المصريون
أنور عصمت السادات
لم يعد للملائكة مكان علي وجه الأرض ولا دور ولا أحد يسمع عنها.. ولا يراها أحد .. ولا حتي في الخيال ولا في الأفلام والمسرحيات والمسلسلات أو حتي علي موجات الإذاعة ... كأنها ظاهرة قديمة وأسطورة تراثية انتهت .. ولم لا .؟. انتهت كما تنتهي الأحلام ...واستيقظنا علي حقيقة مرة ... وحياة لم نكن نعرفها من قبل .. حياة بلا مباديء ولا أخلاق ... حياة مباح فيها القتل والسلب والكذب.. وقناعة راسخة علي إنها حق من حقائق الحياة.. وذريعة ومبرر للاستمرار في البقاء علي قمة المال والجاه.
عندما تصبح حب ( الأنا) فوق كل الأعراف والمباديء والأصول .. والقانون .. وتمثلت في قول ( اما ان أكون فوق الجميع وأعلي من كل القيم ...او لا أكون .. انا ومن بعدي الطوفان ...) ارتفعت( الأنا) وحب الذات فوق المباديء والقيم والأخلاق . وصارت النرجسية هي الصفة السائدة وسط بعض الشخصيات التي امتلكت الكثير والكثير من الثروات والجاه ...والسلطان .. وكان لابد أن تكون النتيجة.. هي الانحراف والابتعاد عن الخط الفطري الطبيعي للحياة السوية والمستقيمة و التي هي من أساسيات المعيشة ...والتي ارتضاها الله لعباده الصالحين .
الملائكة لا تعرف الخطايا والآثام .. ولا تعيش وسط الأجواء الفاسدة .. ووسط الأطماع ... انما خلقت الملائكة لعبادة الله .. فإذا وجدت كل هذا القدر من الانحرافات .. تركت مكانها للشياطين .. ومن تبعهم ومن نهجوا نهجهم ومشوا طريقهم ليتعايشوا معا وتكبر خطاياهم معهم ..
مجموعة الفكر الجديد المسماة " بلجنة السياسات " بالحزب الوطني تحوي الكثير من الشخصيات التي أفرزها المجتمع بكافة تفاصيلها.. وساعد علي نموها وكبرها .. واستفحالها... ولم نجد أحد يحاول نقد تصرفاتها أو تصحيح مسيراتها .. وأفكارها .. كما بارك الكثير تزويجهم المال بالسلطة و النفوذ بالبرلمان....حتي صاروا أسطورة في دنيا الأعمال ..ومثال وقدوة لرجال الأعمال والشباب ...الجميع يتمني أن يصبح مثلهم دون أن يعرفوا نوازعهم الإجرامية و الاحتكارية !!! تصوروا أنهم يريدون السطو علي بلد بشعبه و ثرواته .. تاريخه و كفاحه !! .. سبحانك يا رب
هل غادرت الملائكة الأرض المصرية الي غير رجعة ؟؟ ولم يعد هناك خير بحجم الاحتكار والجشع وحب النفس التي تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا ...ولم يعد هناك أشباه الملائكة... ضاقت الأرض بما رحبت .. ولم يعد للملائكة مكان في مصر ... اكتظت الأرض بأشباه الرجال والسطحيين الذين يفرضون علي الناس فكرهم المريض في بناء وأعمار الأرض ... تحت شعار ومبدأ أنا ومن بعدي الطوفان...فهل تستمر ؟! لا أظن ... وهل هناك ملائكة تمشي علي الأرض ؟؟
ستظل المشروعات الخيرية و التنموية ذات الصبغة الإنسانية .. عمرها أطول وبقائها مضمون حتي بعد رحيل من قام بعملها .. وسيذكرها الشعب بالخير لها ولصاحبها ..
لم يبق ما يقال فقد جفت الأقلام و ننتظر علي أمل أن تطوى تلك الصحف
و نشرت ايضا فى
الاقباط المتحدون بتاريخ 14-09- 2008
0 comments :
إرسال تعليق