البديل
هو أشهر من كتب الدراما التليفزيونية العربية علي الإطلاق.. لكن يبدو أن الحكايات لم تعد تكفيه أو تستوعب أفكاره.. لذلك اتجه إلي كتابة ما يغضب الرجعيين و«النظاميين» -من النظام- ورغم انتقاداته الموجعة لحالة المسلسلات الآن، إلا أنه يري أن الدراما المصرية اختراع لا مثيل له في العالم كله.. سارت علي خطاها الدول العربية هو واحد من الذين لايزالون يؤمنون بأن الدراما التليفزيونية فن راق لا يجب أن يخضع لحسابات السوق.
هو أسامه أنور عكاشة الذي كان ضيفاً عزيزاً علي ندوة «البديل».
> بجانب عملك في كتابة الدراما اتجهت مؤخرا لكتابة مقالات سياسية بصورة مستمرة لعدد من الصحف فهل الدراما لا تصلح للنقد السياسي لذا لجأت للمقالات؟
>> الدراما تحتاج إلي فكرة تتفاعل معها لفترة وتأخذ معك فترة حضانة حتي تخرج بصورة متكاملة بينما السياسة لا تنتظر فهي أحداث جارية ولكنها ليست محور اهتمام المشاهد العادي وإنما تهم المثقفين والأدباء باعتبارهم ضمير الأمة والمتلامسين مع مشاعر وهموم الناس والدراما ليست جريدة يومية تنقل الأخبار أولا بأول، من الممكن أن تقدم السياسة في الدراما إذا ما تحدثت عن الماضي بإسقاط علي الحاضر ولكن لا يمكن أن أكتب مثلا عن إضراب العمال في الآونة الأخيرة وإنما عن حق العامل الذي تكفله له القوانين.
> أيعني هذا أنه يجب علي الكاتب أن يرصد مبادئ سياسية للناس حتي تسير عليها؟
>> المشكلة أننا نري السياسة بمفهوم ضيق نوعا ما فهي جزء أساسي في كل شيء فهي أسلوب التعامل اليومي مع مفردات الحياة وهو ما يرتبط أيضا بمهمة الكاتب، أي أنها ليست قرار رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو الخلاف علي الأسعار والفن مرتبط بكل شيء وإذا كانت السياسة هي محور حياة الناس فلابد للكاتب من خوضها وهناك فرق بين أن تتضمن الأعمال سياسة وبين أن يتم طرحها مباشرة من خلال منبر إعلامي كالصحافة.
> هل تقصد الفرق بين السياسة الموجودة في أعمال نجيب محفوظ والسياسة المباشرة التي أصبحت تقدم في بعض الأعمال الأخيرة؟
>> الفن أولا سواء كان في الأدب أو في الدراما فما قدر الإجادة الفنية سواء في عمل لنجيب محفوظ أو لغيره هل العمل يحمل قيمة فنية أم أنه عمل سطحي ويتناول الأمور من جوانب تافهة.
> حتي الأعمال السياسية المباشرة منها لها أصول وقواعد كما نري مثلا في "علي من نطلق الرصاص" لرأفت الميهي؟
>> رأفت الميهي فنان حقيقي لذا فعندما يكتب لن يلجأ للمباشرة فهو يناقش قضية بيت سقط ومن السبب وراء سقوطه وهي قضية حية وعندما يتعرض الفن لهذه القضايا الحية ليس معناه انه فن مباشر فهو يناقش الفساد وهو شيء دائم موجود في كل مكان وكل زمان وليس ظاهرة ستنتهي، الأعمال السياسية بالتحديد وخاصة الأفلام لابد أن ترتبط بموقف إنساني مستمر حتي يكتب لها البقاء، وليس أن اكتب عملاً كـ"صرخة أنثي" عن الشاب الذي تحول إلي فتاة فهذا ليس مسلسلاً لأنه لا يمكن قياس عمل فني علي حالة استثنائية فهو عيب خلقي ليس أكثر ولا يتحمل أن تقام عليه دراما كما حدث فهو "كمن جاء بزر وفصل عليه بدلة" اختار العنوان وصنع منه دراما.
