كتاب قديم صدر منذ أكثر من 60 عاما مضت للكاتب الإسلامي والمفكر المصري الفذ / عباس محمود العقاد .. صاحب العبقريات ... يشرح فيه قيمة التفكير وأهميته ، والتي حث عليها الإسلام .. بل جعلها واحدة من الفرائض مثلها مثل الصلاة والزكاة .. لما لها من رفع شأن الإنسان ورفع قيمته العقائدية .. وهذا الكتاب والعنوان يتطابق مع ما نحن فيه الآن من جدل وحوار مع الغرب للمفاهيم الإسلامية في الحياة .. وللرسالة الإسلامية ولرسول الله – صلي الله عليه وسلم ..
وطالما تكلمنا في السياسية والدين فأول ما يخطر علي البال في هذا السياق المقولة المشهورة ... .
لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين .... قالها أنور السادات محذرا أو مهددا كل من يخلط و يرجع الأمور والتصرفات والسلوكيات السياسية الي أصول الدين ... واتفق معه من أتفق وأختلف معه من أختلف .. وبقيت المقولة عبر عشرات السنين تتداول وتتحاور بين الباحثين في السياسة والدين ..
الفترة الأخيرة شهدت تشابكات عديدة بين أمور دنيوية بحته وبين محاولة ربطها بالدين من الباحثين والكتاب علي اختلاف انتماءاتهم ... وظهرت مقولات وتحليلات تستحق ان نقف عندها ..
وأولها تعليق البابا شنودة علي الإساءة التي وجهها بابا الفاتيكان لنبي الله وخاتم المرسلين محمد – صلي الله عليه وسلم - قال : انه قبل ان يتحدث بابا روما كان يجب ان يراعي ردود فعل العالم الإسلامي خصوصا انه تحدث فيما يخص مشاعر مليار من البشر .. وأضاف : ان مصر مستهدفة وان أقباط مصر ومسلميها نجحوا علي مدي 14 قرنا من الزمان في تفويت أي فرصة تمس وحدتهم وتماسكهم
وقال ان تلك أمور لها جذور سياسية أوروبية.. وخلافات بينهم .. وانني ( البابا شنودة) أناشد المصريين مسلمين وأقباط بالبعد عن هذا العبث ...وقد كانت تصريحاته وكلماته مؤثرة و صادقة ..
و للبابا شنودة مواقف مماثلة علي المستوي المحلي . فهو يقف ضد كل محاولات التفريق و الانشقاق بين المسلمين والأقباط .. حتي لو كان ذلك بوقف أحد القساوسة عن عمله لإساءته للإسلام.. وقد حدث ..
والمواقف كثيرة ولا تعد .. ولكني أقف عند كلمة العبث والاستهتار والاستهزاء ..الذي يوجهه
الغرب للدين الإسلامي .. ولن أكون مدافعا عن الإسلام ، فالإسلام له الله وهو قادر – سبحانه وتعالي علي ان يحمي دينه علي الأرض من هذا العبث .. ولكن أقول ان التمادي والمبالغة في الدفاع سيزيد من هجوم الجهلاء بجهالة أكبر .. وهو ما لا نريده .
ومع هذا فأنا أؤمن بضرورة الحوار وفتح القنوات العرضية مع المفكرين وعلماء الدين .. المسلمين والمسيحيين .. فالرب واحد .. وكتاب الله – القرآن - يحث علي ان التفكير فريضة علي كل مسلم .. وذكرت بالقرآن الكريم 11 مرة .. ومنها .. ما ورد بصورة الروم .. قوله سبحانه وتعالي :
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.. ) صدق الله العظيم .
لماذا لا نتجاوز عن السقطات التي يقع فيها الغرب ومفكريه وكهانه ... ونحن نعلم جيدا أنهم يجهلون كثيرا مما يقولونه أو يكتبونه وبصفة خاصة عن العقائد .. وان تلك السقطات قد كثرت وازدادت في الفترة الأخيرة .. ونعلم ان الحياة المادية عندهم تغطي وتسود في مجتمعاتهم وتتحكم في حياتهم وفي أعمالهم وتصل مداها – حتي - الي تفسيرهم للأمور الدينية بالمنطق المادي وهو ما يثيرنا ويجعلنا نصرخ دفاعا عن عقيدتنا وديننا .. ولا يستطيع أحد أن يلومنا في غيرتنا علي ديننا .
ونحن بمعتقداتنا ( مسلمين وأقباط ) أقوي منهم ألاف المرات .. فنحن نعيش علي الأرض المقدسة .. مهبط الأديان السماوية كلها .. عشنا عليها ولها ولا نبغي سوي رضا الله في حياتنا .
