د. علي السلمي:20 حزبا مصريا.. من ورق!
حبي للدكتور يحيي منعني من التصعيد وشق الحزب..هولاء استقبلوا استقالتي علي طريقه: بركه ياجامع
الاهرام
حوار اجراه: عاطف حزين
لن يلومك احد اذا ذهبت في رحله شاقه لمجرد انك تحب المشرف عليها.. لن يندهش احد اذا ذهبت الي حفل لمطرب تعبان لان الحب- بطبيعته- اعمي..ولن يعترض طريقك شرطي وانت ذاهب لتناول الطعام في مطعم عبده وساخه طالما انك تعشق طبيخه.
لكن ان تنضم الي حزب سياسي لمجرد انك تحب رئيسه ثم تنفد بجلدك من الحزب حين تكتشف ان رئيسه ليس هو في الواقع رئيسه هنا سنقول لك نقطه نظام. فماذا لو كان من نتحدث عنه هو احد اساطين علم الاداره علي مستوي العالم ؟ ماذا لو كان هو احد اصغر من جلس علي مقعد الوزير في مصر ؟ ماذا لو كان احد اهم المشاركين في الشان العام سواء بالكتابه او بالراي او بالبحث ؟ لم يدفعني للحوار مع الدكتور علي السلمي حزني علي حزب الجبهه الديمقراطيه حين رمي عليه الدكتور باليمين.. طلقه ثالثه بائنه, وليس حزني عليه لانه ضحي بمنصب عظيم ومحترم في بلد يعشق المناصب: نائب رئيس حزب الجبهه الديمقراطيه. ما دفعني للحوار معه ان الرجل كان عاشقا مبشرا ومتحمسا للحزب في مرحله التاسيس حتي كدنا نصدق ان وجه الحياه في مصر سيتغير بمجرد فتح الاشاره الخضراء امام ذلك الحزب. ولكن عندما خرج الحزب الي الوجود ويادوب اصبح عمره سنه لم يتغير شيء واحد في مصر الا ان الدكتور علي السلمي هرب من الجبهه!
سالت الدكتور علي السلمي: قصتك القصيره مع حزب الجبهه الديمقراطيه كيف كتبت اول كلماتها ولماذا انهيتها في صفحتها الاولي ؟
اجاب: ينبغي ان نتفق اولا علي ان مصر في حاجه الي حزب معارضه حقيقي محترم يعارض بنزاهه وشرف وقوه.. معارضه قادره علي توضيح الصوره المستقبليه التي يتمناها كل مصري. كان هذا هو حلمي.. المعارضه البناءه التي لا تقدم الفكر فقط بل تقدم البديل ايضا. النقطه الثانيه انني كنت اتمني وجود حزب يستند الي قاعده حقيقيه يمثلها, والنقطه الثالثه انني كرجل متخصص في علم الاداره اومن تماما ان المشكله الحقيقيه وراء اي قصور في الاداء او عجز عن الانجاز السياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي وحتي في داخل الاسره هو ضعف الاداره.
ولتحقيق النجاح في اي مجال يجب ان تكون هناك عده مقومات واضحه وهي الاولي رويه واضحه لما يريد هذا الكيان تحقيقه, الثانيه بنيه موسسيه تنظم شئون هذا الكيان وترتب علاقات الناس بداخله بعضهم ببعض وتهييء الفرصه لتنفيذ مهامه وفعالياته بشكل منطقي. الثالثه اليه للمتابعه والتقييم الذاتي قبل ان تتم المتابعه والتقييم من اطراف خارجيه.
