أنصار الحلم

المصرى اليوم

بقلم جمال بخيت

يتوافدون كالمدد المضىء.. من خلال رنين المحمول.. من خلال رسالة بريد إلكترونى.. من خلال فاكس المصرى اليوم.. من خلال تليفون مجلة صباح الخير.. من خلال رسالة بريد موقعة بالمعنى الكبير والخط البسيط «نحن معكم».

مؤسسة صحفية شابة كـ«المصرى اليوم».. يتقدمها العزيز مجدى الجلاد تتواصل مع مؤسسة صحفية عريقة جداً كروزاليوسف يقودها المخضرم كرم جبر.. مع مجلة صباح الخير بتوقيع الصديق رشاد كامل.

من أجل قيادة حملة لموضوع كنا نظن لزمن طويل أنه ثقيل على الناس.. «العلم».

فقد دأب الإعلام طويلاً -ولايزال- على اعتبار العلم صحراء جرداء يعيش فيها أشخاص ثقيلو الظل يوصفون بأنهم علماء.

كما أصر الفن -والسينما خصوصاً- على ترويج صورة العالم.. باعتباره شخصاً فقد نصف عقله على الأقل!! ومن الضرورى أن يرتدى نظارة سميكة لأنه فقد نصف بصره أيضاً!!

وهو بالتالى شخص فقير الحال رث المظهر يعيش أهله فى ضنك بسبب إصراره -غير المبرر- على أن يكون عالماً!!

لقد تخلى الإعلام أخيراً عن لعب دور المستهين بالعلم.. المستهزئ بالعلماء.. وها نحن أمام رؤية جديدة.. وانطلاقة رائدة تقدم العلم باعتباره مانشيتاً.. عنواناً صحفياً يلهب الحماس والخيال.. وتفرد له الصفحات التى نتمنى أن تزيد لتصل إلى عدد الصفحات المفرودة للاعبى الكرة.

هل هى فورة حماس.. فورة انتماء.. فورة ندم على ما فات نعود بعدها إلى سابق عهد النفور والتنفير من العلم والعلماء؟!

لا أظن..

فقد وصل بنا الضعف منتهاه.. وبتنا مهددين بالفناء.. أصبحنا فى ذيل قائمة البشرية..

والاكتشاف المدوى الذى وصل إلى الجميع.. أصغرنا وأكبرنا.. قاصينا ودانينا.. إن انقطاع الصلة بيننا وبين العلم والعلماء.. هو سر المأساة الرهيبة التى باتت تسيطر على جميع مناحى حياتنا.

اقتصادنا.. وسياستنا، تعليمنا.. وصناعتنا، زراعتنا وإعلامنا، هويتنا.. وفنوننا.

حتى علاقتنا بالدين.. صارت تتواطأ علناً مع مفردات الجهل!!

أجمل من موقف الإعلام.. هو موقف هؤلاء المصريين وفى مقدمتهم محمد سعد شبلول هذا الذى أرسل لى خطاباً على عنوان «المصرى اليوم».. وبداخله ورقة بعشرة جنيهات وبخط لا ينقصه القلق يكتب ورقة صغيرة يقول فيها «إنى أشارك فى هذا الحلم الجميل بهذا المبلغ البسيط.. وأن فقر الحال.. مأساتى».

والله يا صديقى إنك لغنى بموقفك الحضارى المتشبث بالأمل.. ووالله إنك لأغنى من أصحاب مليارات تصرفوا على أنهم لم يسمعوا بنا!!

أرسل هذا الفقير الجميل جنيهاته العشر بالرغم من أننا سجلنا أكثر من مرة وشددنا على أننا لا نتلقى أموالاً بل فقط نتلقى التزاماً أدبياً بالتبرع للمشروع حين يكتمل شكله القانونى.

ومن محمد سعد شبلول إلى حزب الإصلاح والتنمية ووكيل المؤسسين أنور عصمت السادات الذى يشع صوته بالحماس عبر التليفون وهو يصر على الخبر المعلن فى عدد الثلاثاء الماضى من «المصرى اليوم».. مائة فدان فى سيناء يتبرع بها مؤسسو الحزب.. يا له من عنوان.

سيناء أول أرض يهبط على أرضها حلم العلم!!

الإعلام المرئى بوجهه المتألق بابتسامة منى الشاذلى وإعداد محمد ناصر.. على شاشة دريم.. يفرد المساحة.. لكى نلتقى.. الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد ولبيب السباعى المناضل من أجل تعليم أفضل فى مصر المحروسة.. وشخصى المتواضع، نفتح القلوب.. ونتلقى التعابير الطازجة من أهل المحبة «اتبرع بدمى».. «اتبرع بنص معاشى».. «اتبرع وأوصى أولادى بأن يستمروا من بعدى».

ما أجملكم يا حماة فضيلة الحضارة والتحضر.. ما أجدركم بتحقيق عشرات الأحلام.

عشرات المواقع على الإنترنت تتبادل الدعوة من أجل المساندة والتواصل.. جوجل والفيس بوك تزينهما حماسة الشباب المصرى لحلم جديد على الأسماع.. اسمه حلم العلم.

د.هانى هلال.. وزير التعليم العالى والبحث العلمى يهاتفنى بعد نشر المقال الأول فى الحملة.. داعياً إلى فنجان قهوة، وبعد نشر المقال الثانى يدعونى للقاء حضره معى محمد الهوارى (واحد من أبناء كتيبة المصرى اليوم المتميزة..) يصرح الوزير «نحن معكم إن أردتمونا معكم وبالصيغة التى ترتضونها».

انطباعى أن الوزير يتعمد أن يطمئننا أن الحكومة مع المشروع دون رغبة فى الهيمنة عليه.. باعتباره جهداً شعبياً متميزاً يستحق المساندة والتشجيع.. ويصب فى مصلحة مصر دولة وشعباً وحكومة.

كثيرة هى الأسماء.. وكثيرة رؤاهم وتوقعاتهم يشمرون بسمو عن سواعد الإبداع.. محمد عطية مهندس مدنى.. انجى (تجارة دمياط)، رانيا فهمى (ناشطة علمية)!!، لواء مجدى دياب (مؤسسة جمعية نزع الألغام)، المهندسة نورا مصطفى، صالح غنيم مدير شركة نابسكو بالمعادى، الدكتور محمد كريم.. مصرى مقيم فى أمريكا، المهندس هيثم الحريرى، وائل على بشركة مترو، طبيب الأسنان د.محمد سامح الشاعر، مجدى صادق استشارى نظم المعلومات، إيهاب قاسم وكيل المحافظ المساعد..

البنك المركزى المصرى، السيدة ميرفت الهرميل حرم المرحوم اللواء بجاتو، د.ياسر شلبى - نيويورك، أشرف أمين المحرر العلمى بالأهرام.. وكذلك أحمد عيد من شباب الجبهة الديمقراطية وله قصة سوف نرويها.. و«شباب صح» مجموعة من أبناء كلية طب جامعة الإسكندرية ولهم فى رقبتى تواصل لابد أن أقوم به.

0 comments :

إرسال تعليق