المصريون
أنور عصمت السادات
" هذا المكان بيكره العارفين " بيت في قصيدة شاعرنا العظيم عبد الرحمن الأبنودي خطر علي بالي بمجرد أن قمت بتصفح بعض المواقع الالكترونية لحكومتنا المصرية عندما أردت أن أعرف ما هو تواجد الحكومة المصرية علي شبكة الانترنت في ظل عصر العولمة و ال الفيس بوك .
تحت الإنشاء هي رسالة موقع رئاسة الجمهورية www.presidency.gov.eg فحينما تبحث عنه بمحرك البحث جوجل تجد موقعا في غاية القدم من حيث العمر و غير ملائم للواقع ولم يتم تحديثه منذ يناير ٢٠٠۸ .
أما الموقع الالكتروني لمجلس الوزراء www.egyptiancabinet.gov.eg فحدث و لا حرج ... فإذا قمت بتصفح محتويات الموقع تحت بند أهم المواقع لوجدت الحزب الوطني الديمقراطي تحت بند الأحزاب السياسية... هل لا يوجد أحزاب أخري في مصر ؟!! و ماذا عن الثلاثة و عشرين حزب الموجودين بمصر و الذين يمارسون نشاطهم السياسي و لم يتم تجميدهم بعد ... لقد وصل التهميش السياسي إلي الفضاء السيبيري...
و إذا أردت أن تتطلع علي أهم الأخبار علي الموقع قد يصادفك أيضا عنوان مثل " التنسيق بين الحكومة و الحزب للسياسات المستقبلية " و تتساءل أي حزب الذي من المفترض أنه واحد و معروف حيث دخول " أل التعريف " علي الكلمة و عند قراءتك لفحوى الخبر ستجد أنه الحزب الوطني ... و ماذا عن دور الأحزاب في السياسات المستقبلية ؟!
كان علي الحكومة - التي أعطت لنفسها لقب " الحكومة الالكترونية " مما جعلنا نعتقد أننا أمام مواقع حكومية الكترونية تمتاز بقوة الأداء و الشفافية و صورة عن الواقع السياسي الذي نعيشه – أن تلتزم بالديمقراطية و الشفافية و أن تقوم بتهيئة هذا المناخ الديمقراطي علي صفحتها الالكترونية و أن تتيح فرص عادلة لكل الأحزاب لأن تعبر عن نفسها طالما أنها شرعية حتي تجمعهم مع الحزب الحاكم محاولات الإصلاح ... فالانفصال و التهميش السياسي يشتت الفكر و الجهد و يقطع الأوصال فيؤثر بالسلب علي حياتنا السياسية ... كنا نأمل أن نجد الشفافية علي الانترنت و التي فقدناها في الواقع ...
أما فخر حكومتنا المصرية " موقع وزارة الدفاع " www.mmc.gov.eg موديل ٢٠٠٢ بدون اضافات من تاريخه... و المثير للدهشة أن الموقع باللغة الانجليزية فقط كأنه يخاطب الشعوب الأجنبية !! ناهيك عن انه موقع بسيط جدا لا يعبر عن مؤسستنا العسكرية التي تزخر بالخبراء في جميع أقسامها ... إلا إذا كان هناك حكمة خاصة بأمن مصر القومي ... فضلا عن أنك ستجد مواقع بعض الوزارات كأنها مواقع شخصية تعبر عن الوزير فقط و لا تعطي نفس الأهمية لمشروعات و برامج الوزارة نفسها التي ينتظرها المواطنين ... فتجد أن أداء الوزارات في الواقع ينعكس علي الإنترنت ... عجبا الحاسب الآلي ينطق ..
و من المواقع التي استطاعت تقديم صورة واقعية عن أدائها هو موقع وزارة الداخلية www.moiegypt.gov.eg الذي تكون من مجموعة مواقع علي أحدث طراز مشكلا بوابة متكاملة نفخر أن يوجد مثيله داخل حكومتنا المصرية و يعد الموقع مؤشر و كاشف حقيقي لأداء الوزارة مع المواطنين و في الشارع المصري ... و هناك أيضا الكثير من المواقع الحكومية الالكترونية الذين استطاعوا أن يثبتوا وجودهم بين المواقع الالكترونية و تقديم أفضل الخدمات للمواطنين مثل موقع خدمات بوابة الحكومة المصرية www.egypt.gov.eg الذي يزخر بالخدمات و ما ينقصه إلا تعزيز تلك الخدمات و تحقيقها علي أرض الواقع ... فنحن في حاجة الي خدمات حكومية الكترونية جيدة لأنها ستحد من الفساد و الرشاوي لأن الآلة ستؤدي واجبها علي أكمل وجه دون مقابل مادي أو حتي معنوي ... سنعمل علي توفير الوقت و الجهد و بدلا من تزاحم الناس علي المصالح الحكومية لاستخراج شهادة ميلاد مثلا أو لاستخراج رخص مركبات أو حتي دفع فواتير التليفونات ... الخ فيكفي أن يجلس المواطن أمام حاسوبه دقائق للقيام بإجراءات تستغرق أيام من شدة الزحام و تكاسل موظفي الحكومة .
و عند زيارتنا لموقع أليكسا ( alexa ) لقياس ترتيب مواقعنا الحكومية عالميا من حيث الأكثر زيارة وجدنا أن موقع بوابة الحكومة المصرية أحتل حوالي المركز ۸۳١۳ علي العالم كما أن موقع رئاسة الجمهورية أحتل حوالي المركز ۱۸٥‚٥۰۸ علي العالم أما موقع مجلس الوزراء المصري أحتل حوالي المركز ٤٥۸‚۹٥٢ و بالنسبة لموقع وزارة الدفاع فقد أحتل حوالي المركز ٤٠۱‚٦۱۰ أما موقع وزارة الداخلية فقد أحتل حوالى المركز ۷٤۱‚٤٤ علي العالم.. و يتم تحديث هذا الترتيب يوميا حسب عدد زوار المواقع .. هذا التصنيف يعبر عن الأداء الحقيقي لكل موقع حكومى ... فكلما كلما زاد عدد زائري الموقع كان مؤشرا علي جودة الموقع فيعطي قيمة للمواطن المصري و حكومته ... فالمواقع المصرية الحكومية تعبر عنا و عن تواجدنا ... ووجود بعض المواقع ذات القوة في التعبير الالكتروني و الأداء الفعلي يؤكد أن مصر لديها الكثير من الخبرات و لكن ينقصها الإرادة و التنظيم .
الدور الحقيقي لحكومتنا الذكية هو خدمة الشعب و عرض الواقع السياسي علي صفحاته الالكترونية و علي بوابة الحكومة المصرية ليطلع المواطن علي الانجازات الحقيقة للحكومة كما يتعرف مستخدمي الموقع من الجنسيات الأخرى علي حكومتنا الرشيدة لتكوين رؤية واضحة عن مصر في مختلف الاتجاهات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ... مازال التعتيم هو مبدأ الحكومة في التعامل مع المواطنين و وسائل الإعلام و أيضا نضيف إليها الوسائل الالكترونية.
لقد أرادت حكومتنا أن تتحدث بلغة العصر و لكن لغتها مازالت بها طلاسم لا تتفق مع لغة الحاسب الآلي و لا حتى لغة المواطن... استطاعت بكل الوسائل أن تضلل المواطنين و حتى الحاسوب لم تتركه سالما... و ليكن عزاء الحاسب الآلي علي موت الضمير الإنساني.
أنور عصمت السادات
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية
0 comments :
إرسال تعليق