الرابعه فريق عمل متماسك ومتناغم يستطيع انجاز العمل. وباستعراض الحاله العامه في مصر قبل انضمامي الي حزب الجبهه لم اجد كيانا يضم هذه المقومات الاربع باستثناء حزب الوفد والذي كان لسوء الحظ يعاني من مشاكل داخليه. لم يكن هناك في الساحه اذن الحزب الذي يلبي احتياجاتي بما في ذلك الحزب الوطني. في ظل ذلك بدات رغبات الدكتور اسامه الغزالي حرب بعد استقالته من لجنه السياسات تتلاقي مع رغبات الدكتور يحيي الجمل في تكوين حزب, ولانني اعرف الدكتور يحيي الجمل وعملت معه منذ كنت مدرسا بكليه التجاره واثق في وطنيته وافكاره رفعت سماعه التليفون وقلت له يادكتور يحيي.. انا معاك. بدانا المسيره بشكل تصاعدي ففي كل اجتماع كان ينضم الينا اعضاء جدد بافكار مختلفه. ولعل هذه البدايه هي السبب الاساسي في المشاكل لان معظم الناس التي التقت لتكوين هذا الحزب كان يتعارفون علي بعضهم للمره الاولي فالتقوا علي مفاهيم عامه, وهي مفاهيم جيده جدا.. العداله.. الحريه, لكنها لم تاخذ حظها في مناقشتها بالتفصيل لاننا انشغلنا باشياء اخري وبالتالي لم تولد المقومات الاربع للنجاح التي ذكرتها لك في البدايه.
ماهي الاشياء الاخري التي شغلتكم عن وضع حجر الاساس لحزب وليد ؟
الاهتمام باستكمال الشكل والاجراءات والالف توكيل وكافه الاوراق التي تطلبها لجنه الاحزاب للموافقه علي الحزب, وقد كنت رافضا لهذا الاستغراق الاجرائي وفي كل اجتماع كنت انبه لذلك لدرجه انني في الشهر الاول من اجتماعنا في مايو2006 اعددت مااسميته وثيقه فكريه داخليه نجلس عليها لدراستها كاعضاء موسسين( مجموعه ال79), لكن شيئا من ذلك لم يحدث وبدا العقد ينفرط حيث كان معنا شخصيات محترمه ولكنها اثرت الانسحاب عندما فاجاتهم طريقه التفكير, فهل يعقل انك تضيع الفتره من مايو2006 الي مايو2007 دون ان تبلور رويتك كحزب جديد موجلا كل ذلك الي مابعد الحصول علي موافقه لجنه الاحزاب لنبدا بعدها في البحث عن الروي والافكار. كنا ندعي باننا حزب ديمقراطي وان كافه قراراتنا يجب الرجوع فيها الي القاعده لكننا وقعنا في بعض الاخطاء تنفي عناصفه الديمقراطيه, وبدا مسيره هذه الاخطاء بتغيير اسم الحزب, حيث كان الاسم الاول الذي قدم للجنه الاحزاب هو حزب الحريه والعداله, حين فوجئنا بالاستاذ امير سالم المحامي يتهم اسامه الغزالي حرب بالسطو علي الاسم, فاجتمعنا في مكتب الدكتور يحيي الجمل واتفقنا علي اختيار اسم اخر اقترحه الدكتور صلاح فضل
وهو الجبهه الديمقراطيه وتم اعلان الاسم في الصحف دون الرجوع لاعضاء الحزب الذين عرفوا بالاسم الجديد من الصحف فارسلوا لنا رسائل ملتهبه تنبهنا الي الخطا الذي وقعنا فيه خاصه ان عدد اعضاء الحزب يومها كان150 عضوا.
الخطا الثاني هو كيف سنذهب الي لجنه الاحزاب بدون برنامج.. مر شهر وشهران وثلاثه اشهر دون ان تكون هناك جلسات للاتفاق علي البرنامج مع ان التحدي الرئيسي الذي سيجعل لجنه شئون الاحزاب توافق او ترفض هو البرنامج الذي سيتقدم به الحزب. كان الانشغال الرئيسي كما قلت لك ضم عناصر جديده للحزب مثل الدكتور مصطفي كمال طلبه والدكتور محمد غنيم والدكتور محمد نور فرحات الذي انسحب فاليت علي نفسي وضع اطار لمشروع برنامج الحزب, وعلي مدي ثلاثه اسابيع من العمل المتصل لم اكن اعمل شيئا غير البرنامج الذي وضعته امام المجموعه للدراسه لكنهم نحوه جانبا وزعموا انهم سيشكلون لجانا متخصصه لوضع البرنامج وسنلجا الي المتخصصين حتي من خارج الحزب وكان الناتج النهائي هو عمليه قص ولزق وتجميع لما كتبه عدد من الاشخاص لم يجلسوا مع بعضهم لمره واحده حتي يحدث تناغم في البرنامج والنتيجه ان الجزء الذي اخذوه مني ووضعوه في البرنامج ويتعلق بالاداره يتعارض تماما مع ماكتبه الدكتور حازم الببلاوي في الجزء الاقتصادي.
