عفواً لاستعارة هذا العنوان من الروائي المصري الاستاذ سعد مكاوي -رحمه الله- عن الأوضاع الحالية للحياة العامة المصرية تستدعي إلي الأذهان ذكريات وعناوين لكتب وروايات مصرية قديمة، ولكنها ذات قيمة أدبية عالية.. السائرون نياما هو وصف ما نحن عليه الآن من تراخ، وتسيب، وإهمال، في أدق مظاهر الحياة، وتراكم سلبيات علي مدي عشرات السنين، كان لابد لها أن تؤدي في النهاية إلي كوارث، مثل حادث العبارة. السائرون نياماً، هو حال كبار المسئولين في مواقع -من المفترض- أنها مواقع اتخاذ القرار، ولكن أين القرار؟ إذا كانوا نياماً، ولكنهم سائرون ويمشون ويتقلدون المواقع القيادية بالأقدمية أو بأية وسيلة وأي سلوك، ولا نكتشف هشاشتهم وقلة حيلتهم طالما لا يوجد حدث أو موقف أو قضية، وحتي إذا كان هناك قضية فيكون رد الفعل إما متأخراً جداً أو بعد أخذ الإذن من الأعلي ومن السلطة التي وضعته في المكان القيادي الذي يرأسه ولا تكون أبداً بمبادئه وتطوع منه. قد يكون هذا مقبولاً ويمكن أن يمر دون تعليق أواستفهام أو سؤال، ولكن عندما يتطلب الموقف اتخاذ قرار ويعقب القرار اتخاذ فعل، هنا تتوقف مسئوليته حتي يأخذ الإذن، والموافقة، ولمن ينسب الفعل ويتم (الشو) وسيكون من نصيب من؟ ومن أي جهة؟ للظهور، بمظهر البطل. حتي الطموح الذي هو من المفروض أنه موجود في النفس البشرية وطبيعية للشخص الطبيعي، غير موجود، قتلوه، طموح أن يكون بطلاً قومياً بعمل يقصد به الصالح العام كإنقاذ مئات الغرقي بمبادرة منه، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين الوضعية وضارباً برأي كل من هم أعلي منه وامتلاك زمام الأمور، لا يستغله حين تتيح له الظروف ذلك، أو يقدم علي هذا الطموح ويحققه، لا يفعله، موت النخوة وموت الشهامة وافتقاد المبادأة عنده أفضل من أن يتخذ موقفاً قد يجعله بطلاً قومياً وشخصية أسطورية وذلك مقابل أن يستمر فيما هو فيه ويترقي ويسير نائما، غير عابئ بمن حوله!! السائر نائماً. نجاحات الرجال في مصر معروفة واختيارهم لتولي مسئوليات ذات طابع قيادي لاتخاذ القرار علي رقبته وتحت مسئوليته معروفون جيداً للجميع، ولو تولي أحدهم منصبا في إدارة الأزمات لكان نجاحه مضموناً، وبأفكار جديدة، وسيظهر في تفادي منصب في إدارة الكوارث واتخاذ القرار الصائب في لحظة. السائرون نياماً والمتغاضون عن الأخطاء الواضحة أمامهم واللاهون وراء اكتناز المال ووراء المناصب وتأمين حياتهم وحياة أحفادهم، سيأتي اليوم الذي يتولي فيه شباب ناضج وفاهم ليفضحهم ويكشف المستور الذي يختبئون خلفه حين يختفي هذا المستور من الوجود. حيث تكلمت عن علاقات وصداقات مشبوهة في حادث غرق العبارة السلام 98، طلب مني دليل!!.. والآن وبعد سلسلة من الأحداث والتحقيقات هل مازلتم تبحثون عن دليل؟؟ دليل علي ماذا؟ علي فساد إجراءات وتسهيلات علي حساب أكثر من ألف جثة مواطن مصري!! اتقوا الله
.. يرحمكم الله.
.. يرحمكم الله.
و نشرت ايضا فى
الدستور بتاريخ 1-3-2006
أنور عصمت السادات
0 comments :
إرسال تعليق