عام على التنحى



احتفلنا معاً فى مثل هذا اليوم بسقوط نظام مبارك، وتطلعنا جميعاً لمستقبل أفضل، ومضينا يسوقنا الأمل أن يأتى اليوم علينا مرة ثانية ومصر فى أبهى صورها، وتبدل الحلم الجميل بكابوس بشع، لنجد أنفسنا الآن أمام فوضى ومؤامرات واضطرابات ودعوات لعصيان مدنى فى يوم كان من المفترض أن يكون عيداً لمصر والمصريين! ولا أدرى هل يتحمل الوضع الحالى «عصياناً مدنياً؟»، ألا يكفى ما نحن فيه من عصيان؟ فالغالبية العظمى من الشعب تعيش حالة العصيان المدنى، غير المباشر، منذ تنحى الرئيس السابق بالإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات، مضافاً إليها الانفلات الأمنى والبلطجة والفوضى، وعجلة الإنتاج الواقفة أصلاً على مدار العام الماضى، أضف إليها ما تشاء من مآس وكوارث يومية، وإلى من سيتم توجيه ذلك العصيان؟ إلى المجلس العسكرى لنريحه أكثر ويستجم إلى أن يفكر بشأنه ويتخذ قراراً؟ أم إلى مؤسسات الدولة المنهارة التى لم يتشكل فيها سوى مولود شرعى وحيد هو «برلمان الثورة»؟ أم ضد القوانين التى سقطت، وغيرها غير المفعلة فى شتى ربوع مصر فى ظل ما نمر به من أزمات وتدهور فى مختلف مجالات الحياة؟ مضى عام وأصبحنا على المحك، فإما نهضة، وإما انتكاسة، وإما فرحة بالثورة وثمارها الحلوة، وإما ندم على ضياعها وجنى ثمارها المرة، وإما عالم يشاهدنا ويصفق لنا، وإما فرجة علينا وتسلية بنا وسخرية منا، والأمر بأيدينا.. الوقت لم يفت، فهيا نتكاتف ونعمل ونعيد للثورة روحها وبريقها ومعالمها التى طمسنا بأفعالنا منها الكثير!


محمد أنور السادات
رئيس لجنة حقوق
 الإنسان بمجلس الشعب

0 comments :

إرسال تعليق