أطباء ورجال دين: قانون نقل الأعضاء تأخر كثيرا.. وصدوره ينقذ آلاف المرضي بشرط ألا يتحول إلي «تجارة»

الدستور

عصام العريان: الأطباء متفقون علي الاعتداد بوفاة جذع المخ.. والقمص بيشوي فهيم: نقل الأعضاء «محبة وتكافل»
تامر أبو عرب

ناقش «منتدي التشريع بالمشاركة» الذي ينظمه مركز القاهرة للتعليم المدني برعاية منظمة كونراد إيدنهاور بالتعاون مع حزب الإصلاح والتنمية «تحت التأسيس» علي مدي يومين قانون نقل وزراعة الأعضاء الجديد الذي تستعد لجنة الصحة بمجلس الشعب لمناقشته خلال شهر مارس الجاري.

استعرض المنتدي خلال ورشة العمل جميع الآراء حول مشروع القانون الذي أحدث جدلاً كبيراً وعرض علي مجلس الشعب أكثر من مرة
ولم يتم إقراره لأكثر من سبب لعل أهمها الخلاف القائم بين الأطباء وبعض رجال الدين حول موت جذع المخ والتخوف من تحول نقل وزراعة الأعضاء إلي تجارة.

وأشار الدكتور محمد هلال - مدير عام مستشفي الساحل - إلي أن تأخر استصدار التشريعات اللازمة بنقل وزراعة الأعضاء في مصر جعلنا متأخرين عن بعض الدول المجاورة.. مضيفا أن قائمة انتظار المرضي المحتاجين لزراعة الكبد أصبحت طويلة والعلاج مكلف ويمثل عبئاً كبيراً علي كاهل الدولة والمريض.

وتحدث الدكتور عمرو الورداني بدار الإفتاء المصرية عن احترام كرامة الإنسان في الشريعة الإسلامية وضرورة ضمان عدم تحول أعضائه إلي سلعة تباع وتشتري، واتفق الدكتور عاشور السيد رميح - أستاذ الجهاز الهضمي وجراحة الكبد- مع الورداني في عدم الاعتداد بوفاة جذع المخ.. مؤكدين ضرورة مصاحبته لبعض الظواهر الحسية للوفاة.

واتفق الحاضرون علي ضرورة تجريم القانون لنقل الأعضاء الجنسية والتناسلية التي بدأت بعض التجارب عليها في بعض الدول.

وأشار الدكتور عزت سراج الدين - مدير وحدة الغسيل الكلوي بمستشفي تلا العام - إلي ضرورة تقنين أوضاع التبرع خاصة أن البلاغات عن سرقة كلي المرضي والاتجار في الأعضاء أصبحت مقلقة.. مشيرا إلي ارتفاع تكلفة الغسيل الكلوي وصعوبة مداومة المريض عليه نظرا للمشقة والتعب اللذين ينتابان المريض أثناء عملية الغسيل.. مؤكدا أن زراعة الكلي في مصر متقدمة إلي حد كبير وتحتاج لإقرار قانون زراعة الأعضاء حتي تساعد المرضي علي استعادة صحتهم وحياتهم بشكل طبيعي.

وأكد أنور عصمت السادات - وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية - ضرورة استصدار قانون نقل وزراعة الأعضاء بأسرع وقت حتي يتسني للعديد من مرضي الفشل الكلوي والكبدي ومرضي فيروس التهاب الكبد الوبائي والمحتاجين إلي زراعة القرنية في العين لاستعادة أبصارهم وتحقيق أملهم في الشفاء.

مشددا علي دور المجتمع المدني في دعم التشريعات التي يحتاجها المواطنون والاشتراك في مناقشتها.. مشيرا لضرورة مراعاة القانون للحالات الفقيرة التي لا تستطيع تحمل نفقات العلاج.

وتحدث عصام العريان - ممثل نقابة الأطباء في ورشة العمل- عن مساندة النقابة والأطباء لقانون نقل وزراعة الأعضاء.. مؤكدا أنه لا خلاف ديني علي مشروع القانون في ظل ضرورة تغليب منطق المصلحة العامة مع مراعاة الجانب الإنساني للحالات المرضية التي في انتظار استصدار القانون منذ سنوات، وأوضح أن الأطباء متفقون فيما بينهم علي الاعتداد بوفاة جذع المخ.

وتحدث القمص بيشوي فهيم سعد - أحد كهنة مطرانية شبين الكوم - حول مشروع القانون مؤكدا أن الدين المسيحي يحض علي المحبة واعتبر أن التبرع بالأعضاء نوع من المحبة التي فرضها الله علي عباده، مشيرا إلي أن التكاتف والتكافل بين البشر هو طريقهم لسعادة الإنسانية في الدنيا والآخرة. وكان المنتدي قد اختتم مناقشاته بتوصيات جاء أهمها سرعة استصدار قانون نقل وزراعة الأعضاء خاصة مع مراعاة الجوانب الإنسانية والحالات الفقيرة ورأي رجال الدين الإسلامي والمسيحي والأخذ في الاعتبار بتجريم عمليات الاتجار في الأعضاء البشرية، ويقوم المنتدي باختيار خمسة من المشاركين في الندوة لحضور جلسات الاستماع ومناقشة مشروع القانون في مجلس الشعب.

0 comments :

إرسال تعليق