فى الممنوع

المصرى اليوم

بقلم مجدى مهنا

«واحدة.. بواحدة».. هكذا أراد النائب محمد أنور عصمت السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، أن يقول.. فقد اتهمت أسرة شقيق الرئيس السادات بالفساد وباستغلال النفوذ في بداية حكم الرئيس حسني مبارك،

وأجريت محاكمة علنية لها أمام محكمة القيم، وصال وجال مساعد المدعي العام الاشتراكي حسني عبدالحميد في المحكمة، وقال في فساد عصمت السادات كل ما يخطر وما لا يخطر علي بال.

اليوم يريد النائب أنور عصمت السادات، أن يرد الضربة إلي نظام حكم الرئيس مبارك، وإلي مؤسسة الرئاسة تحديداً.. وتقدم باستجواب إلي رئيس الحكومة - حسبما نشرت صحيفة الدستور - في عدد أمس الأول.. تضمن الاتهام باستشراء الفساد في البلد، بسبب علاقات الصداقة والقرابة والمصاهرة بأسرة الرئيس مبارك، واستغلال هذه العلاقات في تحقيق مكاسب ومصالح شخصية علي حساب المصلحة العامة.

ومن حيث إن هناك فساداً في العهد الحالي، لم تعرفه البلاد من قبل، فهذه حقيقة لا يختلف عليها أو حولها أحد، وقد أخذ هذا الفساد أشكالاً وصوراً مختلفة، حتي أصبح هناك من يقنن للفساد ويشرع له،

ومن يدافع عنه بالقانون ويبرر المخالفات والتجاوزات والجرائم، التي ترتكب علناً تحت سمع وبصر الدولة وأجهزتها، مثل حصول بعض كبار المسؤولين علي امتيازات من الدولة، ترفعهم من خانة المعدمين إلي خانة المليونيرات، في صورة أراض وشقق وشاليهات.

ولا أنسي ما قاله لي أحد الوزراء المهمين منذ حوالي ست سنوات: لست الوحيد الذي باع واشتري من الدولة، كل كبار المسؤولين فعلوا مثلي.. ودافع الوزير عن موقفه، ووصفه بأنه لا يخالف القانون.. وقد نشرت كلام الوزير في «الوفد» في حينه.

ومع ذلك، فهذا الاتهام بالفساد الذي يلاحق العهد الحالي شيء.. وتوجيه اتهامات محددة في استجواب النائب أنور عصمت السادات، إلي الدائرة المحيطة بالرئيس مبارك شيء آخر.. بمعني أن النائب عليه أن يوجه اتهامات محددة، وأن يشير إلي وقائع محددة، وأن يملك من الأدلة والأوراق والمستندات التي تثبت صحة هذه الوقائع،

كما عليه ألا يورط نفسه في «فخ»، هو الذي نصبه لنفسه، فيخسر هو، ويكسب من أراد اتهامهم بالفساد.. وبمعني آخر، ألا يتصرف بمنطق «واحدة بواحدة».. وألا تسيطر عليه روح الانتقام.. فقد اتهمت أسرته بالفساد، وهو اليوم يتهم الدائرة المحيطة بالرئيس مبارك بالفساد،

لأن الفارق بين الاتهامين كبير.. فالاتهام الذي وجه إلي أسرة شقيق الرئيس السادات، جري في عهد الرئيس مبارك، بينما الاتهام الذي يوجهه النائب السادات إلي الدائرة المحيطة بالرئيس مبارك، يتم في عهد الرئيس مبارك، وليس في العهد اللاحق عليه.

وإذا صح ما نشر، وإذا صح أن النائب أنور عصمت السادات يملك من الأوراق والمستندات والأدلة، ما يؤكد ويدعم به استجوابه، فهو يستحق التحية والتقدير والوقوف إلي جانبه.. لكن حذار من منطق «واحدة بواحدة»!

0 comments :

إرسال تعليق