الرمل والساحل ودمياط وبنى سويف والرئيسية.. أبرز الدوائر الساخنة في الإنتخابات

الاهرام

هشام عبد اللطيف

يلاحظ المتابع لخط سير الدعاية الانتخابية خلال الفترة الماضية، أن السخونة الحقيقية على مقاعد مجلس الشعب، ستقتصر على عدد كبير من المقاعد التي يتنافس فيها مرشحو جماعة الإخوان المسلمين مع مرشحي الحزب الوطني، فضلا عن بعض الدوائر التي تشتد فيها السخونة بين مستقلين ووطني.
والملاحظ أيضا أن المنافسة بين الطرفين الأخيرين يمكن أن تقف عند حد التصريحات والتجريحات والاتهامات المتبادلة، بينما في التنافس بين الإخوان والوطني فإن العنف السياسى قد يكون هو سيد الموقف. ولا تخلو المسألة من خلاف أو تنافس سياسى بين مرشحى الوطنى أنفسهم، فى الدوائر التى يوجد بها أكثر من مرشح وطنى على المقعد الواحد.
من أسخن الدوائر التي قد تشهد تكسيرا مبكرا للعظام السياسية هى الدوائر التى يتنافس فيها مرشحو الوطني مع الإخوان ويتوقع أن يشتد العنف فيها خلال التصويت وعقب إعلان النتائج، هي دائرة الرمل فى الإسكندرية، حيث اشتعلت المنافسة مؤخرا وبشكل غير مسبوق وارتكبت فيها أحداث عنف من قبل أنصار مرشح الإخوان على مقعد الفئات. ففى هذه الدائرة قام أنصار المرشح صبحي صالح، الذى يرغب فى اقتناص هذا المقعد من عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية، برشق الشرطة بالحجارة، مما جعل قوات الأمن تطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، كما ألقي القبض على عدد كبير منهم، وتسببت تلك الأحداث في تكدير الأمن لعدة أيام هناك.
أما دائرة محرم بك بالأسكندرية فالتنافس فيها بين 6 مرشحين منقسمين لفئات وعمال وينافس فيها الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية على مقعد الفئات ، ماجدة عبد السلام بالمعاش وعبد المنعم تمراز طبيب حر. ولا يتوقع أن يحدث فيها أي عنف، حيث يرى المراقبون أن الدائرة ستكون محسومة للوزير شهاب على مقعد الفئات لعدم شعبية منافسيه، فيما ستكون المنافسة شرسة على مقعد العمال، بين فتحى عبد اللطيف النائب الحالى ورئيس اتحاد العمال بالإسكندرية، والسيد غنيوة نجل رجب غنيوة النائب السابق عن الدائرة والذى فقد المقعد بوفاته الدورة السابقة. ويعتبر أنصار السيد غنيوة حصولهم على مقعد البرلمان ثأرا يلزمهم باستعادة المقعد لعائلة غنيوة الذى اقتنصه منهم فتحى عبد اللطيف أثناء الانتخابات التكميلية فى الدورة البرلمانية الماضية ، والذى خلا بوفاة النائب رجب غنيوة.
بتتبع الدوائر التي شهدت أحداث عنف خلال فترة الدعاية والمؤتمرات الانتخابية، يمكن القول أن محافظة بني سويف مع الأسكندرية في المواجهات والمصادمات التي وقعت قبل يومين بين أنصار مرشح إخواني والشرطة ، حيث أصيب ٨ جنود من قوات الأمن المركزى، أثناء فض مسيرة انتخابية لتأييد عبدالعظيم الشرقاوى مرشح الإخوان على مقعد الفئات بدائرة مدينة ناصر ببنى سويف، كما أصيب ١٥ من أنصار المرشح أثناء المسيرة بعد إلقاء قنابل مسيلة للدموع، واستخدام العصى والهراوات فى تفريقهم، وقام أنصار المرشح بإلقاء الحجارة على قوات الأمن المركزى، واشتبكوا معها بدعوى أن قوات الأمن منعتهم من إكمال مسيرتهم فيما أكدت المصادر الأمنية أن المرشح لم يحصل على تصريح من الأمن بالمسيرة وتولت النيابة التحقيق في الواقعة.
لازلنا في بني سويف، حيث شهدت دائرة الواسطى مناوشات عنيفة بين أنصار أحمد الريدي، مرشح الحزب الوطني على مقعد الفئات وأنصار مرشح الإخوان محمد شاكر الديب على المقعد نفسه، قبل بدء الانتخابات بيوم واحد واستخدمت أسلحة بيضاء ونارية بين الطرفين وتمت السيطرة على الأمر بصعوبة ولا يزال الموقف يبدو محتقنا ويتوقع تصاعده أثناء عملية التصويت.


