قبل أن يكمل عامه الأول تحول حزب الجبهة، الرافد الأحدث لتيار الليبرالية في مصر، إلي ساحة لصراع تقليدي بين رئيس الحزب ونائبه.. سبق أن شهدت الساحة السياسية صراعات مماثلة له انتهت كلها إما بتجميد الحزب، أو انسحابه من الساحة ليتفرغ المتنازعون لصراعاتهم الخاصة. في السطور التالية مواجهة بين فرقاء الجبهة د.أسامة الغزالي حرب وأنور عصمت السادات،
وفي حين بدا الأول حاسماً لا ينوي التراجع عن قراره، ومتفائلاً بمستقبل الحزب بعد انتهاء الأزمة، جاءت كلمات الثاني نافية وجود صراع علي رئاسة الحزب، ورافضة في الوقت نفسه اتهامه بتكوين تكتل خاص به داخل الحزب، مكتفياً بوصف ما حدث بأنه خلاف في الرأي بين الأكادميين والحزبيين.
أسامة الغزالي حرب: قبول عضوية السادات كان قراراً خاطئاً.. ولن أسمح بـ«سرطان» الانشقاق
اعترف د. أسامة الغزالي حرب بأنه كان مخطئاً عندما تغاضي عن تحفظات أعضاء حزبه علي دخول «أنور عصمت السادات».. مؤكداً أن الأخير سعي لتكوين حزب داخل الحزب لخدمة طموحات تتعلق بأجندته الشخصية.
* د. أسامة.. أقل من عام مضي علي إعلان الحزب شهد خلالها استقالات جماعية وانسحاب من الانتخابات، ثم يصل الأمر لفصل نائب رئيس الحزب والاستعانة بالأمن لحماية المقر.. ما الذي يحدث داخل حزب الجبهة؟
- مثل أي تنظيم سياسي في مصر نواجه مشكلات الحياة السياسية، بدأنا قبل ثمانية أشهر بـ ١٧٠٠ مؤسس من ذوي الأسماء المتميزة، تلا ذلك تكوين اللجان وأمانات المحافظات وبعض الأنشطة الثقافية والسياسية، مع بعض السلبيات المنطقية، استقالة علي السلمي كانت الوحيدة المهمة، أما بقية الاستقالات فلم تكن بالحجم الذي تم تصويرها به، ومع ذلك عاد النشاط أفضل في الإسكندرية، وفي رأيي كانت الاستقالات إيجابية لأنها صححت أوضاعاً خاطئة.
* ثم جاءت أزمة «السادات»؟
- أخطر ما أصاب الحزب هو انضمام أنور عصمت السادات له، فقد رحبنا في البداية لأنه عضو بمجلس الشعب، ورغم أنه لم يف بوعده بأن يضم إلي الحزب ٥ أو ٦ أعضاء آخرين ورغم تحفظات كثيرين علي اسم والده، الذي سبق وواجه اتهامات وتم التحفظ علي أمواله، فإننا حافظنا علي وعدنا له بمنصب نائب رئيس الحزب، حتي بعد خروجه من البرلمان.
* ومتي بدأت المشاكل؟
- اعترف أن قرار قبوله في الحزب كان خاطئاً، فمنذ اليوم الأول له بدأ في تشكيل تكتل خاص به من خلال مساعده عبدالله حلمي، ورغم تخوفاتنا من وجود حزب داخل الحزب، فإنني أعتقد أن التطور الديمقراطي يمكن أن يعيد الأمور لنصابها.
* وما هي ملامح هذا التكتل؟
- أحضر ٣٦٠ استمارة عضوية من مركز تلا بالمنوفية، اكتشفنا أن نصفها مزور، وسعي بواسطة أمواله لتكوين لوبي يخصه، الأمر الذي جعل الحزب مشغولاً بصراعاته طوال الأشهر الثلاثة الماضية.
* ألا تري أن فصله من الحزب عقاب قاس؟
- هذه إحدي مشاكلنا في مصر، التهاون وما نريده هو أن نؤسس قيماً للحزب، فإن يقول شخص لنائب رئيس الحزب «هاضربك بالجزمة» ممارسة مرفوضة، وبداية المشكلة عندما ذهب السادات للنيابة مطالبا بفصل أمين التنظيم وفصلي شخصياً باعتباري شقيقه، متهماً إياه بسبه وقذفه، وعن نفسي أنا مصر علي احترام القانون.. والأخلاقيات في الوقائع الصغيرة كالكبيرة تماماً.
* وصف د. عمرو الشوبكي حزب الجبهة بأنه «ناد للدردشة السياسية» وقالت د. هالة مصطفي إن المنشق لا يقدم جديداً.. ما تعليقك؟
- الحقيقة أن د. الشوبكي هو الذي كان يريد نادياً للدردشة السياسية وكان يقترح الاكتفاء بإنشاء «حركة» بدلاً من الحزب، أما د. هالة فكلامها غير صحيح.