والبرنامج الذي اعتمده الحزب هل جري عليه حوار مع اعضاء الحزب قبل ارساله الي لجنه شئون الاحزاب؟
ابدا.. ماتم مع تغيير اسم الحزب حدث مع البرنامج حيث طبع في طبعه انيقه وارسل مباشره الي لجنه الاحزاب دون ان يكون لاحد من الاعضاء راي في بند من بنوده والدليل علي ذلك اننا حين اجتمعنا لاول مره في الاسكندريه واجتمعنا مع130 عضوا موسسا وتم توزيع البرنامج عليهم ابدوا اعتراضات كثيره علي بنوده. وهكذا نحن امام كيان بلا بنيه موسسيه, وطوال الفتره قبل استقالتي كنت احاول واتكلم وانبه ولكن لا حياه فيمن تنادي, لدرجه انني اعلنت انسحابي عده مرات وكنت اعود بضغط الاصدقاء
هل صحيح ان حزب الجبهه الديمقراطي بلا لائحه تحكمه؟
نعم رغم انني اعددت لائحه النظام الاساسي للحزب بناء علي تكليف منهم في مايو2006 وظل المشروع رايح جاي بين تعديل واضافه وحذف.. روعي فيها اراء الجميع لكن تم اعتبار اللائحه موقته لحين انعقاد الجبهه التاسيسيه في مايو2008
هذا يجعلنا نتساءل عمن يتخذ القرار في الحزب؟
علاقات الحزب بالاعلام انحصرت في يحيي الجمل واسامه الغزالي حرب عدا الاعلام لاتعرف شخصا مسئولا مثلا عن علاقه الحزب بالجهات الاخري في الدوله غير الاعلام, ورغم ادعاءات الدكتور يحيي الجمل بان هذا الحزب للجميع فان من يعرف شيئا عن حزب الجبهه لايعرف الا يحيي الجمل واسامه الغزالي حرب لم يكن هناك حرص منهما علي تقديم رموز الحزب الاخري اعلاميا الي المجتمع رغم مايضمه من اسماء لامعه.. هذا خطا لايشبهه الا خطا اخر بدعوه سعد الدين ابراهيم الي الحزب دون اعلامنا بذلك, والمساله انني اتفق او اختلف مع سعد الدين ابراهيم ولكنني اتحدث عن اصول كان يجب ان تتبع لو كان هذا الحزب كيانا موسسيا بالفعل لكن القرارات تتخذ بشكل فردي وبدون تخطيط او دراسه وبالتالي تكون النتيجه اخطاء وراء اخطاء, واخر هذه الاخطاء ان المكتب التنفيذي قرر عمل حوار او موتمر بين الاحزاب والقوي السياسيه لمناقشه مستقبل مصر بعد مبارك دون ان يعدوا ما سيقال في هذا الشان من روي وافكار.. تصور نظموا موتمرا صحفيا لاعلان ذلك دون ان يسبقه او توازيه جلسات عمل لاعداد ما سيقدمه حزب الجبهه الديمقراطيه للناس, وهل سندعو كل الاحزاب للحوار وماهو اطار المناقشه ومن الذي سيتحدث
, طيب بلاش كده.. هل اخبرتم امناء الحزب بالمحافظات.. هل احطتم اعضاء الحزب بما ننوي عمله وكانت الاجابه لا.. هل هذا يصح؟
لكنك لم تقل لي حتي الان شيئا عن اللحظه التي قررت فيها الاستقاله بصفه نهائيه؟
