الاقباط المتحدون
فى أونة يفترض أن يسعى فيها إعلامنا المصرى لإستعادة مصداقيته، وتغييرلغة حواره جذرياً ليكون إعلاماً محايداً ونزيهاً ملكاً لكل المصرين ، ومعبراً عن آمالهم وآلامهم وطموحاتهم ، لانزال نبحث عن منابر إعلامية ومهنية حقيقية تواكب تلك المرحلة الهامة التى نعيشها الآن من تاريخ مصر.
الإعلام المصرى الذى عانى كثيراً من هامش الحرية والتضييق طوال سنوات عديدة، وإمتلأ بمنافذ يملكها رجال أعمال ومسئولين يدورون فى فلك النظام ، وكنا نلتمس للقائمين عليه قليل العذر لكونهم مجبرين على أن يسيروا وفق مناهج وخطط محددة .
ما كان ينبغى لهذا الإعلام أن يستقبل بهذة الحفاوة "عبود الزمر" المتهم بالإشتراك عن طريق الإتفاق والمساعدة فى قضية اغتيال الرئيس السادات ، دون أن يعبئ الإعلام بمشاعر الملايين من الشعب ليعيد لأذهانهم ذكريات أليمة ومحزنة فتوالت ردود الأفعال المنزعجة مثلى ودفعتنى لأكتب هذه السطور.
من حق عبود الزمر أن ينعم بحريته منذ أن أنهى فترة عقوبته التى أقرها القانون ، ومن حقه أن يفرح وكل أحبائه، ونتمنى أن نرى تطبيقاً للعدالة وسيادة القانون على الدوام ، ولكن الخطأ أن تتبارى الصحف والفضائيات لمجرد الشو والسبق الإعلامى فى إستقبال الزمر إستقبال الأبطال والفاتحين، دون مراعاة لمشاعر طائفة كبيرة من الشعب تجرحهم تلك الأفعال وتؤجج فى قلوبهم مشاعر غضب وألم يبعث فى نفوسهم ذكريات كانت فى طى النسيان .
وبنفس المنطق يتعامل الإعلام مع قضية التعديلات الدستورية المقرر الإستفتاء عليها فى 19 مارس الجارى، حيث يتبارى فى عرض رؤى وأفكار قيادات وأعضاء جماعة الأخوان المسلمين والمتفقة فى مجملها على الترحيب بالتعديلات ودعوة الجميع للموافقه عليها ، دون غيرهم من القوى السياسية والحزبية.
ومع أننى مؤيد وبشكل شخصى لتلك التعديلات وإن كان لى بعض التحفظات ، لكن تناول الإعلام لتلك القضية جعلنى ومعى كثيرين فى ريبة وشك مما قد يكون خافياً وراء هذا الزخم الإعلامى . من أسباب كثيرة يأتى على رأسها تمهيد الطريق أمام الإخوان نحو السلطة بعد أن زالت عقبات كثيرة كانت تعترض طريقهم فى ظل النظام السابق.
إن موقف الإعلام من تلك القضيتين جعل شريحة كبيرة من المسلمين والأقباط على حد سواء ، يشعرون بأن المشهد السياسى المصرى أصبح يتصدره الإخوان والتيارت السلفية , ونحن لا نبغى ذلك فى ظل هذه الأجواء المشحونة والفترة الحرجة التى ننشد فيها الهدوء والسكينة لنعيد بناء الوطن على أسس قوية وسليمة .
أحب الإخوان وأحترمهم ، ولست أشعر بالخوف والخطر منهم لكونهم حاضرون بالفعل فى المشهد السياسى المصرى ولهم حضورهم فى المجتمع، ولهم مطلق الحرية فى أن يمارسوا حقوقهم السياسية بإعتبارهم كيان إجتماعى قوى وفعال ، ولا أقلل من شأن عبود الزمر، ولكن أزعجنى ومعى كثيرين التناول الإعلامى الخاطئ للقضيتين فى فترة نحن أحوج ما نكون فيها لإعلام يراعى مشاعر كل المصرين حتى لا نعانى مرة أخرى إعلاماً فاقد الأهلية مكروه ومهجور من الشعب.
