الرايه
حوار : جهاد حلمي
مرسي صدم المصريين عندما دعا قتلة السادات لاحتفالات أكتوبر في العام الماضي.
وسائل الإعلام جعلت من عبود الزمر بطلاً قومياً رغم تورطه في الإغتيال.
القوات المسلحة قادرة على تطهير سيناء من العناصر الإجرامية.
قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، ابن شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إن حرب أكتوبر بقدر ما كانت انتصاراً عسكرياً رائعا للمدرسة العسكرية المصرية، فقد كانت أيضا حربا من أجل الأمن والسلام، معتبراً احتفال العام الماضي صدمة لكل المصريين بالداخل والخارج، حيث جلس القتلة بجوار أهالى الشهداء يحتفلون معهم فى منظر مؤسف، السادات الصغير، فتح قلبه لـ"الراية" متحدثاً عن أسرة السادات ومنزله وذكريات النصر، فكان الحوار ممتعاً في منزل الأسرة الكبير بقرية ميت أبو الكوم بالمنوفية.
ـ كيف ترى حرب أكتوبر من وجهة نظرك ؟
حرب أكتوبر هي أول انتصار عسكرى حقيقى يحدث منذ عهد محمد على باشا..وملحمة رائعة سطرها الشعب المصرى فى حرب أبهرت العالم وجعلت الجميع يقف احتراماً وهيبة وإجلالا للعسكرية المصرية وللمقاتل المصرى، واسترد بها المصريون كبرياؤهم.. بل وثقتهم فى أنفسهم وقدراتهم، وكتبوا تاريخهم المشرف بأحرف من نورفى سجلات العسكرية العالمية.
وأكدوا للعالم عبقرية ومهارة القادة والضباط والجنود الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم فداء لتراب هذا الوطن العزيز. وبقدر ما كانت حرب أكتوبر انتصاراً رائعاً للمدرسة العسكرية المصرية، فقد كانت أيضا حرباً من أجل الأمن والسلام. وبقدرما كانت حربا لتحرير الأراضى المصرية كانت أيضا تحريراً للإرادة والعزيمة الوطنية.
ـ كيف رأت أسرة الرئيس السادات احتفال العام الماضى بنصر أكتوبر ؟
احتفال العام الماضى على طريقة مرسى، كان صدمة لكل المصريين بالداخل والخارج، حيث جلس القتلة بجوار أهالى الشهداء يحتفلون معهم فى منظر مؤسف أصابنا بالحسرة، وأعاد للأذهان ذكريات مؤلمة أحزنت كل المصريين.
وكان لابد من مراعاة شعور الأسرة وكل المصريين بعدم دعوة قتلة السادات لحضور الاحتفال الذى أقيم باستاد القاهرة.
- وما هي رؤيتك للظهور الإعلامي لعبود الزمر أحد الذين شاركوا في اغتيال السادات ؟
رغم أنني وشقيقى المرحوم طلعت، لم نكن من أنصار أن يظل عبود الزمر في سجنه بعد انقضاء مدته..لكنني أعتب على وسائل الإعلام تحويله إلى بطل قومي، الرغم من تورطه في عملية الاغتيال.
ـ ونحن هنا فى منزل الرئيس السادات بقرية ميت أبو الكوم وفى قلب المتحف الذى أنشأته.. صف لنا ما يحتويه هذا المتحف ؟
ببساطة المتحف يضم مكتبة بها 13 كتاباً كتبها الرئيس، وحوالي 500 كتاب كتبت عن الرئيس السادات بعدد من اللغات المختلفة، وتضم أيضا أعداد مجلة التحرير التي نشر فيها الرئيس السادات عدداً من المقالات.
ويوجد بالمكتبة مجموعة من ألبومات الصور التي سجلت تاريخ مصر في حياة الرئيس السادات قبل توليه الحكم وبعده، حتي يوم وفاته. وهي مصنفة تاريخيا بحيث يسهل تتبع تطورها.
كما توجد مكتبة سمعية وبصرية تتكون من شاشة عرض كبيرة، تضم أهم الأفلام التي تم تسجيلها لتأريخ وقائع هامة في حياة الرئيس السادات، مسجل عليها أهم خطبه كخطاب الكنيست وحادث الاغتيال.. وتوجد بالمتحف غرفة ملحقة تضم عدداً من مقتنيات الرئيس الراحل.
ـ كيف ترى ما يحدث فى مصر؟
كانت هناك جماعة تسمى جماعة الإخوان المسلمين حكمت مصر لمدة عام.. فعلت فى مصر من المساؤى مالم يفعله غيرهم فى 60 عاما.. ودخلوا فى عداء سافر مع مؤسسات الدولة (القضاء – الإعلام ـ الشرطةـ الجيش...إلخ) وبدأت مصر تدخل فى نفق مظلم إلى أن انتهى هذا المشهد باسترداد شعب مصر لثورته من خلال المد الثانى للثورة يوم 30 يونيو 2013، وإقصاء محمد مرسى.. وبدأت دعوات الإرهاب لتخويف وترويع الشعب المصرى وإحراق المنشآت الشرطية والكنائس والأهداف الحيوية فى الدولة خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، تطبيقاً لمبدأ الأرض المحروقة.. لكن لن ينفعهم ذلك ولن يؤثر فى عزيمة وإرادة الشعب المصرى.. والقادم أفضل مهما فعلوا.
