الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين
كتب: محمد حسين
شارك د. محمد سعد الكتاتني- رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين- ضمن وفدٍ برلماني مصري في استقبال وفد الكونجرس الأمريكي الذي زار مقر البرلمان مساء أمس (الخميس 5/4/2007م)، وكان على رأس المستقبلين د. فتحي سرور- رئيس مجلس الشعب، د. عبد الأحد جمال الدين- زعيم الأغلبية، د. محمود أباظة- ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، د. مصطفى الفقي- رئيس لجنة العلاقات الخارجية، واللواء سعد الجمال- رئيس لجنة الشئون العربية، د. مصطفى السعيد- رئيس اللجنة الاقتصادية، ومحمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة، والنائب المستقل- محمد أنور السادات.
ورأس وفد الكونجرس- الذي تكون من 11 نائبًا- ستيني هوير- زعيم الأغلبية الديمقراطية بالمجلس والنائب عن ولاية ميريلاند، وتشكل وفد الكونجرس من 4 نواب من الحزب الجمهوري و7 نواب من الحزب الديمقراطي، وتصدرت قضايا الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص فلسطين والعراق ودارفور والتعديلات الدستورية التي تمَّت مؤخرًا في مصر حديث الطرفين.
وفيما دافع سرور عن التعديلات الدستورية قائلاً "إنها تصحح المسارَ رغم رفض أحزاب المعارضة للمادتين (88 و179) وزاد الإخوان عليهما المادة الخامسة) وجَّه الكتاتني انتقادًا عنيفًا للتعديلات الدستورية وقال إن تعديل المادة الخامسة من الدستور والخاصة بحظر أي نشاط على أساس ديني وُضعت خصيصًا من أجل إقصاء الإخوان المسلمين، كما أن المادة 88 وُضعت أيضًا خصيصًا لإقصاء القضاة عن الإشراف على العملية الانتخابية، مما يعود بنا إلى عصور تزوير الانتخابات.
وأضاف الكتاتني أما المادة 179 فتجعل من الإجراءات الاستثنائية التي كانت تنفذ في حالة الطوارئ إجراءات دائمة ينص عليها في الدستور، وهو الأمر الذي يهدد الحريات العامة والخاصة للمجتمع والأفراد، وقال إن الإخوان المسلمين بما لديهم من تجارب في التعامل مع الأجهزة الأمنية يتخوفون من مزيدٍ من الانتهاكات ومصادرة الحريات.
وتساءل الكتاتني لماذا التزمت أمريكا- التي تدعي نُصرة حقوق الإنسان- الصمتَ عندما أُحيل الإخوان إلى المحكمة العسكرية في الوقت الذي اهتمت فيه بقضية (أيمن نور) الذي يقضي الآن عقوبة السجن؟! وقال إذا كانت أمريكا كما تدعي أنها نصيرة الحريات لماذا لم تتفاعل مع كل قضايا انتهاك الحريات؟
ووجَّه وفدُ الكونجرس سؤالاً للدكتور محمد سعد الكتاتني حول رأي نواب الوطني في موقف الإخوان المعارض للتعديلات الدستوية، وقال الكتاتني إن نواب الحزب الحاكم يتفقون معنا في الجلسات الخاصة غير الرسمية على ضرورة تحقيق الإصلاح.. إلا أنهم أمام الالتزام الحزبي يصبحون قوةً تصويتية تُستخدم لصالح النظام.
واتفق الكتاتني مع سرور في نقدهما للسياسة الأمريكة تجاه القضيتين الفلسطينية والعراقية، حيث وصفها سرور بالسياسة غير العادلة، متمنيا لو كان احتلال أمريكا للعراق على غرار الاحتلال الأمريكي لألمانيا؛ حيث أحدث الأمريكان تنمية في ألمانيا، وقامت في ذات الوقت بالدفاع عنها وحماية أمنها، وهو ما لم تفعله في العراق، وقال لو فعلت أمريكا في العراق ما فعلته في المانيا للاقت ترحيبًا من الشعب العراقي!! وهو الكلام الذي أيده الكتاتني مؤكدًا رفضه السياسة الأمريكية في المنطقة.
وفرضت قضية دارفور نفسها على حوار الطرفين حيث طالب وفد الكونجرس بدعم مصر في تقديم المساعدات الإنسانية، وقالوا إن لديهم تقارير تفيد بأن هناك ألفين من أهالي دارفور يُقتلون أسبوعيًا إلا أن اللواء سعد الجمال- الذي أُوفد مؤخرًا إلى زيارة دارفور- قدم رؤيةً مغايرة لما استعرضه الوفد الأمريكي، وقال إن التدخل الأجنبي هو المسئول الأول عن إشعال الاقتتال الداخلي، مشيرًا إلى أن كل ما يُثار عن هذا الاقتتال مبالغ فيه فهو لا يصل إلى حد الأزمة.
كانت السفارة الأمريكة في القاهرة قد نظمت حفل استقبال للترحيب بوفد الكونجرس، شارك فيه الكتاتني وجمال الدين والسادات ووكيلة المجلس- زينب رضوان، فيما اعتذر سرور عن الحضور للإرهاق وحضر من الشخصيات العامة د. أحمد كمال أبو المجد- نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والقيادي في حزب الوفد- منير فخري عبد النور، د. محمد كمال- القيادي بلجنة السياسات بالحزب الوطني، كما حضر كل من د. هالة مصطفى- الخبيرة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، د. منى مكرم عبيد، وحافظ أبو سعدة- أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والكاتبة إقبال بركة، إضافة إلى العديد من رجال الأعمال المصريين.
وفي تصريحٍ خاص لـ(برلمان دوت كوم) قال الكتاتني: إنه قبِل الدعوةَ بصفته النيابية؛ حيث أُرسلت هذه الدعوة إلى البرلمان المصري، مشيرًا إلى أن حفل الاستقبال هو امتداد للقاء الذي تمَّ مع وفد الكونجرس بمقر البرلمان وأضاف قبلت مقابلةَ الأمريكان بعد أن تيقن لدي أنهم نواب مثلنا في البرلمان، مشيرًا إلى أن حفل استقبال السفارة لم يتعد أكثر من عبارات ترحيب.
وحول ما إذا كانت تلبية دعوة السفارة الأمريكية بداية حوار بين الإخوان والأمريكان قال الكتاتني: لم أكن أُمثل الإخوان، ولست مفوضًا بالحديث باسم الإخوان، ولم أحضر إلا بصفة نيابية، مؤكدًا على أن الإخوان يتحفظون تمامًا على الحوار مع الأمريكان، بل إنهم يرفضونه نظرًا للسياسة الأمريكية الظالمة في المنطقة، خاصةً سياستها تجاه فلسطين والعراق والصومال ودارفور.
يُذكر أن وفد الكونجرس كان قد التقى أيضًا بالرئيس مبارك في شرم الشيخ، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
0 comments :
إرسال تعليق