جبهة انقاذ مصر
أنور عصمت السادات
أوروبا .... السيدة العجوز ... والقارة القديمة ...ترسل لنا مندوبها البرلماني ليتفقد أحوال حقوق الانسان في مصر !!! و السيد / هانز جبرت بوترينج، رئيس -البرلمان الأوروبي جاء ليقول انه لم يأت ليعتذر عن بيان البرلمان الاوروبي الغير رسمي الذي صدر ويدين مصر في مجال حقوق الانسان ... وينتقد الاوضاع في 17 نقطة .. وذلك.في اطار التعاون البرلماني بين مصر و أوروبا ..ودعما للشراكة الاوربية المصرية ... ونحن كمجتمع مدني .. أعترفنا بصدق أغلب تلك النقاط وأعترضنا علي البعض الاخر .. وخاصة فيما يخص السياسة الخارجية وتصرفات اسرائيل حيال الفلسطينين ... وهو حقنا .... في ابداء الاعتراض ... وحقنا في ان نبدي رأينا ... حتي وان كان مخالفا للحكومة ...
ولكن .. ماذا نريد من الاتحاد الاوروربي ومن البرلمان الاوروبي بعد كل تلك الاحداث الاخيرة .... وما الذي ننتظره منه ، ومن أعضاءة الذين يمثلون أوروبا الموحدة ... لدينا مشاكل مع بلجيكا ...في سماحها بنشر صور مسيئة للمسلمين ولعقيدة الاسلام وللرسول
( صلي الله عليه وسلم ) ولدينا انتقادات من البرلمان الاوربي في سجل حقوق الانسان لاوضاع تحوي ممارسات ... ضد حقوق الانسان تنتهجها مصر ... وهي نفس الادعاءات التي سردتها أمريكا ... بنفس المحتوي والالفاظ ... وأدعينا وقلنا وكتبنا علي ان تلك الاتهامات باطله .... حفاظا علي ماء الوجه .. والحقيقة انها صادقة في كثير منها ... ولا أدعي كلها ...
حساسية مفرطة لدينا حين يتحدث أحد عن سياستنا العليلة وبصفة خاصة السياسية الخارجية
حساسية مفرطة ... نابعة من فكر عصور قديمة ومن أسلوب حكم شمولي .... عشنا عليه سنوات وسنوات ... واليوم ينفتح علينا العالم ..ينتقد أوضاعنا ويضع عيوبها امام أعيننا .
و سبق وان كتبت عن تلك القضية مقالا بجريدة الوفد نشر يوم 2 سبتمبر 2007 تحت عنوان ( ماذا نريد منهم ؟؟ ) وقلت انهم يحتاجوننا أكثر مما نحتاجهم ، و شرحت وجهة نظري ... وهي ان كل دول أوروبا تعاني من مشكلة الهجرة الغير شرعية التي وصلت إلي أرقام كبيرة و تكاد تهدد بإحراج الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية لديها ..وتلك
الهجرة من دول عربية بالشرق الأوسط ومنها بالطبع مصر .. وأسباب الهجرة سواء الشرعية او الغير شرعية . هو ضيق الرزق وعدم وجود فرص عمل حقيقية ببلادهم وعدم الاستقرار الاجتماعي لعدم وجود مشروعات أقتصا دية حقيقية تجذب إليها الفائض من العمالة ..
وثانيا ... ما ترتب علي تواجد أعداد كبيرة من المهاجرين في أراضي دول أوربية خلق نوعا من تغير الأفكار الراسخة في أوروبا ... دينيا واجتماعيا وسياسيا نتيجة الاندماج بين المهاجرين وأصحاب الأرض ..وقد يكون سببا في خلق أفكار متطرفة تسبب أنواع من العنف .ثالثا ... تواجد تلك الأعداد من المهاجرين بالأراضي الأوربية يعيق حركة وعجلة التنمية فيها وتسبب نوعا من البطيء في رفع معدلات التنمية نظرا لوجود نمط استهلاكي غير متوقع ..
رابعا ... تهديد منظومة الاتحاد الأوروبي في كيانها .. وتعطيل صدور الدستور الموحد لها وبقية المنظومة ... التي تهدف في الأساس الي تواجد قوة أوروبية تقف أمام القطب الأوحد ... أمريكا !!
والسيدة العجوز التي توحدت مؤخرا ....تري العالم بمنظور أوروبي مادي بحت ... وتنسي وتتناسي انها تتكلم وتتحدث عن أقدم بلاد الدنيا ... وأقدسها ...بلاد الشرق ... وبلاد مهبط الاديان السماوية ... مهد المسيح والسيدة العذراء .... وهي البلاد التي تقدس وتحترم وتصون العقائد ...قبل ظهور ملفات حقوق اللانسان والمجتمعات المدنية والمنظمات الحكومية والغير حكومية ... وتتعايش فيها الاديان في نفوس الناس بلا أي تفرقة ....
وتناست السيدة العجوز ... وممثلها ...رئيس البرلمان الاوربي ان الغرب وأوروبا هم أول من زرعوا الحقد والكراهية والتفرقة والحروب ، بالسماح والموافقة بأنشاء دولة اسرائيل علي الارض المقدسة .. وعلي جسد دولة تجمع المسيحيين مع المسلمين في نسيج واحد ... دولة فلسطين ..
وفلسطين ليست الشماعة ولا المبرر الذي اتخذه لتبرئة أي اعمال أرهابية او خروج عن القانون الدولي او العرف الانساني ... انما هي سبب .. سواء كان تاريخي .. أو الاقدار وضعته امامنا .... ولكن يجب علي أوروبا ان تراعي أسباب تخلفنا الحضاري ...
وكتبنا عن الشفافية ... وعصر المعلومات المتاحة للجميع ..وقلنا : أن الاتحاد الاوروبي ومؤسساته لايخضع الي أمريكا .. ولا يمكن اتهامه أو توجيه اللوم له لانحيازة الي اسرائيل
في قرارته . وفي توجهاته ...وليس له برنامج سياسي عنصري يطمح أن ينفذه في مصر او في الدول العربية ... بل علي العكس ... نجده بسعي لحث الدول المانحة لمساعدة
فلسطين ... وليس دفاعا عن الاتحاد الاوربي ... أتكلم .. ولكن لابد ان يكون هناك تفرقة بين من يقوم بزيارة الدول العربية وحثها علي عداء ايران .. وبين من يقوم بزيارات للدول العربية ومصر لاقامة مشروعات تنموية ولها انعكاسها الاقتصادي علي تلك الدول .
.. هذا هو الفرق بين أمريكا واوروبا ...
أحترام العقلية العربية - مهما كانت – والاخذ والاهتمام بكل ماتقوله وتفعله .. ونقد الخطأ ..وفتح نوافذ المعرفة والرقي .. وأخذا الاستشارات ( مقابلات الرئيس مبارك مع وفود الاتحاد الاوروبي ) كان من صفات وسمات الاتحاد الاوروبي عند تعامله معنا ..
هذا كان راينا ... ونشر في جريدة الدستور يوم 21 يناير وجريدة نهضة مصر يوم 23 يناير .. وعلي كثير من المواقع الالكترونية ....
هم يردوننا ونحن في حاجةاليهم ...
و نشرت ايضا فى
المصريون بتاريخ 3 - 3 - 2008
0 comments :
إرسال تعليق