> لماذا انضممت إلي الأعضاء المؤسسين لأحد الأحزاب السياسية الجديدة؟
>> بعد انسحاب أسامة الغزالي حرب من الحزب الوطني وتركه لجنة السياسات داخلني إعجاب لهذا الشخص لأني وجدت أخيرا من يتصدي ويرفض، إلي جانب صلتي بـ د. يحيي الجمل، وقد سعي الاثنان إلي تأسيس حزب الجبهة الديموقراطية وكان لدي أمل أن يكون لدينا حزب من نوع جاد لأني أري أن الأحزاب الحالية ليست شرعية لان الحزب لا يأتي بقرار من السلطة وإنما من حلقة جماهيرية تعبر عن مصالح الشعب ووجدت في هذا الحزب ما أريده في البداية فقد أعلنوا في الاجتماعات أن هدفهم خلق قاعدة جماهيرية خاصة في المدن الصغيرة والريف ولن يكون مجرد مكتب في القاهرة ولافتة تحمل اسم الحزب وربما جريدة، لم يكن لدي ثقة أنهم سوف يحصلون علي تصريح لجنة الأحزاب وهو ما فوجئت به فيما بعد ولكني رأيت أن محاولة إنشاء الحزب نوع من النضال، وبدأت بعد موافقة اللجنة مهام اختيار اللجنة التنفيذية العليا وباقي التشكيلات ومن هنا بدأت المشاكل فأصبح الحزب يمارس مساوئ الأحزاب قبل أن يصبح حزباً من الأساس حيث بدأت الخلافات بين أسامة الغزالي وغيره ممن في الحزب علي المناصب وأنا غير متفائل ولكني في انتظار النتيجة حتي اللحظة الأخيرة.
> كيف بدأت هذه الانشقاقات؟
>> محمد أنور عصمت السادات وشقيقه يريدان تأسيس حزب إلا أنهما يعرفان جيدا أن لجنة الأحزاب سترفض التصريح بذلك لذا يحاولان بطريقة أخري وهي انتظار فرصة كهذه أن يتم الموافقة علي تأسيس حزب كما حدث معنا ثم يحاولان الاستيلاء عليه من الداخل كما يحدث الآن فقد جاءا بحوالي 600 عضوية من ميت أبو الكوم وغيرها من القري المجاورة ورشح أنور السادات نفسه كأمين عام للحزب بتأييد من جناح د.يحيي الجمل حيث انقسم الحزب جناحين، وأنا في الانتظار حتي أري ما سيحدث لان السلبيات تفاقمت ولم أر أياً من المبادئ التي دعوا إليها في البداية من النزول للريف والاهتمام بمشاكل الناس.
> هل تحولت بعض المسلسلات الآن إلي نشرات أخبار؟
>> نعم وهذا ليس فنا وإنما من الممكن أن نطلق عليه أي اسم آخر مثل نشرة إعلامية مثل البرنامج الذي يقدمه جمال الشاعر "بين الناس" ويعرض مشاكل من الواقع في شكل درامي ثم يناقشها، ولكني أحتاج في الوقت نفسه إلي طرح رأي لذا اتجهت لكتابة المقالات الصحفية لأني أري أنه واجب علي وليس فقط شيئاً أريده شخصيا.
> ما هي الأسباب الرئيسية لأزمة الدراما في رأيك وانخفاض مستوي الدراما الرمضانية في الاعوام الاخيرة؟
>> لقد تغير النظام العام للانتاج الدرامي واصبحت الإعلانات والسوق التجاري هي المتحكم في الدراما وظهرت سيطرة النجوم فهناك نجوم معينون يحققون أعلي نسبة من الإعلانات في كل عام مثل الفخراني ونور الشريف ويسرا لذا يلجأ المنتح بعد الاتفاق مع النجم إلي مؤلف متعاون يجلس إلي جوار النجم والمنتج ويفصل الموضوع كما يريدون بغض النظر عن مستوي هذه الاعمال فهو سباق ولكن ليس من أجل الفن أو إحياء ليالي رمضان وإنما استغلال رمضان ورغبة الجمهور في التسلية، وأزيح جانبا الاهتمام بالنص تماما ودخلت الدراما السوق التجاري وبدأت تسري عليها أحكامه فاصبح الهدف منها هو الربح وليس النص او الموضوع الجيد معتمدا علي النجم الذي يحصل علي الاجر الذي يريده بالملايين من ميزانية العمل بينما ينفق القليل علي باقي العناصر مما يؤثر بالتأكيد علي جودة العمل نفسه.
