة بين جمال مبارك والدكتور البرادعى فستكون كفة الأخير أرجح، لأنه لا وجه للمقارنة على الإطلاق «حسب قوله».
وقال: «لا أعتقد أنه سيتم إجراء تعديلات دستورية فى الفترة المقبلة، لأن الحزب الوطنى مش ممكن يتعب خلال الفترة السابقة لتمكين الوريث ثم يقوم بعمل تعديل دستورى يسمح للبرادعى بالترشح».
وأشار حشمت إلى أن مبادرة البرادعى بمثابة «فضح» الحزب الوطنى بصورة علنية وعملية، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد ضغطاً كبيراً من الحزب الحاكم على أحزاب المعارضة لدخولها حلبة السباق أمام البرادعى لتضييق الخناق عليه وليس على مرشح «الوطنى».
من جانبه، قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية – تحت التأسيس: «جميع القوى السياسية توقعت أن يخوض البرادعى الانتخابات بشكل مستقل دون التقيد بمظلة أى حزب، لأن تأكيده على فكرة التوافق الشعبى يوضح أنه سيخوض الانتخابات المقبلة كمستقل، ورفضه الانضمام لأى حزب يوضح نبض الشارع الذى عزف عن المشاركة الحزبية ليقينه بأنها ليست أحزاباً حقيقية».
وأضاف: «على الرغم من أننى أتمنى أن يخوض البرادعى الانتخابات المقبلة، فإننى أجد صعوبة بالغة فى تحقيق مطالبه لأن الدولة لن تستجيب له».
وتوقع السادات أن تنخفض نبرة الهجوم على البرادعى فى الفترة المقبلة قائلاً: «الصحف القومية تعلمت الدرس خلال الفترة السابقة وعلمت أن أى هجوم على البرادعى سيأتى بنتيجة عكسية وسيكون بمثابة دعاية إيجابية له».
ووصف عصام العريان، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، التصريحات التى أدلى بها الدكتور محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، لـ«المصرى اليوم»، بالمهمة، وأنها تعكس رؤيته وتقييمه للحياة الحزبية فى مصر، وأنها تعمل فى إطار يفتقد المشروعية الشعبية والدستورية فى ظل دستور لا يلبى طموحات الشعب المصرى فى تداول سلمى للسلطة.
ورحب العريان بالتصريحات التى اعتبرها تتضمن أن الدكتور البرادعى سيظل مهموماً بإصلاح دستورى وسياسى، وأن البرادعى لن يظل مجرد اسم مطروح على المنتديات والصحافة كمرشح ديكورى فى الانتخابات المقبلة.
ودعا العريان الدكتور البرادعى عند عودته إلى مصر أن يباشر دراسة الأوضاع بدقة لفترة وجيزة ثم يخوض العمل العام من أجل الإصلاح الذى ينشده الجميع، وعليه أن يتحمل التضحية المطلوبة من أجل هذا الوطن،
وأكد العريان أن البرادعى إذا أراد دعم الجماعة فعليه أن يتصل بنا ونحن نرحب به وقد تعاونا من قبل خلال الربع قرن الماضى مع شخصيات لها ثقل وطنى مثل فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى ومصطفى مراد وعزيز صدقى وغيرهم، ومازالت أيدينا ممدودة لكل القوى والتيارات والشخصيات التى نلتقى معها فى القواعد المشتركة من أجل تحقيق الإصلاح الدستورى والسياسى.