جمعية «البرادعي» تتخبط سياسياً.. وتناقض أفكار أعضائها يهددها بالفشل ..

الحزب الوطنى الديمقراطى

كتب: مي زكريا - نهي حجازي - أسامة رمضان

علي خلفية ما أعلنه ما يسمي «الجمعية الوطنية للتغيير» التي يقودها د. محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، من تعديل في شعارها الذي كان يدعو للإصلاح السياسي والتغيير ليصبح دعوة إلي تحسين أحوال المعيشة ومكافحة الفقر قالت قيادات أحزاب المعارضة المصرية إن هذا التحرك من قبل جمعية البرادعي يعكس غيابا للرؤية الحقيقية بين توجهات قيادات الجمعية إذ لم تستطع أن تحدد هويتها السياسية حتي الآن.

وانتقدت قيادات الأحزاب تحركات «الوطنية للتغيير» بعد أن قامت بالقفز علي دور الأحزاب السياسية، فضلاً عن أنها أعادت طرح ما تحاول الأحزاب أن تصل إليه.. تنبأ بعضهم بفشل الجمعية بسبب عدم كفاءة أعضائها وعدم تقديمهم لأفكار جديدة.

وقال حلمي سالم رئيس حزب الأحرار إن الجمعية تحاول من خلال تغيير توجهها أن تجد لنفسها مخرجًا من مأزق عدم التفات الناس إلي ما كانت تدعو إليه من إصلاح سياسي خاصة أن تأثير هذا الكلام علي الجماهير محدود لا يستجيب له سوي عدد ضئيل.

وأوضح سالم أن الجمعية حاولت إيجاد وسيلة تجتذب من خلالها الجماهير فغيرت من المنهج السياسي الذي تدعو له بعد أن فقد خطابها الأول الصدي والتأثير في الشارع لذا غيرت الحديث ليصبح عن تحسين أحوال المعيشة بما يعني أمورًا تهم المواطن بالحديث عن البطالة والأجور والمعاشات هذه هي القضايا الجماهيرية التي تهم الشعب.

وأشار رئيس الأحرار إلي أن حزبه منذ 35 عامًا دعا إلي الانتخابات التعددية وانتخاب رئيس الجمهورية ونائبه وتحديد مدة الرئاسة وبالتالي ما تصبو إليه الجمعية لا يعنينا، لأنه هو ما نسعي إليه من خلال برنامجنا، متحديا البرادعي بأن يأتي ليناظره أمام شاشات التليفزيون ويترك الحكم بعد ذلك للمواطنين.

وقال موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد إن عدم وضوح الرؤية السياسية أصبح سمة تلازم قيادات الجمعية التي لم تعد تعرف ماذا تريد، خاصة بعد احتدامها برفض عدد كبير من الأحزاب لها.. موضحًا أن تعديل أفكار الجمعية بهذا الشكل يتناسب مع برنامج مرشح لانتخابات برلمانية وليس لمجموعة تحاول إصلاح أوضاع دولة.

وأشار موسي إلي أن حزبه لا يلتفت كثيرًا إلي ما تدعو إليه الجمعية خاصة بعد أن تجلت بقوة صراعاتهم بين أنفسهم وبالتالي فإن تنوع الأفكار وتنافرها بين قيادات الجمعية سيعمل مع استمرار الوقت علي إحداث الخلاف بين أعضائها.

ولفت موسي إلي أنه سواء ما أصبحت تدعو له الجمعية بعد تغيير شعارها إلي تحسين أحوال المعيشة ومكافحة الفقر، أو كما كان في السابق، فإن هذا أمر تطالب به الأحزاب منذ سنوات بعيدة وبالتالي فإن هذا محاولة للقفز علي الدور الشرعي للأحزاب واختطاف ما توصلت إليه جهود المعارضة حتي الآن.

وقال حسام عبدالرحمن رئيس الحزب الجمهوري الحر إن التخبط الفكري والسياسي والفشل أمر متوقع للجمعية وتنبأت به الأحزاب منذ إعلان الجمعية عن نفسها وذلك لاستحالة الجمع بين أفكار مختلفة لليسار واليمين والعلمانية والشيوعية والحركات المختلفة داخل قالب واحد.

