المصرى اليوم
لا يجب أن يمر ما حدث فى اجتماع دول حوض النيل منذ أيام مرور الكرام ، فرفض الدول الأفريقية الاعتراف بالحقوق التاريخية لحصة مصر من مياه النيل يعد منعطفا خطيرا فى علاقات مصر بدول حوض النيل مما يؤثر مباشرة على السياسة المائية والزراعية فى مصر !
وهو الأمر الذى يجعل مطالب الحملة الشعبية لضمان مياه الحاضر والمستقبل (مياهنا حياتنا) من تعديل للمنظومة السياسية الخاصة بإدارة الموارد المائية بما يحقق ضمانات حقيقية لاحتياجات الدولة من المياه للعقود المقبلة، أمراً حتمياً وضرورياً ولا تهاون فيه .
فلا يخفى على أحد سعى إسرائيل الدائم للتعاون مع دول حوض النيل فى مجالات المياه والعديد من المجالات الأخرى، فى إطار سعيها الدءوب للحصول على حصة من مياه النيل . ومن هنا تدعو حملة (مياهنا حياتنا) المسؤولين لبدء جهد دبلوماسى غير عادى لفضح تلك الممارسات الإسرائيلية،
حتى لو وصل الأمر إلى ربط جهود مصر فى عملية السلام بضغوط دولية على الحكومة الإسرائيلية للتوقف عن العبث بمقدرات مصر من المياه، وكذلك التحالف مع الدول العربية المجاورة لإيقاف إسرائيل عن محاولات تشجيع دول أعالى النيل على بيع المياه .
كما تدعو الحملة الحكومة المصرية لعدم إغفال الدور السياسى لمصر وفتح حوار متواصل مع دول حوض النيل واستغلال اجتماع وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة والذى يعقد فى القاهرة يونيو المقبل، للمساهمة فى حل مشكلات الطاقة التى تعانى منها دول حوض النيل والمضى قدما فى مشروعات الربط الكهربائى وخط الغاز الأفريقى، والسعى لتوفير التمويل الدولى اللازم لتنفيذ مشروعات البنية التحتية فى دول أعالى النيل،
حفاظا على أمن مصر القومى الذى لا شك أنه مرتبط بمياه النيل ارتباطا وثيقاً، مع ضرورة الاهتمام بتنظيم استخدام المياه بشكل عام فى مصر من خلال تطوير شبكات الرى وضبط استهلاك المياه الجوفية وترشيد استغلال المياه فى الأغراض الترفيهية والصناعية، لأن القضية تمسنا جميعاً فهى قضية بقاء المصريين على أرض مصر .
0 comments :
إرسال تعليق