قاذا ذهبنا لهم في عقر دارهم لنستوضح ونوضح ونشرح لهم معتقداتنا .. فنحن نذهب لهم ونحن شامخين ومعتزين بأنفسنا ..ولا نرضي الاهانة أبدا - حتي وان كانت غير مقصودة .. أو قيلت بحسن نية .. كما يدعوا ..
. وشيخ الأزهر - وهو أكبر منصب ديني وروحي في مصر والعالم الإسلامي وله احترام وتبجيل من الكل ... وهو بصفته الشخصية والرسمية يوافق علي دخول تلك المناقشات والحوارات .. وبالطبع معه هيئة من المستشارين والعلماء لشرح القواعد والأسس والمبادئ الإسلامية السمحة .. وهو ليس سياسي بالمعني الدارج .. ولا يجيد أساليب المراوغة واللف والدوران في الأحاديث وفي اختلاق المواقف وفي تحوير الكلام .. الي آخرة من طبائع استخدام السياسة في التصريحات .. ولكنه شيخ فاضل ...
ولذا فأني كنت أفضل أن يتضمن الوفد المصاحب له .. بعض من شخصيات الإخوان المسلمين .. فهم جماعات دعوية في المقام الأول - قبل ان يكونوا جماعات حزبية سياسية و حيث أنهم لهم خبرة في الدعوة و في ممارسة تلك الحوارات .. وهم لهم قدرة عالية في الإقناع .. ولديهم خلفية دينية قوية تتيح لهم المناقشة والاسترسال في شرح المواقف ..
وأيضا ، كنت أفضل أن يكون ضمن الوفد المصاحب لشيخ الأزهر بعض الرموز القبطية المصرية .. فالقضية - وهذا اعتقادي – سياسية في مضمونها .. وعقائدية في مظهرها الخارجي .. ونحن نتكلم الآن علي المواطنة .. وعلي التآخي ..... ونضعها في الدستور كواحدة من ثوابت القانون المصري .. وإساءة الغرب للرسول الكريم محمد ( صلي الله عليه وسلم ) إساءة للشعب المصري كله وإساءة لمن يعيشون في مصر جميعا ..
ونحن نعيش في مركب واحد .. وربان هذا المركب هو الصدق و الإخلاص... وعليهم أيضا ان يستمعوا كيف يرانا الأخر و وما هي مخاوفه .. وكيف نبدد الخوف ونعبر حواجز الشك وتتخطي الصعاب مهما كانت .
وطالما تكلمنا في السياسية والدين فأول ما يخطر علي البال في هذا السياق المقولة المشهورة ... .
لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين .... قالها أنور السادات محذرا أو مهددا كل من يخلط و يرجع الأمور والتصرفات والسلوكيات السياسية الي أصول الدين ... واتفق معه من أتفق وأختلف معه من أختلف .. وبقيت المقولة عبر عشرات السنين تتداول وتتحاور بين الباحثين في السياسة والدين ..
الفترة الأخيرة شهدت تشابكات عديدة بين أمور دنيوية بحته وبين محاولة ربطها بالدين من الباحثين والكتاب علي اختلاف انتماءاتهم ... وظهرت مقولات وتحليلات تستحق ان نقف عندها ..
وأولها تعليق البابا شنودة علي الإساءة التي وجهها بابا الفاتيكان لنبي الله وخاتم المرسلين محمد – صلي الله عليه وسلم - قال : انه قبل ان يتحدث بابا روما كان يجب ان يراعي ردود فعل العالم الإسلامي خصوصا انه تحدث فيما يخص مشاعر مليار من البشر .. وأضاف : ان مصر مستهدفة وان أقباط مصر ومسلميها نجحوا علي مدي 14 قرنا من الزمان في تفويت أي فرصة تمس وحدتهم وتماسكهم
وقال ان تلك أمور لها جذور سياسية أوروبية.. وخلافات بينهم .. وانني ( البابا شنودة) أناشد المصريين مسلمين وأقباط بالبعد عن هذا العبث ...وقد كانت تصريحاته وكلماته مؤثرة و صادقة ..
و للبابا شنودة مواقف مماثلة علي المستوي المحلي . فهو يقف ضد كل محاولات التفريق و الانشقاق بين المسلمين والأقباط .. حتي لو كان ذلك بوقف أحد القساوسة عن عمله لإساءته للإسلام.. وقد حدث ..
