بإخلاص خلينا نتفرج .. !

الجمهورية

بقلم:عاصم بسيوني

انتهت أشرس انتخابات في تاريخ البرلمان وسط انتقادات لاذعة وتكهنات بعدم استمرار المجلس الجديد لفقدان الشرعية وفق مزاعم المعارضة بالذات لأنها انسحبت في انتخابات الاعادة لوضع الحكومة في حرج أو في فراغ دستوري باعتبار أن أغلب المقاعد لنواب الحزب الحاكم وأن مئات الدعاوي المرفوعة والمنظورة حاليا أمام القضاء والمحكمة الادارية العليا لم يتم حسمها بعد.. ناسين ان مجلس الشعب سيد قراره!
فقد دعا الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات إلي حل مجلس الشعب الجديد مطالبا الرئيس مبارك بإصدار قرار الحل بعد الطعون الكثيرة والخطيرة التي تحاصره وتهدد مشروعيته كما اقترح الائتلاف وتعد ما ذكرته جريدة الوفد بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تتمتع باحترام ومكانة في المجتمع لتقصي الحقائق حول الانتخابات التي معها تم اهدار معايير الشفافية بعد إلغاء الإشراف القضائي واستبداله بلجنة عليا للانتخابات محدودة الصلاحيات والأمر تعدي ذلك بكثير فقد أقام محمد أنور السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية بالتعاون مع مكتب الاستشارات القانونية الدولية بهولندا دعوي جنائية أمام المحكمة الدولية ضد رموز الحزب الحاكم لمسئوليتهم عن إدارة أعمال التزوير واتهامه بافساد الحياة السياسية في مصر والتي أدت إلي اكتساح الحزب الوطني للمقاعد حيث حصل علي 419 مقعدا وحده في حين لم تحصل الأحزاب غير المنسحبة إلا علي 15. ناهيك عن المرشحين الأربعة في الدوائر التي ألغيت في كفر الشيخ.
عموماً علينا ألا نسبق الأحداث وألا ننصر فريقا علي آخر فالكلمة الأخيرة للقضاء وإنا لمنتظرون. المهم ألا نشرك أطرافا أخري خارجية لأنها ستزيد من إشعال الحرائق داخليا. في الوقت الذي نحن فيه أحوج إلي الاستقرار والأمان علي أنفسنا. كي نتفرغ لبناء هذا الوطن الباقي للأبد. فنحن زائلون. وكل شيء ممكن تداركه إذا ما أنصتنا إلي صوت العقل واحتكمنا لضمائرنا وتركنا الأمور للقضاء النزيه المشهود له بالكفاة. فالغلبان أو المواطن البسيط لا يهمه البرلمان مع أو ضد للأغلبية أم للأقلية يهمه المصلحة العليا والارتقاء بمستواه المادي وتوفير كل ما يلزمه لمواجهة شظف العيش والدليل ما قاله بعض البسطاء ماذا أخذنا من المجلس المنصرم عندما كانت هناك مجموعة ال 88 للإخوان وماذا أخذنا من المجالس السابقة كل الذي يهمنا هو التشريعات التي ستجئ لنا بالخير. مع الأخذ في الاعتبار وهذا هو الأهم ألا وهو المصلحة الشخصية للنائب المتمتع بالحصانة فالنائب دفع "دم قلبه" لأجل هذا بفلوسه وهذا هو مربط الفرس. أما الشرعية أو غير الشرعية فهذا لا يهمنا وإنما يهم الكبار وسيد قراره. المهم ألا نقع ضحية الصراعات ولا يهمنا في النهاية سوي لقمة العيش.
نترك معارك البرلمان لندخل في فضائح طالت دولا ورموزا أظهرها لنا موقع ويكيليكس حيث يقوم يوميا بنشر وثائق سرية أمريكية بلغت حوالي ربع مليون وثيقة فيها "اللي قلبك يحبه" المهم لم تطل مصر وهذا ما يهمني كوطني غيور علي بلده. وكل ما تم تسريبه علي الموقع يجعلني أرفع رأسي عاليا لان الوثائق أكدت ان سياستنا ليست بوجهين كما هو الحال في أغلب الدول. فقد تمت تبرئة ساحة مصر من كل افتراء بعدما كثرت الأقاويل والتلميحات ولكن الحمد لله "جات لوحدها" أما الذين "علي رأسهم بطحة" فهم الأكثر ارتعادا وخوفا من أن تطالهم الوثائق والتي حتي الآن لا أعرف ما الهدف منها وكيف تم سرقتها ولمصلحة من؟.. عموما الأيام المقبلة ستكشف ذلك خاصة بعدما قام صاحب الموقع جوليان أسانج وهو استرالي الجنسية الذي وصفه بعض المسئولين الأمريكيين بأنه إرهابي يحظي بقدرات تكنولوجية عالية. كونه تمكن من نشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية والتي كان الكثير منها مصنفا علي انه سري للغاية.
صراحة فتح ويكيليكس النار أو باب جهنم علي مصراعيه ونزع ورقة التوت من علي عورات الكثير من الدول أولها أمريكا وإن كانت كذلك بدليل محاولة المسئولين فيها التمييع أو التقليل من تأثير تلك الفضائح علي علاقتها بالدول الأخري. وهنا أذكر مقولة لوزير دفاعها الذي قال: تهمنا مصلحتنا فعلا قاتنا بالدول لا تعرف العواطف. وهذا يعني أن هناك شبهة أو رائحة غدر من أمريكا لبعض الحلفاء كورقة ضغط فيما بعد باعتبار أنه "ياما في الجراب يا حاوي" والدليل ان ويكيليكس سبق ان نشر وثائق سرية عما يحدث في أفغانستان والعراق. مما يؤكد وجود مؤامرة ولن نسبق الأحداث وخلينا نشوف ونتفرج الدنيا فيها ايه ما الذي يجري حولنا؟ وأيضا كي نتعرف علي ما يدور خلف الكواليس في مطابخ السياسة القذرة في العالم والتي لا تعرف الرحمة بقدر المصلحة التي تؤمن بها واشنطن وتل أبيب وتعتبرها نهجا لا يمكن الحيد عنه وإلا ما استمرت إسرائيل في احتلال أرض عربية عنوة وإلا ما ظلت الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم الآمرة الناهية والتي تفعل ما يحلو لها طالما سيزيد من سيطرتها علي مقدرات العالم ولا يهمها انتخابات مجلس الشعب في مصر أو غيرها أو فضائح ويكيليكس واللي يعيش ياما هيشوف وخلينا نتفرج!!
** وأخيراً:
* فاز من فاز ورسب من رسب في انتخابات مجلس الشعب.. المهم الأداء.
* في المجلس الجديد.. هل ستختفي الاستجوابات والاستعواض عنها بطلبات الاحاطة في اللجان في ظل أغلبية نواب الحزب الحاكم.. مجرد سؤال؟
* موقع ويكيليكس يواصل فضائحه.. يا خوفي من السكتة القلبية من المفاجآت.
* اعترف الموقع بأن قطر تستخدم قناة الجزيرة لابتزاز مصر.
* الحكومة تستعين بخبراء لصد هجوم أسماك القرش المفترسة علي شواطئ شرم الشيخ.. المهم النتيجة قبل فوات الأوان.
* اعترف حاخامات يهود بأن الله عاقب إسرائيل بالحرائق لأنها أبادت الفلسطينين وسلمت سيناء للمصريين!!
* خلصنا من أزمة الدقيق لنقع في أزمة السكر.. ربنا يستر.

0 comments :

إرسال تعليق