> هل يعني هذا أن نجاح العمل لابد أن يرتبط بنجم؟
>> لا ليس بالضبط، أعمالي كانت لفترة طويلة من إنتاج القطاع العام ولم تكن الإعلانات السبب في نجاحها وإنما تفاعل الجمهور وتوحده معها وأذكر أنه في إحدي المرات هددنا بوقف عرض احد اجزاء "ليالي الحلمية" بسبب تقديم اعلان في احدي الحلقات، وإنما ما يحدث الآن ليست دراما بالمعني الصحيح وإنما أصبحت إعلانات "متعاصة" دراما واصبح الفن في خدمة الاعلان وليس الإعلام، فالإعلام أيضاً فن ولابد أن تكون الأعمال تجارية حتي يتم إنتاجها، خاصة بعد انسحاب اتحاد الإذاعة والتليفزيون من الإنتاج فهو يدخل كشريك فقط مع منتج آخر ويحصل علي نسخة للعرض وجزء من حصيلة الإعلانات.
> ولكن الإعلانات موجودة في جميع تليفزيونات العالم فلماذا تفاقمت الأزمة لدينا؟
>> لأن ما يحدث في الخارج هو اتفاق المنتج مع الكاتب والمخرج من البداية علي ان يتركوا في كل حلقة "2سبوت اوثلاثة" حتي يضع فيها الإعلانات وعلي هذا الأساس يبني المؤلف نص العمل الدرامي فيستغل هذه "الاسبوتات" في خدمة الدراما، كما ان كل شيء هناك يأخذ وقته وبالتالي يخرج في صورة جيدة كما أن الإعلانات مقننة أما هنا فالسرعة التي يتم عمل المسلسلات بها أشبهها "بالفرن الوالع وأعمال رمضان لازم تطلع حتي ولو مسلوقة المهم تسد خانة وتلحق اللعبة"، ورغم هذا فإن مصر بكل إنتاجها السيئ تقدم أعمالاً افضل من المكسيك مثلا فمن يشاهد الأعمال المكسيكية المدبلجة يجد فيها مهزلة لو قام بها مؤلف مصري لن يرحمه احد ومن يتحدث عن المط والتطويل لدينا في مصر فليشاهد عملاً مثل "The Bold and The Beautiful" الذي وصل عدد حلقاته الي 5000 حلقة وأكثر حتي الآن.
> وهل هناك حل لمشكلة الاعلانات وتأثيرها علي الدراما؟
>> الحل هو أن ترفع وصاية الاعلانات عن الدراما وتقنن فما يحدث الآن هو سوء ادارة للسوق وللبيع حيث يفاجأ المشاهد أثناء عرض مشهد درامي عال ملئ بالمشاعر والصراع بالفاصل الإعلاني وفلاحات يرقصن بالسمنة وغيره فتنفصل عن المشهد تماما ولقد اقترحت علي وزير الإعلام أنس الفقي أن يحدد المنتج من البداية كم الإعلانات التي يريدها في أقل الحدود ويطلب من الكاتب "3 سبوت" مثلا في كل حلقة وأنا علي يقين ان هذا سيحسن من مستوي الدراما لاني سأبذل كل جهدي ككاتب للاستفادة من هذه الفواصل وكأني أكتب ثلاث حلقات ومن حق المنتج ان يرفع ثمن الاعلانات حتي يعوض تقليل الكم.
> هل حاولت تطبيق هذه القاعدة الخاصة بالسبوت في أعمالك؟
>> إذا وجدت نظاماً سأقوم بتطبيقه لكن ما يحدث أني أكتب واسلم العمل للمخرج الذي يسلمه بدوره للمنتج فإذا قلت مثلا في النص بعد المشهد كذا "فيد" حتي تنزل الإعلانات فما الذي يضمن أنه سيقوم بذلك فالمنتج لا يهمه هذا.
> ما الفارق بين الدراما المصرية والمسلسلات الأمريكية والمكسيكية؟
>> أزعم أننا أبدعنا لونا خاصا من الدراما في مصر والذي نقدمه الآن منذ بدايات التليفزيون في الستينات وهو لون مختلف تماما عن الدراما في أي بلد آخر ويرتبط لدينا بالتراث العربي في ألف ليلة وليلة والقصص التي ترويها شهرزاد لشهريار ويصيح الديك في نهاية الحلقة حتي تنتظر للغد، واصبحت مصر رائدة هذه الدراما في الوطن العربي فسواء الدراما السورية او الخليجية كلها خرجت من العباءة المصرية وتعلمت من أعمال نور الدمرداش و"الساقية" و"الرحيل" و"الضحية" وهذه البدايات الدرامية التي خلقت هذا الشكل ولم تكن تتوفر الامكانيات والتقنيات التي يتم انتاج الدراما بها في باقي انحاء العالم فكان التصوير بالفيديو يستمر دون توقف حيث انه ليس هناك مونتاج فاذا اخطا احد الممثلين يعاد كل شيء من البداية لذا تحكمت الامكانيات في خروج هذا الشكل من الدراما والتي اسميها بالدراما المصرية المسلسلة وتجاوب الناس معها وأصبحت وسيلة ترفيه أساسية.