ـ هل الجيش يسيطر علي سيناء أم لا؟
أساء الرئيس السابق "مرسى" لمصر بصفة عامة ولسيناء بصفة خاصة، حينما أطلق سراح الجهاديين والتكفيريين، ومنحهم وعوداً بالأمان. والقوات المسلحة تقوم بدورها فى تأمين منطقة الحدود الشرقية فى سيناء، وتعمل فى ظروف صعبة جدا.. ولكن على أى حال القوات المسلحة قادرة على التعامل مع هذه العناصر وتطهير هذه البؤر الإجرامية.
ـ هل حادث مقتل جنودنا فى رفح سيكون الأخير أم تتوقع حدوث جرائم مشابهة؟
أتمنى أن يكون الحادث هو الأخير.. ولكن الواقع يقول إننا أمام عصابات مسلحة.. ولذا لا أتوقع أن تنتهى هذه الحوادث فى القريب العاجل ولن يتم التوقف إلا بالقضاء على البؤر الإجرامية وتجفيف منابع الإرهاب وجيشنا قادر علي ذلك.
ـ كيف ستتعامل القيادة المصرية مع الضغوط الخارجية فى ضوء موقف قادة الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية؟
لاشك أن الغرب الأوروبى الآن أيقن تماما بأن ماحدث كان ثورة وإرادة شعبية. وقد قمت بعدة جولات وزيارات مع حزبيين وبرلمانيين ضمن وفود الدبلوماسية الشعبية، حيث تنقلت بين برلين وجنيف وبروكسل وغيرها من العواصم الأوروبية وتأكدت من ذلك. والقيادة المصرية تثق فى قدرة الشعب المصرى ومساندته لثورته ومؤازرة الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها "السعودية" والأشقاء فى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت و الأردن.. ونأمل فى انضمام باقى الأشقاء العرب.
ـ هل أنت منزعج من إلغاء التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية المعروفة بـ "النجم الساطع" وما مدى تأثيرها على الكفاءة القتالية للجيش المصرى؟
لا لست منزعجا على الإطلاق.. كما أن إلغاء مناورة التدريب المشترك "النجم الساطع" لا يؤثر على القوات المسلحة المصرية بشكل سلبى، لأننا حاربنا فى عام 1973 وانتصرنا دون إجراء هذه المناورات لأن تدريب قواتنا الداخلى كان أشد قسوة وضراوة والمستفيد من هذه المناورة هى الولايات المتحدة الأمريكية.
ـ هل أنت مع التعاون المصرى الروسى عسكرياً واستراتيجياً؟
بالتأكيد لابد أن تكون هناك نوافذ اتصال مع الجانب الروسي.. ولا ننسى أننا حاربنا فى 1973 بالسلاح الروسى، ولازال جزء منه فى الخدمة بالقوات المسلحة حتى الآن. ولكن حينما حاول الاتحاد السوفيتى التدخل فى الشأن المصرى تم قطع العلاقات وقام الرئيس السادات بثورة التصحيح وطرد الخبراء الروس.
ـ كيف ترى حكومة حازم الببلاوى ؟
حكومة حازم الببلاوى تعمل فى ظروف صعبة.. وكلنا تغاضينا عن سلبيات عديدة حتى فيما يخص تشكيلها حتى تسير سفينة الوطن.. لكن أداءها حتى الآن بطئ جدا ومخيب للآمال، خصوصا وأن المصريين متعطشين لحياة أفضل.. لكن ما تمضى عليه الحكومة من سياسات بوجه عام يبدو محبطا للغاية.
ـ ماذا يجب علينا الآن تجاه سيناء ؟
كما عبرنا سيناء عسكريا يوم 6 أكتوبر 1973 بالعلم والفكر السليم والتخطيط الدقيق، فإننا لابد أن نعمر سيناء بشريا وتنمويا بنفس الروح وبنفس الهمة والوطنية الصادقة لكي نحافظ عليها إلي الأبد، من أي تهديد خارجي، ولتظل جزءاً عزيزاً من أرض الوطن الحبيب.
ولابد أن نسعي بكل الطرق والوسائل إلي غرس روح أكتوبر في عقول شبابنا خاصة أولئك الذين لم يعايشوا هذا الحدث العظيم، لكي تكون روح أكتوبر لنا جميعا نبراسا وهدي.. ولذلك لابد أن نبدأ من الآن في وضع خطط ثقافية وإعلامية وتربوية محكمة لتوعية هذه الأجيال بنتائج وأهداف حرب أكتوبر التي أذهلت العالم كله، يوم دارت رحاها وأصبحت الآن تدرس في المعاهد السياسية والأكاديميات العسكرية في مختلف أنحاء العالم.
ـ ماذا تقول عن الرئيس السادات وأبطال وشهداء أكتوبر؟
تحية إجلال وإكبار وإعزاز في هذه الأيام العظيمة لشهيد الوطن والأمة العربية الزعيم الراحل محمد أنور السادات .. رجل الحرب والسلام ..وكل شهداء أكتوبر وشهداء الثورة، هذا الرجل الذي قاد ومن معه بفكر مستنير ورؤية ثاقبة أعظم وأشرف حرب في العصر الحديث وأعادوا الكرامة لشعوب الأمة العربية كلها، وحققوا السلام الشامل القائم علي العدل.. ليس فقط لشعب مصر وإنما لكافة شعوب المنطقة بما فيها الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي. وتحية من القلب لكل من ضحى وتحمل من أجل هذا الوطن.