مجلس شعب‏2010..‏ والأمل في انتخابات سليمة ومعارضة قوية

الاهرام

يكتبها‏:‏ ســـامي متــولي

انتخابات مجلس شعب‏2010‏ حققت في جولتها الاولي فوزا ساحقا للحزب الوطني‏,‏ فازالحزب بـ‏209‏ مقاعد مقابل‏7‏ مقاعد للمستقلين ومقعدين لحزب الوفد ومقعد واحد لكل من التجمع والغد والعدالة‏.‏ ولم تحقق الجماعة المحظورة أي فوز باعتبارها تنظيما غير شرعي يخلط الدين بالسياسة‏.‏

وأدت نتيجة الجولة الاولي بهذا الشكل الي اعلان الجماعة المحظورة الانسحاب من انتخابات الاعادة‏.‏ وكذلك أعلن رئيس حزب الوفد الانسحاب من الانتخابات تحت دعوي التزييف والتزوير والبلطجة من الحزب الوطني‏.‏ ونسي الذين أعلنوا انسحابهم من جولة الاعادة أن إرادة الناخبين وحدها هي التي هزمتهم بشهادة أرقام التصويت التي تم إعلانها‏.‏
ولقد أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات أنه لا يجوز من الناحية القانونية قبول تنازل أحد ممن سيخوضون انتخابات الإعادة عن الترشيح‏,‏ لأن المواعيد القانونية للتنازل قد انتهت في مرحلة ماقبل إجراء الانتخابات‏,‏ ولا يجوز التنازل عن الترشيح خلال الاعادة‏,‏
والذي نود أن نقوله إن انسحاب أي من قوي المعارضة لن يؤثر علي الحزب الوطني أو البرلمان‏.‏ والقضية كما أعلن صفوت الشريف ليست برلمانا بلا معارضة‏,‏ ولكن برلمان يعبر تعبيرا حقيقيا عن إرادة الناخبين‏.‏
ونتمني أن تمر انتخابات الإعادة يوم الأحد المقبل بصورة لا تمكن الحزب الوطني من أن يكون اللاعب الأوحد وألا يكون المجلس الجديد بدون معارضة‏,‏ حتي يكون هناك رأي ورأي أحد ثم القرار للأغلبية‏,‏ وهذه هي الديمقراطية السليمة التي ننشدها‏.‏
وقد مرت انتخابات مجلس الشعب الاكبر في اعداد المرشحين‏,‏ والاكبر في اعداد مرشحي المرأة والاكبر في اعداد الاضراب السياسية دون مقاطعة تذكر وباقبال شعبي فاق الانتخابات السابقة‏.‏ مرت بمنافسات شرسة ومشاحنات واشتباكات بين انصار المرشحين وخلفت وفيات وجرحي في بعض المحافظات‏.‏ وأعمال بلطجة وعنف ومحاولات تزوير وشراء الاصوات في بعض الدوائر كالعادة في كل انتخابات‏.‏
مرت بالإشراف القضائي الواعي للجنة العليا للانتخابات‏,‏ ومراقبة منظمات المجتمع المدني والمجلس الاعلي لحقوق الانسان واكثر من‏400‏ مراسل صحفي ومندوبي الصحافة المحلية وبعض المنظمات الدولية الاوروبية‏.‏ قال الشعب كلمته في انتخابات أجمع المتابعون والمراقبون المحايدون لها أنها كانت ساخنة وشفافة ونزيهه عبرت مصر في جولتها الاولي من خلالها الي طريق الديمقراطية دون تدخل من الامن أو محاولات تزوير فجة أو تجاوزات جسيمة تؤثر علي التصويت‏.‏ وان كانت كل انتخابات في العالم يثور حولها التشكيك والاتهامات بالتزوير من الذين لايحققون الفوز‏.‏ وعاشت مصر جولة من جولات الديمقراطية الحقيقية في تاريخها الحديث ولم تفلح محاولات قوي المحظورة أو بعض قوي المعارضة في افساد أجواء الانتخابات رغم التهديدات والمشاحنات والمشاجرات التي سبقت يوم الانتخاب‏.‏ وأظهر الشعب المصري وعيا حقيقيا بالعملية السياسية ومارس حقه الانتخابي في اختيار من يمثله وتخلي عن الكثير من رموز ونواب البرلمان السابق‏,‏ الذين فقد الثقة فيهم‏.‏ تمت انتخابات الجولة الاولي بشفافية واقبال من‏35%‏ ممن لهم حق التصويت لإختيار‏444‏ عضوا للمقاعد العادية و‏64‏ عضوه لكوته المرأة‏.‏ واعلنت اللجنة العليا للانتخابات فور انتهاء عملية التصويت في مؤتمر صحفي عالمي انه لاتجاوزات هددت سلامة الانتخابات وانتظام التصويت بكل اللجان‏.‏ واعلنت وزارة الداخلية ان المشاحنات التي حدثت في بعض اللجان معهودة وتم السيطرة عليها‏.‏ وجاءت الانتخابات في اغلب الدوائر ساخنة وعلي عكس كل التوقعات جاءت الانتخابات في الاسكندرية هادئة‏!!‏