> وهل كان هذا سببا في ارتباط الدراما المصرية بالموضوعات الاجتماعية ؟
>> ما فرض هذا هو العجز عن التصوير خارج الجدران لذا اعتمدت علي الموضوعات الاسرية داخل الصالونات وغرف النوم والمكاتب التي يتم بناؤها داخل الاستوديوهات بينما اذا توفرت الامكانيات للتصوير في الخارج بالتأكيد كان الأمر سيختلف.
> ما الذي يفرض علي العمل ان تقدم أحداثه في أكثر من جزء؟
>> الموضوع المطروح فيها بالتأكيد وهذا اهم شيء لان هناك بعض الانطباعيين في الصحافة يهاجمون هذه الاعمال بان الهدف منها الحصول علي أجر أعلي فكلما زاد عدد الحلقات والاجزاء زاد الاجر، في حين ان ما سأحصل عليه في الاجزاء من الممكن ان احصل عليه من كتابة موضوعات أخري جديدة وسيكون نفس الاجر بل إنه من الممكن ان ارفع اجري من عمل لاخر فالاعمال الاجزاء فيها خسارة بالنسبة لي وليس مكسباً كما يعتقد البعض ،فمثلا الجزء الاول من المصراوية كتبته في 16 شهراً أي عام ونصف تقريبا بينما من الممكن ان اكتب مسلسلين عاديين في السنة الواحده، والموضوع هو الذي يفرض حجمه ، فبالنظر الي اعمال الاجزاء التي قدمتها نري ان هناك ضرورة فنية لذلك فمثلا ليالي الحلمية تقدم رصداً للمجتمع المصري في 50 سنة وكانت الخطة المتفق عليها مع التليفزيون من البداية هي كتابة تاريخ مصر الحديث من 1939 وحتي 1989 وعدد الحلقات المقترح 150 حلقة بينما ما قدم بالفعل 120 حلقة في خمسة أجزاء، وكذلك "زيزينيا" كان لها ضرورة فنية فهي تتحدث عن المجتمع الكوزموبوليتاني في الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية والحوار الحضاري والامتزاج بين الشخصية المصرية والشخصية الوافدة.
> وماذا عن المصراوية وما الضرورة الفنية التي فرضت الأجزاء؟
>> أنا شخصيا لم أحدد لها أجزاء ولكني أري فيها مساحة محدد وأتحرك من خلالها، فهي تناقش شخصية المصري الحالية كيف تكونت ملامحها النفسية والاجتماعية واخترت لها هذا المكان بالتحديد الذي لم يكتب عنه دراما من قبل وهو براري شمال الدلتا حيث تبدأ الأحداث مع الحرب العالمية الأولي في 1914 واصل بالأحداث في النهاية إلي الوقت الحاضر أي أن الأحداث تغطي ما يقرب من قرن كامل من الزمان، بينما من الخطأ تماما أن يقدم جزء ثان من العمل استغلالا لنجاح المسلسل فقد قدمت لي العديد من العروض لتقديم جزء ثان من "الراية البيضا" وكذلك "أرابيسك" لكني رفضت لأني أري أن الفكرة انتهت عند هذا الحد فما الجديد الذي سأقدمه، ما يهم هنا ليس الكم وإنما الكيف وهي قاعدة فنية لا يدركها الكثيرون فمن الممكن أن تقدم سباعية وتمر عليك كالدهر وتشعر معها بملل شديد في حين أنه حتي اليوم يطلب مني العديد من الناس تقديم جزء سادس من" ليالي الحلمية"، الورق بالنسبة لي هو ملك العمل فرغم أن الدراما تقدم من خلال جهاز إعلامي إلا أنها فن بالأساس ولابد أن تتوفر فيها مقومات الفن الجيد وإلا أصبحنا مجرد "أراجوزات" مهمتنا تسلية الناس وتنفيذ رغبات النجم.
> هل رفض منتج المصراوية عرضه في التليفزيون المصري في رمضان وطلب زيادة المبلغ المعروض عليه؟
>> هذا صحيح ولكنه لم يكن أكثر من حجة لأنه مرتبط بعقد، حيث باع حق عرض المسلسل حصريا لدبي أرضيا وفضائيا وبالتالي لا يستطيع إعطاء المسلسل للتليفزيون حتي ولو مجانا وإلا طبقت عليه الشروط الجزائية الباهظة المذكورة في العقد.
