القصاص العادل

شبكة محيط

أنور عصمت السادات

أكدت مرارا و عن يقين على ضرورة منح شباب مصر مساحة مناسبة من الحرية لممارسة حقوقهم الدستورية و المشاركة الايجابية في الحياة العامة سياسيا و فكريا و ابداعيا و فتح السبيل أمامهم لادراك دورهم بوعى سلوكى و أخلاقى منضبط من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة و على وجه الخصوص مفهوم الحرية الشخصية الذي لا يجب أن يتجاهل حرية الآخر و كامل حقوقه فى مبادئه و أختياراته و ميوله و اتجاهاته طالما كانت مشروعة و لا تتعدى على حرية الآخرين .

ان ذلك يمثل اشارة واضحة للتوجه بالحماية لشبابنا من خطر الوقوع فريسة الفراغ و من ثم التخبط الذي يزين لهم أدوار البطولة على مسرح النسيان الذى شيده المسئولين فأدى الي استهتارهم بقيم المجتمع و التعدى على الحرمات و الحريات بأسلوب فج لما وجدوا أنفسهم ظلال بلا شخوص فتجمدت أواصرهم و تكبلت بداخلهم روح الانسانية و الشهامة و سكنت ضمائرهم تبعا لسكون ضمير المجتمع من حولهم و عدم النظر بقناعة صادقة لضرورة مشاركتهم في ابداء الرأى و حل قضايا المجتمع خاصة تحت وطأة ظروف الكساد و الغلاء و نسبة البطالة المرتفعة بشقيها الظاهرى العام و المقنعة و التى هى محور مشاكل شبابنا فنجد بعض منهم أصبح جناه من خلال جرائم " التحرش الجنسى " رغم أنهم جميعا مجنى عليهم.

إن ما حدث مؤخرا في منطقة المهندسين كان نتيجة تعبير مجموعة من شباب المناطق الشعبية عن فرحتهم بأيام العيد ... فلنا أن نتخيل اذا عبر هؤلاء الشباب في نفس المنطقة عن غضبهم نتيجة الظروف القاسية عليهم و عوزهم المادى ؟! و ماذا أكبر من التحرش الجنسي و انهيار قيم المجتمع .

يتوجب علينا الآن أن نبدأ فورا بتلافى تلك السلبية سواء كانت تصرف فردى أم كانت ظاهرة بأن يقوم المشرع عند مناقشة مشروع القانون الجديد بتغليظ العقوبة على أن تدرج عبارة " التحرش الجنسى " صراحة بنص المواد و عدم تخفيف العقوبة تحت أى ظرف .

و على الرغم من المناظرات الاعلامية بين فريق " سى السيد " الذي يلقى المسئولية على عاتق الفتيات لاسلوب تربية بعض الاسر لهم مع الحرية الزائدة – و لهم فى ذلك سند أخلاقى و رفضهم لتبرج السيدات و بين منظمات حقوق المرأة حيث أجمعوا على مبدأ عدم التعرض و التعدى على حرية الفتيات لأى مبرر كان و حملوا الشباب مسئولية " التحرش " كاملة مستندين على الفكر الديني " غض البصر " كما يؤكدوا أن الأمر أصبح ظاهرة بينما خالفهم الرأى علماء المركز القومى للبحوث الأجتماعية و الجنائية بأنها حالات فردية ... من جانبى لست مع أو ضد هذا الفريق أو ذاك لأن الأختلاف خلاق لايجاد الحلول و لو ان الأمر يحتاج الي دراسة متأنية لنصل الي نتائج ايجابية .

أحييى المواطنة / نهى رشدى علي شجاعتها و تحطيم حاجز الخوف و المطالبة علنيا بالقصاص العادل رغم عادات الأسر المصرية و تقاليدها بعدم السماح للفتيات بالبوح لما يتعرضون له من تحرش أو الألتجاء للجهات المسئولة لكون ذلك يمثل فضيحة تعيب الفتاة و أسرتها ... نهى أنارت الطريق للمسئولين للبحث عن الأسباب – و التى هى لا تخفى على أحد – لوضع الحلول الجذرية انقاذا لشبابنا من الضياع.


عضو المجلس المصري للشئون الخارجية
asadat@link.net

0 comments :

إرسال تعليق