الغد
نداء أخير أوجهه الي كل مسئول عن الشعب في مصر .. والي كل الوزراء الذين تولوا مسؤولية رعاية الشباب والقوي العاملة و العمل والهجرة والي كل رؤساء مجالس الوزراء .. الحاليين و السابقين ..الجالسين علي كراسي المسؤولية والذين تركوا المناصب ومازالوا علي قيد الحياة ..
نداء أخير ارفعه بأعلى صوت وأكتب وانشر كلماته علي أوراق كافة الصحف الوطنية والمستقلة و الحزبية والمعارضة .. وانشره حتي علي صفحات الجرائد الصفراء و المجلات ..
نداء لوقف الوعود التي يطلقونها ويرددونها علي مسامع وأفئدة الشباب بأن هناك وظائف لهم وان هناك مشروعات صغيرة (وكبيرة ومتوسطة ) لهم تنتظرهم وتفتح ذراعيها و تنشر أحلام الوظيفة لكل الشباب ... فالتجارب أثبتت ان هذا الكلام وهم وأحلام .. وعبارات تطلق بأغراض سياسية ولأغراض دعائية ..
شبابنا وعي الدرس وفهم الوضع الاقتصادي المصري المتردي !! وعرف ان دولته وبلده ليس لديها إمكانيات وظيفية .. وليس لديها مشروعات وطنية طموحة تستوعب تلك الزيادة الرهيبة من حملة المؤهلات المتوسطة والعالية ..بل وحتي من حملة الدرجات العلمية ..فما بال الملايين الذين لا يحملون أي مؤهلات .. اين سوق العمل الذي يستوعبهم ؟؟
شبابنا بدأ يعيد حساباته بطريقته وبفهمه ... اذا كان السوق المصري لا يستوعبنا فلماذا لا تكون الهجرة مفرا وطريقا .. ( الا ان ارض الله واسعة ؟) .. وهكذا أصبح الهدف والطريق واضحا..!! الهجرة ... كيف؟ لدينا وزارة للهجرة .. تعلن وتنشر دوريات عن الفرص المتاحة للشباب للهجرة .. علي ان يكون يحمل المؤهل المناسب والمهنة المطلوبة .. المطالب حتي الان معقولة ومنطقية وقانونية ..( الشروط والسن والحالة الاجتماعية والصفة ) . أعداد المتقدمين للسفر لوظيفة او مهنة مئات الأضعاف للأعداد المطلوبة ..
وهم من الفئة التي تمتلك مستندات قانونية ولديها دخل يسمح لها بالمصروفات المتنوعة حتي السفر ... يعودوا مرة أخري الي بيوتهم .. وينتظروا ليكرروا تلك المهمة مرة أخري ..بل مرات .. حتي يصابوا باليأس !!
العمر يمر .. والحالة النفسية تتعقد والالتزامات الأسرية تزداد .. والمجتمع لا يرحم الفقير .. حتي ولو كان متعلما او صاحب مهنة .. ..
ازمة أجدها في كل بيت عند مروري في قريتى ومراكز دائرتي .. شاب تخرج من كليته او مدرسته او معهده عاطل .. بلا عمل قنبلة موقوتة داخل كل بيت .. صمام امان تلك القنبلة .. هو الإيمان .. وهو موجود داخل الأسرة المصرية وفي نفوس كل المصريين الايمان بالله وقدره ...
محافظة المنوفية .. كغيرها من محافظات الدلتا تكتظ بالشباب .. والسكان في زيادة مستمرة .. والأرض مساحتها ثابتة والرزق منها محدود .. انتشرت بها مؤخرا ظاهرة ( ركوب البحر ).. عبارة يرددها الشباب ... وتعني العمل علي مراكب .. أي عمل ؟؟ انه وسيلة للسفر بالطريق الغير شرعي لدول اوروبا المطلة علي البحر المتوسط .. والإقامة بها ( إقامة غير شرعية )
تكلفة الرحلة تصل الي 15 الف جنيه نصري .. تدفع للمهربين .. نسبة النجاح للوصول بسلام للشاطيء 50% .. أي ان نصف المهاجرون غير الشرعيون سوف يموتوا غرقا .. او قتلا .. وهم يقبلون تلك الحسبة الغريبة ويدفعوا تلك المبالغ من بيع كل ما يملكون او يملك إبائهم وأسرهم الفقيرة من قطع أراضي صغيرة او بهائم بالدار ... وهم يعرفون انها مغامرة .. ويعلنون قبولهم لها علي انها اما ان تكون عيشة جديدة وكريمة او موته مرة واحدة ولا انتظار سنوات وراء سنوات تحت وهم الوعود ..
