الكتاب العرب: علاقة الكاتب العربي بثقافة الغرب هي علاقة النقيض والصدام الدائم .. عمر طنطاوي صديق جمال مبارك يقف وراء الإطاحة بأنور السادات من مجلس الشعب .. عبارة الموت وطه
المصريون
نبدأ جولة اليوم مع صحف القاهرة الصادرة يوم الاثنين من العدد الأسود الذي أصدرته جريدة صوت الأمة ..العدد امتلأ بالكوارث وفضائح الفساد التي أبطالها جميعا قيادات بالنظام وحكومته وحزبه الوطني ..في بداية موضوعاتها المتشحة بالسواد أوردت صوت الأمة تقريرا لأحمد أبو الخير يقول فيه أن رجل الأعمال عمر طنطاوي الصديق المقرب لجمال مبارك هو الذي يقف وراء طرد النائب محمد أنور عصمت السادات من مجلس الشعب مؤخرا إلا أن أنور السادات كشف تحت قبة مجلس الشعب عن مشروعات يجني طنطاوي من ورائها الملايين بسبب استغلاله لعلاقته بجمال مبارك ..كما أن أنور السادات تحدث في المجلس عن فوز طنطاوي بشكل غير قانوني بحق استغلال مينائي العين السخنة والإسكندرية ...وحول أحدث مهازل انتخابات مجلس الشورى كشفت صوت الأمة أن بلطجية الحزب الوطني
في الدوائر التي بها مرشحون لجماعة الإخوان المسلمين يقومون بتعليق لافتات عليها شعار "الإسلام هو الحل" للوقيعة بين الإخوان ولجنة الانتخابات وذلك لإظهار الإخوان بمظهر من يرفع شعارات دينية وهو ما تحرمه لجنة الانتخابات .وفي عددها الأسود أيضا أوردت صوت الأمة تقريرا حول الضغوط التي يمارسها الأنبا شنودة الثالث بابا الأقباط على النظام للحصول على المزيد من المكاسب تحت دعوى تعويض الأقباط عن أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة بالعياط ..وهو النهج الذي دأب عليه شنودة منذ توليه مقاليد القيادة القبطية ..
وفي التقرير أدان مثقفون مصريون مسيحيون ما يقوم به شنودة خصوصا وأنه دائما ما كان مؤيدا وداعما للنظام في جميع القرارات التي اتخذها ضد مصلحة المصريين وكان من أبرزها التعديلات الدستورية الأخيرة ومن قبلها انتخابات الرئاسة التمثيلية في سبتمبر 2005 ..كما حوى التقرير على لسان مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بالقاهرة تهديدات جديدة مبطنة للنظام ..حيث نقلت صوت الأمة عن عزيز قوله أن مبارك يعيش الآن مرحلة خريف السادات أي المرحلة التي سبقت مباشرة مقتل الرئيس أنور السادات ..
كما قال عزيز أن وصول جمال مبارك للحكم خطر على الأقباط ..وفي نفس التقرير حرض نجيب جبرائيل محامي الكنيسة المعروف الأقباط ضد النظام حيث قال أن على الكنيسة أن تتمرد وتنقلب على النظام الحالي ..واتهم جبرائيل المفكر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة بأنه صانع فتن ..كما أبرزت صحف القاهرة الصادرة الاثنين التأكيدات التي اتفق عليها الكتاب والمثقفون العرب المشاركون في مؤتمر الكاتب العربي حول أن العلاقة بين العالم العربي والعالم الغربي هي علاقة صراع منذ البداية وإلى الأبد ..وأن الحضارة الغربية هي اللاعب الوحيد على الساحة العالمية الآن وأن الضعفاء لا يملكون إرادة الحوار ..واتفق الكتاب والمثقفون العرب على أن الغرب استعماري بالفطرة يميل دوما لإملاء شروطه وإرادته وهو ما يجعل علاقة الكاتب العربي بالغرب علاقة النقيض ..بنقيضه ..
من جريدة المصري اليوم اليومية المستقلة في عددها الصادر الاثنين نلتقط خبرا حول إعلان محظورات سياسية جديدة في التليفزيون الرسمي تتمثل في منع مناقشة أية أحاديث تتعلق حول عبارة الموت وتقرير لجنة مجلس الشعب حولها ..أيضا ممنوع في تليفزيون الحكومة الحديث عن إيران كما امتد الحظر لشخصيات أكاديمية وفكرية ذات وزن وثقل وتميز من أهمها المفكر الكبير والخبير الاستراتيجي الدكتور حسن نافعة ..