اتصل بي الدكتور اسامه الغزالي حرب يوم الاحد الماضي وقال لي ان هناك لقاء يوم الثلاثاء مع وفد من حزب الوفد ولما استفسرت عن مناسبه اللقاء قال ان الوفد قرر عمل حوار وطني مع عدد من الاحزاب وان محمود اباظه ومنير فخري ووحيد عبد المجيد وتاج الدين سوف يجلسون معنا.. طبعا لم نكن جاهزين للحوار وبالصدفه كنت قد كتبت مقالا حول موضوع الحوار ارسلته للدكتور اسامه والدكتور يحيي لعله يكون انطلاقا للنقاط التي سنتحدث فيها وعندما حان وقت اللقاء كان ممثلو الوفد جاهزين باوراقهم وافكارهم ورواهم ليس هذا فقط بل جاء الوفد نتيجه لقرار اتخذته الهيئه العليا للوفد باجراء حوار مع ثلاثه احزاب. فهل يعرف حزبنا اننا سنتفاهم مع الوفد والتجمع والناصري. لم يهتم احد بذلك لكنهم وافقوا علي اجراء الحوار. وانا لا اعترض علي الحوار مع الاحزاب ولكن ليس بالشكل العشوائي والقرارات المنفرده الذي نعمل به. ندوات نفاجا بانعقادها دون اعلام مسبق واعرفها بالصدفه رغم انني اشغل منصب نائب رئيس الحزب مثل الندوه التي نظمها الحزب عن حريه الصحافه بعد الحكم بحبس اربعه صحفيين الا يجب ان نتناقش كحزب اولا وقبل الندوه عن موقفنا من حريه النشر وقوانين الحبس الناتجه عن
النشر حتي يكون لنا موقفا واضحا؟ لكن هذا لم يحدث لاننا لسنا كيانا موسسيا, كل الذي حدث ان الدكتور يحيي الجمل قرر بصفته ان يحضر مع الصحفيين الاستئناف. افعل ماشئت ياسيدي بصفتك القانونيه لكن بصفتك الحزبيه يجب اتباع القنوات الشرعيه.
مشكلتي مع هذا الحزب انني تصورت ان اجتماعي مع هذه المجموعه التي وصفوها بحزب النخبه والتي اتخذ شعاره التعبير عن77% من الشعب المصري.. الاغلبيه الصامته.. تصورت انني ساساهم معهم في عمل شئ ينتظره هذا الشعب قبل ان اكتشف اننا لم نقترب من الناس او من مشاكلهم متعللين انهم مازالوا في البدايه. لقد سال عمرو اديب اسامه الغزالي حرب ماذا فعلتم؟ فرد عليه بانهم مازالوا في البدايه ولذلك كان نفسي يساله: ماذا ستفعلون.. ماهي اجندتكم لانه لن يحصل علي اجابه.. فهل عرفت لماذا تقدمت باستقالتي.
الا تشعر يادكتور ان لجنه الاحزاب وافقت علي حزب الجبهه بسرعه مذهله ومثيره للشكوك؟
نعم هي سرعه مذهله لدرجه انني علي يقين من ان الحزب الوطني ما كان سيحصل علي الموافقه بهذه السرعه لو تقدم ببرنامجه للجنه لكنني اقول ان اللجنه ضحكت علينا ووافقت وكانها تريد ان تكشف موسسي هذا الحزب غير الموجود فعليا في الساحه, واتذكر الدكتور يحيي الجمل الذي كان يقول مرارا ياجماعه فين الحزب.. الناس كلت وشي. اذن انا وانت الان نتكلم عن حاجه موش موجوده لا في اعلام ولا في الشارع السياسي.. هي موجوده فقط علي الورق حتي وان كانت تحتل عددا من المباني شانه شان اغلب احزابنا فنحن بلا فخر لدينا24 حزبا اتحدي ان يعرف احد ايا منها سوي الحزب الوطني والوفد والتجمع والناصري.
