الجمل كان يريد التخلص مني .. ولن اتحالف مع الأخوان

نهضة مصر

بعد قليل من ظهوره المبشر، كاد حزب الجبهة الديمقراطية يلحق بركب باقي الاحزاب المصرية التي تعرضت "بسبب عوامل داخلية وخارجية" لما يشبه التفتيت. عاني حزب الجبهة من خلافات عاصفة بين كبار مؤسسيه وموجات من الاستقالات، الا انه مؤخرا تمكن من اجراء انتخابات تعد اللبنة الاولي في بناء الحزب بوصفه حزبا سياسيا وليس تجمعا نخبويا. الانتخابات انتهت لصالح الدكتور اسامة الغزالي حرب وجماعة من كبار المؤسسين وخسر علي الطرف الآخر منافس حرب القوي محمد عصمت السادات. هنا نناقش ونتحاور مع الغزالي حرب حول حاضر الحزب ومستقبله. > هناك من يشكك في نتائج انتخابات الحزب ويؤكد وجود اخطاء تنظيمية وترتيبات تنسف النتيجة من اساسها؟ >> أشك ان يكون هؤلاء من حزب الجبهة فإذا كان الخصم الرئيسي في الانتخابات قال انه يقبل ويسلم بالنتيجة اذن لا اجد ما يبرر تشكيك الاخرين، خاصة وان الانتخابات جرت في جو من الحرية والديمقراطية وكان هناك مراقبون من مؤسسات المجتمع المدني شهدوا واصدروا تقارير تؤكد ذلك. > بماذا تفسر انسحاب المستشارة نهي الزيني من الإشراف علي الانتخابات؟ >> المستشارة نهي الزيني تركت الانتخابات لانزعاجها من تدافع بعض اعضاء المحافظات الذين جاءوا مبكرا قبل فتح باب التصويت مما اربك المنظمين ولم تستطع في البداية السيطرة عليهم و مع هذا فوجود ما يقرب من الف و 500 عضو لحزب نشأ من عشرة شهور في جمعية عمومية فهذا انجاز لنا. > أليس فوز اسامة انور عكاشة وسكينة فؤاد دون ان تكون لهم دعاية او حتي زيارات للمحافظات دليلا علي وجود اخطاء شابت النتائج؟ >> ليس صحيحا فأسامة انور عكاشة مشارك في تأسيس الحزب وزار اكثر من محافظة من قبل والتقي بالقواعد والاعضاء وكذلك سكينة فؤاد من المؤسسين وهما من اعضاء الهيئة العليا ولديهما اسهامات عمل كثيرة ومن يقول انهما لم يقوما بالدعاية فنرد عليه بأن لهما مواقف واعمالا جماهيرية ادبية وصحفية وسياسية تجعل هما اكبر من اي دعاية والجميع يعرفهما ومن يلقي بهذه الاتهامات هو الذي ليس له تواجد او نشاط. > هل بفوزك برئاسة الحزب تكون استعدت السيطرة علي الحزب الذي اسسته وكان قاب قوسين او ادني من الضياع بسبب الانقسام والصراع علي السيطرة؟ >> لا احب ان انظر للامر او الصورة بهذه الطريقة واعتقد ان الذي استعاد السيطرة علي الحزب هم الجماهير واعضاء الحزب بل انني ارفض ان اقول ان الوضع كان انقساما بين فريقين داخل الحزب ولكن الوضع ان الكتلة الرئيسية للحزب كانت في اتجاه وانشقاق وتكتل صغير في اتجاه آخر ولم يكن هناك صراع او محاولات للسيطرة علي الحزب لان الاغلبية الساحقة للاعضاء وقيادات الحزب الحقيقية هي التي سيطرت علي الامور من خلال آلية ديمقراطية سليمة مائة في المائة وبالتالي لا احب ان المسئولية تصاغ علي الاطلاق بأي شكل آخر. > وجود وفوز مارجريت عازر بمنصب الامين العام للحزب هل يعني شيئا لدي حزب الجبهة؟ >> كنت مؤيدا لترشيح مارجريت علي منصب الامين العام للحزب لان هذا له اهمية رمزية وسياسية لا يمكن انكارها وهو ان تواجد امرأة مسيحية في منصب امين عام الحزب يدل علي ان حزبنا عندما يتحدث عن المواطنة والمساواة واعطاء دور فاعل للمرأة فهو يترجم هذا بشكل صحيح وعملي وعلي مستوي قيادة الحزب. > لكن هذا قد يعطي صورة للاخرين ان هذا مدخل لاعتبار ان حزب الجبهة حزبا للاقباط خاصة ان الدكتور يحيي الجمل صرح بذلك بالفعل بعد تأسيس الحزب؟ >> لا .. لا يمكن وصف الحزب بأنه حزب للاقباط فهذه التسمية ارفضها تماما والاقباط يمارسون حقهم بشكل طبيعي وعضويتهم اقل مما اتمني وعندما تحدث د. يحيي الجمل رئيس الحزب عند التأسيس قال انه يدعو الاقباط للمشاركة فكان هذا تعبيرا عن ان الجبهة حزب لكل المصريين وليس لفئة من المسلمين فقط وبالتالي عن حزب اقباط او غيره مبالغ فيه فنحن حزب للمصريين واي محاولة لوصم حزبنا او اي حزب آخر بأنه قبطي او فئوي مسألة مرفوضة تماما من حيث المبدأ. > هل هزيمة محمد انور السادات "الخصم الرئيسي لك ولمارجريت عازر" يعد اقصاء او علي الاقل انهاء دوره في حزب الجبهة؟ >> لا احب ان تؤخذ المسائل بأي نوع من المبالغة يجب ان نعالج هذه القضايا بالمعايير الديمقراطية المتعارف عليها في العالم كله ففي اي0 معركة انتخابية في العالم هناك فائز وخاسر ولا يمكن علي الاطلاق ان يفهم من ان الخسارة هي اقصاء ومثل هذه التعبيرات الحادة التي لا تعرفها المجتمعات الديمقراطية، نحن نشهد منافسات انتخابية في جميع الاحزاب السياسية في العالم ولا يتحدثون هناك عن اقصاء او غيره وهذه منافسة تمت في اطار ديمقراطي ولكن تركيبة الصراع الحادث كانت تؤكد وجود تخوف من ان ينجح اسامة الغزالي ويحصل علي منصب رئيس الحزب ومحمد السادات علي منصب الامين العام واعتبر الجميع ان هذا بداية الصراع الاكبر وان لم يكن نهاية للحزب فهل هذه النتيجة ألغت كل هذا؟ > بالتأكيد كان هذا صحيحا وبالتأكيد كانت هذه المشاكل محتملة ولذلك كانت فكرة ان تكون المجموعة الجديدة لادارة الحزب متجانسة ومتوافقة في الفكر والاسلوب والمنهج واعتقد ان ذلك في صالح الحزب، ومع هذا لا يعني انه عندما كانت النتيجة مختلفة ينهار او ينتهي الحزب ولكن قطعا سيكون العمل اصعب وفي الاطار الديمقراطي لابد ان يسير العمل أيا كانت النتيجة التي اسفرت عنها الانتخابات. > بما يتم اعلانه من نتائج فإن جميع القيادات بداية من رئيس الحزب حتي الامين العام المساعد من النخبة او علي الاقل ليس لهم خبرة في العمل الجماهيري والتحرك في الشارع فكيف سيكون شكل الحزب مع هذه التركيبة القيادية، وهل بهذا يستمر حزب الجبهة حزبا للنخبة؟ >> هناك فرق كبير بين الحديث عن الجماهير والخبرة والنخبوية فخربنا ليس حزبا للنخبة لان اغلبية اعضائه من الطبقات الشعبية العادية وحتي القيادات الموجودة في الحزب في الواقع مرتبطة بالناس والجماهير ومثلا رزق الملا امين البحيرة تم انتخابه امينا عاما مساعدا وسامح انطوان نائب رئيس الحزب فهما بالاساس لهما خبرة العمل بين الناس والشارع. > تم قبل اسابيع نشر وقائع تشير الي سيناريو كان يتم اعداده للتخلص منك بمشاركة بين شريك التأسيس د. يحيي الجمل ومحمد عصمت السادات فما هي حقيقة ذلك السيناريو والي اي مدي كان اصحابه جادين في تنفيذه؟ >> لم تكن هذه شائعة بل حدث بالفعل ان جرت محاولة لكي تطرح قيادة بديلة للحزب من الدكتور علي السلمي رئيسا وانور السادات امينا عاما وسعاد حمودة نائب اول رئيس الحزب ومروان يونس امين عام مساعد والذي حدث بالفعل ان الدكتور علي السلمي اكتشف بسرعة حقيقة ما كان، خاصة ان عودته للحزب لم تكن علي اساس قانوني سليم فانسحب. > هل كانت عودته علي اساس قانوني ام انه انسحب بشكل اخلاقي ونأي بنفسه عما يدور من صراعات؟ >> لا.. لا نهائيا لم يحدث أن عاد واكتسب بشكل قانوني عضوية الحزب فهو استقال وتم قبول استقالته وتم رفع اسمه من كشوف الجمعية العمومية، ولكن الدكتور السلمي بنفسه اكتشف ان وضعه غير سليم قانونا وهذا موقف جيد من علي السلمي. > هل في ظل هذه التطورات تنتظر عودة د. السلمي والعمل معا من اجل تطوير الحزب؟ >> الدكتور علي السلمي شخصية لها احترامها ولها مكانتها واسهم في بداية تأسيس الحزب اسهاما جيدا واذا اراد الدكتور السلمي ان يعود في اي لحظة فأهلا به وسهلا. > ولماذا كان الدكتور يحيي الجمل وهو شريك في التأسيس يرتب لقيادة جديدة ويرفض ان تتولي انت القيادة؟ >> الدكتور يحيي الجمل قال بالفعل انه كان يفضل ان يخلفه الدكتور السلمي في رئاسة الحزب ويسأل في هذا الدكتور يحيي الجمل وقطعا هذا رأيه وله حرية الاختيار في رأيه. > وكان اول تعليق لك بعد الفوز برئاسة الحزب انه يولد اليوم نجم كبير في سماء الاحزاب المصرية قادر علي التغيير فما هي ملامح او دلائل هذا التفاؤل؟ >> اعتقد ان هناك حاجة ماسة في الحياة السياسية لاحزاب جديدة وقوية ويمكن حزب الجبهة ان يكون احد هذه الاحزاب فلا ديمقراطية بدون احزاب واعتقد ان المحنة والظروف والقيود السياسية ستحاول العمل قدر المستطاع وفق احترام القانون اما ظروف الحزب فقد اسهمت في ان يكون اكثر قوة واكثر تمرسا في العمل. > هل من استقالوا كانوا يهربون من الحزب او علي الاقل المسئولية ام انه توجد اسباب اخري لهذه الاستقالات؟ >> من الظلم ان نصف مثل هذه الشخصيات بالهروب ولكن كانت لكل واحد منهم تقديراته الخاصة واختلفت عن رؤية وتقديرات الاخرين لا أكثر ولا اقل. > ضمن مبادرة اعلنتموها عقب الفوز وهي عودة من استقالوا من الحزب فمن الشخصية التي تريد او تحرص ان تكون موجودة خلال الفترة المقبلة؟ >> الدكتور حازم الببلاوي اكثر الشخصيات التي احرص علي ان يكون متواجدا بالاضافة لكل من خرجوا اثناء الظروف المضطربة او الاختلافات في وجهات النظر. > ولكن تحديدا د. الببلاوي له موقف شخصي منك لانه كان ينوي او يتم الترتيب معه ان يكون رئيسا للحزب ولكنك اخلفت معه الوعد؟ >> لا.. لا هذه فكرة في الواقع لم يقدر لها النجاح والدكتور حازم الببلاوي له كل تقدير، وتفهم هذا فأنا شخصيا عندما قررت ان انسحب من الترشيح انا الذي ذهبت للدكتور حازم وطلبت منه ان يرشح نفسه لرئاسة الحزب ولكن ظهر لي بسرعة ان وجود د. حازم في الخارج وعدم تعرف الناس عليه يمكن ان يؤدي الي نتائج غير مضمونة. > كان ظاهرا خلال الفترة الماضية انك تقوم بجولات وعمليات انقاذ ما يمكن انقاذه في حزب الجبهة وكأنك تثبت للجميع ان هذا حزب اسامة الغزالي حرب وانك لن تسمح بأن ينهار؟ >> هذا في جزء منه حقيقي ولكن لا ينطبق علي فقط وانما هذا حدث من القيادات والقواعد التي تشعر بأن هذا الحزب هو حزبها وانها بالفعل تقاتل من اجل الحفاظ عليه واعلاء شأنه. > في أكثر من مرة كان يردد الدكتور يحيي الجمل بان قواعد الحزب افضل من قياداته فهل كان يقصدك بالذات من هذا التصريح أم كان يقصد آخرين؟ >> كلام الدكتور يحيي قاله بمناسبة ظهور بعض الاتجاهات ودعوات فيها نوع من الانسحاب أو تجميد العضوية ولكن بالذات أمناء المحافظات والجماهير كانوا يرفضون هذ بشدة ويريدون الحفاظ علي الحزب ومؤسساته ويرفضون التأجيل ولم يكن يقصدني أو يقصد آخرين بقدر ما هو تعبير عن حالة ووضع لم يكن يتوقعه. > يتهمك بعض قيادات الحزب بمخالفتك مباديء الحزب والخطأ في حقهم وحق الحزب بانضمامك لعضوية مجلس أمناء "إيد بإيد" التابعة لمايكل منير ويتحدثون عن ضرورة خروجك منها كما يأخذون عليك دعوتك لدخول مايكل منير الحزب ومتخوفين من الأبواب الخلفية لدخول اقباط المهجر ورجال الأعمال الاقباط الحزب فما تعليقك؟ >> أليس جمعية مايكل منير قانونية وتعمل في مصر وبموافقة الجهات المعنية ووزارة الشئون الاجتماعية وطالما ان هذه هيئة وتعمل وفق القانون وموافقة الجهات المصرية فهذه وجهات نظر وعضوتي في مجلس الأمناء وجهات نظر ليس أكثر وليس صحيحا اني دعوت مايكل منير أو غيره من رجال الأعمال للانضمام إلي الحزب. > هل خلافك مع محمد أنور السادات في الرأي يستحق كل هذه المشكلات التي كادت ان تهدد وجود الحزب؟ >> ليس خلافا في الرأي علي الاطلاق بل إنه خلاف في المنهج والاسلوب وكل شيء. > هل الخلاف في المنهج والاسلوب يمكن ان يقودكم لأزمة أكبر الفترة المقبلة؟ >> حدثت انتخابات ديمقراطية ونحن الآن ننهي الخلاف والأهم ان نعمل بالآليات والاساليب الديمقراطية الشريفة فاي حزب فيه اجنحة وخلافات والمهم الديمقراطية. > وما رؤيتك أو تقييمك للفترة الماضية وما جري فيها من اخطاء وتجاوزات وهل تتوقع ان تكون انتهت بنهاية الانتخابات؟ >> قطعا حدثت اخطاء ومشكلة كبيرة ولكن الأهم من ذلك ان الحزب استطاع ان يتجاوزها بسلام واعتقد ان أهم الأخطاء تمثلت في عدم التدقيق في العضوية وبعض الفوضي التنظيمية والإدارية وخصوصا ما ارتبط ببعض الاستقالات وبعض القيادات الحزبية ولكن استطعنا اجتياز هذه المشاكل بأمان وبنهاية الانتخابات انتهت المشكلات أو علي الأقل انهت الانتخابات جزءا كبيرا من هذه المشكلات وهذه هي قيمة أي عملية ديمقراطية انها يمكن ان تحسم من خلال صندوق الانتخابات المشاكل علي نحو يرضي الجميع واعتقد ان هذا انجاز في حد ذاته. > كانت أهم الاتهامات لإدارة الحزب الفترة الماضية تتعلق بالغياب عن المحافظات فهل سنري الفترة المقبلة تغيرا؟ >> بالعكس أنا زرت معظم المحافظات واعتقد انه بالنظرة إلي عمر الحزب القصير فان التواجد في سبع أو تسع محافظات جيد جدا وبداية يمكن البناء عليها. > هل تراجع عملكم في الشارع أو تحرككم في المحافظات يرجع إلي القوانين والجو العام أم لظروف داخلية؟ >> قطعا لا يمكن ان نعزي ما يعانيه العمل الحزبي من مشكلات إلي الظروف السياسية والقانونية وحدها ولا إلي ظروف الاحزاب الداخلية وحدها ايضا ولكن العنصرين موجودان وقطعا فأن المناخ السياسي في مصر لا يساعد علي ظهور وتحرك وفاعلية الاحزاب السياسية والاطار القانوني والدستوري لا يساعد علي كفاءة عمل هذه الأحزاب علي نحو سليم وبناء. > في ظل هذه الظروف كيف لحزب الجبهة ان يتحرك ويجذب الاغلبية الصامتة؟ >> سوف يسعي حزبنا للنشاط بكل الطرق والاساليب التي يتبعها الدستور والقانون والعمل الشعبي والنشاط مع الاحزاب والقوي السياسية الأخري ونقدم انتقاد للسياسات القائمة من ناحية وان نقدم بدائل وحلولا جادة وعملية للسلطة والنظام والجماهير. > هل سيكون ذلك فقط من خلال نشاطكم بندوات داخل غرف ومقارات الحزب أم ان هناك آليات أخري؟ >> لا طبعا فالعمل الحزبي به آليات عدة من آليات من ضمنها الندوات والمؤتمرات وهذه صورة من صور تحركنا ولكن نزولنا لانتخابات المحليات ومشاركة شبابنا في العديد من الأنشطة في سيناء والبحيرة وأزمة العطش في كفر الشيخ فكل هذه صور من صور تحركنا بعيدا عن المكاتب المكيفة وادعي أننا موجودون ولنا نشاط جماهيري في الشارع. > من الدعاية التي كانت ضدك في الانتخابات أنك ضد المشاركة في الانتخابات ويزعم من يقولون بانك كنت ترفض الدخول في انتخابات مجلس الشعب بالمنيل وكذلك المحليات فما تعليقك؟ >> غير صحيح فأنا أول من دعا للمشاركة في انتخابات المنيل وليس للمنافسة علي الفوز لأننا كنا نعلم اننا سنخسر ولكن كانت تجربة مثمرة ومفيدة لتعليم كوادرنا، وانتخابات المحليات لي نظرة مختلفة ان تكون هناك قواعد معبرة عن الحزب وليس كما جري من دخول البعض ولذلك تركنا هذا لأمناء المحافظات يقدمون ما لديهم من أفراد وامكانيات خاصة أننا مازلنا حزبا جديدا ليس لنا القدرة علي المنافسة في جميع المحافظات وفي النهاية لدينا 47 مرشحا وبالقطع هذا ليس الوضع الأمثل الذي نحب ان نكون عليه. > ولكن خلافا لهذا فالكثير من المراقبين أكدوا ان هذا الائتلاف جاء من هذه الأحزاب لتخرج من مشاكلها الداخلية بتعديل مسار اهتمامات الأعضاء والإعلام فهل علي الاقل هذا كان بالنسبة لحزب الجبهة؟ >> هذا غير صحيح وفيه مبالغة كبيرة فمن الصعب ان يتم عمل بمثل هذا الحجم للتغطية علي بعض الخلافات أو الاختلافات في وجهات النظر الداخلية وهذا كلام مرسل ليس عليه دليل. > هل حزب الجبهة بعد عشرة أشهر من تأسيسه وصل إلي ما كان يتمناه وهو الوصول إلي الاغلبية الصامتة وهل سيكون الأربعة آلاف عضو الحاليين هم نهاية المطاف لحزب الجبهة واخر أمل له في العضوية؟ >> هذه نظرة تشاؤمية ومصر بلد فيها أكثر من 75 مليون مواطن لذلك نحتاج لوجود أحزاب سياسية قوية تعكس الكم البشري وتعكس الاهتمام الحقيقي بالحياة العامة والمسألة ليست مسألة كم في الحقيقة ولكن أنا افكر ان يكون حزب الجبهة قادرا علي ان يكون حزبا سياسيا فعالا وهذا لا يرتبط بالكم بقدر الارتباط بالكيف وحزبا معبرا بصرف النظر عن القيم الديمقراطية والليبرالية. > خلاف يحيي الغزالي ومحمد أنور السادات أليس يهدد وحدة وترابط الحزب ويبدأ مرحلة جديدة من الخلافات؟ >> هذا خلاف معروض ومطروح أمام القضاء وهناك تحقيقات وما سيتم الحكم به سيكون نافذا ولا أجد ان مثل هذه الخلافات تؤثر علي الحزب الحقيقي. > بمناسبة مشاركتكم في انتخابات المحليات ما تقييمك لما جري ويجري حتي الآن في هذه الانتخابات؟ >> اعتقد ان انتخابات المحليات مثلها مثل الانتخابات الجزئية التي جرت في المنيل وغيرها توحي ان في النهاية الحزب الوطني مستمر علي سياسته التي تسعي إلي اقصاء الآخرين والتضييق علي الأحزاب الأخري واعتقد ان هذا الاسلوب له تأثيراته السياسية التي لا يمكن انكارها علي الوضع السياسي في مصر. > أليس في ظل الاجواء العامة التي تتحدث عنها لابد ان يكون للاحزاب السياسية دور في خدمة المواطن والاقتراب من مشاكله بدلا من ان نناطح حزبا لا يسمح لها حتي بالحركة؟ > الأحزاب دورها أولا وثانيا وثالثا دور سياسي وليس اجتماعيا أو خدميا وبالتالي دورها يتم من خلال التأثير علي السياسات العامة والرأي العام ونقد السلطة وسياساتها الخاطئة فضلا عن تقديم مرشحيها في الانتخابات وعدم وصولها للنتائج الأفضل وهو خطأ سياسي من الحزب الحاكم لا يعني ان تتخلي عن دورها السياسي. > ولكن نري جماعة الإخوان التي أمامها عراقيل أكبر من الأحزاب وحتي انها توصف بانها محظورة تمارس السياسة مع الخدمات فأصبح رصيدها أكبر وتأثيرها اقوي في الشارع وعلي السلطة فلماذا لا تسير الاحزاب في مثل هذا الاتجاه؟ >> اعتقد ان هذا الخلط بين الدور السياسي والدور الاقتصادي والاجتماعي مسألة تعكس أزمة النظام السياسي في مصر من المهم جدا ان يكون هناك فاصل بين دور الحزب السياسي ودور المؤسسة الخيرية الاجتماعية وهذا لن يحدث إلا اذا كان هناك نظام ديمقراطي كامل بكل عناصره وبالتالي يحدث الفصل بين دور كل جهة. > ولكن الدور القوي لجماعة الإخوان جعلهم متواجدين في البرلمان وكذلك في كل مؤسسات المجتمع تقريبا؟ >> الدور القوي لجماعة الإخوان هو نتيجة مباشرة للمناخ غير الديمقراطي السائد والقصور في السياسات الحكومية حتي مع التسليم بالكفاءة السياسية والتنظيمية للإخوان. > هل في يوم من الأيام مع اعترافك بان لهم كفاءة سياسية وتنظيمية سنري تحالفا في المستقبل مع حزب الجبهة والإخوان؟ >> لا اعتقد ذلك فنحن غيرهم فنحن نقدم طريقا مختلفا عن الحزب الوطني وعن الإخوان المسلمين وغير متصور علي الاطلاق إجراء تحالف مع الإخوان رغم انه من الممكن ان يحدث تشاور أو تنسيق في بعض القضايا السياسية في مصر وخلال ظروف معينة وغير ذلك لا. > ولكن مع ظروف الأحزاب هل يمكنكم التغير وفق الاساليب الديمقراطية السلمية السياسية؟ >> بالرغم من صعوبة الأوضاع الاجتماعية والمشاكل التي تعاني منها مصر بمختلف الاتجاهات إلا انني في هذه اللحظة أكثر تفاؤلا مما كان عليه الوضع منذ ثلاث أو اربع سنوات سابقة فهناك تغييرات وحراك سياسي وهناك قوي سياسية وجماعات اجتماعية صاعدة وتغير في ميزان القوي. > ولكننا كل يوم وخاصة منذ عام 2005 نري تراجعا وليس تقدما فكيف هذا؟ >> ليس بهذا الشكل فالمسألة أكثر تعقيدا من الصورة الحالية وفي النهاية هناك ضغط متزايد من اعداد كبيرة من الجماهير ومختلف الفئات وفي أكثر من اتجاه تطالب بالتغيير والخروج من الأزمة الحالية. > هل الخروج سيكون بالاضرابات العمالية ومنها الدعوة إلي اضراب عام في كل محافظات مصر يوم 6 ابريل فهل ستشاركون وهل مثل هذه الدعوات هي التي تقود للتغيير؟ >> سوف نشارك في أي تحرك سلمي جماهيري يعبر عن طموحات الشعب أو فئاته المختلفة ومن حيث المبدأ لدينا فاعلية وجدية في العمل الشعبي، وكل هذه الاضرابات هي التي ستصل بنا في لحظة من اللحظات إلي تحرك سياسي حقيقي في المجتمع خاصة ان هناك تململا وتذمرا عاما من الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة وبالتالي امكانية حدوث أي شيء وارد والأكثر تأكيدا هو ان هناك احتمالات كبيرة لحدوث تحركات قوية وانفجارات اجتماعية وليس بالضرورة هي التي تغير كالثورة ولكنها ستقود بالتأكيد لتغير أو تحرك سياسي كبير يرضي الطموحات.

0 comments :

إرسال تعليق