وتعتبر قرية ميدوم بدائرة الواسطى من أكثر المناطق سخونةً، ومن المتوقَّع أن تشهد أحداث عنف بسبب تعصب أهل القرية، إلى جانب وجود تكتل كبير للإخوان بالقرية.
من الدوائر التي قد تشهد منافسة شرسة أيضا دائرة بندر المنيا ، حيث تتنافس بها ٣ تيارات سياسية على مقعد الفئات متمثلة في الدكتور محمد سعد الكتاتنى، نائب الإخوان ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة، والقيادي المخضرم الدكتور وجيه شكرى، عن حزب التجمع ، ومرشح الحزب الوطنى اللواء شادى أبوالعلا. وشهدت تلك الدائرة اشتباكات عنيفة منذ أيام بين أنصار مرشحى الإخوان والوطني واتهم الأول أنصار الثانى بمحاولة قتله خلال جولة انتخابية وتم إرسال ملف القضية للنيابة للتحقيق ، فيما يتربص أنصار كل مرشح لأنصار المرشح الآخر للانتقام يوم الانتخابات.
على غير العادة وقعت بعض أحداث العنف في دمياط المعروفة بالهدوء النسبى فى مثل هذه الأحوال، حيث تعرض منذ أيام جمال الزيني النائب الحالي لدائرة الزرقا ومرشح الحزب الوطني عن مقعد الفئات و50 من أنصاره لإصابات مختلفة أثناء مرور موكبه الانتخابي بإحدى القرى في الدائرة، عندما قذفه أنصار مرشح الوفد عمران مجاهد بالحجارة ووقعت اشتباكات بين الطرفين ، أدت إلي تحطيم 3 سيارات، وتم نقل "الزيني" وأنصاره من المصابين إلي المستشفي التخصصي بدمياط لتلقي العلاج. ومن المتوقع أن تكون المنافسة شديدة بين الطرفين يوم الانتخابات .
من أسخن الدوائر التي يتوقع تتزايد فيها ملامح الدائرة السادسة بمحافظة قنا "دائرة الرئيسية" التابعة لمركز نجع حمادي والتى يغلب عليها الطابع القبلى، فتنافس أبناء العمومة من أبناء عائلة الهمامية أكبر عائلات الهوارة يثير القلق بين أهالى الدائرة خوفا من تجدد أحداث العنف التى شهدتها الدائرة نفسها فى انتخابات 1995 . وراح ضحيتها نجل أحد المرشحين وقتها ونجل شقيقه وإصابة عدد كبير من أبناء الدائرة. لذلك أطلق عليها دائرة الدم والنار وهو مالم يحدث من قبل تقريبا، فمن المعروف أن كل قبيلة تخوض الانتخابات بمرشح من أبنائها تدعمه وتقف وراءه وتحرص على انجاحه. وفى هذه الانتخابات يتنافس عدد كبير من أبناء قبيلة الهمامية والعرب على المقعد نفسه.
تشتد المنافسة فى دائرة الرئيسية بنجع حمادى بين أربعة مرشحين للوطني وهم النائب الحالى اللواء عمر الطاهر وابن عمه العميد طارق رسلان الذى له شعبية كبيرة وسط أبناء دائرته وهشام الشعينى النائب الحالى وأحد أبناء قبيلة العرب والذى يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء عائلته، بالإضافة إلى العمدة سيد المنوفى الذى أجبرت شعبيته الحزب على ضمه ليخوض الانتخابات على قوائم الوطنى، وينافس بقوة مرشحى الوطنى اللواء خالد خلف الله، والذى يعتمد فى ترشيحه على الخدمات الذى قدمها لأبناء دائرته، وكذلك على التأييد المشترك بين قبائل العرب والهوارة من أبناء دائرته.
من دوائر السخونة والعنف إلى دوائر المنافسة الشرسة الناعمة. فعلى رأس تلك الدوائر حلوان والصراع فيها شديد منذ أول أيام الترشح بين الدكتور سيد مشعل وزير الانتاج الحربى مرشح الحزب الوطني على مقعد الفئات بالدائرة والذي يعتمد على قوته كوزير والخدمات الذى يتيح له منصبه تلبيتها لأبناء الدائرة وعلى أصوات عمال شركات الحديد والصلب، وبين والنائب مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع والمرشح المستقل على المقد نفسه والذي يعتمد على أحقيته بالمقعد الذي يشغله حاليا ويعتمد على أصوات أبناء الصعيد الذين ينتشرون في مناطق حلوان والمعصرة. وتشتد المعركة سخونة يوم الانتخابات بوجود المرشح الإخواني المحمدي عبد المقصود على مقعد العمال بالدائرة ووقوف أنصار الإخوان خلفه بقوة.