> هل تعتقد أن المستوي الرديء لكثير من الأعمال هو سبب انحدار الذوق العام لدي المتلقي؟
>> لا ليس بالضرورة، فجمهور اللمبي مثلا يختلف عن جمهور يوسف شاهين وهناك أيضا مخرج عبقري من تلاميذ شاهين وهو يسري نصر الله إلا إنه له ذاتيته وملامحه الخاصة ويقدم أفلاماً رائعة ولكن لم يسمع بها أحد فمن يذهب إلي اللمبي وعوكل لن يسمع عن يسري نصر الله فهي آفة مثل من يقرأ ومن لا يقرأ فمن في مصر الآن يقرأ الأدب وهو ما جعلني أتخلي عن كتابة الروايات والقصص لأنه لم يعد هناك من يقرأ أدباً فكيف يستقيم الكاتب بدون قاريء فنحن ننسي في كثير من الأوقات أننا شئنا أم أبينا بلد متخلف يعاني من أمراض تخلف متعددة وحتي عندما بدأت الأمية في الانسحاب ظهر الانترنت وأصبح الكتاب شيئاً غريباً، وبالتأكيد الفن مؤثر فإذا كان ضعيفا فهذه مشكلة ولكنها حالة عامة في مصر هناك ترد في المستوي الاقتصادي والتعليمي والفني وكل شيء لأنها كلها مرتبطة ببعضها فإذا قلنا نهضة لابد أن تكون نهضة عامة وقد علق أحد أصدقائي علي ذلك من قبل، بالسبب في ظهور الإبداعات العظيمة لكبار كتاب روسيا أمثال تولستوي وتشيكوف في وقت العبودية والقياصرة عندما كان الفلاح مع الأرض التي يعمل عليها، فهي الآهة التي تطلقها الشعوب لتعبر عن أعمالها بأقلام كتابها.
> ما الأعمال التي تعتقد أنها عبرت عن هموم الشعب مؤخراً؟
>> من الأفلام مثلا "حين ميسرة" عندما تري أنه لاقي هجوماً قوياً بأنه ينقل صورة سيئة عن مصر فأين هي الصورة الجيدة فليس هناك ما يسر الخاطر، وهناك مشكلة رئيسية في مصر أزعم أني تنبهت إليها مبكرا في "ضمير أبلة حكمت" وهي مشكلة التعليم في مصر وإن كنت أري أني كنت أمزح في هذا العمل لان المشكلة تفاقمت الآن بشكل مفزع حيث أصبح لدينا أربعة أنواع مختلفة من التعليم أي أنه في المستقبل سيكون لدينا أربعة أنواع من المواطنين المصريين كل منهم تلقي تعليم وثقافة مختلفة عن الآخر فما الذي يهدم أمة أكثر من هذا فالتعليماً هو أخطر مشكلة لدينا أكثر من أي شيء آخر فمن لديه الإمكانيات استطاع منح أبنائه فرصة جيدة للتعليم فماذا عمن لا يملك هذا فسيكون لدينا غدا مصري أنجلو فوني وآخر لا يعرف الفرق بين He وis فماذا سيحدث في المستقبل بعد عشرين عاماً عندما يتخرج هؤلاء الأطفال باختلافهم من تربي في القطامية ومن تربي في قلعة الكبش ، لقد أصبحت مصر قسمين مصر شرم الشيخ ومارينا ومصر منشية ناصر وعزبة الوالدة والهجانة والعشوائيات التي تحيط بكل مدن القطر المصري ، وأتوقع أن هؤلاء سيحملون السيوف والجنازير في يوم من الأيام ويحرقون كل شيء أمامهم وهم يعرفون ذلك ولا أقصد الحكومة فهي أغبي من ذلك وإنما أقصد القوة التي تعتبر مصر مهمة بالنسبة لها بشكل أو آخر ويعدون لها انقلاباً إجهاضياً عسكرياً لوقف أي انفجار علي مستوي الشارع فالجيش هو القوة الوحيدة التي تقدر علي تغيير العالم الثالث وستظل لعنة العسكر "ركبانا"<
شارك في الندوة:عصام زكريا، نورا أنور ، شيماء سليم، دينا دياب
أعدتها للنشر: مني شديد
0 comments :
إرسال تعليق