طبقا لتعليمات السيد الرئيس الجهاز الاداري

الوفد

الكل متفق علي ان الخط السياسي الجديد في المرحلة القادمة هو التركيز علي مشاكل البطالة .. والكل متفق علي هذا والكل متفق ايضا علي ضرورة الإصلاح السياسي ابتدءا من الإصلاح الدستوري وحتى الإصلاح الاداري في الجهاز الحكومي وضرورة وضع قوانين محاسبة صارمة للاجهزة التنفيذية القائمة علي المراقبة ..
و حتى تختفى لغة و لهجة طبقا لتعليمات السيد الرئيس !! التى دأب جميع المسئولين صغارا و كبارا على ترديدها عند الادلاء بأى بيان أو تصريح للاعلام حتى يسمعه الريس و يرضى عنه – و هو فى غنى عنها و عن سماع مثل تلك المداهنة الرخيصة ..
فانه يجب تغير السلوك الفردي للقادة الإداريين في تنفيذ ما هو مطلوب منهم و أعطائهم الثقة فى أنفسهم و قدراتهم على الابداع .. و حتي لا تتكرر مأساة العبارة .. من تواكل و استهتار و عدم الثقة بالنفس و عدم القدرة على أتخاذ قرار دون الرجوع للريس !! وضرورة التدقيق في أختيار قادة ورؤساء المصالح الحكومية من بين الشباب النقى و ليس شباب أولاد الصفوة و شباب لجنة السياسيات و أصحاب النفوذ والسلطة .. فهم لا قرار لهم و لا فكر ، فهم مساقون لتنفيذ تعليمات من عينوهم . و حتى يمكننا الاستفادة من طموح و فكر هؤلاء الشباب النقى السباق فى تطبيق الاساليب الحديثة فى العمل الفعلي و اتساع نطاق تطبيق الافكار الجديدة لهؤلاء الشباب . في الجهاز الاداري و الخدمي للدولة ..
وحيث لا يوجد مشروع قومي عملاق تتبناه الدولة ويعرضه ويصيغه رئيس الدولة ويتبناه رئيس الحكومة و يحث ويشجع المواطنين والمؤسسات علي انتهاجه فأني اري ان اتخاذ سبيل الاصلاح الاداري هدف قومي ملح الان .. لما له من اثار ايجابية .. في حالة نجاحه ..
الإدارة هي مفتاح النجاح لكل مشروع .. ولا يخفي علينا ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تنجح في برنامجها الفضائي و الهبوط فوق سطح القمر الا بعد نجاحها في تثبيت الجهاز الاداري لمشروع الفضاء .. ومثل آخر من بلدنا .. عبور خط برليف ( حرب أكتوبر 73) لم يقدر لها النجاح بعد استكمال منظومة الجهاز الاداري للجيش المصري وجهاز الامداد الفني والاداري قبل واثناء الحرب ..
فلا أقل اليوم من ان نعتبر اصلاح الجهاز الاداري بالدولة هو المشرووع القومي لنا .. بداية بإصلاح القوانين الإدارية التي عفا عليها الزمن ..
بعض القوانين الادارية التي لم تتغير من عصر محمد علي للان !! والأمثلة كثيرة في دواوين الحكومة.. ويعرفها جيدا من يتعاملون مع الاستمارات .. استمارات المرتبات وبدلات السفر.. وأيضا يعرفها جيدا .. مهندسين وخبراء المعامل .. في التوحيد القياسي لبعض أجهزة الضغط الجوي .. واستخداماتها المتعددة فأنها تخضع لقياسات موحدة منذ عصر محمد علي ..
والأمثلة كثيرة علي تخلف اللوائح الحكومية التي تحكم التعامل مع الطرود البريدية ومع قوانين أخطار المهن وبدلاتها .
و المجال مفتوح و متسع للباحثين و الشباب للتغير للأفضل فى عدد كبير من حياتنا اليومية و تعاملاتنا مع الجهاز الإدارى للدولة و الشعب الان متلهف لتلك التغيرات المطلوبة وقد يصمت او يسكت قليلا.. ولكن تحت الرماد نار وحقد دفين سينفجر من أضعف نقطة في الغلاف الخارجي لمنظومة المجتمع بكافة فئاته .. وقد تكون تلك النقطة هي التدني الاقتصادي والاجتماعي والوصول الي مرحلة الجوع والفقر .. عندها ستنفجر القشرة والغلاف الذي صنعة المرتزقه و المستفيدين من تواجد تلك الرموز والانظمة واللوائح .التي تحكم وتتحكم في مصير ومعيشة الملايين من الشعب الصابر .

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل
asadat@link.net
Asadat@democraticfront.org
ت : 4184919 فاكس 4185069

0 comments :

إرسال تعليق