الوقت
القاهرة ـ كارم يحيى
يبحث الحزب الوطني الحاكم في مصر مقترحات لتخصيص مقاعد للمرأة في البرلمان، و ذلك في سياق نظام انتخابي جديد كان قد أشار إليه الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف، وهو نظام انتخابي من المتوقع إقراره قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة في العام .2010
ويثير مثل هذا النظام الانتخابي مخاوف معارضين من تعزيز سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان.
وقالت القيادية في الحزب الحاكم سلوى شعراوي ان الخطوط العريضة لتوجهات حزبها هي تخصيص مقاعد للنساء على ان تكون هذه المقاعد مؤقتة حتى تستطيع المرأة من إثبات ذاتها في العمل السياسي والبرلماني وان تقوى على التنافس مع الرجال للوصول الى البرلمان.
وتحتل المرأة في البرلمان الآن ثمانية مقاعد تشكل نحو 2 في المئة فقط من إجمالي مقاعد مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)، وذلك بعد نحو النصف قرن من دخول النساء الى البرلمان في العام .1957
وكان تطبيق نظام الحصة المخصصة للنساء (الكوتا) في وقت سابق قد رفع من تمثيل المرأة في البرلمان. وفي العام 1979 وصلت 35 سيدة الى مجلس الشعب و ارتفع الرقم الى 36 سيدة في انتخابات العام .1984 ومع إلغاء نظام الكوتا انخفض عدد النساء في البرلمان الى 18 سيدة منهن أربع معينات بقرار رئاسي. و اتجه المنحنى الى الهبوط لاحقا في برلمان العام 1990 حيث انخفض عدد المنتخبات الى سبع نائبات مع تعيين ثلاث سيدات. وفي برلمان العام 1995 حصدت المرأة خمسة مقاعد بالانتخاب وأربعة بالتعيين.
وطالبت السيدة شعراوي في ندوة رعتها مؤسسة عالم واحد الحقوقية بالقاهرة بنظام انتخابي عادل يضمن تمثيل المصريين كافة. واقترحت قائمة قومية للمرشحات تجمع عليها الأحزاب الرئيسية التي تخوض الانتخابات.
ودعمت القيادية بحزب ''الوفد'' الليبرالي منى القرشي خيار ''الكوتا'' وأشارت إلى أن تطبيق مثل هذا النظام في كل من الأردن و المغرب وتونس والعراق أسهم في رفع تمثيل المرأة بالبرلمان.
غير ان القيادية بحزب ''التجمع اليساري'' أمينة النقاش حذرت من تعديل قانون الانتخابات بليل وفي الخفاء قبل طرحه لنقاش مجتمعي عام. ورأت ان نظام ''الكوتا'' يؤجل الجهد المطلوب لتدريب المرأة على خوض المعارك الانتخابية وحذرت من هكذا نظام من شأنه فقط ''تزيين المشهد السياسي ليس إلا''. وشددت السيدة النقاش على ان اعتماد نظام الكوتا في الملابسات السياسية المصرية قد يؤدي الى تكريس احتكار الحزب الحاكم للأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان. وأكدت على ان هكذا نظام ليس هو الأمثل في الحالة المصرية. وبدلا من ذلك اقترحت السيدة النقاش نظاما يقوم على القائمة النسبية مع إلزام الأحزاب قانونا بوضع المرأة في مواقع متقدمة على قوائمها.
التخوف من إصدار قانون انتخابي بين يوم وليلة يعزز هيمنة الحزب الحاكم على البرلمان عبر عنه أيضا النائب المستقل السابق ''محمد عصمت السادات''. وقال ''القانون الانتخابي المرتقب سوف يخرج سريعا دون ان يعلم عنه احد شيئا باستثناء فئة قليلة''.
ويذكر ان المستقلين كانوا قد حصدوا حصة كبيرة في الانتخابات البرلمانية الماضية العام .2005 ومن ضمن هذه الحصة حصد الاخوان المسلمون خمس مقاعد البرلمان دفعة واحدة. ويعتقد المراقبون أن أي تعديل في النظام الانتخابي يعتمده الحزب الحاكم سوف يسعي الى التضييق على فرص المستقلين والإخوان
0 comments :
إرسال تعليق