*مقالات :
- في عدد الاثنين من جريدة الدستور اليومية كتب بلال فضل حول التراجع المصري الفكري والثقافي والفني أمام التقدم الذي تشهده دول عربية علمناها القراءة والكتابة ..بلال يخشى أن يأتي اليوم الذي يذهب فيه المصري لدولة مثل جيبوتي أو البحرين لاستكمال تعليمه ..نقرأ: (في الوقت الذي نشغل فيه بأسئلة معادة لا نمل من اعادتها ابدا وبنفس الفقرات عند كل الأطراف حول ما اذا كانت هويتنا عربية ام مصرية خالصة ، تعلن دبى عن تخصيص عشرة مليارات دولار بس لتمويل المرحلة الأولى من خطة شاملة لتطوير البحت العلمي فى الوطن العربي. آه يا حسرة القلب على العمر الذى نقضيه فى القاع ولازلنا نحفر السنين الطويلة التى ضيعناها فى معارك ورقية عن هويتنا وشخصيتنا، هي نفس السنين التى قام فيها الحفاة رعاء الشاء المتطاولين فى البنيان كما كان يحلو لنا وصفهم بتجاوز كل اتهاماتنا لهم بأنهم أشولة فلوس لا تهتم بالثقافة ولا بالفنون ولا بالعلم ، وبينما توقفنا نحن عند اتهاماتنا وصورنا النمطية التى تريحنا نفسيا بوصفنا أولاد الحضارات الذين اخنى عليهم الدهر، أخذوا هم ينتشون ارفع الجوائز الثقافية والأدبية والإعلامية ويقيمون المهرجانات السينمائية والأدبية ويشيدون المتاحف والمركز الثقافية ويرفعون مستوى التعليم فى بلادهم بحق وحقيق . لم يتوقف الأمر عند الخليج العربي فقط . في المغرب العربى تتنامى حركة ثقافية وأدبية مزدهرة تدعمها قاعدة قراءة تتنامى يوما بعد يوم . فى سوريا ولبنان والأردن حركة تأليف ونشر مذهلتين ترافقهما حركة ترجمة مبهرة ليس فقط من حيث تنوع وتعدد العناوين المترجمة بل من حيث كفاءة الترجمة وجمالها بينما حال الترجمة عندنا لا يخفي على من يتجاوز قراءة عناوين اغلب كتب المشروع القومي للترجمة ويقوم بقراءتها فعلا . تنظر إلى هذا كله ثم تدعو الله الا يأتى اليوم الذى نصبح فيه اشد الدول العربية تخلفا، وعندها سيصبح العرب هم الأشد حرصا على نفى الهوية العربية عنا .
هل هذا الكلام موجه ضد عمى وتاج راسي سيد سادات الدراما أسامة أنور
عكاشة ؟ حاشا وكلا، فالرجل له الحق فى ان يقول ما شاء من أفكار ويطرح
ما يشاء من اسئلة ، شفع له حلقة واحدة من مسلسل ابواب المدينة فما بالك
بأرابيسك وليالى الحلمية ، وإذا كنا لن نحفظ لأسامة أنور عكاشة حقه فى
الإختلاف والرفض والتمرد والمراجعة ، فلمن نحفظ هذا الحق إذن ؟. فقط
اسأل لماذا لا نستغل هذه المرة حديت الهوية المعاد لمصلحتنا من باب التغيير، بدلا
من شعبطة البعض بأسئلة الرجل الكبير عن الهوية لتحويل الخلاف إلى هيصة ،
وبدلا من نسيان البعض الآخر لآية ولا تنسوا الفضل بينكم .فكرت وأنا أقرا المقالات البديعة التي ردت على عم أسامة في الاتصال بكتابها الأفاضل لنلم من بعضنا وننظم لعم أسامة جولة سفر طويلة في ربوع الوطن العربى لعل حب الناس في شوارع اللاذقية وحواري مراكش ومولات دبى ومقاهي الخرطوم يقنعه مجددا انه عربى قح ، لكنني فضلت بدلا من إضاعة وقت عم أسامة وتبديد فلوسنا أن أوافق عم أسامة جدلا على أننا عرب من حيث الثقافة فقط ، فأدعوه وهو له ما له في وجداننا لكي يقودنا إلى تفكير بنا نستفيد فيه داخل مصر من التطور الثقافي العربي المذهل الذي حدث في السنوات الأخيرة ، ويدعونا لأن نقف مع أنفسنا وقفة صدق وشجاعة أكبر من المشاعر الشوفينية والبكاء على اللبن المسكوب فندرك ما فاتنا ونعرف ان مشكلتنا ليست في اننا فقدنا عروبتنا او مصريتنا بل في أننا فقدنا إنسانيتنا، ولعلنا عندها نتوقف عن إدمان ان نصبح فيما نبات فيه واللى نعيده نزيده ،فقط لكي لا يأتى علينا اليوم الذي يقف المصري أمام ضابط الجوازات الجيبوتى ليسأله "ليش جاى هنا؟" فيرد بجد وليس بهزار "جاى أكمل تعليمي".)