والمواقف كثيرة ولا تعد .. ولكني أقف عند كلمة العبث والاستهتار والاستهزاء ..الذي يوجهه
الغرب للدين الإسلامي .. ولن أكون مدافعا عن الإسلام ، فالإسلام له الله وهو قادر – سبحانه وتعالي علي ان يحمي دينه علي الأرض من هذا العبث .. ولكن أقول ان التمادي والمبالغة في الدفاع سيزيد من هجوم الجهلاء بجهالة أكبر .. وهو ما لا نريده .
ومع هذا فأنا أؤمن بضرورة الحوار وفتح القنوات العرضية مع المفكرين وعلماء الدين .. المسلمين والمسيحيين .. فالرب واحد .. وكتاب الله – القرآن - يحث علي ان التفكير فريضة علي كل مسلم .. وذكرت بالقرآن الكريم 11 مرة .. ومنها .. ما ورد بصورة الروم .. قوله سبحانه وتعالي :
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.. ) صدق الله العظيم .
لماذا لا نتجاوز عن السقطات التي يقع فيها الغرب ومفكريه وكهانه ... ونحن نعلم جيدا أنهم يجهلون كثيرا مما يقولونه أو يكتبونه وبصفة خاصة عن العقائد .. وان تلك السقطات قد كثرت وازدادت في الفترة الأخيرة .. ونعلم ان الحياة المادية عندهم تغطي وتسود في مجتمعاتهم وتتحكم في حياتهم وفي أعمالهم وتصل مداها – حتي - الي تفسيرهم للأمور الدينية بالمنطق المادي وهو ما يثيرنا ويجعلنا نصرخ دفاعا عن عقيدتنا وديننا .. ولا يستطيع أحد أن يلومنا في غيرتنا علي ديننا .
ونحن بمعتقداتنا ( مسلمين وأقباط ) أقوي منهم ألاف المرات .. فنحن نعيش علي الأرض المقدسة .. مهبط الأديان السماوية كلها .. عشنا عليها ولها ولا نبغي سوي رضا الله في حياتنا .
قاذا ذهبنا لهم في عقر دارهم لنستوضح ونوضح ونشرح لهم معتقداتنا .. فنحن نذهب لهم ونحن شامخين ومعتزين بأنفسنا ..ولا نرضي الاهانة أبدا - حتي وان كانت غير مقصودة .. أو قيلت بحسن نية .. كما يدعوا ..
. وشيخ الأزهر - وهو أكبر منصب ديني وروحي في مصر والعالم الإسلامي وله احترام وتبجيل من الكل ... وهو بصفته الشخصية والرسمية يوافق علي دخول تلك المناقشات والحوارات .. وبالطبع معه هيئة من المستشارين والعلماء لشرح القواعد والأسس والمبادئ الإسلامية السمحة .. وهو ليس سياسي بالمعني الدارج .. ولا يجيد أساليب المراوغة واللف والدوران في الأحاديث وفي اختلاق المواقف وفي تحوير الكلام .. الي آخرة من طبائع استخدام السياسة في التصريحات .. ولكنه شيخ فاضل ...
ولذا فأني كنت أفضل أن يتضمن الوفد المصاحب له .. بعض من شخصيات الإخوان المسلمين .. فهم جماعات دعوية في المقام الأول - قبل ان يكونوا جماعات حزبية سياسية و حيث أنهم لهم خبرة في الدعوة و في ممارسة تلك الحوارات .. وهم لهم قدرة عالية في الإقناع .. ولديهم خلفية دينية قوية تتيح لهم المناقشة والاسترسال في شرح المواقف ..
وأيضا ، كنت أفضل أن يكون ضمن الوفد المصاحب لشيخ الأزهر بعض الرموز القبطية المصرية .. فالقضية - وهذا اعتقادي – سياسية في مضمونها .. وعقائدية في مظهرها الخارجي .. ونحن نتكلم الآن علي المواطنة .. وعلي التآخي ..... ونضعها في الدستور كواحدة من ثوابت القانون المصري .. وإساءة الغرب للرسول الكريم محمد ( صلي الله عليه وسلم ) إساءة للشعب المصري كله وإساءة لمن يعيشون في مصر جميعا ..
ونحن نعيش في مركب واحد .. وربان هذا المركب هو الصدق و الإخلاص... وعليهم أيضا ان يستمعوا كيف يرانا الأخر و وما هي مخاوفه .. وكيف نبدد الخوف ونعبر حواجز الشك وتتخطي الصعاب مهما كانت .
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل
asadat@link.net
Asadat@democraticfront.org
ت : 4184919 فاكس 4185069
0 comments :
إرسال تعليق