* كيف تتصور سيناريو الخروج من الأزمة؟
- دعني أعترف بأن الحزب يمر بأزمة حقيقية، وسوف نعبرها بسلام، ونحن أشبه بشخص أصيب بورم، وعيله الخضوع لجراحة مؤلمة، وفي حال نجاح الجراحة سوف يرج أكثر قوة وصحة.
محمد عصمت السادات: الجبهة تحول إلي «ناد للدردشة» علي يد الأكاديميين.. و«حرب» يتعامل بمبدأ «أنا الحزب والحزب أنا»
رفض «السادات» وصف ما يحدث داخل حزب الجبهة الديمقراطي بأنه صراع، مفضلا استخدام مصطلح (خلاف في الرأي حول «تكنيك» العمل الحزبي)، معترفا بأن الحزب يمر بـ «أزمة مناخ».
* ما طبيعة الصراع الدائر حاليا داخل الحزب؟
ـ اعتبره خلافا في أسلوب وطريقة إدارة العمل الحزبي بين مدرستين، الأولي هي مدرسة العمل الشعبي الجماهيري التي أنتمي إليها، والثانية تميل أكثر إلي الكبت والنظريات وتنظيم الندوات «أحيانا»، إضافة إلي بعض تصرفات أقارب الدكتور أسامة الغزالي، الذين يحتلون مواقع مختلفة داخل الحزب، ومعهم «مثقفون» من مدرسة د. أسامة، كلهم متميزون أكاديميا لكنهم يفتقرون للحس السياسي والحزبي، والخلاف علي مصلحة الحزب وليس علي رئاسته.
* لكن الأمر وصل إلي حد الاشتباك اللفظي والتطاول في إحدي الجلسات؟
ـ ليس إلي هذه الدرجة.. وقد نكون انزلقنا في أحد الاجتماعات إلي مشادة كلامية حادة، لكن كل شيء انتهي بنهاية الجلسة، وليست للأمر توابع من أي نوع.
* الدكتور أسامة وصفك بأنك «style» مختلف عن الحزب، وأنه اكتشف هذا بعد انضمامك للحزب، وأن كثيرين اعترضوا علي تاريخ عائلة السادات واسم والدك تحديدا؟
ـ هذا الكلام لا يليق، والحزب هو الذي سعي إلي، عندما كنت نائبا في البرلمان، وانضمامي للحزب في مرحلة تأسيسه كان مصدر فخر لأعضائه.
* هل صحيح أنك سعيت لتكوين تكتلات خاصة بك داخل الحزب لتؤسس تنظيما داخل التنظيم؟
ـ لم أعش مرحلة التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب في الستينيات ولست من مدرسة د. أسامة لأفهم أسلوب التكتلات و التنظيمات، وأمارس العمل الحزبي بوضوح وشفافية، وانضمام «أهلي وعزوتي» بالمنوفية إلي الحزب إنجاز أسعد به، وأنا لست أمين المحافظة حتي أقوم بتزوير استمارات عضوية، والعضويات المزورة لا قيمة لها ولا وزن انتخابيا لأصحابها.
* هل تتفق مع من يصفون الحزب بأنه «ناد للدردشة السياسية»؟
ـ للأسف هذا هو حال الحزب منذ نشأته، وإذا انتخبني الأعضاء سأحوله إلي حزب حقيقي، وتصبح الندوات وجلسات السمر علي الهامش.
* هل تعتقد أن الحزب ينتظره مصير «الغد»؟
ـ هذا غير مطروح.. فلا توجد صراعات في «الجبهة»، بل خلافات مثل التي دفعت بالدكتور علي السلمي للاستقالة، وكذلك نائب الأمين العام الذي استقال قبل يومين، لأنهما غير راضيين عن أسلوب د. أسامة في إدارة الحزب، الذي يتبني مقولات «أنا الحزب والحزب أنا» و«الحزب بتاعي.. ومن حقي أن أديره بطريقتي الخاصة».
* لكن هذا لا ينفي أن الحزب في أزمة حقيقية؟
ـ نعم هناك أزمة مناخ عمل جيد، الأمر الذي انعكس في صورة بلبلة في لجان المحافظات ولدي شباب الحزب.
* د. أسامة قال بالنص: «عصمت السادات ورم خبيث يجب استئصاله»؟
ـ ليس عندي رد علي مثل هذا الكلام.. ولا يصح أن يصدر ممن يدعي أنه حارس القيم والمبادئ والأخلاق في العمل السياسي.
0 comments :
إرسال تعليق