هؤلاء.. أضاعوا دماء الشهداء

الوفد

أحمد أبو حجر-محمد شعبان-أمانى زكى-محمد عبداللطيف

إذا كان حبيب العادلي ورجاله قتلوا الثوار برصاصهم، فإن كثيرين أضاعوا حقوق الشهداء إما تواطؤا أو إهمالا أو جبنا أو طمعا، وبينما يقف عدد من ضباط الداخلية وقياداتهم في قفص الاتهام، يعمل الكثيرون خارجه لضمان خروج القتلة دون أن يلقوا جزاء ما صنعوا بأزهار مصر وخيرة شبابها الحالمين بالتغيير. الحكم الذي صدر مؤخرا ببراءة الضباط المتهمين بقتل شهداء السيدة زينب ليس إلا مقدمة لأحكام أخري مماثلة، لُيقتل الشهداء مرتين، أولهما بالرصاص وثانيهما بعدم معاقبة قتلتهم في الدنيا، ليُخرج "الباشوات" ألسنتهم للجميع، بعدما تحول الجاني إلي شريف يدافع عن نفسه، والشهيد إلي مجرم ينبغي إعدام رفاته.

لو كان محاسبة قتلة الشهداء واجبا، فإن محاكمة من أضاعوا دماءهم أدعي، و"الوفد الأسبوعي" بهذا الملف تطالب بمحاسبة من قتلوا الشهداء للمرة الثانية، وعلي رأسهم المجلس العسكري والنيابة العامة والإسلاميون وكبار المحامين والتليفزيون المصري ووزارة الداخلية، فهل يمكن أن يلقي هؤلاء جزاؤهم العادل في الدنيا، أم كتب علي المصريين أن يؤجلوا قصاصهم دوما ليوم القيامة؟

الداخلية تسترت علي القتلة ودمرت أدلة الاتهام

ردود أفعال غاضبة اجتاحت أوساط الرأي العام علي خلفية الأحكام القضائية، التي صدرت بتبرئة بعض ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة يناير.. فقد امتد غليان الغضب في النفوس، الي تحريض العقول علي التكهن بأن ما حدث بشأن ضباط السيدة زينب ليس سوي بداية لمسلسل، ستسير مشاهدة من نفس الاتجاه، أو بمثابة الخطوة الأولي في طريق اغلاق ملفات الاتهام، من أحداث السويس الي تورط مبارك والعادلي مرورا بالمدبرين لموقعة «الجمل» الشهيرة ثم ضباط وأمناء الشرطة تمهيدا لطي صفحات القضايا المرتبطة بدماء شهداء الثورة وبذلك تضيع هذه الدماء هدرا لأن واقع الحال يؤكد وجود قتلي، فشلت كافة التقديرات في حصر أعدادهم.


0 comments :

إرسال تعليق