اذا تعاملت مع قضيه انسحابك بشكل شخصي استطيع ان ادعي انك لم تقرا النوايا الحقيقيه لتكوين هذا الحزب.. اليس كذلك يادكتور؟
نعم هو كذلك رغم الاقاويل الكثيره التي لم اصدقها في البدايه وكنت اصم اذني عنها لانني واثق في الدكتور يحيي الجمي بالدرجه الاولي وتوسمت خيرا في المجموعه الموسسه التي دفعت من جيوبها وضحت بوقتها لكن كل ذلك كان بمثابه الحرث في البحر لانه افتقد الي الاربعه عناصر التي قلتها لك في البدايه وبالتالي حدث الشقاق واصبحت هناك مجموعه صغار السن ضد مجموعه كبار السن, ولعلمك انا تقدمت باستقالتي مرتين من قبل.. كانت الاولي وانا في الرياض ومره حين تم تعيين امناء الحزب المساعدين واقارب اسامه الغزالي حرب بدون انتخاب, يومها تقدمت بمشروع يقضي بتنظيم عمليه اختيار وترشيح وانتخاب امناء اللجان وامناء المحافظين فتعرضت لهجوم شديد لانني طالبت بتصحيح الخطا, وتراجعت عنه بعد ضغوط انسانيه من د. حازم الببلاوي وانور عصمت السادات واعتذار من الشخص الذي تشنج علي وهاجمني ثم يقول اسامه الغزالي حرب عني انني انفعل واغضب بسرعه, انا لا اغضب ولا اثور الا للمصلحه يادكتور اسامه كنت اخشي علي مصير الحزب لكن للاسف الرساله لم تصل, وانني اعتب علي الدكتور يحيي الجمل الذي يعرفني جيدا ثم افاجا به يردد مقوله الدكتوره سلوي سليمان التي اتهمتني بانني مثل ا
لرجل الذي حين يزعل من زوجته يطلقها, الدكتور يحيي قلب المقوله وشبهني بالمراه التي تطلب الطلاق كلما اغضبها زوجها وكنت علي وشك تقديم تصعيد الموقف متهما الدكتور يحيي بالسب والقذف لولا انني تذكرت اشياء كثيره جميله بيننا.
لماذا اتصور وانا لست احد اعضاء الحزب ان خيار الاستقاله لم يكن هو الحل الوحيد؟
لست وحدك الذي يتصور ذلك.. عدد كبير من اعضاء الحزب الذين يثقون في علي السلمي قالوا لي ان هناك حلولا اخري قبل الاستقاله, وانا اقول نعم هناك حل اخر اقدر اعمله لكنه سينسف الحزب كان يمكن ان ادعو الي جمعيه عموميه لو كان فيه لائحه في الحزب, او انتظر الي جمعيه مارس ومن هنا لشهر مارس يكون شغلي الشاغل حشد وتجميع الصفوف حتي موعد الانعقاد واضرب كرسي في الكلوب بترشيح نفسي رئيسا للحزب ونحول الحزب الي ساحه معركه داخليه لا احب اصلا ان اخوضها لا ارضي ان يصبح الحزب مثل احزاب اخري يتصارع علي رئاستها اكثر من رئيس وبالتالي جمدت نفسها تماما.
لكن كل المقدمات التي سقتها وانت تستعرض تجربتك القصيره لاتغري بان تخوض معركه في هذا الحزب.
انت جبت المفيد. هذا الكيان يفتقد الي الاسس الطبيعيه لنشاه كيان قادر علي الاستمرار. انه حزب معوق واشعر بان هناك رغبه لدي احدهم او بعضهم بان يبقي الامر علي ماهو عليه انتظارا ليوم يصبح فيه هو المتفرد باداره الحزب, لكنني لا اميل الي نظريه الموامره رغم انني قلتها له بصراحه ووجها لوجه: يااسامه انت تنفرد بالقرارات وتجهز نفسك لكي تصبح رئيسا للحزب.
وكيف تواخذ الدكتور الغزالي علي ذلك ويحيي الجمل اعلنها صراحه بانه ماشي بعد يومين ولن يستمر رئيسا للحزب ؟
الدكتور يحيي فرض علي نفسه هذا القيد لانه لم ينظر الي مستقبل هذا الحزب. والحكايه بدات بان طلب مني الدكتور يحيي ان اضع في لائحه الحزب تنص علي انه اذا بلغ احد القيادات سن الخامسه والسبعين فعليه ان يترك مكانه وتم الاتفاق علي اعتبار فتره العامين التاليين لتاريخ انشاء الحزب عامين انتقاليين لا يتم فيهما تفعيل اللائحه الخاصه بسن الخامسه والسبعين. لكنني اوكد مره اخري انهم ذهبوا الي الدكتور يحيي الجمل في بيته وقالوا له لا نريدك ان تصبح رئيسا للحزب لكنه ينفي ذلك وانا اعود واوكده لانه قاله لي شخصيا. وتم اختصار الفتره الانتقاليه من عامين الي تسعه اشهر, فكيف تطلب من شخص عارف انه ماشي بعد يومين ان يتمتع بالسلطه القياديه التي تتيح له الضغط من اجل انجاز اشياء في هذا الحزب.