- وفي عدد هذا الأسبوع من جريدة صوت الأمة كتب وائل الأبراشي حول الدور الحقيقي لمجلس الشعب الذي يتمثل في دفن كل الملفات المهمة التي تتعلق بالكوارث القومية ..والطرمخة على فساد الكبار ..نقرأ: (الكارثة أن يتحول المجلس الذي يمثل الشعب وينوب عن الناس ويجسد إرادتهم . هكذا يجب أن يكون . إلى خنجر يطعن الضحايا وسيف يقطع رؤوس الغلابة وغطاء يحمى الفساد ويتستر على الفاسدين .. الكارثة جسدها نائب الوطنى عبدالرحيم الغول حينما قال (معظم الضحايا من الصعيد واحنا مسامحين فى دم ولادنا.. انتم مالكم بقى) .. هكذا تباع الدماء من أجل المصالح الحزبية والمكاسب الشخصية ولإرضاء السلطة .. وغدا اذا وقعت كارثة معظم ضحاياها بين أهالى الدلتا سيخرج علينا نائب حزب وطنى من طنطا أو دمياط أو المنصورة ويصرخ (احنا مسامحين فى دم ولادنا).. نواب الحزب الوطنى احتكروا كل شىء حتى الدم .. حتى توكيل (الدم ) حصلوا عليه كما حصلوا على ـ واحتكروا ـ توكيلات الحديد والاسمنت والموانئ والقمح .. الخ
ليست قضية العبارة وحدها... لقد لاحظت أن مجلس الشعب تحول فى السنوات الأخيرة بسبب سيطرة الحزب الوطنى إلى مقبرة حقيقية لدفن كل الملفات والتستر على كل من يطالب الشعب بتقديمهم إلى المحاكمة بسبب حجم ما كتب عنهم .. بصراحة تامة .. مجلس الشعب هو الذي حمى محمد ابراهيم سليمان من المحاكمة وهو الذى يحمى أحمد عز من المحاكمة ويمهد الطريق للبطش بكل من يقترب منه .. طلعت السادات نموذج لذلك .. وهو الذى يدفن كل الاستجوابات وطلبات الإحاطة المهمة والخطيرة التي تحمل فى ثناياها ملفات ضخمة للفساد.
مجلس الشعب يجهز الآن ويخطط لدفن قضية أكياس الدم الملوثة وفلاتر الغسيل الكلوى الملوثة مثلما دفن قضية العبارة .. مجلس الشعب الذى تخلص بسرعة البرق
من أيمن نور وطلعت السادات ثم شقيقه محمد أنور عصمت السادات ، هو الذي يستعد الآن للتخلص من حيدر بغدادي الذى فجر قضيتى أكياس الدم الملوثة وفلاتر الغسيل الكلوي الملوثة .. صحيح الاثنان ارتكبا خطأ بالغا.. حيدر بغدادى فى قضية السيديهات الفاضحة ، وأنور عصمت السادات فى قضية الإفلاس ، إلا أن العشرات من نواب الحزب الوطني ارتكبوا أخطاء وخطايا أضعاف أضعاف ما ارتكبه النائبان بغدادى والسادات ، ولم يقترب منهم أحد ولم تطبق عليهم نفس معايير السرعة فى رفع الحصانة وإسقاط العضوية ، حيث خضعوا لقانون (البطء) الذي يؤدى إلى النسيان أو الدفن كما حدث مع نواب الحزب الوطنى مزدوجى الجنسية.
لقد توقف الكثيرون من المسئولين او الوزراء والأقلام المؤيدة للنظام بغضب شديد أمام ما حدث فى محاكمة عضو مجلس الشعب عماد الجلدة ، حيث حاول أنصاره وأقاربه تحطيم المحكمة والاعتداء على القضاة .. توقفوا وغضبوا وحاولوا تحميل نادى القضاة المسئولية لأنه سمح بالزج بالقضاء فى السياسة والصراعات السياسية وتناسوا شيئا مهما يحسم القضية وهو أن عماد الجلدة عضو حزب وطنى وليس عضوا فى كفاية أو الإخوان .. وتناسوا ما هو أهم وأخطر .. إن مجلس الشعب نفسه هو الذى تستر على ملفات عماد الجلدة الصارخة التى كان لها ضحاياها من الصيادين المصريين الغلابة .. وأن عماد الجلدة استمد قوته ونفوذه من كونه عضو مجلس شعب حزب وطنى، وأن ذلك هو الذى دفع أقاربه وأنصاره لتحطيم المحكمة
فالشعور السائد لديهم دائما أنهم (فوق القانون ) فكيف يطبق عليهم القانون ؟!..
