محمد أنور السادات يكتب: مصر في ثوبها الجديد

 النهار 


لا شك أن الربيع العربي الذي نعيشه الآن يضعنا جميعاً علي أعتاب مرحلة جديدة بآمال وتطلعات كبري لعصور وأجيال أدركت معني الحرية والعدالة والإستقرار وحب الآخر ، حتي وإن كانت هناك بعض المشاعر المعادية التي حان الوقت لأن تتبخر.

 حقا لا تستحق مصر منا صورتها التي أصبحت عليها الآن ، فقد أصبح المناخ العام المصري يعكس حالة من الحزن والآسي الشديدين علي ما بنيناه من آمال وما حلمنا به وتطلعنا إليه ، بعكس ما يدور الآن علي أرض هذا الوطن العزيز.

تشهد الساحة المصرية الآن أحداثاً عديدة تصف بدقة حالة التخبط السياسي والفوضي والارتباك والهشاشة التي أصبحت تسود المشهد السياسي المصري الحالي ، إلي جانب التشكيك الواضح الذي يسيطرعلي معظم الأطراف الفاعلة ناهيك عن الانفلات الأمني الذي أصبح كالطوفان لا يفرق بين شيخ وطفل ، ولا بين قاضٍ وبلطجي ، وأوشكت مصرأن تكون غابة لا يسترد فيها الحق إلا بالقوة. لا شك أن الشعوب التي عرفت طريقها إلي الشارع وقدمت أرواحها من أجل أن يعيش الآخرون بعزة وكرامة ، لن يستطيع أحد أن يمنعها أو يحجمها إذا ما شعرت بالظلم ، ولعل هذا يستوجب أن تتغير سياسات الدول والمنظمات العربية والعالمية تجاه الشعوب ، ويعرفون حق الآخر.

وفي وقت نسعي فيه لكي يخرج الدستور معبراً عن آمال وتطلعات كل المصريين ، لابد وأن نتعلم كيف نشق الطريق إلي الديمقراطية، كي لا نظل ندفع الثمن من نفوس وأرواح بريئة تذهب كل يوم بلا ذنب. كنا جميعاً ضحايا لفساد وبطالة وقمع وكبت للحريات وغلاء المعيشة، ونجحت ثورتنا ، وحان الوقت لتتوحد مطالبنا وأهدافنا ونسعي لتحقيقها " أحزاب ونقابات ومنظمات " ونغير المجتمع تدريجياً ، ونتغير معه ، ونعيش حياة آمنة بلا صراعات أو تطرف أو إرهاب.

شاهدنا ميدان التحرير وجلسنا فيه ، إختلفت الأفكار لكن إتفقت الأهداف ، وإنتصر الجيش لإرادة الشعب ، ولا يبقي إلا أن نتطلع إلي الغد بمجتمع ديمقراطي سليم ، يرفض الأفكار النمطية والهدامة ، ولا يرضي الإرهاب وترويع الآمنين.

 إن ما يمر به وطننا الآن من أحداث صعبة ومستجدات متتالية يتطلب منا أن نبادر بتأسيس وطننا علي أسس ونظم وآليات جديدة .. تحارب الإرهاب وتتصدي للفساد وتسعي لإطلاق الحريات في نطاق عادل يضمن أمن وإستقرار المجتمعات ، وليعلم داعمو الفوضي ومتبنو الأفكار المتطرفة والخبيثة أن مخططاتهم مصيرها إلي زوال ، وسيذهبوا حتماً إلي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.

0 comments :

إرسال تعليق