والمراقب للانتخابات يري ان النتائج في الجولة الاولي عكست التكتيكات الذكية للحزب الوطني في اختيار مرشحية‏.‏ واسقط الشعب بإرادته الحرة شعارات الاخوان الوهمية ومحاولتهم الاتجار بالدين وخلطه بالسياسة ولم يحظ تنظيم الاخوان بما كان يأمل أو يتوقع‏,‏ وخرج من مولد الانتخابات شبه خالي الوفاضي‏..‏
وخاض المرشحون من الاحزاب والمستقلون البالغ عددهم‏5058‏ مرشحا ومرشحة الانتخابات علي جميع المقاعد بما فيها كوتة المرأة في جميع المحافظات تحت الاشراف القضائي للجنة العليا للانتخابات وباشر‏2286‏ قاضيا مسئولياتهم في الاشراف علي اللجان والفرز واعلان النتائج في الدوائر العامة‏.‏ والتزمت الشرطة بالحيدة التامة واقتصر دورهم علي تأمين الانتخابات وضمان ادلاء الناخبين باصواتهم في سهولة ويسر ودون تدخل في فعاليات العملية الانتخابية وتصدوا فقط للخروج عن الشرعية‏.‏ ولا شك ان المجلس القادم وهو اكبر برلمان في تاريخ مصر سيكون تعبيرا حرا لإرادة الشعب لتحقيق اماله في الاستقرار والتنمية الشاملة ولأول مرة ترتفع نسبة تمثيل المرأة في مجلس الشعب الي‏12%‏ من عدد الاعضاء‏.‏ والنساء قادمات بنوعية وكفاءة عالية واداء متميز في البرلمان‏.‏
ومن القراءة السريعة لنتائج الجولة الأولي من الانتخابات نري ان الحزب الوطني قد حصد‏209‏ مقاعد وينافس في الاعادة يوم الاحد علي‏244‏ مقعدا‏.‏ وحصد الوفد‏4‏ مقاعد وفاز كل من الغد والتجمع والعدالة بمقعد واحد‏.‏ وفاز الوطني في كوتة المرأة بـ‏32‏ مقعدا من الجولة الأولي‏.‏ وحقق الدكتور فتحي سرور فوزا ساحقا في دائرة السيدة زينب يؤهله للعودة لرئاسة مجلس الشعب الجديد في دورته القادمة اذا اختارته الهيئة البرلمانية للحزب‏.‏ وحقق كل من الدكتور زكريا عزمي والدكتور مفيد شهاب والمهندس أحمد عز فوزا ساحقا في دوائرهم‏.‏ وكذلك كل من الوزراء اللواء عبدالسلام محجوب والمهندس سامح فهمي والدكتور يوسف بطرس غالي والسيد أمين أباظة والدكتور علي مصلحي والدكتور نصر علام والسيدة فايزة ابوالنجا والدكتور سيد مشعل‏.‏ وحقق فوزا ساحقا كل من محمد ابوالعينين وامال عثمان وعبدالعزيز مصطفي وطارق طلعت مصطفي ومنصور عامر وهشام مصطفي خليل وعبدالعظيم الباسل وسعد الجمال وشرين فؤاد ومحمود خميس ود‏.‏ زينب رضوان ويحيي عزمي وهاني ابوريده ومحمد المرشدي وحسين مجاور وامين مبارك والحسيني ابوقمر وعفت السادات وفاروق القرص والدكتور احمد سامح ومحمد عودة والدكتورة مؤمنة كامل والدكتورة مديحة خطاب وخالد خيري وغيرهم كثيرون‏.‏ وفاز حزب الوفد بـ‏3‏ مقاعد وكل من احزاب الغد والتجمع والعدالة بمقعد واحد ولم يفز أي مرشحي‏12‏ حزبا خاضوا الانتخابات بأي مقعد‏.‏ كما لم يفز أي من اعضاء المحظورة بأي مقعد في هذه الجولة‏.‏ وخسر من الحزب الوطني والمعارضة والمستقلين من الجولة الأولي كل من مصطفي بكري والبدري فرغلي وسعد عبود وحمدين صباحي ومحمد أنور السادات وحمدي حسن وسعد الكتاتني واكرم الشاعر وجمال زهران والدكتور مصطفي السعيد والدكتر شريف عمر وعمر الطاهر وسيد جوهر ونشأت القصاص وعلاء عبدالمنعم ومحمد العمدة وكمال أحمد ومنير فخري عبدالنور ومني مكرم عبيد‏.‏

0 comments :

إرسال تعليق