الاقباط المتحدون
بقلم: أنور عصمت السادات
ما أحلى أن تمزج الكلمات الرقيقة بإحساس صادق ومشاعر تفيض بالتواضع والتسامح وحب هذا الوطن وتنأى بنفسها عن الغش والنفاق ويجد فيها الفرد خليطاً متوائماً مع ما يدور بداخله من قضايا وأفكار وأحاسيس فذلك النهج هوأقصرالطرق وأقربها للوصول إلى قلوب الناس.
وبعودة سريعة إلى صفحات التاريخ نجد أنه ,,,,,,ومنذ قرابة حوالى أربعة عشر قرناً من الزمان .فى ظل عصور الجاهلية ( قبل بزوغ فجر الإسلام) وحين نزل القرآن متحدياً العرب أهل الفصاحة والبلاغة فأعجزهم جميعاً وهو ما دفع " الوليد بن المغيرة" العدو الألد للإسلام لأن يقول عن القرآن( إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه ) بل إن القرآن خاطب النفس الإنسانية وأخبرها بمكنوناتها فكان أقرب للوصول إلى قلوب الناس وسيظل إلى قيام الساعة.
بدايةً ,,,,,, شتان ما بين الإسلوب القرآنى وإسلوب البشرفى أى جانب أو أن أشبه خطاب القرآن للنفوس بخطاب البشر بعضهم إلى بعض ,فنحن نتعلم من القرآن- لذا فتلك المقدمة إنما أردت أن أستخلص منها فائدة واحدة وهى أن" صدق القرآن فى خطاب النفس كان إحدى السبل التى أدت إلى تصديق البشرلدعوة الإسلام لكى يقرب إلى الأذهان ما أريد أن أقول وهو أن " الصدق أيسر الطرق للوصول إلى القلوب"
ولما كانت الحياة السياسية تفرض قيوداً ما عند الحديث تجعل البعض من رجالها ينأى عن سرد كل الحقائق من أجل أن يظهر بصورة ما أو يبتعد عن الخوض فى أمورما قد تدخله فى خلافات ومشكلات وقد تفقده مكاسب شخصية وعلاقات وصداقات ثؤثر على عمله أونشاطه.
ولما كان نجل الرئيس علاء مبارك بعيداً عن دائرة السياسة وتنحت عنه قيودها كانت أحاديثه ومداخلاته التليفونية عبر شاشات التليفزيون عقب أحداث مباراة مصر والجزائر التى أقيمت بالسودان تبدو وكأنها صادرة من شخص تلقائى تجرد من كونه ابن الرئيس وتحدث بروح المواطن المصرى الغيورعلى بلده وأهله. ونقل بصدق ما شاهده من أحداث جزائرية مؤسفة وقعت بالسودان وقال كل ما أراد الناس أن يقولوه فكان حديثه مباشراً وصريحاً وحظى بالإعجاب.
وقبل أن أكمل حديثى,,,,,, أحب أن يكون الجميع على علم بأن تلك الكلمات العذبة التى سردتها فى شخص الأخ / علاء مبارك والتى تبدو كأنها واحدة من قصائد المدح الرفيع لا أبغى من ورائها أية أهداف ولست من محترفى سياسة " المصالح" ولا أريد أن أتعلمها,, لكنى أكتب بمداد قلمى كمواطن أحب أن يعبر عن إستحسانه لشئ فأمسك بقلمه وأخذ يكتب.
عموماً والأهم أن الظهورالمفاجئ لعلاء مبارك وتناوله لهذا الحدث الرياضى جعلنا نتساءل ,,,,, أين كان قبل ذلك ومجتمعه الذى يعيش فيه ملئ بالفوضى والفساد؟ أين كان وكرامة المصرى تهدر فى بلده وتنتهك حقوقه؟ وما موقفه من مشكلات البسطاء وطائفة الشباب التى تعانى ولا يلتفت إليها أحد وكادت أن تفقد إنتمائها لهذا الوطن؟
وهل كانت كلمات علاء مبارك صادقة ومعبرة عن شعور حقيقى لأنه عاش ليوم واحد مع الشعب ورأى بعينه ما يحدث لأشقاءه المصريين ؟ وهل كان موقفه سيتغير إذا لم يشارك ويرى ما حدث رأى العين؟ إلى جانب أسئلة كثيرة تنطوى داخل عقولنا ولن يتسع بى المقام لذكرها. وعلى ذلك فإننى أدعوه لأن يتفاعل ويشارك فى مجالات وأنشطة المجتمع ولست أعنى بالضرورة المجال السياسى ولتكن مشاركته فى النشاط الإجتماعى أو الثقافى أو غيره كما يحب. وطالما أنه يحظى بالقبول فسوف يكون ذلك دافعاً له على التقدم والنجاح ,,,,, أعلم أنه مبتعد عن عالم الأضواء وكاميرات التليفزيون نادر الظهور ومتعفف عن ذلك ,,,لكن. أرى أن عليه أن يجرب الخوض والمشاركة الفعالة فى مجالات المجتمع ليرى معاناة الشعب على حقيقتها فهل هو مستعد لأن يشارك ويتحمل؟
و نشرت ايضا فى
البشائر بتاريخ 1-12-2009
0 comments :
إرسال تعليق