يادكتور المساله واضحه من الاول.. هذا حزب اسامه الغزالي حرب وليس حزب يحيي الجمل ؟
نعم وهو نفسه قالها منذ البدايه في برنامج العاشره مساء عندما سالته مني الشاذلي هل يمكن ان تكون انت رئيسا للحزب قال لها وما المانع ان اكون الرئيس, واستاء الدكتور يحيي الجمل كثيرا وقال له لقد اتفقنا علي شيء اخر.
هذا يجعلني استنتج انك دخلت الحزب بقلبك وخرجت منه بعقلك.. هل استنتاجي صحيح يادكتور ؟
نعم قراري بالانضمام كان يغلب عليه العاطفه فيما يتعلق بمحبتي للدكتور يحيي الجمل لكن كان هناك جزء عقلاني ناتج لجلسات سابقه لفكره حزب الجبهه كنا نتامل انا والدكتور يحيي حال البلد ماتفقنا علي حاجه مصر الي حزب بمواصفات معينه نقدم من خلاله شيئا لهذا البلد, ولذلك اوكد لك ان حزب الوفد لوكان ينعم بالاستقرار الذي ينعم به الان وقت توهج هذه الفكره في راسي لانضممت له لكنه وقتها كان تحت رئاسه الدكتور نعمان جمعه الذي اعرفه جيدا حيث كان زميلي في جامعه القاهره.
لكن مع تسليمنا بمواهب وقدرات الدكتور يحيي الجمل وما اكثرها الا ان الزعامه والقياده ليست احداها بالتاكيد.. ارجوك صحح لي لوكنت مخطئا.
الدكتور يحيي رجل مستقيم محترم ووطني وصاحب خبرات وتجارب وهذا يكفي وزياده اذا كان الكلام عن تجربه قياده جماعيه ليس بينها رمز نلتف حوله او كبير فننصاع لاوامره صاغرين.. كان الاتفاق وكان الحلم هو القياده الجماعيه لذلك لم افكر كثيرا في الكاريزما والمهابه التي يجب ان يتمتع بها رئيس الحزب الذي انضم اليه لان المجموعه التاسيسيه لا يوجد بها من يصلح لحمل لقب الزعيم الاوحد. كنت اتمني ان يكون رئيس الحزب هو قاعده الحزب هو كل عضو للحزب لذلك اتفقنا علي اسم الجبهه الديمقراطيه لكن الاحلام شيء والواقع شيء اخر.
هل اجافي الحقيقه اذا قلت انه انضحك عليك يادكتور؟
لست مغفلا حتي يضحك علي احد لقد انضممت الي التجربه بكل ارادتي ولم يجبرني احد علي فعل هذا الشيء الذي دخلت فيه مدفوعا برويه وامل.. واتضح لي ان الفروض التي بنيت عليها رويتي غير صحيحه والمعطيات التي بنيت عليها مشاركتي غير مستكمله هذا كل مافي الامر.
هل عندك مشكله يادكتور ان تكون احد اعضاء حزب رئيسه هو اسامه الغزالي حرب ؟
اسامه الغزالي حرب هو ثاني اثنين او اول اثنين رفعا لواء انشاء الحزب ومن اجل ذلك تم اختياره النائب الاول لرئيس الحزب بعد الاتفاق علي الا يرشح احد نفسه امام الدكتور يحيي الجمل, واذا كان واضحا الان ان اسامه هو رئيس
الحزب المنتظر فانني كنت اعلم ذلك منذ البدايه, ما اريد ان اعيده عليك مره اخري هو مشكلتي الاساسيه في تلك المقومات الاربعه غير الموجوده في هذا الكيان وبالتالي لن تقوم له قائمه.. ولذلك انا غير مشغول بالافراد بل بالكيان الموسسي, فمن الممكن ان يستمر يحيي الجمل.. ومن الممكن ان يطرح انور السادات نفسه رئيسا كل هذا لن يغير ولا يهم طالما نفتقر الي المنظومه.
