الدستور
أنور عصمت السادات
دعوة أتوجه بها لكل الوطنيين المصريين بوجه عام أيا كان انتماؤهم السياسي والحزبي، كما أتوجه بها علي وجه الخصوص لمختلف قوي المعارضة التي تتخذ موقف المتفرج أو المشاهد الصامت علي ما يحدث علي الساحة السياسية المصرية دون الالتفاف حول مواقف ثابتة ومحاولة القيام بدور فعال ومؤثر في واقعنا الحالي - قد تكون هناك مواقف فردية جادة أو أخري من المعارضة - ولكنها غير كافية لبوادر التغيير.
والآن والجميع يفكرون ويقلبون الاحتمالات في أذهانهم في الأمر الأكثر أهمية والأعظم شأنا لمستقبل الوطن ألا وهو إلي من ستؤول الرئاسة بعد الرئيس مبارك - بعد عمر طويل - والزمن يسابقنا فلم تبق سوي سنوات ثلاث علي أكثر تقدير علي ألا يحدث أمر جلل - فنحن الآن مضطرون إلي أن نسابق الزمن حتي لا تفاجئنا الأقدار وتنتهي مدة الرئاسة الحالية دون أن نستعد واقعياً وجدياً لهذا الموقف الذي سيفرض علينا شئنا أم أبينا - لأن أحد تلك الاحتمالات هو توريث الحكم الذي أصاب المواطنين بالهلع والخوف بمن فيهم أبناء الحزب الوطني الحاكم ذاته خشية أن نرتد إلي عصر ما قبل الثورة، إن هذا الاحتمال الذي ظهر علي السطح بقوة من عدة سنوات مضت قد أثار كثيراً من الشكوك والظنون، البعض أعلن عنها بصوت عال والآخرون تحدثوا بلا صوت.. لذا فالدعوة الآن واجبة وضرورية للجميع ولجميع الأطياف السياسية وعلي رأسها المعارضة للم الشمل واستحضار الذاكرة بالرجوع إلي ما أعلنته «الجبهة الوطنية للتغيير» في أواخر عام 2005، والتي تضمنت في وثيقتها وجوب أن يحظي الرئيس القادم بشرعية شعبية إضافة إلي الشرعية الدستورية، فهذه الوثيقة المشتركة لعموم المعارضة صدرت بصورة جماعية لبلورة المواقف الفردية لمختلف القوي والتي أعلنتها مسبقا.. إن الدعوة الآن عاجلة ومهمة للغاية لجبهة المعارضة الشاملة أن تكون شريكاً فاعلاً في عملية اختيار الرئيس القادم.
أما المصارحة فموجهة إلي السيد جمال مبارك.. واجبي الآن أن أخاطبك من أجل مصر ووفاء لها وأحسبك عند حسن ظني بك.. هناك تخوف ورفض شعبي كبير لحظوتك السياسية ووضعك الدستوري.. ألم تصلك الرسائل الشعبية والتي أصبحت علانية في الصحف والمجلات والفضائيات، فضلا عن أحاديث الناس في المقاهي والنوادي والشارع المصري؟! الكل يرفض «ولي العهد» حتي ولو كان أسلوب الولاية دستورياً، ومهما حاولت الآن تجميل الصورة بالحديث عن العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر فأين كنت من قبل ؟!.. إذا كنت قد عقدت العزم علي تولي الحكم خلفا لوالدك - رغم وعودك بالنفي - تأكد أن ذلك سيصيب الشعب بصدمة وينتج عنه تصدع في بنيان الدولة وانتماء شبابها المكافح وحينها ستكون مصر فريسة لتكالب التيارات المختلفة علي السلطة ويتولاها من لا يصلح.
تواجدك بالمشهد السياسي ووضعك في الصدارة علي مستوي الحزب الوطني والتفاف رجال الأعمال من الأصدقاء حولك ليصبح زواج المال بالسلطة زواجا شرعيا تباركه لهم.. هذا الزواج الذي أفرز الكثير من قضايا الفساد والاحتكار والقتل.. الكل يتصارع في التقرب إليك كأنك نائب الرئيس.. ارفع الحرج عن والدك ولا تقض علي تاريخه الطويل لأن الشعب لا يتذكر وقتها إلا من كسر إرادته، التراجع بهدوء مسئولية تحسب لك والعمل الاجتماعي والإنساني واسع ويحتمل الكثير وجمعية «جيل المستقبل» بكل امتيازاتها خير شاهد علي ذلك.
و نشرت ايضا فى
البديل بتاريخ 18-10-2008
0 comments :
إرسال تعليق