الليبراليون يتمسگون بمبادئ حاگمة للدستور.. والاسلاميون يريدونها استرشادية فقط
"الإخوان: نرفض الوصاية " الجبهة: الأزهر الجهة الوحيدة القادرة علي احتضان الحوار
متابعة: محمد الفقي - أحمد عبدالحميد أحمد داود - محمد حمدي
تباينت ردود افعال القوي السياسية حول وثيقة الازهر والتي دعا فضيلة الامام الاكبر د احمد الطيب شيخ الازهر ممثلي القوي السياسية للتشاور حول اعتمادها.. عما اذا كانت هذه الوثيقة ستساهم في حل اشكالية المبادئ الحاكمة للدستور ام انها ستظل وثيقة استرشاديه او مقترحا امام الهيئة التأسيسية التي سيختارها الشعب من خلال برلمانه المنتخب لاحقا في الانتخابات المقبلة.. وتعتبر الوثيقة التي اشترك في وضعها ممثلون لمختلف الأطياف الفكرية والسياسية، ونالت دعما وقبولا عاما لدي القوي السياسية والرأي العام في الداخل والخارج بمثابة صياغة توافقية، للتأكيد علي الهوية وضمان الحقوق والحريات، واعتبار المواطنة أساساً للمساواة بين المصريين جميعاً بغير تفرقة ولا تمييز.
وقد رحبت اغلب القوي السياسية والوطنية بدعوة شيخ الازهر للتشاور والتحاور بين مختلف التيارات السياسية حول مستقبل البلاد . و من جانبها أثنت جماعة الاخوان المسلمين علي لسان د محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة علي هذه الوثيقة ولكن تبقي وثيقة استرشاديه او مقترح امام الهيئة التأسيسية التي ستختص بوضع الدستور الجديد للبلاد والتي سيختارها الشعب عن طريق صندوق الاقتراع.
و اضاف غزلان بان الاخوان يرفضون مبدأ الوصاية علي الشعب فلا استطيع أن اتحدث أو أي شخص اخر او شيخ الازهر نفسه باسم الشعب ولذلك فالوثيقة ممكن تؤول للهيئة التأسيسية كمحل نظر.
واكد الدكتور محمد البلتاجي امين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين ان الحزب يرحب بأي وثائق او مبادرات تهدف الي التوافق الوطني والمساهمة في الخروج بمصر من المرحلة الراهنة، موضحا الي ضرورة ان تخرج كل المبادرات والوثائق عن النطاق الدستوري والمبادئ الحاكمة للدستور لأن الدستور من حق الشعب لإقراره والموافقة عليه، مشيرا الي انه لا ضرورة لوضع مبادئ دستورية جديدة مطالبا باحترام إرادة الشعب الذي أقر ذلك من خلال استفتاء مسبق علي وثيقة توافقية خرجت من ٨٢ حزبا وقوي سياسية.
وابدي البلتاجي تأييده لدور الازهر باعتباره مؤسسة وطنية جامعة وفي إطار دوره للحفاظ علي وحدة الامة وهويتها والمشاركة الفعالة في العمل الوطني ولمواجهة المرحلة الحالية التي تمر بها مصر ولتفادي مخاطر الاستقطاب المواجهة بين القوي السياسية المخلصة في وطنيتها والمختلفة في اجتهاداتها. من جانبه عبر السعيد كامل الامين العام لحزب الجبهة الديمقراطية عن تأييده لخطوات الازهر الشريف في المرحلة المهمة من تاريخ البلاد .
واضاف كامل ان الازهر هو الوحيد القادر علي اقامة حوار حقيقي بين القوي السياسية المختلفة ولتوضيح الامور المطابقة للشريعة حتي لا يقع احد في المحظور لان الليبراليين لا يريدون الخروج علي الشريعة. وشدد الامين العام لحزب الجبهة علي ان الازهر هو وحده المؤهل لاحتضان مثل هذا الحوار بين مختلف القوي السياسية والوطنية والقادر علي حسم اي جدل حتي لا يترك الساحة لاتهامات التخوين.
