أزمة الاستقالة في حزب "الجبهة".. مرونة "ديمقراطية" أم مصير "حزب الغد"؟!

بص وطل

تامر ابو عرب

أثارت استقالة الدكتور "علي السلمي" نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية من منصبه الحزبي الدهشة لدى الكثير من المراقبين السياسيين، وأثارت الكثير من اللغط على الساحة السياسية المصرية، خاصة وأن هذا الحزب الوليد كان الكثيرون يتوقعون له مستقبلا مختلفا عن الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية حاليا، وبدأت التكهنات والمراهنات تشتعل حول مستقبل الحزب الذي لم يمر على حصوله على الموافقة رسمياً أكثر من ثلاثة أشهر، فهناك من راهن على احتمالية أن تفتح استقالة "السلمي" بابا من الانشقاق داخل الحزب ومزيدا من الاستقالات والانشقاقات التي تحركها ربما بعض الأطماع السياسية، وربما بعض الأيادي الخفية التي تريد أن تعصف باستقرار الحزب الناشئ مبكرا، وتفقده دوره المنتظر من قبل حتى أن يبدأ.
وهناك من أكد أن استقالة "السلمي" لن تؤثر بأي حال على مستقبل الحزب لكونه مازال في طور النشأة ومن الطبيعي أن تكون هناك تحركات إيجابية أو سلبية حتى يتحقق الاستقرار وتضرب جذوره في أعماق الحياة السياسية والحزبية المصرية، ورفض هذا الفريق الأقوال الذاهبة إلى ربط ما يحدث حاليا في حزب الجبهة بما حدث قبله في حزب الغد ليكون مصير الأول هو نفس مصير الأخير .

وبصرف النظر عن الأسباب التي دفعت "السلمي" إلى تقديم استقالته فإن ما يشغل بال الجميع في هذه الأيام هو وضع التصورات المستقبلية لحزب الجبهة بعد استقالة رجل بقيمة وقامة الدكتور "علي السلمي" وزير التنمية الإدارية السابق والمشهود له بالكفاءة في تخصصه والنصوع في تاريخه، ثم كونه يشغل منصباً رفيعاً داخل الحزب وهو نائب الرئيس. وكان "السلمي" قد برر قرار الاستقالة بأن التوجهات الرئيسية للحزب غير واضحة ونتج عنها صدامات في الرأي، وأكد أنه هدد بالاستقالة أكثر من مرة، وفي كل مرة كانوا يعدونه بالتطوير والإصلاح ولكن الأمر يبقى على ما هو عليه، ومن ثم فقد وجد نفسه لا يستطيع أن يقنع أولاده أو زملاءه بفكر الحزب والانضمام إليه بل إنه نفسه غير مقتنع بما يحدث -على حد قوله- وأكد أن الحزب قد فشل في صنع قيادة جماعية تنزل للشارع، حتى إن أمناء المحافظات لم يجتمعوا مع قيادات الحزب حتى الآن .


"أنور عصمت السادات" نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية وعضو مجلس الشعب السابق يقول لـ"بص وطل" معلقا على هذه الأزمة الأخيرة: "إن استقالة الدكتور "السلمي" لن تؤثر بأي حال من الأحوال في أداء الحزب على المدى البعيد، قد تؤثر الآن بعض الشيء وقد تطرح كثيرا من التساؤلات وعلامات الاستفهام بين أعضاء الحزب وفي الأوساط السياسية والمتابعين للشأن العام، ودورنا كمسئولين في الحزب أن نهدئ من روع الأعضاء، ونؤكد لهم أن استقالة مسئول بارز في الحزب لا يمكن ولا يجب أن تؤثر على مسيرة الحزب أو تقلل من مستوى أدائه ومن الوارد بل من الصحي أن تكون هناك بعض الخلافات في الرأي، لكنها في الوقت نفسه لا يجب أن تأخذ أكبر من حجمها، والدكتور "علي" له كل الاحترام والتقدير، ونحن احترمنا رغبته عندما تأكد لنا أنه لا يريد الاستمرار في الحزب، وهذا حقه لكن العلاقة بيننا على المستوى الشخصي والإنساني مازالت موصولة ويجب أن تظل كذلك ونريد دائما الاستفادة من خبرات الدكتور "علي" بتاريخه الطويل حتى ولو لم يكن معنا في الحزب".

وأكد "السادات" أن حزب الجبهة لا يقوم على أفراد لكنه كيان قائم بذاته ولا يجب أن يؤثر رحيل فرد أو حتى مجموعة أفراد على أدائه، وأضاف أنه يعد وعلى مسئوليته الشخصية أن يبقى الحزب مستقرا كما هو، ولن تؤثر فيه بأي شكل استقالة "السلمي" مع كامل الاحترام لاسمه وتاريخه وأن الحزب مليء بالأسماء والخبرات التي تقود سفينة الحزب على خير وجه.


وعما إذا كان هناك خلافات على المناصب أو صراع داخلي بين أفراد الحزب قال "السادات" إن أعضاء الحزب لديهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم يبتعدون عن مثل هذا الهراء وهذه الصغائر، وطالب وسائل الإعلام بعدم تضخيم المسألة، والوقوف إلى جانب الحزب .

أما الدكتور "عمر هاشم ربيع" الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فيعلق على ذلك قائلا: "إن استقالة "السلمي" عادية، وإننا لا ننتظر شيئا من حزب الجبهة قبل أقل من عام. وإن الأشهر القليلة التي مرت منذ الموافقة على تأسيس الحزب لا تعتبر مؤشرا على مستوى أدائه في المستقبل، ونفى أن يكون الحزب مهددا بمصير حزب الغد، مؤكدا أن هناك فروقا كبيرة في الحالتين، فحزب الجبهة لا تغلب عليه الشللية كما هي الحال في الغد، فعندما استقال "السلمي" لم نجد مجموعة من أعضاء الحزب تقدم استقالاتها تضامنا معه أو ما شابه لذلك، فالخوف على مستقبل حزب الجبهة أمر مبالغ فيه"،


وأضاف "ربيع" أن الدكتور "علي السلمي" له مكانة علمية كبيرة وتاريخ مشرف وخسارة كبيرة لحزب الجبهة أن يتركه رجل بحجم "السلمي". كما نفى أن تكون هناك أيادٍ خفية تعبث باستقرار الحزب وتهدد مستقبله، وأشاد بالسلوك المتحضر سواء في قرار "السلمي" بالانسحاب بهدوء أو باحترام الحزب رغبته وعدم الضغط عليه للعدول عن قراره؛ لأن هناك أسماء كبيرة جدا داخل الحزب يمكنها قيادة الحزب على النحو الأمثل وعدم التناحر على المناصب؛ لأن الغالبية العظمى من أعضائه ينادون بالإصلاح ولا يلهثون وراء المناصب

0 comments :

إرسال تعليق