المصرى اليوم
بعد مرور وانقضاء نوبات الاحتجاجات والاعتصامات التي دعت إليها بعض القوي الوطنية يوم ٦ أبريل و٤ مايو.. لإجبار الحكومة علي اتخاذ مواقف للصالح الشعبي وللصالح العام لتحسين مستوي المعيشة. ونجاح بعضها.. كان لابد لنا من تحليل تلك الأحداث ووضعها في إطار توثيقي للاستفادة من تلك التجارب. وإن كنت أري أن مرحلة الحوار الوطني لم تأخذ حقها بعد من الاهتمام ومن التفاعل من كل القوي السياسية في مصر.. إلا أنها أصبحت الآن ضرورة وحتمية، ووجب علي كل مواطن مصري أن يشارك برأيه.
ولقد كانت المرحلة الأولي من الحوار الوطني التي بدأت بأربعة أحزاب (الوفد والتجمع والناصري والجبهة) وأصدرت وثائق تفاهمية وتعريفية للأوضاع الراهنة تعتبر ناجحة ولكن بمحدودية، حيث غاب عن الحوار أكبر كيانين سياسيين في مصر وهما الحزب الوطني وجماعة الإخوان، فباتت تلك الوثائق مثلها مثل الأوراق التي تصدر لتحفظ أو لمجرد إثبات موقف. نحن الآن نحتاج إلي ما هو أكثر من مجرد الاجتماعات والمؤتمرات.. نحتاج إلي اتخاذ قرارات ناتجة عن حوار وطني لكل القوي السياسية بمصر.
كل يوم يمر دون اتخاذ قرار موحد من القوي السياسية كافة يعتبر خسارة سياسية يتحملها الشعب المصري، ويتحمل تبعاتها من زيادة التدهور الاقتصادي وشبهة العصيان المدني التي تهدد البلد، والغضب المكتوم في صدور الناس من ضيق العيش والعيشة.
أطالب بضروة عقد مؤتمر عام للحوار الوطني الحر تدعو إليه الأحزاب المصرية كلها مجتمعة وتدعو منظمات حقوق الإنسان المصرية والكيانات السياسية والاقتصادية المصرية كافة بغض النظر عن وضعها القانوني الحديث، علي أن يسبقها مؤتمر مصغر لوضع النقاط الرئيسية وطرح القرارات الملزمة للجميع.. فمصر تمر بمرحلة خطيرة وتحتاج منا الجدية!!
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب (سابقا)
0 comments :
إرسال تعليق