هكذا يقول كل نائب فى الحزب الوطنى (أنا القانون ) .. نواب الحزب الوطنى
لا يتساقطون .إلا إذا دخلوا فى صراعات مع بعضهم البعض .)
- وفي عدد الاثنين من جريدة المصري اليوم كتب مجدي مهنا محاولا الإجابة على سؤال مهم ..لماذا تخسر المعارضة جميع معاركها مع الحكومة والحزب الحاكم ؟..نقرأ: (لماذا تخسر المعارضة جميع معاركها مع الحكومة والحزب الحاكم؟
هل لأن المعارضة تمثل الأقلية والحزب الحاكم يمثل الأغلبية؟ الإجابة هي: لا.
هل لأن الحزب الحاكم علي حق دائما.. والمعارضة علي باطل؟
الإجابة هي أيضا: لا.. فالاثنان ـ المعارضة والحزب الحاكم ـ علي باطل، لأن النظام الفاسد هو الذي يسمح للمعارضة بأن تعارض، وأن تعيش وتتنفس.. ويستطيع منع وصول الأكسجين إليها إذا أراد.إذن مشكلة الشعب المصري ـ في حاضره ومستقبله ـ هي في تغيير نظام الحكم الفاسد.. إذ لا يختلف أحد علي فساده، وعلي أنه المسؤول عن الحال البائس الذي وصلنا إليه.. وفي أكثر من مقال تساءلت: كيف نغير هذا النظام الفاسد؟
أولا: بأن تتوقف المعارضة وقوي المجتمع المصري وكل شريف في هذا البلد عن الدخول في معارك خاسرة يكسبها جميعها الحزب الحاكم، فهذه المعارك تكرس حكم الفساد.. وتبقي عليه.إن الفساد هو الدعامة الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم الحالي، وهو المنتج الأساسي الذي يخرج من هيئاته ومؤسساته، وهو فساد متنوع ومتشعب، وعلي جميع الأصعدة: الذمة المالية والفساد السياسي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي.
ثانيا: فوجئت بدعوة كريمة من حزب الوفد لحضور اجتماع الهيئة العليا للوفد مساء اليوم، لبلورة رؤية وتحديد هدف الوفد في المرحلة المقبلة للخروج بالبلاد من أزمة الحكم الراهنة.
ويطرح الوفد في ورقته، التي تناقشها الهيئة العليا مساء اليوم:
١ـ الدعوة إلي دستور جديد تضعه جمعية تأسيسية منتخبة.
٢ـ إعداد برنامج سياسي اجتماعي اقتصادي، يقوم علي المبادرة والابتكار، وتحقيق توازن دقيق بين الحرية والمسؤولية، ويعتمد علي منهج واضح يبدأ بالإنسان المصري وينتهي به.
٣ـ إقامة تنظيم حزبي حديث قادر علي حمل هذا المشروع.
يهدف الوفد من وراء هذا المشروع إلي الدعوة لإقامة عقد اجتماعي جديد بين نظام الحكم والمواطنين، في إطار سيادة الأمة والوحدة الوطنية، وهو ما سميته أنا تغيير نظام الحكم الفاسد ونسفه والنزول به علي الأرض، وإقامة نظام جديد، وطني، وديمقراطي، ومستقل، ويخدم مصالح الغالبية العظمي من الشعب.
وربما السؤال الذي يدور في ذهني حاليا ويدور في أذهانكم هو: كيف يقيم الوفد تنظيما حزبيا قادرا علي تنفيذ هذا المشروع الحلم؟ وهل هو بقادر علي ذلك؟
الوفد بوضعه الحالي قطعا غير قادر.. وأري أن الأمر يتطلب من البداية أن تقتنع الغالبية العظمي من المصريين بأن فساد نظام الحكم الحالي هو السبب في كل أزماتهم... وأنه لا سبيل للإصلاح سوي بتغيير نظام الحكم تغييرا شاملا وكاملا.