كل القري والبيوت التي زرتها مؤخرا بدائرتي (تلا ) بها حالة او أكثر من تلك اللعنة التي يطلقون عليها ( ركوب بحر ).. نتيجتها ابن مفقود .. وهي نتيجة 100% لكل من سلكها اما انه علي قيد الحياة في بلد مجهولة بلا هوية او أسم او عنوان .. يتواري عن العيون خوفا .. او صريعا .. غريقا .. مقتولا .. في الحالتين .. مفقود !!
تلك الظاهرة لها أسماء وطرق وأساليب تختلف باختلاف المحافظة والقرية والمراكز وفكر مجموعات الشباب في كل موقع في طريقة للهجرة ..
نداء أخير قبل ان تصبح مصر بابا لممارسة الهجرة غير الشرعية في شمال أفريقيا .. ويلوث أسم مصر بتلك الصيانة التي لا يقبلها العالم المتحضر .. ولا يقبلها أي مصري شريف في أي مكان علي الكرة الأرضية ..
نداء أخير أوجهه الي كل فكر وكل صاحب قلم وكل رجل أعمال وكل الاقتصاديين المصريين في مواقع المسؤولية او في مواقع حقوق الإنسان .. ان نفرش طريق لمستقبل مصر الاقتصادي .. ان نضع قانون يحمينا من أنفسنا ويحمي شبابنا من الأفكار المتطرفة
وان نكون صادقين مع أنفسنا قبل ان نكون صادقين مع الآخرين .. ان نكشف عيوبنا بجرأة وصراحة ونكشف الأخطاء المتراكمة والسلبيات الموجودة بقوانين الهجرة والتي تعيق إجراءات الهجرة وتشوه وجه الإنسان المصري امام العالم ..
لن ننسي ابدا اننا كنا قديما بلدا جاذبا للعمالة الأوربية .. عندما كان اليونانيون يهاجرون لمصر بحثا عن الرزق وفتح أبواب تجارة خاصة .. وإدارة مطاعم ومحلات .. ووصلوا الي أعماق الصعيد المصري .. يعملون به .. ولن ننسي ايضا اننا كنا مواقع جذب لدول جنوب أوروبا .. مثل البانيا .. وغيرها .. وقد انصهروا في الحياة المصرية والأسر المصرية وأصبحوا نسيجا واحدا في المجتمع المصري منذ قرنين من الزمان ..
نداء أخير .. مصر مازالت بخير ... نداء أخير.. مصر مازال بها الرزق والحب ..
نداء أخير أوجهه الي كل مسئول عن الشعب في مصر .. والي كل الوزراء الذين تولوا مسؤولية رعاية الشباب والقوي العاملة و العمل والهجرة والي كل رؤساء مجالس الوزراء .. الحاليين و السابقين ..الجالسين علي كراسي المسؤولية والذين تركوا المناصب ومازالوا علي قيد الحياة ..
نداء أخير ارفعه بأعلى صوت وأكتب وانشر كلماته علي أوراق كافة الصحف الوطنية والمستقلة و الحزبية والمعارضة .. وانشره حتي علي صفحات الجرائد الصفراء و المجلات ..
نداء لوقف الوعود التي يطلقونها ويرددونها علي مسامع وأفئدة الشباب بأن هناك وظائف لهم وان هناك مشروعات صغيرة (وكبيرة ومتوسطة ) لهم تنتظرهم وتفتح ذراعيها و تنشر أحلام الوظيفة لكل الشباب ... فالتجارب أثبتت ان هذا الكلام وهم وأحلام .. وعبارات تطلق بأغراض سياسية ولأغراض دعائية ..
شبابنا وعي الدرس وفهم الوضع الاقتصادي المصري المتردي !! وعرف ان دولته وبلده ليس لديها إمكانيات وظيفية .. وليس لديها مشروعات وطنية طموحة تستوعب تلك الزيادة الرهيبة من حملة المؤهلات المتوسطة والعالية ..بل وحتي من حملة الدرجات العلمية ..فما بال الملايين الذين لا يحملون أي مؤهلات .. اين سوق العمل الذي يستوعبهم ؟؟
شبابنا بدأ يعيد حساباته بطريقته وبفهمه ... اذا كان السوق المصري لا يستوعبنا فلماذا لا تكون الهجرة مفرا وطريقا .. ( الا ان ارض الله واسعة ؟) .. وهكذا أصبح الهدف والطريق واضحا..!! الهجرة ... كيف؟ لدينا وزارة للهجرة .. تعلن وتنشر دوريات عن الفرص المتاحة للشباب للهجرة .. علي ان يكون يحمل المؤهل المناسب والمهنة المطلوبة .. المطالب حتي الان معقولة ومنطقية وقانونية ..( الشروط والسن والحالة الاجتماعية والصفة ) . أعداد المتقدمين للسفر لوظيفة او مهنة مئات الأضعاف للأعداد المطلوبة ..
