جبهة انقاذ مصر
بقلم: أنور عصمت السادات
لست أبحث عن مواقع الحزن والهم في حياتنا العامة... ولكن ظاهرة بزوغ وخفوت القضايا الوطنية أصبحت ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتأملها...
بالأمس أثرنا قضية الغاز المصري كواحدة من القضايا المعاصرة التي تهم رجل الشارع و رجل السياسية... ومنذ شهور ليست بالبعيدة أثيرت قضية الاستخدام السلمي للطاقة النووية واستغلالها كبديل لإنتاج الطاقة.. وتفرعت تلك القضية الي قضية موقع الضبعة... فكانت بداية موت القضية.
وتلك نماذج لعشرات القضايا.. التي تعتبر من أكبر قضايا اقتصاديات الوطن وتستحق أن نقف عندها ويكون لكلٍ منا رأيه ووجهة نظره فيها...
وفي قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل وجدنا أن هناك تيارا شعبيا يرفض التعامل مع إسرائيل في إمدادها بالغاز... ووقفنا ومعنا الآلاف من أبناء الشعب..الوطنيين و المخلصين... ليس حبا في المظاهر.. أو سعيا لمصالح.. و من المؤكد أنه لم يكن رغبة في إثارة الناس ولكن .. لوضع حد لنهب المال السايب - كما يقولون في المثل الشعبي المصري.
ومضت الأيام وظهرت أراء محبطة... آراء تقول أن القضية واقع ولا سبيل لتغييره... آراء تقول أنها سيادة دولة واتفاقات مصرية دولية .. آراء تقول إنها مصالح شركات.. و أخرى تقول لا... ٳن تلك القضية ليست هي القضية التي تستحق الوقوف عندها .. لدينا قضايا أكبر !! سبحان الله !!
وهكذا نتراجع إلي ما كنا عليه قبل أن نتبنى المواقف الفعالة التي ترفع القيم الوطنية و تعلي قيمة الوطن والمواطن و تبعث الأمل بمحاسبة المقصرين و المخطئين و تظهر قضايا أخري جديدة وتعلو و تنخفض الأصوات و تتفاوت الهمم في إيجاد الحلول لتلك القضايا... فنجد انهيار صخرة الدويقة نتيجة الإهمال الحكومي لتلك المنطقة لتهمل حكومتنا الصماء النداءات المتكررة للإنقاذ المبكر لأهالي المنطقة... و بعد فقد الكثير من الضحايا تعمل الآن حكومتنا الذكية علي توفير مساكن لإيواء أهالي الدويقة المشردين... كما أننا أمام سلسلة لا تنتهي من الحرائق التي تصيب رموزنا السياسية و الثقافية الهامة ففي الشهر الماضي حريق مجلس الشورى و الآن حريق المسرح القومي... تلك الحرائق التي يتم فيها اتهام الحكومة بالإهمال الجسيم في تطبيق معايير الأمان و اشتراطات السلامة ....كذلك أين كنا قبل عملية اختطاف السياح و المصريين في صحراء الوادي الجديد و لماذا لم نعمل علي حماية حدودنا مع السودان و ليبيا من قبل حدوث تلك الكارثة التي تهدد صورة أمن مصر أمام العالم.
إن تبني القضايا الوطنية أحد الأعمال الايجابية التي يقف خلفها كل من ارتبط بالأرض والتاريخ ويريد أن يشعر أنه مواطن فعال ... يقول كلمته ويصرح برأيه... وينشر فكره... ويكون فردا ضمن مجموعة تستحق أن تكون فريق عمل وطني.. إنها ما يجب أن يكون عليه طريقنا و منهجنا... وإلا...فلنعلم جميعا.. أننا في سبيلنا للسقوط المدوي إلى الهاوية !!
الكلام ليس على الاسترسال... أو كلام مرسل... انه حقيقة .. انتبهوا أيها السادة !
و نشرت ايضا فى
المصريون بتاريخ 5-10-2008
شبكة الاعلام العربى 8-10- 2008
0 comments :
إرسال تعليق