ثم بعد ذلك، يمكن طرح رؤية الوفد حول مشروع دستور جديد للبلاد، ينتهي فور التصديق عليه من الشعب، بإقامة نظام حكم جديد نظيف وشفاف.. فهل التنظيم الحزبي الجديد الذي يدعو إليه الوفد قادر علي تنفيذ برنامج سياسي يلتف حوله الشعب؟!هذا هو السؤال.. إلا أن رؤية الوفد تشكل مخرجا من المأزق السياسي الراهن، الذي وضعنا فيه نظام الحكم الفاسد، وقد تكون هناك مخارج أخري.. المهم أن نبدأ، وأن نتحرك، وألا نضيع الوقت في معارك صغيرة خاسرة.)
- وفي عدد هذا الأسبوع من جريدة العربي الناصري كتب أكرم القصاص عن التردي المستمر في مكانة القضاء المصري والذي يشجع على التعود إهانته ..الأمر الذي دشنه ضباط أمن الدولة بإذن النظام عندما اعتدوا على القضاة أثناء انتفاضتهم ..نقرأ:(تكسير محكمة، عدوان على قاض، تحطيم المنصة. رفع الأحذية لمطاردة هيئة المحكمة، كانت هذه أهم الأحداث التى شهدتها محكمة جنايات القاهرة، أثناء وبعد الحكم على عماد الجلدة والمتهم فى قضية رشوة البترول وآخرين. الأحداث كانت كلها من أجل النائب، ومن أنصاره. الذين تجمعوا بالآلاف منذ الصباح، صفقوا للقاضى أثناء دخول الجلسة، ثم اعتدوا عليه، عندما أصدر أحكاما بالحبس ضد متهمين بالرشوة. إلى هذا المدى وصل التعامل مع القضاء فى مصر، وهو فى جزء منه نتيجة لعملية تجريف وإهانة وانتقاص من قدر القضاء قامت بها جهات عديدة فى نظام الحكم، خلطت بين القضاء كأحد مؤسسات الدولة وسلطاتها، وبين اختلاف بعض القضاة مع السياسات المطروحة، والطريقة التى تدار بها الانتخابات. سقطت هيبة القضاء عندما تم ضرب قاض وسحله فى الشارع، وعندما خرج وزير العدل علنا ليتحدث عن جهل القضاة. والإصرار على مخالفة مطالب نادى القضاة، وتوجيه حملات إهانة وتجريح علنية فى إعلام النظام. ورأينا قضاة أو من يفترض أنهم قضاة يتهجمون على القضاء بلا تفرقة، قبلها تم تهديد قضاة فى لجان الانتخابات والعدوان على بعضهم. ثم إصرار النظام على استمرار جعل اليد العليا للسلطة التنفيذية على السلطة القضائية بالندب والإعارة والرشى. وفرض إرادة الحكومة على السلطة القضائية. والإصرار على الخلط بين السلطات. لم تكن حرب النظام على القضاة تفرق بين خلاف فى الرأى يحسمه النقاش، وبين رغبة فى تدمير سلطة، هى جزء من هيبة الدولة، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها توجيه إهانة للمحكمة أثناء نظر دعوى، فقد اعتدى مرتضى منصور المحامى والقاضى وعضو البرلمان السابق بالسب على رئيس مجلس الدولة، واثناء صدور الحكم، هاجم أنصاره المحكمة، مثلما فعل أنصار النائب عماد الجلدة. وهذه هى الطريقة التى أصبح يتصرف بها نواب البرلمان. يتصورون أنهم فوق القانون، وانهم لا يجب أن يقفوا أمام القضاء مثل المواطنين. وهذه طريقة تفكير قطاع واسع من الفاسدين والمفسدين والبلطجية الذين اعتادوا أن يكون لهم قانونهم الخاص الذى لا علاقة له بقانون المجتمع، يحاكمون خصومهم ويخطفون ويقتلون، دون أن تمسهم أيدى القانون. الأحكام تصدر ضد الكبار فلا تنفذ، بينما تنفذ ضد المواطن العادى غير القادر. نتيجة طبيعية، لغياب مبدأ سيادة القانون، و المدى الذى وصلت إليه هيبة الدولة وكيف اصبح المواطنون أو بعضهم يسعى لاقتصاص حقه بيده، أو بماله، لم يشهد أى عصر من العصور إهانة القضاء والعدوان على رئيس محكمة، بل وتهديده وضربه مثلما جرى فى الأشهر الأخيرة. تدهورت الأحوال لتصل إلى هذا الحد. هيبة القضاء من هيبة الدولة، ولا يمكن تبرير الهجوم على قاض بغياب الأمن، لقد كانت المحاكم مضمونة بوجود القاضى الذى لا يحمل إلا قلم رصاص. كان القضاء سلطة، أهدرها نظام الحكم بسبب ضيق الأفق. والخلط بين السلطات. وبين الأشخاص والدولة
0 comments :
إرسال تعليق