من قتل عبدالناصر؟

قنبلة هيكل الأخيرة حول قهوة السادات المسمومة أعادت السؤال مجدداً :

ابنة الزعيم اتهمت السادات بقتل والدها وعوقبت بالغرامة لغياب الأدلة
أنور عصمت: شهود الواقعة ليسوا على قيد الحياة ليذكروا لنا حقيقة الرواية
نبيل زكي: شهادة هيكل تأخرت 40 عاماً وما يقوله الآن عبث لا طائل منه

الراية

مجدي أبوالليل

يبدو أن ملف اتهام الرئيس السادات باغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر سيظل مفتوحا رغم غياب دليل قاطع على ذلك يؤكد صحة الادعاءات.

فقد سبق للدكتورة هدى جمال عبدالناصر ان قالت علنا وليس سرا انها تشك في ان السادات هو من قام بقتل والدها لكنها لا تملك دليلا دامغا على ذلك سوى ان كل سياسات السادات منذ توليه الحكم كانت معادية لابيها مما يؤكد الشكوك ويبث الظنون لديها.

ومع عدم قدرة هدى عبدالناصر على توثيق اتهامها للسادات بقتل والدها قضت المحكمة بتغريمها 100 الف جنيه في دعوى رفعتها رقية ابنة السادات بسبب هذا الاتهام غير ان هدى عبدالناصر منذ ايام وفي رمضان الماضي عندما سؤلت في احد البرامج عن هذه الغرامة قالت انها دفعتها لكنها لا تزال عند رأيها وما زالت تعتقد أن السادات ربما يكون قد تورط في قتل عبدالناصر.


واليوم يعود ملف اغتيال السادات للزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلى السطح من جديد بعد ان روى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل رواية جديدة تشكك في ان السادات ربما يكون سمم عبدالناصر من خلال فنجان قهوة اعده له قبل وفاته بثلاثة ايام بفندق النيل هيلتون بالقاهرة.

حيث قال هيكل في الحلقة التي بثتها قناة الجزيرة يوم الخميس الماضي في برنامج تجربة حياة ان هناك شكوكا اتجهت نحو الرئيس السادات إلا أن ذلك غير مقبول وهو كان شاهدا على الواقعة وقد حدثت في نهاية ايام مؤتمر القمة الذي جمع الحكام العرب عام 1970 وكانت الايام بكاملها في فندق هيلتون القاهرة في الاسبوع الاخير قبل رحيل جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970 وانه قبل ثلاثة ايام من وفاة عبدالناصر وفي جناحه بالفندق دار حوار بين عبدالناصر وياسر عرفات وقد بدا في حديثه ضيق وانفعال وهو يتكلم مع ياسر عرفات قبل الذهاب إلى الجلسة الختامية وكان يقف معهما السادات وهيكل الذي يضيف ان السادات هنا طلب من الرئيس عبدالناصر ان يخفف من انفعاله قائلا "ياريس انت محتاج فنجان قهوة وانا ح اعملهولك بإيدي".

ويضيف هيكل ان السادات دخل بالفعل المطبخ المرفق بالجناح وعمل فنجان القهوة لكنه اخرج محمد داود المسؤول عن مطبخ الرئيس عبدالناصر وعمل فنجان القهوة وقدمه بنفسه امامي وشربه عبدالناصر.

ويقول هيكل ان البعض رتب أو يمكن ان يرتب على هذه الواقعة ان السادات وضع السم في القهوة تنفيذا أو مشاركة في مؤامرة من اجل قتل جمال عبدالناصر خاصة انه كان مستهدفا بالاغتيال في مختلف المراحل على يد قوى من الداخل مثل الاخوان المسلمين اكثر من مرة ومن الخارج من جهات إسرائيلية وامريكية وبريطانية وفرنسية مرات ومرات.

كما ان الوثائق كلها تؤكد رغبة إسرائيلية امريكية متصاعدة في التخلص من جمال عبدالناصر بطريقة أو اخرى وبالسم كما تحدد بعض هذه الوثائق خاصة مع مدى النجاح غير المتوقع في اعادة بناء الجيش المصري بعد النكسة ونتائج حرب الاستنزاف التي وصلت ذروتها واتمام حائط الصواريخ على الجبهة خلال بضع ساعات قبيل وقف إطلاق النار على اساس مبادرة روجرز في أغسطس 1970 .

يضيف هيكل قائلا لقد خطر لي لاول مرة احتمال أن تكون وفاة جمال عبدالناصر غير طبيعية في يوم الرحيل ذاته وقد بحث طويلا عبر سنوات هو وغيره في الأمر على أعتبار ان تكون الوفاة تمت بفعل فاعل وانه يستطيع الآن القول بأنه لا يستبعد ذلك ولكن في الوقت نفسه لا يوجد دليل قاطع يمكن لاحد ان يتيقن من خلاله.

