الوفد
تقرير - أبو زيد كمال الدين
بعد 57 عاماً من قيام الضباط بحكم مصر في عام 1952، أكد قيادات الأحزاب المصرية أن حركة الضباط لم تنجز أهم أهدافها، وأهم ما كان يجب عليها القيام به وهو الديمقراطية، وأكدت القيادات أن الضباط لم يقدموا لمصر إلا اخراج الانجليز، وفي الوقت نفسه قضوا علي فكرة الديمقراطية وهدموا الحياة الحزبية في مصر. القيادات أكدت أن حركة الضباط لم يتبق منها إلا سراب كبير بعد أن تلاشت كل المبادئ التي أقاموا عليها حركتهم ولم يبق منها شيء الآن. أكد عصام شيحة - المستشار القانوني لحزب الوفد، عضو الهيئة العليا - أنه لم يتبق من ثورة يوليو بعد 57 عاما من قيامها إلا مجرد سراب. وأشار إلي أن الثورة قامت علي 6 مبادئ لم يتحقق منها في الظاهر سوي هدفين هما القضاء علي الاستعمار وأعوانه وذلك طبقاً لاتفاقية 1936 والتي نصت علي رحيل الانجليز في عام 1956، إضافة إلي بناء جيش مصري قوي. وشدد شيحه علي أن ثورة يوليو فشلت في تحقيق الهدف الرئيسي والأهم من قيامها والذي يتمثل في بناء نظام ديمقراطي والذي مازال حتي الآن بعد مرور 57 عاماً حلماً يراود المصريين، حيث سارعت الثورة بعد قيامها بحل الأحزاب وأثبت التاريخ أن الاخوان المسلمين هو التنظيم الوحيد الذي ساند قادة الثورة في فكرة حل الأحزاب والتي لم تعد إلا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بمقتضي القانون رقم 40 لعام 77. وأضاف: أن الثورة نادت بالعدالة الاجتماعية، ولكن اليوم نجد أن أقل من 10٪ من المصريين هم الذين يتحكمون في الثروة والسلطة في حين يعاني باقي الشعب من الفقر المدقع حتي أنه لا يجد رغيف الخبز الحاف، كما نجد أن الثورة نادت بمجانية التعليم، وأصبحت مصر تعاني في الوقت الراهن من أمية الخريجين في حين كان قبل الثورة لدي مصر علماء ومفكرون في جميع العلوم والفنون شهد العالم بأكمله بعبقريتهم المطلقة. وقال شيحة: إن ثورة يوليو كان لها انجازات ولكن علي الجانب الآخر فاقت سلبياتها ما حققته من انجازات وذلك بشهادة أهلها في صحيفة "الوفد". وأكد عصام شيحة أن الثورة قامت بفكر ولكنها انقلبت علي نفسها وأخطأت خطأ تاريخيا تمثل في عدم عودة الضباط الي ثكناتهم العسكرية، كما طالبهم النحاس باشا وزعيمها اللواء محمد نجيب، مشيراً إلي أنه في الذكري الـ 57 لثورة يوليو يجب أن نتذكر أن الديمقراطية والحرية والليبرالية هي الخيارات الوحيدة أمام المصريين للخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه مصر. من جانبه أكد عبد العزيز النحاس - المستشار الإعلامي للوفد، عضو الهيئة العليا - أنه لم يتحقق من مبادئ ثورة يوليو سوي الاستقلال وجلاء القوات البريطانية أما باقي المبادئ التي قامت عليها الثورة فقد حدث عكسها خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان، مشيرا إلي أن الحياة السياسية في مصر قبل الثورة كانت تشهد حراكا سياسيا وتحررا فكريا بدليل التعددية الحزبية التي كانت موجودة في هذا الوقت، اضافة الي أن البرلمانات التي وجدت قبل ثورة يوليو كانت تعبر عن رأي المواطن المصري واختياراته، كما أن دستور 1923 كان الدستور الوحيد الذي رفع سيادة الأمة وجعلها في المقام الأول. وقال النحاس: لقد انقلبت كل هذه الأوضاع بعد قيام ثورة يوليو وأصبحت البرلمانات التي اعقبتها مزورة لا تعبر عن رأي المواطن المصري، كما أن الدساتير التي اعقبت الثورة كانت ترسخ السلطة في يد الحاكم وترفعه عن مستوي المسئولية وتجعله فوق الجميع. وأشار إلي أن مصر لم تشهد منذ ثورة يوليو أي تغييرات ديمقراطية، والتغيير الملحوظ يمكن أن نختصره في حرية الإعلام فقط، وهي حرية ارتبطت كلياً بالتطور التكنولوجي الذي شهده العالم كله. وأكد عبد العزيز النحاس أن الحزب الوطني يسير علي منهج خلط الدولة بالحزب حتي أصبح الحزب والدولة وجهين لعملة واحدة وهذا هو بيت الداء ومكمن الجمود السياسي الذي تشهده مصر. وحذر النحاس قادة الحزب الوطني من الاستمرار في هذا الخلط الذي يمثل خطورة متناهية علي المستقبل المصري لأن الطريق الآمن لمصر يتمثل في التعددية الحزبية ووجود فرصة حقيقية للأحزاب بحيث يكون هناك تنافس حقيقي بينها من خلال فرص متساوية وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بدستور جديد يحدد الخطوط العريضة للحياة السياسية في مصر. من جانبه أكد حسين عبد الرازق - القيادي بحزب التجمع- أن ثورة يوليو عملت علي تحقيق مبادئها خلال فترة الخمسينيات والستينيات ولكنها فشلت في تحقيق الهدف الأسمي من قيامها وهو إقامة حياة ديمقراطية في مصر. وقال عبد الرازق: لقد انتهت مبادئ الثورة وانجازاتها في حقبة السبعينيات بسبب فشلها في تحقيق الديمقراطية حيث بدأت الأمور تعود إلي أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة وأدي غياب الديمقراطية إلي انهاء الانجازات الاجتماعية والاقتصادية التي حققتها ثورة يوليو عام 1952. وأشار إلي أن الحزب الوطني الحاكم لم يكن ليوجد إلا بانتهاء ثورة 1952 وتآكل جميع مبادئها، حيث ولد الحزب الوطني الحاكم وهو معاد للديمقراطية ومنحاز لرجال الأعمال منذ نشأته والتي وصلت لأقصاها في الوقت الحالي حيث أصبح في مصر رأسمالية طفيلية متوحشة أقامت تزاوجاً بين السلطة والثروة. وقال أنور عصمت السادات - وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية - إن ثورة يوليو فشلت في تحقيق الديمقراطية للمصريين واتخذت منهجا ديكتاتوريا منذ نشأتها، مشيراً الي أن هذا الفشل قضي علي ما حققته الثورة من انجازات علي مستوي العدالة الاجتماعية. وأضاف السادات: أن مصر بحاجة الي ثورة جديدة تحقق الديمقراطية للمصريين وتكسر احتكارات الحزب الحاكم الذي احتكر السلطة والثروة وقرار الشعب المصري. وقال: ان الحزب الوطني قضي علي انجازات الثورة وزاد في مساوئها التي وجدت مع قيامها، والتي تمثلت في تجميد الحياة السياسية وإلغاء الاحزاب وقيام الحزب الواحد الذي احتكر القرار والحياة في مصر.
0 comments :
إرسال تعليق