ونشرت ايضا فى
البشائر بتاريخ 15-3-2011
الوفد بتاريخ 16-3-2011
فى أونة يفترض أن يسعى فيها إعلامنا المصرى لإستعادة مصداقيته، وتغييرلغة حواره جذرياً ليكون إعلاماً محايداً ونزيهاً ملكاً لكل المصرين ، ومعبراً عن آمالهم وآلامهم وطموحاتهم ، لانزال نبحث عن منابر إعلامية ومهنية حقيقية تواكب تلك المرحلة الهامة التى نعيشها الآن من تاريخ مصر.
الإعلام المصرى الذى عانى كثيراً من هامش الحرية والتضييق طوال سنوات عديدة، وإمتلأ بمنافذ يملكها رجال أعمال ومسئولين يدورون فى فلك النظام ، وكنا نلتمس للقائمين عليه قليل العذر لكونهم مجبرين على أن يسيروا وفق مناهج وخطط محددة .
ما كان ينبغى لهذا الإعلام أن يستقبل بهذة الحفاوة "عبود الزمر" المتهم بالإشتراك عن طريق الإتفاق والمساعدة فى قضية اغتيال الرئيس السادات ، دون أن يعبئ الإعلام بمشاعر الملايين من الشعب ليعيد لأذهانهم ذكريات أليمة ومحزنة فتوالت ردود الأفعال المنزعجة مثلى ودفعتنى لأكتب هذه السطور.
من حق عبود الزمر أن ينعم بحريته منذ أن أنهى فترة عقوبته التى أقرها القانون ، ومن حقه أن يفرح وكل أحبائه، ونتمنى أن نرى تطبيقاً للعدالة وسيادة القانون على الدوام ، ولكن الخطأ أن تتبارى الصحف والفضائيات لمجرد الشو والسبق الإعلامى فى إستقبال الزمر إستقبال الأبطال والفاتحين، دون مراعاة لمشاعر طائفة كبيرة من الشعب تجرحهم تلك الأفعال وتؤجج فى قلوبهم مشاعر غضب وألم يبعث فى نفوسهم ذكريات كانت فى طى النسيان .
وبنفس المنطق يتعامل الإعلام مع قضية التعديلات الدستورية المقرر الإستفتاء عليها فى 19 مارس الجارى، حيث يتبارى فى عرض رؤى وأفكار قيادات وأعضاء جماعة الأخوان المسلمين والمتفقة فى مجملها على الترحيب بالتعديلات ودعوة الجميع للموافقه عليها ، دون غيرهم من القوى السياسية والحزبية.
ومع أننى مؤيد وبشكل شخصى لتلك التعديلات وإن كان لى بعض التحفظات ، لكن تناول الإعلام لتلك القضية جعلنى ومعى كثيرين فى ريبة وشك مما قد يكون خافياً وراء هذا الزخم الإعلامى . من أسباب كثيرة يأتى على رأسها تمهيد الطريق أمام الإخوان نحو السلطة بعد أن زالت عقبات كثيرة كانت تعترض طريقهم فى ظل النظام السابق.
إن موقف الإعلام من تلك القضيتين جعل شريحة كبيرة من المسلمين والأقباط على حد سواء ، يشعرون بأن المشهد السياسى المصرى أصبح يتصدره الإخوان والتيارت السلفية , ونحن لا نبغى ذلك فى ظل هذه الأجواء المشحونة والفترة الحرجة التى ننشد فيها الهدوء والسكينة لنعيد بناء الوطن على أسس قوية وسليمة .
أحب الإخوان وأحترمهم ، ولست أشعر بالخوف والخطر منهم لكونهم حاضرون بالفعل فى المشهد السياسى المصرى ولهم حضورهم فى المجتمع، ولهم مطلق الحرية فى أن يمارسوا حقوقهم السياسية بإعتبارهم كيان إجتماعى قوى وفعال ، ولا أقلل من شأن عبود الزمر، ولكن أزعجنى ومعى كثيرين التناول الإعلامى الخاطئ للقضيتين فى فترة نحن أحوج ما نكون فيها لإعلام يراعى مشاعر كل المصرين حتى لا نعانى مرة أخرى إعلاماً فاقد الأهلية مكروه ومهجور من الشعب.
ونشرت ايضا فى
البشائر بتاريخ 15-3-2011
الوفد بتاريخ 16-3-2011
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية
0 comments :
إرسال تعليق