في دائرة الساحل بالقاهرة يتوقع منافسة شرسة وحرب تصريحات واتهامات بين مرشح الإخوان والنائب الحالي على مقعد الفئات بالدائرة حازم فاروق وطاهر أبو زيد مرشح حزب الوفد ، فيما يرى البعض عدم دخول مرشحي الوطني على مقعدي الفئات والعمال مجال التنافس تاركين المعركة تنهك أنصار مرشحي الإخوان والوفد فيما ستكون النتيجة لصالح مرشحي الوطني بما لهما من علاقات قوية وتربيطات في الدائرة وخدمات قدماها للناخبين.
في دائرة مدينة نصر يرجح البعض أن تكون المنافسة حامية بين المهندس سامح فهمي وزير البترول مرشح الحزب الوطني على مقعد الفئات و الدكتورة منال أبو الحسن، أستاذة الإعلام ومرشحة جماعة الإخوان المسلمين على المقعد نفسه، إلا أنه لن تكون هناك أحداث عنف في الدائرة، نظرا لضمان الوزير شعبيته وتحركاته في الدائرة لحصوله على المقعد وتصويت الناخبين له، بينما يتوقع البعض أن تكون المنافسة أشد سخونة على مقعد العمال بالدائرة بين النائب عصام مختار، عضو الكلتة البرلمانية للإخوان والمرشح في الانتخابات المقبلة وبين مرشح الوطني على المقعد نفسه توفيق عبد السلام، فيما يرى مراقبون أنه قد يكون الفوز في الدائرة من نصيب فهمي بالفئات ومختار بالعمال ومنع التنافس والتطاحن بين الجماعة والحزب.
في دائرة عابدين والموسكي ستكون المنافسة شرسة وساخنة بين طلعت القواس، النائب السابق على مقعد الفئات بالدائرة ومرشح الحزب الوطنى على المقعد نفسه في انتخابات مجلس الشعب، وبين جمال حنفى، نائب جماعة الإخوان المسلمين الحالى، ومرشحها على المقعد نفسه، حيث يرى مرشح الوطني أن معركته مع المرشح الإخواني ثأرا قديما منذ انتخابات 2005.
ودائرة الدرب الأحمر ستشهد منافسة شرسة بين علاء عبد المنعم مرشح حزب الوفد على مقعد الفئات ومرشح الحزب الوطنى أحمد شيحة على ، بعد تبادل الاتهامات مؤخرا بين المرشحين وأنصارهما وتبادل محاضر الشرطة بينهما بوجود تهديدات بالقتل من قبل الطرفين.
الدكتور محمد البلتاجي مرشح الإخوان على مقعد الفئات بدائرة قسم أول شبرا الخيمة في القليوبية وجمال زهران المرشح المستقل على مقعد الفئات بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة، يشعلان المنافسة في تلك الدائرة ، حيث اعتاد الناخبان هناك عدم التصويت لمرشحي الحزب الوطني مما يجعل الحزب غاية في القلق على مرشحيه بهاتين الدائرتين.
من الدوائر العائلية الساخنة في انتخابات الأحد هي دائرة تلا بالمنوفية، حيث يواجه محمد أنور السادات المرشح المستقل على مقعد الفئات بعد تغيير صفته من عمال إلى فئات، شقيقه عفت السادات مرشح الحزب الوطني، وإعلان محمد أنور السادات أن الحكومة تريد إحراجه مع شقيقه بتغيير صفته ليتواجهان معا ولكنه لن يتنازل عن مقعده.ف يما يرى المراقبون أن أغلب الدوائر التي يترشح بها وزراء لا يوجد تقريبا منافسون حقيقيون، سواء من الأحزاب أو الإخوان على المقاعد نفسها، وربما تكون هذه الدوائر محسومة سلفا للوزراء وستتميز تلك الدوائر بالهدوء على عكس ما يظن البعض بأنها ستكون ساخنة.

0 comments :

إرسال تعليق