وفيما يتعلق بقهوة السادات يرى هيكل انه لا يستطيع ان يتصور أو يتخيل انه يمكن للسادات ان يقدم على مثل ذلك الفعل لأسباب كثيرة اخلاقية وانسانية وعاطفية.

ومع رواية هيكل التي اطلقها مؤخرا حول فنجان قهوة السادات الذي قام بإعداده بنفسه للرئيس جمال عبدالناصر قبل وفاته بثلاثة ايام عاد الجدل من الجديد حول دور السادات في اغتيال عبدالناصر ومدى صحة الوقائع التي تروى خاصة انها وقائع فردية لا يوجد شهود عيان عليها ولا يمكن تصديقها أو أخذها كما هي دون تمحيص وبحث وتدقيق خاصة ان هيكل لا تربطه علاقة طيبة بالسادات وسبق أن ألف عنه كتاب خريف الغضب ونال منه ومن سمعته واصله وفصله وتصرفاته، كما ان رواية هيكل التي ينفي فيها امكانية قيام السادات بتسميم عبدالناصر تطرح العديد من الاسئلة وعلامات الاستفهام، لماذا ذكر هيكل ان السادات طلب من محمد داود المسئول عن مطبخ الرئيس الخروج من المطبخ.

وإذا كان هيكل يعلم ببراءة السادات لماذا يذكر هذه الواقعة والتي تزيد من الشكوك وتثير الجدل حول دور السادات في اغتيال عبدالناصر

من جانبها تقدمت رقية السادات ابنة الرئيس الراحل محمد انور السادات ببلاغ للنائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود تطالب فيه بالتحقيق في اقوال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بدعوى انه اثار الشكوك حول امكانية ان يكون الرئيس الراحل محمد انور السادات وضع السم للرئيس جمال عبدالناصر في القهوة التي أعدها له قبل وفاة الأخير بثلاثة أيام.

واتهمت رقية السادات الكاتب محمد حسنين هيكل بسب وقذف والدها بترديد مقولات من شأنها الايحاء بقيام والدها بتسميم الرئيس جمال عبدالناصر مما أدى لوفاته. واضافت انه طالما ان هيكل يعلم ببراءة والدها فلماذا يردد ما يسىء إلى سمعته مضيفة انه سبق لابنة الرئيس جمال عبدالناصر ان اتهمت والدها بقتل عبدالناصر وقضت محكمة جنوب القاهرة بتغريم هدى بتعويض قدره 150 ألف جنيه لتشويه صورة السادات دون دليل كما ان السادات لم يكن السفرجي الخاص بعبد الناصر ليعد له فنجانا من القهوة.

يعلق الكاتب نبيل زكي على كلام هيكل قائلا لماذا يعود هيكل بعد 40 عاماً على وفاة جمال عبدالناصر ليقول هذا الكلام لماذا لم يقله بعد الوفاة مباشرة واذا كانت معلومة ان هناك فنجان قهوة قام السادات بإعداده للرئيس جمال عبدالناصر وهو ليس واثقاً إن كان به سم ام لا فمن الواجب على كاتب كبير في حجمه ألا يرددها أو يرويها خاصة انه لا يوجد أي شهود على هذه الواقعة وهي بلا معنى ولا قيمة وتحسب على انها زلة لسان لهيكل بهدف الاثارة ولفت الانظار إلى ما يقدمه على قناة الجزيرة واثارة الاهتمام حوله وان لم يكن ذلك فما هو الغرض من هذا الكلام غير الموثق وغير الحقيقي والهدف من إثارته بعد 40 عاما مضت على وفاة عبدالناصر. ويضيف زكي أن ما يثيره هيكل مجرد هواجس لا يصح لرجل إعلامي كبير غير واثق منها ان يرددها وفي ذلك عبث وجب على اسرة الرئيس السادات ان تتصدى له وتقاضيه إذا كان هو يتبرأ في تشويه سمعة وصورة السادات أمام الناس.

ومن جانبه قال أنور عصمت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل انور السادات ان كلام هيكل حول القهوة التي اعدها السادات لعبدالناصر كلام ممجوج وان عبدالناصر مات في بيته بين ابنائه وأطبائه شهدوا بأن وفاته طبيعية وقد أكد بذلك طبيبه علي الصاوي.


ويضيف السادات ان محمد حسنين هيكل سوف يظل يكره السادات مدى حياته لانه أنهى أسطورة الصحفي الأوحد بالنسبة له ومن باب أولى ان يتحمس هيكل لفتح ملف من قتل السادات ان كان منصفا ولا يكن أي كره شخصي للرئيس السادات ولكن ما يقوله هيكل هو تخاريف العمر والغضب.

0 comments :

إرسال تعليق