وهم من الفئة التي تمتلك مستندات قانونية ولديها دخل يسمح لها بالمصروفات المتنوعة حتي السفر ... يعودوا مرة أخري الي بيوتهم .. وينتظروا ليكرروا تلك المهمة مرة أخري ..بل مرات .. حتي يصابوا باليأس !!
العمر يمر .. والحالة النفسية تتعقد والالتزامات الأسرية تزداد .. والمجتمع لا يرحم الفقير .. حتي ولو كان متعلما او صاحب مهنة .. ..
ازمة أجدها في كل بيت عند مروري في قريتى ومراكز دائرتي .. شاب تخرج من كليته او مدرسته او معهده عاطل .. بلا عمل قنبلة موقوتة داخل كل بيت .. صمام امان تلك القنبلة .. هو الإيمان .. وهو موجود داخل الأسرة المصرية وفي نفوس كل المصريين الايمان بالله وقدره ...
محافظة المنوفية .. كغيرها من محافظات الدلتا تكتظ بالشباب .. والسكان في زيادة مستمرة .. والأرض مساحتها ثابتة والرزق منها محدود .. انتشرت بها مؤخرا ظاهرة ( ركوب البحر ).. عبارة يرددها الشباب ... وتعني العمل علي مراكب .. أي عمل ؟؟ انه وسيلة للسفر بالطريق الغير شرعي لدول اوروبا المطلة علي البحر المتوسط .. والإقامة بها ( إقامة غير شرعية )
تكلفة الرحلة تصل الي 15 الف جنيه نصري .. تدفع للمهربين .. نسبة النجاح للوصول بسلام للشاطيء 50% .. أي ان نصف المهاجرون غير الشرعيون سوف يموتوا غرقا .. او قتلا .. وهم يقبلون تلك الحسبة الغريبة ويدفعوا تلك المبالغ من بيع كل ما يملكون او يملك إبائهم وأسرهم الفقيرة من قطع أراضي صغيرة او بهائم بالدار ... وهم يعرفون انها مغامرة .. ويعلنون قبولهم لها علي انها اما ان تكون عيشة جديدة وكريمة او موته مرة واحدة ولا انتظار سنوات وراء سنوات تحت وهم الوعود ..
كل القري والبيوت التي زرتها مؤخرا بدائرتي (تلا ) بها حالة او أكثر من تلك اللعنة التي يطلقون عليها ( ركوب بحر ).. نتيجتها ابن مفقود .. وهي نتيجة 100% لكل من سلكها اما انه علي قيد الحياة في بلد مجهولة بلا هوية او أسم او عنوان .. يتواري عن العيون خوفا .. او صريعا .. غريقا .. مقتولا .. في الحالتين .. مفقود !!
تلك الظاهرة لها أسماء وطرق وأساليب تختلف باختلاف المحافظة والقرية والمراكز وفكر مجموعات الشباب في كل موقع في طريقة للهجرة ..
نداء أخير قبل ان تصبح مصر بابا لممارسة الهجرة غير الشرعية في شمال أفريقيا .. ويلوث أسم مصر بتلك الصيانة التي لا يقبلها العالم المتحضر .. ولا يقبلها أي مصري شريف في أي مكان علي الكرة الأرضية ..
نداء أخير أوجهه الي كل فكر وكل صاحب قلم وكل رجل أعمال وكل الاقتصاديين المصريين في مواقع المسؤولية او في مواقع حقوق الإنسان .. ان نفرش طريق لمستقبل مصر الاقتصادي .. ان نضع قانون يحمينا من أنفسنا ويحمي شبابنا من الأفكار المتطرفة
وان نكون صادقين مع أنفسنا قبل ان نكون صادقين مع الآخرين .. ان نكشف عيوبنا بجرأة وصراحة ونكشف الأخطاء المتراكمة والسلبيات الموجودة بقوانين الهجرة والتي تعيق إجراءات الهجرة وتشوه وجه الإنسان المصري امام العالم ..
لن ننسي ابدا اننا كنا قديما بلدا جاذبا للعمالة الأوربية .. عندما كان اليونانيون يهاجرون لمصر بحثا عن الرزق وفتح أبواب تجارة خاصة .. وإدارة مطاعم ومحلات .. ووصلوا الي أعماق الصعيد المصري .. يعملون به .. ولن ننسي ايضا اننا كنا مواقع جذب لدول جنوب أوروبا .. مثل البانيا .. وغيرها .. وقد انصهروا في الحياة المصرية والأسر المصرية وأصبحوا نسيجا واحدا في المجتمع المصري منذ قرنين من الزمان ..
نداء أخير .. مصر مازالت بخير ... نداء أخير.. مصر مازال بها الرزق والحب ..
انور عصمت السادات