حتى إشعار آخر

جبهة انقاذ مصر

ان اختيار الشعوب لحكامهم مراَة لثقافتهم و مواقفهم الداخلية ... و ما أسفرت عنه الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة باختيار حزب يميني متشدد ليس الا انعكاس لقناعات الرأي العام الاسرائيلي و تأكيد لفكره المتطرف .. الرافض للسلام و التعايش في المنطقة , و دليل على استمراره في طريق العنف و تفويض مفتوح لحكومته لابادة جنس بأكمله .

لقد أصبحنا أمام مجتمع – حكومة و شعبا – يرفض السلام و يتبنى المواقف العنصرية ... يراهن على الانقسام و الضعف العربي , و يشجع على مواصلة تهجير الفلسطينين من أراضي 48 لتصبح اسرائيل دولة قاصرة على اليهود , و يهيئ الظروف لانتشار و استكمال المشروع الاستيطاني الصهيوني و التهويد في الضفة الغربية و القدس !!

ما نراه الان صورة لارادة شعب – الشعب الاسرائيلي – التي تسير الأمور و تحكم الاختيار و تدير دفة الاحداث , شعب مشارك و فاعل في السياسة الاسرائيلية الداخلية و الخارجية و لا يصغي الى أي كان ... سوى لصوت مصلحته و أمنه .

اذا في ظل التشرذم العربي على مستوى الحكومات و انعدام اي خيارات عسكرية – على الأقل في الجيل الحالي – و الفضاء الاعلامي المفتوح ... يبدو أن السبيل الوحيد للتأثير في الحكومات الاسرائيلية لن يكون الا عن طريق تحرك شعبي و أهلي و مدني يصل للمواطن الاسرائيلي المهموم بأمنه و استقراره ... الذي ضغط على حكومته لايقاف الحرب على حزب الله في لبنان – عندما وجد أنه سيخسر منها أكثر مما سيجنيه من مكاسب ... في حين لم يستطع أي طرف أخر دولي أو اقليمي التأثير في قرار الة الحرب العسكرية الاسرائيلية ... كما حدث خلال الحرب على غزة ... لقناعة مواطنيهم بهذه الحرب و وقوفهم وراء جنرالاتهم !!

إن نتيجة الانتخابات الاسرائيلية دليل على تقصير من جانبنا في غزو المجتمع الاسرائيلي ... أولا في التواصل مع الاحزاب السياسية العربية في اسرائيل ... التي لها تمثيل في الكنيست الاسرائيلي و تحتاج منا الى دعم و تأييد لتستطيع الوقوف في وجه القرارات الاسرائيلية المتطرفة ... ثم تقصير في التواصل مع الحركات الاسرائيلية التي تدعو للسلام و التي تستطيع التأثير في الرأي العام الاسرائيلي لايقاف نزيف الدم !!

فالآن و حتي إشعار آخر لن يوقف إسرائيل الا إسرائيل نفسها

نشرت ايضا" :
عرب تايم 26-2-2009
الدستور 28-2-2009
نهضة مصر 1-3-2009


أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية

0 comments :

إرسال تعليق