واكد توحيد البنهاوي الامين العام المساعد للحزب الناصري ان دعوة شيخ الازهر الشريف مقبولة، لان الوصول الي صيغة توافقية بين مختلف الاحزاب والقوي السياسية حول المبادئ الدستورية التي يمكن ان تصل بنا الي التوافق حول الدستور الجديد . واضاف البنهاوي انه يجب مراعاة ان التحالف الديمقراطي من اجل مصر طرح وثيقته حول المبادئ الاساسية للدستور بتوافق 28 حزبا والتي روعي فيها كافة الوثائق المطروحة علي الساحة ومنها وثيقة الازهر نفسها مشيرا الي ان استمرار الحوار هو افضل السبل في المرحلة الحالية. واكد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان الحزب لا مانع لديه وانه علي اتم الاستعداد للحوار من اجل دولة مدنية حديثة ديمقراطية وليبرالية تحترم حقوق المواطنة علي قدم المساواة ومن يرفض التوجه للدولة المدنية عليه ان يعلن موقفه بسرعة . وقال السعيد ان الاخوان والسلفيين اعلنوا مسبقا رفضهم من حيث المبدأ لفكرة المواد الحاكمة للدستور ولكنهم ربما يحضرون وهنا ستتكشف الامور علي حقيقتها ويظهر الموقف الحقيقي لجماعة الاخوان التي شددت في حواراتها مع القوي السياسية الليبرالية انها مع الدولة المدنية بينما اعلنت للسلفيين انها تؤيد الدولة الدينية . ودعا رئيس حزب التجمع الي النظر الي الامور بدقة خاصة ان القضية تكمن في ان الاخوان والسلفيين لا يريدون اي قيد يمنعهم من اصدار دستور مطابق لوجهة نظرهم.
واكد أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية أن المبادئ الدستورية يجب ان تكون مبادئ استرشادية فقط للهيئة التأسيسية المنتخبة من البرلمان دون أن يصدرمرسوم عسكري فيه إلزام للشعب بتلك المبادئ مشيرا أن الهيئة التأسيسية تتولي بدورها الاستماع لمختلف طوائف الشعب حتي يأتي الدستور بالتوافق بينها، ثم تتولي هذه الهيئة صياغته، ثم يعرض للاستفتاء علي جميع أفراد الشعب ممن لهم حق التصويت، وفي النهاية فإن الشعب هو صاحب الحق والكلمة في دستور مصرالحديثة.
من جانبه رحب محمد عرفات المتحدث الاعلامي للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بدعوة شيخ الازهر مؤكدا ان حزبه تبني وثيقة الازهر منذ الاعلان عنها وارسل وفدا برئاسة د. محمد نور فرحات الفقيه الدستوري وعضو المجلس الاستشاري للحزب بمجموعة من التوصيات حيث التقي الامام الاكبر للتشاور حول الوثيقة، كما عقد الحزب بالتعاون مع اكثر من ٤١ حزبا جديدا مؤتمرا صحفيا اعلنوا خلاله تبني هذه الوثيقة خصوصا انها نابعة من الازهر الشريف المرجعية الدينية الاولي في مصر الامر الذي لن يثير أي تخوفات لدي مختلف القوي الوطنية والسياسية. واضاف عرفات ان التفاف الناس حول وثيقة الازهر سوف يساعد في القضاء علي حالة الاستقطاب السياسي والفكري الشديدة التي ظهرت مؤخرا.
من جانبه اكد ابراهيم اباظة عضو المكتب الاعلامي للجماعة السلفية ان اي وثيقة مبادئ حاكمة للدستور هي فرض وصاية علي الشعب المصري، وهو امر غير مقبول، خاصة ان هناك استفتاء شعبيا حدد خارطة طريق لنقل السلطة الي مدنيين والمفروض ان يلتزم الجميع بها مشيرا الي ان اي طرف او جهة لديها اقتراح عليها ان تتقدم به دون الزام لاحد، وطالما ان هذه الاقتراحات استرشادية فلا يحق لاحد ان يلزم الجميع علي التوافق عليها. وحذر عضو المكتب الاعلامي للدعوة السلفية محاولات الاقلية فرض السيطرة علي الاغلبية عبر هذه المبادئ مشددا علي ضرورة وضع الامور في نصابها. واوضح اباظة ان الازهر الشريف له كل الحق في ان يدلي بدلوه وان ينصح ويقدم اقتراحات يسترشد بها واضعو الدستور الجديد للبلاد دون الزام للهيئة التاسيسية المنتخبة ولا يجب ان توضع وثيقة الازهر في حجم اكبر من حجمها ولا ان يكون اتجاه لفرضها علي الشعب حتي لا يكون هناك التفاف علي ارادته.
واكد د. محمد يسري سلامة المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي ان حزبه يرحب بأي جهد يبذل لتحقيق التوافق بين القوي الوطنية والسياسية مشيرا الي انهم علي استعداد لحضور الاجتماع الذي دعا له شيخ الازهر مع التأكيد علي ضرورة ان تكون الوثيقة التي تتوافق عليها القوي المختلفة وثيقة استرشاديه للهيئة التأسيسية التي ستضع الدستور. واشار سلامة الي رفضه اصدار اي اعلان دستوري باي مبادئ دستورية دون الاستفتاء عليه مؤكدا انه يجب توفير الجهد المبذول حاليا حتي يبذل في وقته وان تكون المساعي التوافقية في وقتها. ورفض المتحدث باسم حزب النور استمرار النهج السابق في تغليب رأي فئة علي فئة دون الاحتكام الي الشعب، مشيرا الي ان ذلك ينطبق علينا كإسلاميين او علي الليبراليين ايضا.
0 comments :
إرسال تعليق