الحرية اليوم
كلنا نخاف على مصر ونتطلع إلى مستقبل أفضل ، يجد فيه الأفراد ما يعينهم على حياة كريمة فى مناخ من الحرية والعدالة والمساواة التى يتعطش إليها كثير من المصريين . لتعود إليهم الرغبة من جديد فى الحياة على أرض مصر .
ومع فتح باب الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية ، وللمرة الأولى .لم يشعر المواطن المصرى أن من حقه اختيار رئيسه فقط . بل لقد سيطر على معظم المصريين الشعور بأنهم مؤهلين لهذا المنصب والمسئولية الكبيرة ، وإتضح لنا أن الرئيس السابق مبارك حين قال أنه لم يكن ينتوى الترشح لرئاسة الجمهورية كان لأجل ما أستشعره بأن الشعب كله قد إنتوى الترشح لرئاسة الجمهورية ، وأصبحنا الآن أمام مرض جديد وهو الترشح اللإرادى لرئاسة الجمهورية ، وأصبحت أوراق الترشح أشبه بورقة اليانصيب ، بل أصبحنا على وشك أن تطبق غرامة على الممتنعين عن الترشح ، أو أن يقوم التليفزيون المصرى بإذاعة أسماء المواطنين الذين لم يترشحوا لرئاسة الجمهورية هذا العام.
ليس هذا تقليلاً من شأن أحد فالجميع له منا كل تقدير وإحترام ، وحق الترشح مكفول للجميع بحرية تامة هى حق لكل مواطن ، طالما يدرك قدرالمسئولية الهائلة التى تنتظره وقيمة مصر والمصريين.
نريد رئيساً بحجم مصر ودورها ومكانتها الإقليمية والدولية ، قادراً على إستعادة هذا الدور، وليس رئيساً يدفع باتجاه العزلة وتقوقع دورمصرفي الداخل ، رئيساً يؤمن في قرارة نفسه بأن ما حدث في مصر كان ثورة ، ويؤمن بدور مؤسسات الفكر والرأي، ولا ينفرد في قراره، ويستمع للرأي والمشورة ، عادلا حازماً متزناً موضوعياً له برنامجاً واضحاً ورؤية مستقبلية ، يواكب ويجسد أهداف الثورة، وتطلعات الشعب المصري في حياة أفضل، ولديه القدرة على تقديم تصور كامل للفترة الانتقالية، ووضع الحلول الواقعية للمشكلات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية. قادراً على تحقيق العدالة الاجتماعية، وشجاعاً في محاربة الفساد والمفسدين ، واضعاً نصب أعينه تحقيق التوازن في بيئة النظام السياسي المصرية، وإحتواء كل التداعيات والتغيرات التي أوجدتها الثورة المصرية. رئيساً حضارياً وذات ثقافة واسعة، وصاحب رؤية سياسية شاملة وقابلة للتطبيق، لا يطلق الوعود البراقة ، بل ينزل إلى المواطن المصري العادي. يجمع بين الثقافة والفكر والممارسة ، ويكن ملماً بتطورات العصر، ويعيد الكرامة الوطنية لمصر، ويأخد بها إلى مصاف الدول الإقليمة المتقدمة، فلا تركيا أفضل حالاً، ولا إيران أحسن وضعاً، ولا " تونس" أعظم من مصر .
تحتاج مصرالي رئيس غير عادي لأن الأوضاع فيها غير عادية.. الفقر أكثر مما يحتمل , , والفساد يفوق الوصف , وغول البطالة أوشك أن يفترس الشباب، فضلاً عن قلة الدخول، وإرتفاع الأسعار، وعدم توافر المساكن الاقتصادية، وانتشار العديد من الأمراض، في ظل غياب الرعاية الصحية لمحدودي الدخل، مع انتشار العشوائيات، وزيادة معدلات الجريمة، فضلا عن الانفلات الأمني، والتدهور الاقتصادي، الذي زادت حدته منذ اندلاع الثورة وانتشار المطالب الفئوية، والإضرابات، التي عطلت عجلة الإنتاج.
إختلفت مصر وإختلف شعبها وعلم مالم يكن يعلم ، ولا حاجة إليه بمرشحين يعيش معهم روعة الأحلام بل يريد واقعاً يراه وتطور يلمسه ونهضة تخرجه من أزماته وتقضى على مشكلاته ، وحياة حرة وكريمة لأنه شعب ضحى وفعلاً يستحق.
ونشرت ايضا فى
الوفد بتاريخ 14-3-2012
هنا القاهرة بتاريخ 14-3-2012
0 comments :
إرسال تعليق