هل انت نادم عن الفتره التي قضيتها في الجبهه.
- انا لا اندم علي قرار اتخذته في حياتي.. لم اندم عن قراري بالاستقاله من الوزاره. لقد استقلت من الوزاره لسبب قريب وهو انني اكتشفت انني لن استطيع ان اكمل ما كنت اود عمله, واقسم لك انني لو مشيت في طريقي مثل الاخرين لظللت وزيرا لربع قرن مثل بعض زملائي في حكومه ممدوح سالم الذين استمروا, انا كان همي اني اعمل حاجه اكثر من همي بان اصبح وزيرا فماذا يجب ان افعل اذا لم استطع عمل تلك الحاجه؟ هذه الفلسفه بنيت عليها حياتي ولن احيد عنها ماحييت سواء كان ذلك في الوزاره او في الحزب, ولان بعضهم لا يعرف عني ذلك وطلب مني سحب الاستقاله من الحزب قلت لهم ساصبح عنصرا معوقا لكم وساصبح عنصر شغب يعترض مسيرتكم فالافضل ان ابتعد.
- بصراحه كيف تقبلون الاستقاله.
- الحالمون بالزعامه قالوا بركه ياجامع والقاعده الحزبيه احزنها قراري واتلقي عشرات المكالمات والفاكسات والايميلات الرافضه لها ولذلك احترمتهم وارسلت لهم بيانا من سبع صفحات اجيب فيه عن هذا السوال.
لماذا استقلت من الحزب.-
لماذا اشعر بان الانضمام لحزب الوفد هو خطوتك القادمه؟
- لست لاعب كره محترفا حتي انتقل من ناد الي ناد او من حزب الي حزب. المساله هناك تبدو اكثر تعقيدا, ولكن قراءتي لحزب الوفد الان وافكاره وممارساته وتطلعاته تجعلني اقول ما المانع ان انضم الي مسيره الوفد لكن ليس اليوم او غدا لابد ان يسبق ذلك فتره اعداد.
لكن مع احترامي لكلامك يادكتور الاحزاب المصريه بلا استثناء ليس لها دور حقيقي في الواقع واخشي ان اقول ان احمد زي الحاج احمد.
- نعم الامر منحصر في رئاسه الدوله وكل ما تقوله الاحزاب وتنادي به يذهب سدي فهل نستسلم ونجلس في بيوتنا ولا نمارس العمل السياسي ام نحاول ونحاول لنمهد الطريق لاجيال اخري تاتي بعدنا وتجد ماتبني فوقه اذا ما حان الوقت الذي تودي فيه التجربه الحزبيه دورها الحقيقي ويصبح فيها صندوق الانتخابات الزجاجي الشفاف هو صاحب الكلمه, وحتي يحدث ذلك يجب ان يسبقه تمرينات ديمقراطيه داخل كل حزب.. يجب ان تكون هناك تلك العناصر الاربعه التي تحدثت عنها لانها السبيل الوحيد للنجاح في الوصول الي الحكم اذا اصبحت مصر تعتمد النظام البرلماني لاختيار رئيس الوزراء, لا يمكن ان تقول لي اجلس في بيتك او علي المقهي لان كل شيء الان خاضع لقرار نابع من جهه واحده والا من يرشد القادمين الي المستقبل الم يقل الله تعالي وتلك الايام نداولها بين الناس. المفروض في رايي ان يشكل كل حزب حكومه ظل برئيس وزراء ووزراء يكون لهم راي في مشاكل مصر من صحه وتعليم واسكان وسياسه هذا هو الطريق الوحيد لخلق قيادات وبدائل وعندما طالبت بذلك في حزب الجبهه سخروا مني, فكيف يحلم هولاء بالوصول الي السلطه وهم يفتقرون الي مقوماتها.
0 comments :
إرسال تعليق