وأكد أن عدم كفاءة أعضائها وقياداتها وعدم طرحهم لأفكار جديدة أو أساليب مبتكرة للتغيير هو ما يدفعهم إلي تعديل مسارهم والرجوع عنه من آن إلي آخر، خاصة بعد هروب العديد من القيادات منها لعدم قدرتهم علي التنسيق المشترك فيما بينهم.

لكن المفاجأة الحقيقية كانت في نفي ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر علاقته بالجمعية الوطنية للتغيير، رغم ارتمائه في أحضانها في السابق، مؤكدًا أنه تم استبعاده منها علي يد منسقها العام حسن نافعة، وأنه في حال تغير مسار الحملة وشعارها لتحقيق مطالب المواطنين في تحسين أحوالهم المعيشية والقضاء علي الفقر وما إلي ذلك، فإن هذا يعد خطأ سياسيا لأن الإصلاح الاقتصادي يبدأ من الإصلاح السياسي علي حد وصفه.

وقال محمد أنور السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية إن الجمعية لم تأت بجديد منذ ظهورها وكل ما تطالب به في بيانها طرح مرارًا وتكرارًا من الأحزاب ولذلك فتعديل شعارها أمر غير هام، خاصة أنها تفرقت وتشعبت إلي مجموعات مختلفة لا يعلم أحد هل هي تابعة لبعضها أم مختلفة وتحول إلي أمر غير مفهوم.

وأوضح السادات أن نتيجة التعدد والخلافات لم يعد يتابع أعمالها لأنها تحولت إلي هجوم وحرب توقيعات ومنشورات وملصقات، والمهم في الأمر هو تحقيق مطالب الإصلاح والتنمية وانما كثرة الخلافات لم تعد تساعد علي فهم أهدافها أو اتجاهاتها.

واعتبر أحمد الجبيلي رئيس حزب الشعب موقف الجمعية نوعًا من المتاجرة خاصة «أنهم لا يثبتون علي مبدأ ولا هدف معين فضلاً عن أنه ليس لهم شرعية قانونية.. ولم يعترفوا بالأحزاب والجمعيات الأهلية أو المنظمات الحقوقية، وشرعوا في ابتداع شباك جديد للتربح من ورائه».

وأوضح جبيلي أن موقفهم كشف عن عدم سعيهم لأهداف قومية حقيقية كما يزعمون خاصة أن كل ما يهم تلك المجموعة هو تحقيق مشروعهم فقط في التربح «الشو الإعلامي» بغض النظر عن المضمون الذي يسعون إليه.

وتساءل جبيلي حول عدم سعيهم في تحويل جمعيتهم إلي كيان شرعي؟! فحتي لو رفضت فيكفيهم شرف المحاولة حتي يحتموا من شبهة المتاجرة بما يرفعونه من شعارات ومبادئ ووصف رئيس حزب الشعب تلك المجموعة بأنها تغير من تحركاتها باستمرار تبعا لمصالحهم مستشهدًا علي ذلك بالخلافات التي دبت بين الجمعية ومؤسسها د. محمد البرادعي من جهة، وبينعناصرها من جهة أخري.

وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إن تغيير أهداف الحملة يعني إعلان فشلها في حملة جمع التوقيعات فإذا كانت الجمعية استطاعت جمع التوقيعات بدعوي التغيير ونجحت في ذلك فإنها لم تقدم علي تلك الخطوة وذلك يعكس ضعف الإقبال علي تلك التوقيعات الشعبية المزعومة.

ورجع هذا الأمر إلي رغبة الجمعية في الهروب من إعلان ضعفها إلي موضوعات عامة لا تقاس عليها قوتها الحقيقية في الشارع فهاجم فكرة الحملة من البداية قائلاً: لا يوجد حملة ومن يزعمون التغيير فيها باحثون عن دور يلقي قبولاً خارجياً ولا علاقة لها بما يحدث في الداخل. واستطرد الشهابي قائلاً: الخارج هدفه هدم الاستقرار الداخلي في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير ويسعون لتحويل مصر إلي دولة مثل أوكرانيا.

0 comments :

إرسال تعليق