معاً لتمر الذكرى بسلام

مصر الجديدة

مع إقتراب يوم من أعظم الأيام فى تاريخ مصر، وهو يوم ذكرى ثورة ينايرالمجيدة ، يوم أن هب المصريون ضد الظلم والفساد وخرجوا على بكرة أبيهم ليهدموا صرح الطغيان ، تنتاب المصريون حالة من الخوف الشديد والغريب بعد تضارب الأنباء عن مخطط يهدف إلى حرق القاهرة وتدمير مصر وتحويل الإحتفالات إلى آلالام وصرخات.

سبق وأن إشتعل فتيل مثل هذا المخطط ، ودارت رحى الأزمة فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ووجدنا أنفسنا أمام دماء طاهرة تسيل ، وأصبحنا فى حيرة ما بين مؤامرات الخارج وفلول الداخل.

وأيدى خفية لم يتم الكشف عنها إلى الآن. مصريون ليسوا على يقين من مستقبل الأوضاع فى مصر، وما ستؤول إليه ، إعتبر بعضهم أن معظم مطالب الثورة قد تحققت بالفعل وجرت أول إنتخابات برلمانية حرة ، وأخذت الحالة الأمنية فى طريقها إلى التحسن شيئاً ما ، وإرتاحت جوارحهم إلى الوعود التى قطعها المجلس العسكرى على نفسه ولا سيما تسليم السلطة لقيادة مدنية فى شهريوليو القادم ، فى حين رأى البعض الآخر أن الثورة المصرية لم تكتمل ، وأن المشهد لا يزال قاتماً معللين ذلك ببطء المحاكمات ، وركود الإقتصاد إلى جانب إعتقادهم بأن أن أساليب القمع التى كانت تمارس ضد السياسيين عادت للظهور مرة اخري بعد ثورة يناير .

فهل حقاً ، نقترب من يوم حرق مصر بدلا من يوم نصر مصر، وهل سوف تنجح بعض عناصر الشرطة التى لا زالت تدين بالولاء للنظام السابق بشكل عام ولوزيرهم السابق حبيب العادلى بشكل خاص , و يسعون للانتقام من الثوار الذين افسدوا عليهم عيدهم " والبادى أظلم " ، وهل سيفعلها فلول النظام السابق وبقايا الحزب الوطنى المنحل الذين لم يجدوا لأنفسهم مكاناً تحت قبة برلمان الثورة بعد أن كانوا يجلسون فى أولى المقاعد ، وهل سوف تستسلم الشخصيات المتورطة فى الفساد والتى لم تصل إليها يد العدالة الدنيوية وأصبح مصيرهم مرهون بمصير أصحابهم خلف أسوار طره ، وهل سوف تكتفى بالفرجة إسرائيل وغيرها من الدول التى تسعى لإخماد الثورة تخوفاً من قوى سياسية جديدة قد لا تدين لها بالطاعة ، ناهيك عن بعض الدول العربية التى تخشى أن ينتقل إليها الفكر الثورى وتعمل بأقصى جهد لإجهاض الثورة المصرية.

كلها أسئلة تتوقف إجابتها على وعى الشباب وجموع المواطنين والثوار الشرفاء وجميع أبناء هذا الوطن العريق الذين عانوا ودفعوا الثمن ، وروت دماؤهم الذكية أرض مصر ليعيش غيرهم بعزة ورفعة وكرامة. إن هذا المخطط الأسود وما نترقبه فى الأيام القليلة الباقية على ذكرى الثورة يحتم علينا جميعاً شعباً وقيادة ، رجالا ونساءا .. شباباً وشيوخاً .. مسلمين وأقباط أن نتكاتف لإنقاذ مصر ومرور ذكرى الثورة بسلام ، وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن وواضعى الخطط والسيناريوهات التخريبية الذين يريدون ضرب أمن وإستقرار هذا الوطن ، ولنا فى السنة النبوية العبرة والعظة فى قوم استقلوا سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ، فإتحدوا وتعاونوا حتى لا تكونوا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

ونشرت ايضا فى
هنا القاهرة بتاريخ 14-1-2012
اخبار اليوم بتاريخ 28-1-2012
محمد أنور السادات 
عضو مجلس الشعب رئيس 
حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org

هناك تعليق واحد :

  1. ألا تعتقد أنه حان الوقت لتسليم السلطه الى الجهة الوحيده التي لها شرعيه الان وهى مجلس الشعب المنتخب ؟؟؟؟

    ردحذف