رسالة إلى مرشد الإخوان

 النهار

كنت من أشد المرحبين بما أسفرت عنه الإنتخابات البرلمانية الماضية والنجاح الكبير الذي حققه " حزب الحرية والعدالة " من منطلق أنها إنتخابات قامت علي أسس وقواعد إرتضيناها جميعا ً ، وخرجت نتائجها لتعبر عن إرادة الشعب الذي خرج لأول مرة ليختار نوابه وممثليه في البرلمان بغرفتيه " الشعب والشوري " وهو ما أسعدني جداً كغيري من المصريين برغم أنني كنت منافساً لأحد نواب حزبكم المحترمين . وبعد تلك الإنتخابات شعرنا جميعاً بأننا حقاً مقبلون علي مرحلة جديدة سوف يتحقق من خلالها أحلام وتطلعات كل المصريين الذين تعطشوا لحياة أفضل ، دون تشكيك في النوايا أو تخوين أو مزايدات .

تعاملت وغيري كثيرين مع الواقع بإحترام ومحبة للجميع وبعقلية متفتحة لا تريد لمصر إلا النهضة والرقي والخير ، وكان تعهدكم بعدم الدفع بمرشح رئاسي لخوض الإنتخابات الرئاسية القادمة محل إشادة وتقديرمنا جميعاً ، كنوع من الطمأنة في الداخل والخارج ، في وقت تحتاج فيه مصرإلي الإجتهاد والعمل وتغليب المصلحة الوطنية علي أي شئ . ثم جرت الأيام ، وبدأت اللجنة التأسيسية للدستور في ممارسة مهامها وسط ردود فعل كثيرة غاضبة أثيرت حولها ، وكنا جميعا أحزاب وقوي سياسية ومجلس عسكري نحاول قدر إستطاعتنا ونبذل قصاري جهدنا لإحتواء تلك الأزمة والعبور بالوطن إلي بر الأمان.

 لكنني فوجئت أيضاً ككثيرين بترشيحكم للأخ المهندس / خيرت الشاطر لخوض الإنتخابات القادمة لرئاسة الجمهورية ،، وإسمحوا لي فضيلة المرشد أن أتحدث بقلب مفتوح دون تجاوز أو تجريح فليس هذا من خلقي ولا من طباعي وإسلوبي ، فقد مضي عهد التشكيك والصوت العالي .

فضيلة المرشد كلنا نبحث عن التهدئة والإستقرار في ظل هذا الظرف الدقيق الراهن الذي تمر به البلاد ، وأعتقد أن ترشيح المهندس / الشاطر سوف يؤدي إلي أجواء ومناخ سياسي غير طيب لا تتحمله مصر الآن ، ونحن في غني عن هذا مهما كانت أسبابكم أو مبرراتكم .

 وأعتقد أنكم بخبراتكم وذكاؤكم السياسي قادرون علي إحتواء الأزمة وتهدئة الموقف خاصة وأن هناك داخل صفوف الجماعة وقياداتها وشبابها من تحفظ ومن إعترض علي قرار الدفع بمرشح رئاسي عن الجماعة. ومن منطلق حرصي علي مصر ، ونجاح تجربتها ومساعيها نحو التحول الديمقراطي لأول مرة بعدما عانينا لعقود من حكم إستبدادي أدي إلي ثورة قامت بها جموع الشعب ومع إعترافنا الكامل بأن مسألة الترشيح أو عدمه هي حق لكم أطالبكم الآن بإعادة النظرودراسة ذلك الأمر بتأني وحكمة كما هو معروف عنكم ، ولا مانع من التراجع ، والعودة إلي الشئ الأصح " فالرجوع للحق فضيلة " .

 فضيلة المرشد ،، ينتظر الجميع منكم في مصر وخارجها تجاه ما حدث موقف يسجله لكم التاريخ ، حفاظا علي مستقبل الوطن وصالح مصر ، مهما كانت المبررات والأسباب ، وحقاً أنتم أغلبية لها قدرها وإحترامها لكنها سفينة وطن وآمال شعب ومسئولية وطنية أنتم لها أهل. وكلي ثقة بأنكم لن تقوموا إلا بما يصب في صالح مصر وأبنائها المصريين .

ونشرت ايضا فى
روز اليوسف بتاريخ 4-4-2012
نهضة مصر بتاريخ 5-4-2012

0 comments :

إرسال تعليق